عبد نبي عبد قدوس
Abdul Nabi ibn Abdul Qudus - Abdel Nabi ibn Abdul Qudus
عبد النبي بن عبد القدوس
(…ـ 990 هـ/… ـ 1582م)
عبد النبي بن أحمد بن عبد القدوس الحنفي النعماني، فقيه باحث وعالم محدث أحد علماء الهند المشهورين، ولد في كنكوه ولم يُعرف بالضبط تاريخ ميلاده، درس اللغة العربية والعلوم الشرعية في بلاده، ثم سافر إلى الحجاز من أجل التزود بالثقافة الدينية، وسمع الحديث عن كبار المشايخ في مكة والمدينة المنورة، واعتنق الطريقة السلفية، ولما عاد إلى الهند لنشر مذهبه السلفي لاقى معارضة شديدة من أهله وأقاربه لدرجة أنهم نفوه إلى خارج موطنه.
عندما علم سلطان الهند جلال الدين «محمد أكبر» ثالث ملوك الأسرة التيمورية في الهند بعلم ابن عبد القدوس ولاه الصدارة في الهند سنة 971هـ، وأصبح لقبه «صدر الصدور» كرئيس وزراء في العصر الحالي، واشتهر بين الخاصة والعامة، وكان السلطان كثير الإجلال له لدرجة أنه كان يذهب إلى بيته لإستماع الحديث الشريف منه، ويتولى خدمته أحياناً بنفسه، واستمر الوضع على هذه الحال سنوات طويلة، إلى أن وشى به أحد تلاميذه، وأوغر صدر الشاه أكبر عليه، فأخذ هذا يفتش عن سبب لعزله من منصبه. وحدث في مدينة متهرا نزاع كبير بين المسلمين والبوذيين حول بناء مسجد، وتعرض أحد زعماء البوذيين للقاضي عبد الرحيم وسب النبي محمدr أمام جمع كبير من الناس، فرفع القاضي عبد الرحيم القضية إلى الصدر ابن عبد القدوس، فقضى بقتل الزعيم البوذي، ولم يوافق السلطان على الإعدام وأرسل له «إن السلطان أعدل الأئمة وأعقلهم وأعلمهم بالله سبحانه، لاينبغي له أن يقلد أحداً من الفقهاء والمجتهدين» ولم يقتصر الأمر على هذا الحدث، بل إن سلطان الهند قام بالدعوة إلى عقيدة ابتدعها وسماها «التوحيد الإلهي» فعارضه ابن عبد القدوس، فسجنه السلطان زمناً وعذبه وفاوضه مرات عديدة على أن يخفف من حدة صلابته في الدين ويعيده إلى مكانته الأولى، فلم يستجب ولم يتراجع عن أرائه حتى أمر السلطان بنفيه إلى الحجاز «بلد الحرمين الشريفين» في سنة 988هـ، حيث أقام بها فترة من الزمن، ثم رجع إلى الهند في سنة 989هـ، وطلب العفو من السلطان فأمر هذا وزيره راجه طودرمل أن يحاسبه فخنقه ومات شهيداً في السجن.
كان ابن عبد القدوس عالماً كاتباً، ومن مصنفاته كتاب «وظائف النبي في الأدعية المأثورة»، وكتاب «سنن الهدى في متابعة المصطفى»، وله رسائل في «حرمة السماع» رداً على رسالة أبيه ورسالة في «رد طعن القفال المروزي على الأمام أبي حنيفة».
محمد حمدان أحمد
Abdul Nabi ibn Abdul Qudus - Abdel Nabi ibn Abdul Qudus
عبد النبي بن عبد القدوس
(…ـ 990 هـ/… ـ 1582م)
عبد النبي بن أحمد بن عبد القدوس الحنفي النعماني، فقيه باحث وعالم محدث أحد علماء الهند المشهورين، ولد في كنكوه ولم يُعرف بالضبط تاريخ ميلاده، درس اللغة العربية والعلوم الشرعية في بلاده، ثم سافر إلى الحجاز من أجل التزود بالثقافة الدينية، وسمع الحديث عن كبار المشايخ في مكة والمدينة المنورة، واعتنق الطريقة السلفية، ولما عاد إلى الهند لنشر مذهبه السلفي لاقى معارضة شديدة من أهله وأقاربه لدرجة أنهم نفوه إلى خارج موطنه.
عندما علم سلطان الهند جلال الدين «محمد أكبر» ثالث ملوك الأسرة التيمورية في الهند بعلم ابن عبد القدوس ولاه الصدارة في الهند سنة 971هـ، وأصبح لقبه «صدر الصدور» كرئيس وزراء في العصر الحالي، واشتهر بين الخاصة والعامة، وكان السلطان كثير الإجلال له لدرجة أنه كان يذهب إلى بيته لإستماع الحديث الشريف منه، ويتولى خدمته أحياناً بنفسه، واستمر الوضع على هذه الحال سنوات طويلة، إلى أن وشى به أحد تلاميذه، وأوغر صدر الشاه أكبر عليه، فأخذ هذا يفتش عن سبب لعزله من منصبه. وحدث في مدينة متهرا نزاع كبير بين المسلمين والبوذيين حول بناء مسجد، وتعرض أحد زعماء البوذيين للقاضي عبد الرحيم وسب النبي محمدr أمام جمع كبير من الناس، فرفع القاضي عبد الرحيم القضية إلى الصدر ابن عبد القدوس، فقضى بقتل الزعيم البوذي، ولم يوافق السلطان على الإعدام وأرسل له «إن السلطان أعدل الأئمة وأعقلهم وأعلمهم بالله سبحانه، لاينبغي له أن يقلد أحداً من الفقهاء والمجتهدين» ولم يقتصر الأمر على هذا الحدث، بل إن سلطان الهند قام بالدعوة إلى عقيدة ابتدعها وسماها «التوحيد الإلهي» فعارضه ابن عبد القدوس، فسجنه السلطان زمناً وعذبه وفاوضه مرات عديدة على أن يخفف من حدة صلابته في الدين ويعيده إلى مكانته الأولى، فلم يستجب ولم يتراجع عن أرائه حتى أمر السلطان بنفيه إلى الحجاز «بلد الحرمين الشريفين» في سنة 988هـ، حيث أقام بها فترة من الزمن، ثم رجع إلى الهند في سنة 989هـ، وطلب العفو من السلطان فأمر هذا وزيره راجه طودرمل أن يحاسبه فخنقه ومات شهيداً في السجن.
كان ابن عبد القدوس عالماً كاتباً، ومن مصنفاته كتاب «وظائف النبي في الأدعية المأثورة»، وكتاب «سنن الهدى في متابعة المصطفى»، وله رسائل في «حرمة السماع» رداً على رسالة أبيه ورسالة في «رد طعن القفال المروزي على الأمام أبي حنيفة».
محمد حمدان أحمد