لواحم
Carnivora - Carnivores
اللواحم
اللواحم Carnivora، رتبة من صف الثدييات Mammalia تضم حيوانات لاحمة. فيها الأُسود lions والنمور leopards والكلاب doges والذئاب wolves والثعالب faxes والقطط Cats والدببة bears وأبناء عرس weasels وعجول البحر seals وأُسودها sea- lions وفيلة البحر walruses. كلها مفترسة تكيفت أسنانها لتمزيق اللحم، عدا الباندا panda فإنه نباتي. وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم ماعدا أستراليا ومناطق القطب الجنوبي.
تختلف أبعادها بين الصغير والضخم الذي يمكن أن يصل طول بعضها إلى ثلاثة أمتار. تعيش في الأصل على اليابسة، ينتهي كل طرف من أطرافها الخلفية بأربع أصابع على الأقل، ينتهي كل منها بمخلب. أسنانها محدودة النمو، وقد تحورت بما يلائم الافتراس والتغذي باللحوم. تتميز اللواحم بأنيابها الطويلة وبثلاثة قواطع صغيرة في كل فك (مع بعض الاستثناءات) وبشكل طواحنها. فأضراس البشر مثلاً مسطحة وتستخدم لطحن الغذاء، أما أضراس اللواحم مدببة تلائم تمزيق الفريسة وطحن العظام، والضاحكة الأخيرة من ضواحك الفك العلوي لمعظم اللواحم والطاحنة الأولى من الفك السفلي تكونان حادتين وتشبهان السكين وتتحرك الواحدة مقابل الأخرى في أثناء المضغ للمساعدة على التمزيق والتقطيع. يطلق على هذه الأضراس المتحورة اسم أسنان الكسر carnassial teeth، أما الأضراس التالية إما أن تكون غير موجودة أو صغيرة جداً. ويلاحظ أن الدببة طورت لنفسها، إضافة لذلك، أضراساً ساحقة. كما يميز اللواحم أيضاً تمفصل الفكين، فهي بخلاف كثير من الثدييات والحافريات، لاتستطيع تحريك فكها السفلي جانبياً.
الأنبوب الهضمي لدى اللواحم قصير، والمعدة بسيطة، وللأنثى رحم ثنائي القرن bicornal والمشيمة مِنطَقية zonal والأثداء شفعية إربية inguinal التوضع؛ أي قرب الفخذ أو بطنية ولايتجاوز عددها السبعة. كما أنها تحمل في المنطقة حول الشرج غدداً تطلق مادة ذات رائحة تدافع بها عن نفسها أو تحدد بها منطقة سيطرتها.
حياتها
على الرغم من تسميتها باللواحم إلا أن غذاء بعضها لايقتصر على اللحوم، فالراكون وسنور الزباد civet والضبع وابن آوى jackal والظربان الأمريكي skunk وكثير من الدببة، تضيف إلى غذائها أحياناً الفواكه والعسل وجذور النباتات وبعض العناصر النباتية الأخرى، حتى إن دب الباندا يقتصر غذاؤه على الخيزران فقط.
ومعروف عن بعض اللواحم أنها صيادة ماهرة، الأمر الذي ينطبق على عدد من اللواحم كالأسد والذئب والفهد cheetah الذي يعد أسرع حيوان على وجه البسيطة، وبعضها يأكل الجيف، مثل الضباع؛ لكن هذا التمييز بين الاصطياد وأكل الجيف ليس صحيحاً دائماً، فالضباع مثلاً تفترس أحياناً الحيوانات الأخرى وتأكلها.
أما حياتها الاجتماعية فتختلف بحسب الأنواع، فكثير منها يعيش حياة انعزالية solitary مثل الكوجر couger (أو أسد الجبال puma) والأسد المخطَّط (الببر) tiger، وبعضها يعيش في جماعات ذات حجوم مختلفة يسيطر عليها الذكور مثل المجتمعات الإنسانية، كما في الأُسود، أو تسيطر عليها الإناث، كما في الضباع. وكلا اللواحم الانعزالية أو الجماعية تحدد لنفسها مناطق حياتها وسيطرتها؛ وذلك إما بالتبول على حدود منطقتها أو بإفراز مادة كريهة الرائحة من غددها الموجودة في المناطق الشرجية من جسمها.
تنوعها وتصنيفها
يميل بعض المصنّفين إلى تمييز رتيبتين suborders: مشقوقات الأقدام Fissipedia وزعنفيات الأقدام [ر] Pinnipedia. تضم الرتيبة الأولى الكلاب والقطط وغيرها مما تكيف مع الحياة على اليابسة والصيد، وتضم الرتيبة الثانية أُسود البحر وعجولها وغيرها مما تكيف مع الحياة في الماء، لكن الدراسات التي اعتمدت تقنيات البيولوجيا الجزيئية تميز بين لواحم سنورية الشكل Feliformia ولواحم كلبية الشكل Caniformia.
