لورنس(ديفيد هربرت) روائي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لورنس(ديفيد هربرت) روائي

    لورنس (ديفيد هربرت) Lawrence (David Herbert-) - Lawrence (David Herbert-)
    لورنس (ديفيد هربرت ـ)

    (1885 ـ 1930)



    يعدُّ ديڤيد هربرت أو دي إتش لورنس D.H (David Herbert) Lawrence برواياته «أبناء وعشاق» و«نساء عاشقات» و«عشيق ليدي تشاترلي»، من أبرز كتّاب الرواية الإنكليزية إلى جانب وولف [ر] وجويس [ر] وكونراد[ر]، كما كتب في أغلب الأنواع الأدبية الأخرى. ولد في بلدة إيستوود Eastwood في نوتنغهام شير Nottinghamshire وسط إنكلترا لأب عمل في مناجم الفحم وأمّ مدرّسة كان لها كبير الأثر في نشأته وبنيته الجسدية والنفسية. بعد حصوله على منحة دراسية في مدرسة نوتنغهام الثانوية انتسب إلى جامعة يونفرستي كولدج University College في المدينة وتأهل للتعليم. كان لتعرفه فريدا ويكلي Frieda Weekley زوجة أستاذه في الجامعة - وهي ألمانية ومن عائلة فون ريشتْهوفن von Richthofen النبيلة - ومن ثم هروبهما إلى ألمانيا، أثر باقٍ في حياته؛ إذ تزوجا عام 1914 وجابا جميع أصقاع الأرض معاً واستقرا في أماكن متعددة، وكانت علاقتهما خلفية العديد من رواياته، حتى وفاته في مصح لمرضى السل في مدينة فانس Vence الفرنسية.



    كتب لورنس كثيراً قبل نشره روايته «أبناء وعشَّاق» Sons and Lovers (1913) التي لم تنجح تجارياً إلا أنها ضمنت له الشهرة، وكانت أولى رواياته الناضجة عالج فيها العلاقات العائلية والغرامية للشخصية الرئيسية فيها، وهو الشاب بول موريل Paul Morel، المتحدر من أسرة بسيطة في مدينة إنكليزية تعيش على مناجم الفحم، وعلاقته بأبيه وأمه، والنساء إجمالاً، إضافة إلى المشكلات التي ترافق التطور الصناعي والاقتصادي. والرواية هي سيرة لورنس الذاتية. تلت ذلك أولى مجموعاته الشعرية «قصائد حب وغيرها» Love Poems and Others (1913)، وأولى مجموعات القصص القصيرة «الضابط البروسي وقصص أخرى» The Prussian Officer and Other Stories (1914).

    بدأت التعقيدات في حياة لورنس بالظهور مع روايته «قوس قزح» The Rainbow عام 1915، التي منعتها الرقابة بسبب الإباحية، ولاعجب في ذلك في مجتمع كان لايزال يقوم على القيم الفكتورية المتزمتة. تتناول الرواية حياة ثلاثة أجيال من عائلة برانغوين Brangwen، والمنافسة الدائرة بين رجال العائلة البسطاء المنطوين على أنفسهم ويبن نسائها المنفتحات على العالم المقبلات على الحياة، بين الريف والمدينة، بين المجتمع الزراعي والآخر الصناعي. وتابع لورنس في «نساء عاشقات» Women in Love (1921)، التي هاجمتها الصحافة الإنكليزية بشدة، مصير هذه العائلة ممثلة بالأختين برانغوين وعلاقاتهما مع الجنس الآخر. وكانت «عشيق ليدي تشاترلي» Lady Chatterley’s Lover (1928) آخر رواياته وأعاد كتابتها غير مرة، ونشرها بداية في إيطاليا في طبعة محدودة، ثم في باريس عام 1929، وظهرت في إنكلترا في طبعة مختصرة في عام 1932، ولم يظهر نصها الكامل إلا في عام 1959 في الولايات المتحدة وفي عام 1960 في إنكلترا، وأثار ذلك حينها ضجة كبيرة بسبب الملاحقة القضائية التي تعرضت لها دار بنغوين Penguin التي نشرتها. وقد كان لكتاباته الجريئة هذه - على الرغم من مآخذها كافة - أثر تثقيفي مهم في جيل ما بين الحربين العالميتين. لم يكن هدف لورنس في هذه الروايات، التي تعرضت وكاتبها للانتقاد والتشهير والاضطهاد والملاحقة، الإباحية لذاتها بل سبر أغوار العلاقة الزوجية بأبعادها كافة، وإلقاء الضوء عليها على نحو مباشر وصريح. وثيمته الأساسية فيها هي نقد المجتمع الصناعي الذي شلَّ - في رأيه - قدرة الإنسان على إقامة علاقات حسية طبيعية، مثلما شلَّت الحرب العالمية الأولى لورد كليفورد نتيجة إصابته، في حين تتفجر زوجته ليدي تشاترلي طاقة وعنفواناً فتلجأ إلى حارس الغابة، الذي يعمل لدى زوجها، وتنشأ بينهما علاقة في أحضان الطبيعة ويبدأان معاً حياة جديدة.

    لايمكن إغفال إسهام لورنس الشعري، فقد كتب شعراً حراً جميلاً مرهف الحس بلغة تتناسب وذلك الحس، ويعد ديوان «عصافير وحيوانات وأزهار» Birds, Beasts and Flowers (1923)) حول الطبيعة أفضل ما كُتب في هذا المجال. كتب لورنس كثيراً غير ذلك مثل مجموعة قصص «الحب بين أكوام القش وقطع أخرى» Love Among the Haystacks and Other Pieces (1930)، ودواوين «عشقيات» Amores (1916)، و«قصائد جديدة» New Poems (1918)، ومسرحيات «ترمُّل السيدة هولرويد» The Widowing of Mrs. Holroyd (1914)، و«ديفيد» David (1926)، وكتاب الرحلات «البحر وسردينيا» Sea and Sardinia (1921)، وحول نظرياته في علم النفس «فانتازيا اللاوعي» Fantasia of the Unconscious (1922)، وأيضاً رسائله الكثيرة، خاصة تلك الموجهة إلى الفيلسوف برتراند رَسل [ر].

    عاش لورنس حياة عاصفة، وكان طوباوياً يبحث عن الكمال، متعدد الوجوه والاهتمامات، وعبقرياً فذاً. إلا أن ذلك لم يظهر دائماً في كتاباته؛ وربما كان جهره بآرائه فيها، ومحاولاته الإرشاد والإصلاح في مجتمع فكتوري محافظ هو السبب في كبت تلك العبقرية.

    طارق علوش
يعمل...
X