تويت
حمصي فرحان الحمادة
( منارات ثقافية رقية --- الأديب عيسى الشيخ حسن ) --- 55 ------
ينتمي عيسى الشيخ حسن إلى قبيلة البوبطوش العبيدية، قدم والده من موطن القبيلة في ريف حلب الشرقي إلى قضاء الرقة أواخر الخمسينات من القرن الماضي معلّمًا للقرآن الكريم، واستقر في قرية الحرملة التابعة لناحية مريبط، وفيها عاش الشاعر طفولته الأولى قبل أن يغمر الفرات وادي الزور الذي أمسى ماعون البحيرة التي خلّفها السدّ الناشئ، ويرتحل أهله إلى القامشلي، ويقيم في قرية أم الفرسان.
أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في مدينة القامشلي، ثمّ التحق بمعهد إعداد المعلّمين (الصف الخاص) في مدينة الحسكة، ثمّ أكمل تعليمه الجامعي في كلية الآداب في حلب قسم اللغة العربية وتخرّج فيها عام 1990.
عمل معلّمًا ثمّ مدرّسًا للغة العربية في منطقة القامشلي قبل أن ينتقل للعمل في دولة قطر عام 1999م، وما زال حتى الآن على رأس عمله، وإلى جانب التعليم اشتغل في الصحافة الأدبية والتدقيق اللغوي في أكثر من جهة.
بدأ كتابة الشعر في سنّ مبكرة لكنّ تجربته أخذت منحًى خاصًّا في معهد إعداد المعلّمين وكان لمعلّمه أ.حسين عساف الأثر الكبير في تشجيعه ودفع موهبته، وساهمت دراسة اللغة العربية في إنضاج تجربته.
تأخر صدور ديوانه الأوّل "أناشيد مبللة بالحزن" حتى عام 1998 الذي نشرته مؤسسة جائزة عبد الوهّاب البياتي، بعد فوز الديوان بجائزة البياتي في موسمها الأوّل، وكانت ظاهرة الجوائز الأدبية تسعينيات القرن الماضي قد عرّفت الناس بكثير من الشعراء الموهوبين الذين وقفت الظروف المختلفة عائقًا أمام النشر.
عام 2001 صدر ديوانه الثاني "يا جبال أوّبي معه" عن جائزة الشارقة المعروفة، بعد فوز الديوان بالجائزة "المركز الثاني". وتلا ذلك ديوانه "أمويون في حلم عباسي" عام 2005 عن دار الينابيع بدمشق. وتأخر ديوانه الرابع "مرُّوا عليَّ" حتى العام 2015 وصدر عن دار نينوى في دمشق.
اتّجه إلى كتابة قصيدة النثر فجاء ديوانه "حَمَام كثيف" الصادر عن دار المتوسّط عام 2016، وذهب إلى مغامرة الرواية في السنوات التالية فجاءت روايته "خربة الشيخ أحمد" عن دار موزاييك "اسطمبول" 2021 م، عن مجتمع الجزيرة السورية إبّان فترة الثمانينات.
اتّجه في الفترة الأخيرة إلى رصد الحياة الشفاهية لمجتمع السيرة من خلال تأصيل اللهجة الفراتية "الشاويّة" من خلال البحث اللغوي والسيرة الذاتية، وقد صدر له في هذا المجال كتاب "سرديّات رمضان" عن دار نوستالجيا القاهرية عام 2022.
فاز ببعض الجوائز المحليّة، وبجائزتين عربيّتين "البياتي، الشارقة"، وكتب عن تجربته كثير من النقاد، منهم "الشاعر اليمني الراحل عبد العزيز المقالح- الروائي العراقي الراحل عبد الرحمن مجيد الربيعي" و أشار إليه الناقد محمد عضيمة في كتابه الأنطولوجي " نصوص ل 300 شاعر سوري في آخر 100 عام". وأشارت إليه الأديبة الموسوعية المغربية فاطمة بوهراكة في كتابها "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب في نصف قرن 1956-2006".
أفرد له الناقد المصري د.خالد عبد الغني فصلًا في كتابه: التحليل النفسي و الأدب ( الملحمة ـ الرواية ـ الشعر)، وهو تحليل نفسي للكتاب " نجيب محفوظ ـ طه حسين ـ عيسى الشيخ حسن " من خلال إبداعهم، وكذلك كتاب: كتاب تحولات النص الأدبي قراءة لمجموعة من الباحثين العراقيين في شعر التسعينات في سورية: أديب حسن محمد ـ عيسى الشيخ حسن ـ محمد المطرود ـ منير خلف ـ عبد محمد البركو.
أشير إلى نصوصه وتجربته في بعض الرسائل الجامعية، وفي مستهلّ هذا العام 11 كانون الثاني/ يناير 2023 أعلنت جامعة باشايك شهر العربية الإسلامية عن قبول خطّة رسالة ماجستير عن ديوانه "مرّوا عليّ" بعنوان: "التماسك النصّي في ديوان "مرّوا عليّ" للشاعر السوري عيسى الشيخ حسن. للطالب طه أحمد نفرة.
................
حمصي فرحان الحمادة