- سنوريات الشكل Feliformia: وتضم أربع فصائل حية هي:
الشكل (1) النمس الإدواردي
1) السنوريات [ر] :Felidae وفيها 37 نوعاً في 4 أجناس، تضم الأسد والنمر والوَشَق lynx والنمر الأمريكي المرقط (أو اليَغْوَر) jaguar وأسد الجبال (أو الكوجر).
2) النِمسِيات Herpestidae: تضم النمس mongoose وأشباهه الموزعة في 35 نوعاً و 17 جنساً. صغيرة الحجم، والنمس الإشنموني Herpestes ichneumon الذي كان يقدِّسه المصريون القدماء وغالباً ما كانوا يحنطونه، وكان قبل تدجين القط هو حيوان البيت المستأنس، ويسمى جرذ الفراعنة. والنمس الأصغر منه هو النمس الإدواردزي H. edwardsi المنتشر في الهند، ومعروف عنه صيده الحيات وابتلاعها كلها بعد قتلها (الشكل1).
الشكل (2) الزباد الأفريقي
الشكل (4) الرباح أو الزريقاء
3) الزباديات :Viverridae وتضم مجموعتين، هما أنواع سنور الزباد civets ومجموعة الرَباح أو الزريقاء Genets.
الشكل (3) زباد السوريكات
أكثر أنواع سنور الزباد شهرة نوعان هما الزباد الإفريقي Civettictis civetta (الشكل2). وتطلق هذه الحيوانات، من غدد موجودة قرب الشرج، مواد تستخدم في صناعة العطور كمثبتات باسم سيفيت civette.
ومن أشهر الأنواع التي تطلق رائحة تشبه المسك الزباد الهندي Viverricula indica وزباد طانجالوقا V. tangalunga الآسيوي، وتُجْمَع إفرازاتها مرتين أسبوعياً بالملعقة.
وثمة زباد آخر هو السوريكات Suricata suricatta الذي يعيش في المناطق الجافة في جنوب إفريقيا، وهو مشهور بوقوفه منتصباً على طرفيه الخلفيين (الشكل3).
أما أنواع الرَباح أو الزريقاء فتتميز من الزباد بذيلها الطويل (الشكل4).
الشكل (5) الضبع المنقط
4) الضباع :Hyaenidae وتضم الضباع المختلفة وفيها أربعة أنواع في أربعة أجناس، أكبرها الضبع المنقط Crocuta crocutaالمنتشر في شرقي إفريقيا وجنوبيها(الشكل 5).
- كلبيات الشكل Caniformia: وتضم خمس فصائل، إضافة إلى زعنفيات الأقدام (التي يعدها بعضهم فصيلة لاحمة متميزة من اللواحم الأخرى متكيفة مع الحياة المائية) وهي:
الشكل (6) الراكون
1) الكلبيات Canidae: تضم الكلاب [ر] والثعالب والذئاب وبنات آوى وغيرها من اللواحم، ويميز فيها 35 نوعاً في 10 أجناس.
2) الدبيات Ursidae: تضم الأنواع المختلفة من الدببة [ر]، وفيها ثمانية أنواع في خمسة أجناس.
3) الراتونيات Procyonidae: وفيها 19 نوعاً في سبعة أجناس. وتضم الراكون raccoon وما يشابهه (بالفرنسية raton). والراكون حيوان بحجم الغُرَير badger، وهو ذو فراء بني أسود وذيل عليه حلقات سود، ويحمل شريطاً أسود عبر الوجه والعينين وكأنه ثمة قناع على الوجه (الشكل 6).
الشكل (7) الباندا الصغيرة
الشكل (8) الباندا الضخمة
وتضم هذه الفصيلة أيضاً دببة الباندا، التي يضعها بعضهم في فصيلة خاصة؛ فمنها الباندا الصغيرة (Lesser Panda) Ailurus fulgens والباندا الضخمة Ailuropoda melanoleuca (Giant Panda). الأولى (الباندا الصغيرة) أخمصية المشية plantigrade أي تمشي على أخمص القدمين، يبلغ طولها من دون الذيل نحو 60 سم، فهي تشبه القط وتعيش في آسيا الوسطى حياةً شجريةً، غالباً في المناطق المرتفعة، متغذية بالفواكه والبراعم وأوراق الشجر مع أنها تأكل البيض والحشرات ويرقاتها (الشكل 7). وتعود تسميتها بـ fulgens إلى فرائها الأشقر الغامق على الظهر والأجزاء السفلى السوداء من بطنها، وجهها أبيض عليه شريط أسود يمتد من العين إلى زاوية الفم، وذيلها ذو حلقات.
