صفي الدين الحلي Safieddin-Al-Hilli .أديب بليغ وشاعرمجيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صفي الدين الحلي Safieddin-Al-Hilli .أديب بليغ وشاعرمجيد

    حلي (صفي دين)

    Al-Hilli (Safieddin-) - Al-Hilli (Safieddine-)

    الحلي (صفي الدين -)
    (677-750هـ/1278-1349م)

    أبو الفضل عبد العزيز بن سرايان بن علي السنبسي (نسبة إلى سنبس بطن من طيء) الطائي الحلّي. أديب بليغ من أئمة أدباء عصره، وشاعر مجيد سار شعره شرقاً وغرباً.
    ولد في مدينة الحلّة من مدن العراق، ونشأ فيها نشأة مترفة كغيره من أبناء الوجهاء، فتعلم الفروسية والرماية والصيد.
    نظم الحلّي الشعر وهو ابن سبع سنين، ثم دأب على تعلم العربية والأدب ودراسة العلوم الإسلامية. واضطر في شبابه إلى الرحيل عن مدينة الحلّة فذهب إلى ماردين ومدح ملوكها من بني أرتق، وله فيهم قصائد بديعة، وقد خصّ الملك المنصور نجم الدين غازي (693-712هـ) بديوان أسماه «درر النحور في مدائح الملك المنصور».
    وفي ماردين عمل الحلّي بالتجارة فكان يرحل بين بلاد عدة، وكان لتنقله هذا أثر بالغ في شعره، فقد اشتغل إلى جانب التجارة بالعلم والأدب، فقصد العلماء يأخذ عنهم في كل بلد نزل به، كما قصد الأمراء يمدحهم ويأخذ من عطائهم.
    زار الحلّي القاهرة مرتين كانت أولاهما سنة 726هـ أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون (698-741هـ) ومدحه بعدد من القصائد، والتقى فيـها القاضي عـلاء الـدين ابـن الأثير (ت730هـ) ومدحه أيضاً، واجتمع بابن سيد الناس الإشبيلي (ت734هـ) وأبي حيان الأندلسي (ت745هـ) والشــاعر ابن نباته (ت768هـ) وصلاح الدين الصفدي (ت764هـ)، وقد أجازه الحلّي بخطه جميع ما سمعه منه من نظم ونثر وتأليف . كما زار أيضاً حلب ودمشق وبغداد وحماة ومدح من ملوكها المؤيد الأيوبي (710-733هـ) وابنه الملك الفضل (733-742هـ) .
    برع صفي الدين الحلّي في فنون الأدب وعلوم المعاني والبيان ، فكان صاحب بديع وترسل ظهرا بوضوح في أدبه الذي غلب عليه الترصيع وأنواع البديع مع اللعب اللفظي. ومن ذلك قوله:
    سـَند سيّدُ حليم حكيم
    فاضلُ فاصلُ مَجيدُ مُجيدُ
    حازم جازم بصير نصير
    زانه رايه السديد الشديدُ
    وقوله وهو مما يقرأ مقلوباً: كرم علمك يكمل عمرك.
    طرق الحليّ مختلف فنون الشعر من مديح وهجاء ورثاء وغزل وحكمة وحنين إلى الوطن ووصف للطبيعة التي شاهدها، مثل وصفه نيل مصر وعاصي حماة ورياحين دمشق وشتاء ماردين. كما أجاد الشعر الملحون كالموشحات والأزجال والدوبيت والمواليا والقوما وغيرها.
    قيل إن صفي الدين تشيع، ولا غرابة في ذلك فقد نشأ في الحلّة دار التشيع في ذلك الوقت. وله مدائح كثيرة في أهل البيت منها قوله:
    فوالله ما اختار الإله محمداً
    حبيباً وبيـن العالمين له مثلُ
    كذلك ما اختار النبي لنفسه
    علياً وصـياً وهـو لابنته بعلُ
    وصيره وزن الأنام أخاً له
    وصنوا وفيهم من له دونه الفضل
    أما أشهر قصائده فقصيدته التي قالها في دعوته للثأر لمقتل خاله في موقعة الزوراء قرب بغداد ومطلعها:
    سل الرماح العوالي عن معالينا
    استشهد البيض هل خاب الرجا فينا؟
    له من المؤلفات كتاب «الأغلاطي» وهو معجم للأغلاط اللغوية، وكتاب «العاطل الحالي والمرخص الغالي» وخصصه للشعر الملحون، ويعد في أهم الكتب التي تعرض هذا الفن. وكتاب «الأوزان المستحدثة» و«الدر النفيس في أجناس التجنيس»، و«القصيدة البديعية» وهي في مدح الرسول r، واشتملت على 151 نوعاً من البديع، وله عليها عدة شروح. وله ديوان شعر رتبه بحسب الموضوعات.
    قدمه كثيرون على شعراء عصره علماً وفضلاً، بل عدّه بعضهم شاعر العصر على الإطلاق.
    اختلف في سنة وفاة الحليّ، وأغلب الظن أنه توفي عن ثلاث وسبعين سنة في بغداد.
    مها المبارك
يعمل...
X