عتبه بن غزوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عتبه بن غزوان

    عتبه غزوان

    ’Utbah ibn Ghazwan - ’Utbah ibn Ghazwan

    عتبة بن غزوان
    (40 ق هـ ـ 16هـ/582 ـ 637م)
    أبو عبد الله وقيل: أبو غزوان «عتبة ابن غزوان بن جابر بن وهب بن نُسيَب، أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة ابن خصفة، وهو حليف بني نوفل بن عبد مناف، وكان من المهاجرين الأولين …»، قال ابن سعد: «وهو قديم الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله، قدم إلى المدينة في الهجرة وهو ابن أربعين سنة، وآخى رسول اللهr بين عتبة بن غزوان وأبي دجانه، شهد بدراً وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من طبقات البدريين من المهاجرين».
    وتختلط الروايات التاريخية القليلة عنه أصلاً، وتتناقض أحياناً حول إسهاماته في تثبيت أركان الدولة الإسلامية في مكة والمدينة وحول إسهاماته في غزوات الرسول وسراياه وبعوثه، ويستنتج من الأخبار القليلة عنه أنه كان من المغاوير المكلََّفين ببعض المهمات الاستطلاعية التي تتطلب جرأة وشجاعة، فقد شارك في مهمة استطلاعية مع ثمانية رهط من المهاجرين بقيادة عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة على بعد ليلة من مكة ليرصد حركة قوافل قريش بين مكة والطائف، ونجده مندساً في صفوف المشركين في غزوة الأبواء.
    لا ذكر لاسمه في حروب الردة، ولايعني هذا عدم مشاركته في هذه الأحداث المهمة كلها. وتعود أخباره إلى الظهور في عام 14للهجرة حين ولاه الخليفة عمر بن الخطاب جبهة الأُبُلَّة، في إطار تنظيم عملية الفتح وإخضاعها للإدارة المركزية في المدينة، وقال له: «إن الحيرة قد فتحت … ووطئت خيل المسلمين أرض بابل فَصِرْ إلى ناحية البصرة فَاَشْغَلْ من هناك من أهل الأهواز وفارس وميسان عن إمداد إخوانهم على إخوانك … فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة ومن معه من بكر بن وائل وبني تميم …؛ فتولى قيادة هذه الجبهة وأقام معسكره المؤقت في الخريبة، وكانت مسلحة للأعاجم، ففتحها خالد بن الوليد فخلت منهم، … وكتب عتبة يعلمه نزوله وأصحابه حيث نزلوا، فكتب إليه بأن ينزلهم موضعاً قريباً من الماء والمرعى، قال أبو مخنف: «وكانت ذات حصى وحجارة سود فقيل إنها بصرة … قالوا وضربوا بها الخيام والقباب والفساطيط ولم يكن لهم بناء…».
    وعن تميم بن قيس قال: «كنا مع عتبة بن غزوان فلما انتهى البر وراء منابت القصب قال: ليست هذه منازل العرب، فنزل الخريبة، ومر عتبة بموضع المربد فوجد الكَدّانَ (الحجارة الرخوة النخرة) الغليظ فقال: هذه البصرة ونزلوها باسم الله»، وتم بناؤها لتكون معسكراً مؤقتاً، ولم تتحول لتكون معسكراً ثابتاً ثم مدينة إلا بعد عام 17هـ، ويؤكد البلاذري هذا بقوله: «وبنى عتبة دار الإمارة دون المسجد في الرحبة التي يقال لها اليوم رحبة بني هاشم، وكانت تسمى الدَّهناء، وفيها السجن والديوان، فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب وحزموه».
    أما فيما يتعلق بفتوح عتبة فيبدو أنه اصطدم بمقاومة شديدة من جانب ولاة يزدجرد، الذين كانوا يحشدون قوات كبيرة لاستعادة المبادهة، فجرت حروب كثيرة كانت سجالا،وقام فغزا الأُبُلَّة ففتحها عنوة، وعبر النهر وأتى المذار فحارب دهقانها فهزمه، ثم سار عنه إلى دستميسان وقد جمع أهلها للمسلمين، فهزمهم وقتل دهاقينهم وانصرف عتبة من فوره إلى أَبَرْ قُباذْ ففتحها الله عليه».
    ثم أرسل قواده ومنهم المغيرة بن شعبة، ومنهم مجاشع بن مسعود السلمي زوج ابنته، شمالاً وشرقاً وجنوباً، ولكن معاناة هذا الصحابي المؤمن، وهي معاناة الخليفة عمر نفسه، كانت مع عماله وقواده، وكان وجوه القوم يخاصمونه في قسمة الفيء (وتوزيع الأراضي)، وكان المستاؤون والوشاة والمتحزبون يكتبون للخليفة في حقه وحق عماله، ومن أشهر تلك الكتابات القصيدة التي أرسلها أبو المختار يزيد ابن قيس للخليفة عمر يسمى فيها هؤلاء المنتفعين من القادة واحداً فواحداً، ومنهم زوج ابنته مجاشع بن مسعود السَّلَمي، ومنهم أخو زوجته نافع بن الحارث بن كَلَدَة، فاستدعاه الخليفة إلى المدينة وتحقق بنفسه من ترفعه وعفة نفسه، ولكنه أرسل من يقاسم هؤلاء الذين استغلوا مواقعهم القيادية شطر أموالهم، واستعفى عتبة من منصبه، ولكن الخليفة كان يثق به فأجبره على العودة إلى ولايته، فخرج على كرهٍ منه من المدينة فمات بمعدن بني سليم (من أعمال المدينة على طريق نجد) فقدم سويد غلامه بمتاعه وتَرِكَتِهِ إلى عمر بن الخطاب».
    وبذلك انتهت حياة صحابي يُجْمِعُ المؤرخون على أنه كان والياً من طراز عمر بن الخطاب قناعة وتقشفاً وزهداًً وصرامة.
    زهير محمد ناجي
يعمل...
X