أما الباندا الضخمة فقد اكتشفها في غربي الصين المستكشف الفرنسي الأب دافيد Père David في أقاصي الهيمالايا الشرقية (شكل 8). ومع شبهها الكبير بالدببة العادية من حيث ضخامة جسمها وذيلها القصير، إلا أنها أصغر من الدب الأسمر. يتميز فراؤها بالبقع السود والبيض، وبغذائها الذي يقتصر على القصب، وقد عرف عنها اليوم أنها تتغذى بالثدييات والطيور والأسماك الصغيرة. لايعرف عن حياتها وطباعها كثير، لكنها في الأسر جد لطيفة ويحاول العلماء إكثارها لندرة وجودها.
4) السموريات Mustelidae: وتضم 55 نوعاً في 24 جنساً، منها أبناء عرس (العرسات) weasels، وأبناء مَقرِض ferrets، والغرير badgers، والقُضاعات otters، والقاقوم ermine. وهي حيوانات صغيرة الحجم طويلة الجسم قصيرة الأطراف تطلق روائح كريهة، وهي كثيفة الفرو، يستحصل من بعض أنواعها أفخر أنواع الفرو، مثل فراء المينك mink واسمه الشائع الڤيزون من المنْك الأمريكي Mustela vison، وفراء الإرمين ermine من القاقوم M. erminea، وفراء السابل sable من سمور الزيبلين Martes zibellina. بعضها أخمصي المشية وبعضها إصبعي المشية digitigrade. معظمها لاحم يأكل القوارض، وبعضها يفترس الدجاجيات.
الشكل (9) سمور المارت
الشكل (10) سمور زيبلين
الشكل (13) ابن مقرض (ظربان الفرو)
تضم هذه الرتبة أنواعاً مختلفة من السمور مثل سمور المارت Martes martes (الشكل 9) ذي الفرو الأنيق البني الغامق الذي يصبح أفتح لوناً على البطن، مع بقعة بيضاء برتقالية عند الحنجرة، ويوجد في غابات شمالي أوربا ونادراً ما يصل إلى شمالي إيطاليا واليونان، لكنه يمتد نحو سيبيريا. وهو متسلق خفيف، يطارد السناجيب والأرانب والفئران والدجاجيات وكثيراً من الطيور. وهناك سمور زيبلين M. zibellina الذي يُصاد في شمالي آسيا واليابان (الشكل 10)، ويسمى فراؤه السابل، وأثمن فراء له هو الأسود الأزرق بذروة فضية. وقريب من سمور زيبلين سمور فوين M. foina الذي يتميز بفرائه الرمادي البني بعلامة بيضاء على الحنجرة (الشكل 11).
الشكل (11) سمور فوين
الشكل (12) العرسة المنتنة (ظربان بوتوريا)
الشكل (14) المنك الأمريكي أو منك الفيزون
وتعد العرسة المُنْتِنَة أو الظِربان polecat (ظربان بوتوريوس Mustela putorius) (الشكل 12) نموذجاً لأبناء عرس من حيث جسمها المتطاول وأطرافها القصيرة والرأس المثلث المسطح ذو الخطم المتطاول المدور النهاية والذيل المشعر الطويل. وهي تمتاز بأن فرائها البني أغمق على البطن منه على الظهر. تعيش في أوربا تحت قطع الأخشاب والأشجار الفارغة أو في الحجور التي هجرتها الحيوانات الأخرى. تختبئ نهاراً في الشتاء في مخازن المزارع وتنطلق في الليل للصيد. تصطاد القوارض والزواحف حتى الأفاعي، وقد تسبب تخريباً كبيراً في المزارع معتدية على حيوانات المزرعة من أرانب ودجاج وغير ذلك.
يوجد من العرسات نوع يسمى ابن مَقرِض ferret هو ظربان الفرو Mustela furo (الشكل 13)، لونه أبيض مصفر يعتقد أنه انحدر من أصل شمال إفريقي.
وقريب من ابن مقرض هناك مِنْك الڤيزون أو المِنْك الأمريكي Mustela vison (الشكل 14)، وهو حيوان مائي الطباع أصغر من العرسات (الظربان) وأكثر نعومة وأدكن فراءً. يحفر جحوره على ضفاف البحيرات قرب الغابات أو ينشئ مخبأً له تحت الجذور المتشعبة أو الكتل الخشبية المتساقطة، ويغطس سابحاً بمهارة كبيرة بحيث يستطيع متابعة السمك في الماء. ويعيش أيضاً متغذياً بالضفادع والأفاعي والجرذان وأحياناً بالطيور المائية.
والمِنْك الأوربي Mustela lutreola (الشكل 15) طوله نحو 15سم وذيله بطول نحو 12سم، ظهره بني نحاسي أبيض البطن، يتحول لونه أحياناً إلى اللون الأبيض في الظروف الباردة.
