عبيد شريه
’Ubayd ibn Shiriah - ’Ubayd ibn Shiriah
عُبَيد بن شَرِيَّة
(…ـ نحو 100هـ/… ـ 718م)
عُبَيد (بلفظ التّصغير) بن شَرِيَّة (زنة عَطِيّة، بالشّين المعجمة، وقيل بالسّين المهملة، كما قيل: سارية) الجُرْهميّ، راوية عالمٌ بأخبار الماضين وأنسابهم، مُعَمَّرٌ يُعدّ في الحكماء الخطباء، عاش في الجاهليّة دهرًا ثم أدرك الإسلام وأسلم، وقضى في خلافة عبد الملك بن مروان.
استحضره معاوية بن أبي سفيان في خلافته، وكان معاوية مولعًا بأخبار الأمم الغابرة، وأحاديث من مضى، مستشرفًا لأخبار ملوك حِمْيَرَ خاصّة، فقال له عمرو بن العاص، لو بعثت إلى الجرهميّ، فإنّه أدرك ملوك الجاهليّة، وهو أعلم من بقي اليوم بأحاديث العرب وأنسابها، وأوصفَه لما مَرَّ عليه من تصاريف الدّهر. فكان أن جيء به، فلمّا وقف بين يدي معاوية، إذ هم بشيخ كبير السِّنّ، صحيح البدن، ثابت العقل، ذَرِب اللِّسان، كأنّه الجِذْع. فأمر معاوية بإنزاله قُرْبَه، وأخدمه، وأمر من يجري عليه رزقه، ووسّع عليه وألطفه، ثم أخذ يسأله عن الأخبار المتقدّمة، وملوك العرب والعجم، وسبب تَبَلْبُل الألسنة، وافتراق النّاس في البلاد، فأخذ يجيبه عن سؤالاته، مستفيضًا في الحديث عن وقائع العرب وأشعارها وأخبارها، فأمر معاوية أهل ديوانه وكُتّابه أن يدونوا الأخبار التي يسوقها، ثمّ أٌلِّف كتابًا.
وإن صحّ خبره مع معاوية بن أبي سفيان، وصحّ أنه أملى على كُُتّاب معاوية معارفه، فهو أوّل من صنّف الكُتب من العرب، وكتابه أوّل مُصَنَّف في الإسلام، على أنّه قد زِيد فيه ونقص، فلايؤخذ منه نُسختان مستويتان، وقد نبّه السَّلف على الاضطراب في مادة هذا الكتاب، وشكك بعض المستشرقين في شخصية عُبَيد، وفيهم كرنكو، وذهب إلى أنها من اختراعات محمد بن إسحاق النّديم، وبسط القول في ذلك في أطروحة نشرها عند طبع رواية كتاب عبيد، وذهب الزِّرِكلي إلى أن النّديم قد يكون تلَقّف اسم عُبيد من أفواه غير المتثبتين من الرواة.
مقبل التّامّ عامر الأحمدي
’Ubayd ibn Shiriah - ’Ubayd ibn Shiriah
عُبَيد بن شَرِيَّة
(…ـ نحو 100هـ/… ـ 718م)
عُبَيد (بلفظ التّصغير) بن شَرِيَّة (زنة عَطِيّة، بالشّين المعجمة، وقيل بالسّين المهملة، كما قيل: سارية) الجُرْهميّ، راوية عالمٌ بأخبار الماضين وأنسابهم، مُعَمَّرٌ يُعدّ في الحكماء الخطباء، عاش في الجاهليّة دهرًا ثم أدرك الإسلام وأسلم، وقضى في خلافة عبد الملك بن مروان.
استحضره معاوية بن أبي سفيان في خلافته، وكان معاوية مولعًا بأخبار الأمم الغابرة، وأحاديث من مضى، مستشرفًا لأخبار ملوك حِمْيَرَ خاصّة، فقال له عمرو بن العاص، لو بعثت إلى الجرهميّ، فإنّه أدرك ملوك الجاهليّة، وهو أعلم من بقي اليوم بأحاديث العرب وأنسابها، وأوصفَه لما مَرَّ عليه من تصاريف الدّهر. فكان أن جيء به، فلمّا وقف بين يدي معاوية، إذ هم بشيخ كبير السِّنّ، صحيح البدن، ثابت العقل، ذَرِب اللِّسان، كأنّه الجِذْع. فأمر معاوية بإنزاله قُرْبَه، وأخدمه، وأمر من يجري عليه رزقه، ووسّع عليه وألطفه، ثم أخذ يسأله عن الأخبار المتقدّمة، وملوك العرب والعجم، وسبب تَبَلْبُل الألسنة، وافتراق النّاس في البلاد، فأخذ يجيبه عن سؤالاته، مستفيضًا في الحديث عن وقائع العرب وأشعارها وأخبارها، فأمر معاوية أهل ديوانه وكُتّابه أن يدونوا الأخبار التي يسوقها، ثمّ أٌلِّف كتابًا.
وإن صحّ خبره مع معاوية بن أبي سفيان، وصحّ أنه أملى على كُُتّاب معاوية معارفه، فهو أوّل من صنّف الكُتب من العرب، وكتابه أوّل مُصَنَّف في الإسلام، على أنّه قد زِيد فيه ونقص، فلايؤخذ منه نُسختان مستويتان، وقد نبّه السَّلف على الاضطراب في مادة هذا الكتاب، وشكك بعض المستشرقين في شخصية عُبَيد، وفيهم كرنكو، وذهب إلى أنها من اختراعات محمد بن إسحاق النّديم، وبسط القول في ذلك في أطروحة نشرها عند طبع رواية كتاب عبيد، وذهب الزِّرِكلي إلى أن النّديم قد يكون تلَقّف اسم عُبيد من أفواه غير المتثبتين من الرواة.
مقبل التّامّ عامر الأحمدي