وتجدر الإشارة إلى أن تربية المِنْك في الأسر تؤدي إلى طفرات مختلفة، منتجة أفراداً مختلفة الألوان (الشكل 16).
وأبناء عرس حيوانات نشطة ليلاً ونهاراً، تركض برشاقة وتتسلق بمهارة فائقة، مكتشفة محيطها بعيونها الحادة النظر، وتنقض بشراسة على ما تجده من كائنات حولها، بما في ذلك حيوانات أكبر منها حجماً. وعندما يهددها متطفل، تطلق سائلاً كريه الرائحة من غددها الشرجية.
الشكل (15) المنك الأوربي
الشكل (16) تغير لون المنك بسبب تربيته في الأسر
أما الغرير badjer فهو من أكبر السموريات، فغرير العسل Mellivora capensis الموجود في جنوبي إفريقيا (الشكل 17)، وكذلك M. indica الذي يعيش في الهند والجزيرة العربية، لون بطنه أسود يتناقض مع لون ظهره الرمادي. وهو حفار يتسلق الجبال يتغذى بالثدييات والطيور الصغيرة والحشرات. ويحفر بمخالبه الحادة جحورَ النمل الأبيض ليصل إلى النمل نفسه. وغرير ميليس Meles meles (الشكل 18) يعيش في غابات أوربا وغربي آسيا، ويمتاز بالشريط الأسود على جانبي الرأس، في حين يحمل الغرير الأمريكي أو غرير طقسوس Taxidea taxus شريطاً مركزياً ضيقاً (الشكل 19).
الشكل (17) غرير العسل
الشكل (18) الغرير الأوربي (غرير ميليس)
الشكل (19) الغرير الأمريكي (غرير طقسوس)
الشكل (20) القضاعة الأوربية الشائعة (قضاعة لوترا)
أما القضاعات فهي سموريات أكثر تكيّفاً مع الحياة المائية. جسمها متطاول وأرجلها قصيرة وأسنانها وغددها الشرجية تذكر كثيراً بقرابتها بالعرسات المنتنة والسمور، لكن للقضاعات صفات أخرى تجعلها متكيفة مع الحياة المائية؛ فرأسها مسطح؛ وأشعارها الخطمية (شواربها) ثخينة تشبه ما يوجد لدى أُسود البحر؛ وآذانها صغيرة ومجهزة بغشاء يغلقها عند الغوص؛ وذيلها مسطح؛ ولون فرائها بني غامق لماع على الظهر وأفتح قليلاً عند الحنجرة. والقضاعة الأوربية الشائعة أو قضاعة لوترا Lutra lutra توجد في أوربا وإفريقيا وشرقي آسيا وجزء من الهند (الشكل 20).
5) الظربانيات Mephitidae: وتضم أنواع الظربان الأمريكي skunk. وأسوأ الروائح يطلقها الظربان المخطط الأمريكي، الذي يميز منه نوع يعيش في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية ونوع يعيش في المكسيك هو ظربان ميفيتيس Mephitis mephitis (الشكل 21)، إذ تنطلق الروائح عنده من غدتين تقعان على جانبي الشرج تطلقان مفرزاتها السائلة مسافة قد تصل إلى ثلاثة أمتار، لكن بالمقابل يستحصل منه على فراء فاخر يتميز بلونه الأسود الذي يحمل شريطاً أبيض على كل من جانبيه يمتدان حتى على جانبي الذيل. وهناك نوع آخر من الظربان الأمريكية يعيش في المناطق الشمالية من أمريكا وكندا، هو ظربان بوتوريوس Spilogale putorius، يتميز بفرائه الأفتح لوناً من النوع الجنوبي، وتحيط به حلقات بيض (الشكل 22).
الشكل (21) الظربان المخطط الأمريكي
الشكل (22) الظربان المخطط الكندي
علاقاتها مع الإنسان
تختلف علاقة اللواحم مع الإنسان كثيراً، فقد قام الإنسان بتدجين القطط والكلاب منذ آلاف السنين، كما اصطاد كثيراً من اللواحم أو ربَّاها من أجل فرائها، واستفاد من بعضها الآخر لاصطيادها الحيوانات البيتية الضارة كالأفاعي والقوارض، أو لتغذيها بالجيف الميتة.
لكثير من اللواحم سمعتها على أنها تفترس الإنسان والقطعان التي يربيها، الأمر الذي كان يبرر اصطيادها من قبله. وقد أسهم صيد اللواحم للاستفادة من فرائها ألبسة نسائية، وللحيلولة دون تخريبها للبيئة في مناطق مختلفة من العالم، في انقراضها كلياً أو جزئياً. لذلك تظهر في العالم جمعيات أهلية للرفق بالحيوان تناهض صيدها وتحض على المحافظة عليها من جهة والتوازن البيئي من جهة ثانية.
حسن حلمي خاروف
Carnivora - Carnivores
اللواحم
اللواحم Carnivora، رتبة من صف الثدييات Mammalia تضم حيوانات لاحمة. فيها الأُسود lions والنمور leopards والكلاب doges والذئاب wolves والثعالب faxes والقطط Cats والدببة bears وأبناء عرس weasels وعجول البحر seals وأُسودها sea- lions وفيلة البحر walruses. كلها مفترسة تكيفت أسنانها لتمزيق اللحم، عدا الباندا panda فإنه نباتي. وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم ماعدا أستراليا ومناطق القطب الجنوبي.
تختلف أبعادها بين الصغير والضخم الذي يمكن أن يصل طول بعضها إلى ثلاثة أمتار. تعيش في الأصل على اليابسة، ينتهي كل طرف من أطرافها الخلفية بأربع أصابع على الأقل، ينتهي كل منها بمخلب. أسنانها محدودة النمو، وقد تحورت بما يلائم الافتراس والتغذي باللحوم. تتميز اللواحم بأنيابها الطويلة وبثلاثة قواطع صغيرة في كل فك (مع بعض الاستثناءات) وبشكل طواحنها. فأضراس البشر مثلاً مسطحة وتستخدم لطحن الغذاء، أما أضراس اللواحم مدببة تلائم تمزيق الفريسة وطحن العظام، والضاحكة الأخيرة من ضواحك الفك العلوي لمعظم اللواحم والطاحنة الأولى من الفك السفلي تكونان حادتين وتشبهان السكين وتتحرك الواحدة مقابل الأخرى في أثناء المضغ للمساعدة على التمزيق والتقطيع. يطلق على هذه الأضراس المتحورة اسم أسنان الكسر carnassial teeth، أما الأضراس التالية إما أن تكون غير موجودة أو صغيرة جداً. ويلاحظ أن الدببة طورت لنفسها، إضافة لذلك، أضراساً ساحقة. كما يميز اللواحم أيضاً تمفصل الفكين، فهي بخلاف كثير من الثدييات والحافريات، لاتستطيع تحريك فكها السفلي جانبياً.
الأنبوب الهضمي لدى اللواحم قصير، والمعدة بسيطة، وللأنثى رحم ثنائي القرن bicornal والمشيمة مِنطَقية zonal والأثداء شفعية إربية inguinal التوضع؛ أي قرب الفخذ أو بطنية ولايتجاوز عددها السبعة. كما أنها تحمل في المنطقة حول الشرج غدداً تطلق مادة ذات رائحة تدافع بها عن نفسها أو تحدد بها منطقة سيطرتها.
حياتها
على الرغم من تسميتها باللواحم إلا أن غذاء بعضها لايقتصر على اللحوم، فالراكون وسنور الزباد civet والضبع وابن آوى jackal والظربان الأمريكي skunk وكثير من الدببة، تضيف إلى غذائها أحياناً الفواكه والعسل وجذور النباتات وبعض العناصر النباتية الأخرى، حتى إن دب الباندا يقتصر غذاؤه على الخيزران فقط.
ومعروف عن بعض اللواحم أنها صيادة ماهرة، الأمر الذي ينطبق على عدد من اللواحم كالأسد والذئب والفهد cheetah الذي يعد أسرع حيوان على وجه البسيطة، وبعضها يأكل الجيف، مثل الضباع؛ لكن هذا التمييز بين الاصطياد وأكل الجيف ليس صحيحاً دائماً، فالضباع مثلاً تفترس أحياناً الحيوانات الأخرى وتأكلها.
أما حياتها الاجتماعية فتختلف بحسب الأنواع، فكثير منها يعيش حياة انعزالية solitary مثل الكوجر couger (أو أسد الجبال puma) والأسد المخطَّط (الببر) tiger، وبعضها يعيش في جماعات ذات حجوم مختلفة يسيطر عليها الذكور مثل المجتمعات الإنسانية، كما في الأُسود، أو تسيطر عليها الإناث، كما في الضباع. وكلا اللواحم الانعزالية أو الجماعية تحدد لنفسها مناطق حياتها وسيطرتها؛ وذلك إما بالتبول على حدود منطقتها أو بإفراز مادة كريهة الرائحة من غددها الموجودة في المناطق الشرجية من جسمها.
تنوعها وتصنيفها
يميل بعض المصنّفين إلى تمييز رتيبتين suborders: مشقوقات الأقدام Fissipedia وزعنفيات الأقدام [ر] Pinnipedia. تضم الرتيبة الأولى الكلاب والقطط وغيرها مما تكيف مع الحياة على اليابسة والصيد، وتضم الرتيبة الثانية أُسود البحر وعجولها وغيرها مما تكيف مع الحياة في الماء، لكن الدراسات التي اعتمدت تقنيات البيولوجيا الجزيئية تميز بين لواحم سنورية الشكل Feliformia ولواحم كلبية الشكل Caniformia.
- سنوريات الشكل Feliformia: وتضم أربع فصائل حية هي:
الشكل (1) النمس الإدواردي
1) السنوريات [ر] :Felidae وفيها 37 نوعاً في 4 أجناس، تضم الأسد والنمر والوَشَق lynx والنمر الأمريكي المرقط (أو اليَغْوَر) jaguar وأسد الجبال (أو الكوجر).
2) النِمسِيات Herpestidae: تضم النمس mongoose وأشباهه الموزعة في 35 نوعاً و 17 جنساً. صغيرة الحجم، والنمس الإشنموني Herpestes ichneumon الذي كان يقدِّسه المصريون القدماء وغالباً ما كانوا يحنطونه، وكان قبل تدجين القط هو حيوان البيت المستأنس، ويسمى جرذ الفراعنة. والنمس الأصغر منه هو النمس الإدواردزي H. edwardsi المنتشر في الهند، ومعروف عنه صيده الحيات وابتلاعها كلها بعد قتلها (الشكل1).
الشكل (2) الزباد الأفريقي
الشكل (4) الرباح أو الزريقاء
3) الزباديات :Viverridae وتضم مجموعتين، هما أنواع سنور الزباد civets ومجموعة الرَباح أو الزريقاء Genets.
الشكل (3) زباد السوريكات
أكثر أنواع سنور الزباد شهرة نوعان هما الزباد الإفريقي Civettictis civetta (الشكل2). وتطلق هذه الحيوانات، من غدد موجودة قرب الشرج، مواد تستخدم في صناعة العطور كمثبتات باسم سيفيت civette.
ومن أشهر الأنواع التي تطلق رائحة تشبه المسك الزباد الهندي Viverricula indica وزباد طانجالوقا V. tangalunga الآسيوي، وتُجْمَع إفرازاتها مرتين أسبوعياً بالملعقة.
وثمة زباد آخر هو السوريكات Suricata suricatta الذي يعيش في المناطق الجافة في جنوب إفريقيا، وهو مشهور بوقوفه منتصباً على طرفيه الخلفيين (الشكل3).
أما أنواع الرَباح أو الزريقاء فتتميز من الزباد بذيلها الطويل (الشكل4).
الشكل (5) الضبع المنقط
4) الضباع :Hyaenidae وتضم الضباع المختلفة وفيها أربعة أنواع في أربعة أجناس، أكبرها الضبع المنقط Crocuta crocutaالمنتشر في شرقي إفريقيا وجنوبيها(الشكل 5).
- كلبيات الشكل Caniformia: وتضم خمس فصائل، إضافة إلى زعنفيات الأقدام (التي يعدها بعضهم فصيلة لاحمة متميزة من اللواحم الأخرى متكيفة مع الحياة المائية) وهي:
الشكل (6) الراكون
1) الكلبيات Canidae: تضم الكلاب [ر] والثعالب والذئاب وبنات آوى وغيرها من اللواحم، ويميز فيها 35 نوعاً في 10 أجناس.
2) الدبيات Ursidae: تضم الأنواع المختلفة من الدببة [ر]، وفيها ثمانية أنواع في خمسة أجناس.
3) الراتونيات Procyonidae: وفيها 19 نوعاً في سبعة أجناس. وتضم الراكون raccoon وما يشابهه (بالفرنسية raton). والراكون حيوان بحجم الغُرَير badger، وهو ذو فراء بني أسود وذيل عليه حلقات سود، ويحمل شريطاً أسود عبر الوجه والعينين وكأنه ثمة قناع على الوجه (الشكل 6).
الشكل (7) الباندا الصغيرة
الشكل (8) الباندا الضخمة
وتضم هذه الفصيلة أيضاً دببة الباندا، التي يضعها بعضهم في فصيلة خاصة؛ فمنها الباندا الصغيرة (Lesser Panda) Ailurus fulgens والباندا الضخمة Ailuropoda melanoleuca (Giant Panda). الأولى (الباندا الصغيرة) أخمصية المشية plantigrade أي تمشي على أخمص القدمين، يبلغ طولها من دون الذيل نحو 60 سم، فهي تشبه القط وتعيش في آسيا الوسطى حياةً شجريةً، غالباً في المناطق المرتفعة، متغذية بالفواكه والبراعم وأوراق الشجر مع أنها تأكل البيض والحشرات ويرقاتها (الشكل 7). وتعود تسميتها بـ fulgens إلى فرائها الأشقر الغامق على الظهر والأجزاء السفلى السوداء من بطنها، وجهها أبيض عليه شريط أسود يمتد من العين إلى زاوية الفم، وذيلها ذو حلقات.
أما الباندا الضخمة فقد اكتشفها في غربي الصين المستكشف الفرنسي الأب دافيد Père David في أقاصي الهيمالايا الشرقية (شكل 8). ومع شبهها الكبير بالدببة العادية من حيث ضخامة جسمها وذيلها القصير، إلا أنها أصغر من الدب الأسمر. يتميز فراؤها بالبقع السود والبيض، وبغذائها الذي يقتصر على القصب، وقد عرف عنها اليوم أنها تتغذى بالثدييات والطيور والأسماك الصغيرة. لايعرف عن حياتها وطباعها كثير، لكنها في الأسر جد لطيفة ويحاول العلماء إكثارها لندرة وجودها.
4) السموريات Mustelidae: وتضم 55 نوعاً في 24 جنساً، منها أبناء عرس (العرسات) weasels، وأبناء مَقرِض ferrets، والغرير badgers، والقُضاعات otters، والقاقوم ermine. وهي حيوانات صغيرة الحجم طويلة الجسم قصيرة الأطراف تطلق روائح كريهة، وهي كثيفة الفرو، يستحصل من بعض أنواعها أفخر أنواع الفرو، مثل فراء المينك mink واسمه الشائع الڤيزون من المنْك الأمريكي Mustela vison، وفراء الإرمين ermine من القاقوم M. erminea، وفراء السابل sable من سمور الزيبلين Martes zibellina. بعضها أخمصي المشية وبعضها إصبعي المشية digitigrade. معظمها لاحم يأكل القوارض، وبعضها يفترس الدجاجيات.
الشكل (9) سمور المارت
الشكل (10) سمور زيبلين
الشكل (13) ابن مقرض (ظربان الفرو)
تضم هذه الرتبة أنواعاً مختلفة من السمور مثل سمور المارت Martes martes (الشكل 9) ذي الفرو الأنيق البني الغامق الذي يصبح أفتح لوناً على البطن، مع بقعة بيضاء برتقالية عند الحنجرة، ويوجد في غابات شمالي أوربا ونادراً ما يصل إلى شمالي إيطاليا واليونان، لكنه يمتد نحو سيبيريا. وهو متسلق خفيف، يطارد السناجيب والأرانب والفئران والدجاجيات وكثيراً من الطيور. وهناك سمور زيبلين M. zibellina الذي يُصاد في شمالي آسيا واليابان (الشكل 10)، ويسمى فراؤه السابل، وأثمن فراء له هو الأسود الأزرق بذروة فضية. وقريب من سمور زيبلين سمور فوين M. foina الذي يتميز بفرائه الرمادي البني بعلامة بيضاء على الحنجرة (الشكل 11).
الشكل (11) سمور فوين
الشكل (12) العرسة المنتنة (ظربان بوتوريا)
الشكل (14) المنك الأمريكي أو منك الفيزون
وتعد العرسة المُنْتِنَة أو الظِربان polecat (ظربان بوتوريوس Mustela putorius) (الشكل 12) نموذجاً لأبناء عرس من حيث جسمها المتطاول وأطرافها القصيرة والرأس المثلث المسطح ذو الخطم المتطاول المدور النهاية والذيل المشعر الطويل. وهي تمتاز بأن فرائها البني أغمق على البطن منه على الظهر. تعيش في أوربا تحت قطع الأخشاب والأشجار الفارغة أو في الحجور التي هجرتها الحيوانات الأخرى. تختبئ نهاراً في الشتاء في مخازن المزارع وتنطلق في الليل للصيد. تصطاد القوارض والزواحف حتى الأفاعي، وقد تسبب تخريباً كبيراً في المزارع معتدية على حيوانات المزرعة من أرانب ودجاج وغير ذلك.
يوجد من العرسات نوع يسمى ابن مَقرِض ferret هو ظربان الفرو Mustela furo (الشكل 13)، لونه أبيض مصفر يعتقد أنه انحدر من أصل شمال إفريقي.
وقريب من ابن مقرض هناك مِنْك الڤيزون أو المِنْك الأمريكي Mustela vison (الشكل 14)، وهو حيوان مائي الطباع أصغر من العرسات (الظربان) وأكثر نعومة وأدكن فراءً. يحفر جحوره على ضفاف البحيرات قرب الغابات أو ينشئ مخبأً له تحت الجذور المتشعبة أو الكتل الخشبية المتساقطة، ويغطس سابحاً بمهارة كبيرة بحيث يستطيع متابعة السمك في الماء. ويعيش أيضاً متغذياً بالضفادع والأفاعي والجرذان وأحياناً بالطيور المائية.
والمِنْك الأوربي Mustela lutreola (الشكل 15) طوله نحو 15سم وذيله بطول نحو 12سم، ظهره بني نحاسي أبيض البطن، يتحول لونه أحياناً إلى اللون الأبيض في الظروف الباردة.
وتجدر الإشارة إلى أن تربية المِنْك في الأسر تؤدي إلى طفرات مختلفة، منتجة أفراداً مختلفة الألوان (الشكل 16).
وأبناء عرس حيوانات نشطة ليلاً ونهاراً، تركض برشاقة وتتسلق بمهارة فائقة، مكتشفة محيطها بعيونها الحادة النظر، وتنقض بشراسة على ما تجده من كائنات حولها، بما في ذلك حيوانات أكبر منها حجماً. وعندما يهددها متطفل، تطلق سائلاً كريه الرائحة من غددها الشرجية.
الشكل (15) المنك الأوربي
الشكل (16) تغير لون المنك بسبب تربيته في الأسر
أما الغرير badjer فهو من أكبر السموريات، فغرير العسل Mellivora capensis الموجود في جنوبي إفريقيا (الشكل 17)، وكذلك M. indica الذي يعيش في الهند والجزيرة العربية، لون بطنه أسود يتناقض مع لون ظهره الرمادي. وهو حفار يتسلق الجبال يتغذى بالثدييات والطيور الصغيرة والحشرات. ويحفر بمخالبه الحادة جحورَ النمل الأبيض ليصل إلى النمل نفسه. وغرير ميليس Meles meles (الشكل 18) يعيش في غابات أوربا وغربي آسيا، ويمتاز بالشريط الأسود على جانبي الرأس، في حين يحمل الغرير الأمريكي أو غرير طقسوس Taxidea taxus شريطاً مركزياً ضيقاً (الشكل 19).
الشكل (17) غرير العسل
الشكل (18) الغرير الأوربي (غرير ميليس)
الشكل (19) الغرير الأمريكي (غرير طقسوس)
الشكل (20) القضاعة الأوربية الشائعة (قضاعة لوترا)
أما القضاعات فهي سموريات أكثر تكيّفاً مع الحياة المائية. جسمها متطاول وأرجلها قصيرة وأسنانها وغددها الشرجية تذكر كثيراً بقرابتها بالعرسات المنتنة والسمور، لكن للقضاعات صفات أخرى تجعلها متكيفة مع الحياة المائية؛ فرأسها مسطح؛ وأشعارها الخطمية (شواربها) ثخينة تشبه ما يوجد لدى أُسود البحر؛ وآذانها صغيرة ومجهزة بغشاء يغلقها عند الغوص؛ وذيلها مسطح؛ ولون فرائها بني غامق لماع على الظهر وأفتح قليلاً عند الحنجرة. والقضاعة الأوربية الشائعة أو قضاعة لوترا Lutra lutra توجد في أوربا وإفريقيا وشرقي آسيا وجزء من الهند (الشكل 20).
5) الظربانيات Mephitidae: وتضم أنواع الظربان الأمريكي skunk. وأسوأ الروائح يطلقها الظربان المخطط الأمريكي، الذي يميز منه نوع يعيش في المناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية ونوع يعيش في المكسيك هو ظربان ميفيتيس Mephitis mephitis (الشكل 21)، إذ تنطلق الروائح عنده من غدتين تقعان على جانبي الشرج تطلقان مفرزاتها السائلة مسافة قد تصل إلى ثلاثة أمتار، لكن بالمقابل يستحصل منه على فراء فاخر يتميز بلونه الأسود الذي يحمل شريطاً أبيض على كل من جانبيه يمتدان حتى على جانبي الذيل. وهناك نوع آخر من الظربان الأمريكية يعيش في المناطق الشمالية من أمريكا وكندا، هو ظربان بوتوريوس Spilogale putorius، يتميز بفرائه الأفتح لوناً من النوع الجنوبي، وتحيط به حلقات بيض (الشكل 22).
الشكل (21) الظربان المخطط الأمريكي
الشكل (22) الظربان المخطط الكندي
علاقاتها مع الإنسان
تختلف علاقة اللواحم مع الإنسان كثيراً، فقد قام الإنسان بتدجين القطط والكلاب منذ آلاف السنين، كما اصطاد كثيراً من اللواحم أو ربَّاها من أجل فرائها، واستفاد من بعضها الآخر لاصطيادها الحيوانات البيتية الضارة كالأفاعي والقوارض، أو لتغذيها بالجيف الميتة.
لكثير من اللواحم سمعتها على أنها تفترس الإنسان والقطعان التي يربيها، الأمر الذي كان يبرر اصطيادها من قبله. وقد أسهم صيد اللواحم للاستفادة من فرائها ألبسة نسائية، وللحيلولة دون تخريبها للبيئة في مناطق مختلفة من العالم، في انقراضها كلياً أو جزئياً. لذلك تظهر في العالم جمعيات أهلية للرفق بالحيوان تناهض صيدها وتحض على المحافظة عليها من جهة والتوازن البيئي من جهة ثانية.
حسن حلمي خاروف