لغه Language - Langue
اللغة
اللغة language منظومة صوتية، صرفية، معجمية، نحوية، دلالية، تحقق الوظائف التواصلية والمعرفية في النشاط الإنساني. فاللغة الطبيعية ظاهرة إنسانية مرتبطة بالإنسان حصراً لأنه مستخدمها الوحيد، وهي في نشوئها وحياتها وتطورها ظاهرة اجتماعية لا تنفصل عن المجتمع ولا تنفك عنه. وهي أداة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والإرادة والخطاب وكسب المعرفة، وشكل لوجود الفكر الذي يتحقق بوساطتها ولا يقوم من دونها، وأداة لتشكيل الوعي الذي لايوجد خارجها. وهي وسيلة لنقل المعلومات وحفظها وتناقلها عبر الأجيال، وظاهرة سلوكية، أي إنها شكل متميز من أشكال السلوك الإنساني، إذ لا تكتمل دلالة المادة اللغوية إلاّ بإسنادها إلى الموقف الذي تستعمل فيه والسلوك - اللغوي على الأقل - الذي ينتج منه. ويرى أنصار النظرية اللغوية السلوكية مالينوڤسكي B.Malinowski وبلومفيلد[ر] L.Bloomfield أن الإثارة وردود الفعل عاملان أساسيان في تحديد الدلالة اللغوية.
عَرَّف أبو الفتح عثمان بن جني [ر]، في الجزء الأول من كتابه «الخصائص»، اللغة بقوله: «أما حَدُّها فإنها أصوات يعبِّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم»، وهو تعريف يشير إلى وظيفة التعبير (يعبر) وإلى أنها ظاهرة اجتماعية (قوم) وإلى جانبها السلوكي (أغراضهم)، وإلى جانبها المادي الفيزيائي (أصوات)، ويدل في الآن ذاته على جانب علامي (سيميائي semiotic). ويعرِّف اللسانيون المعاصرون اللغة في جانبها الفيزيولوجي بأنها منظومة علاماتٍ صوتية تتشكل فيزيولوجياً في جهاز النطق الذي يشكل قناةً صوتية تمتد من الرئتين حتى الخياشيم، لكنهم يؤكدون دائماً أنها منظومة (مفهوم الحدِّ عند ابن جني)، وهي في جانبها التواصلي communicative وسيلة للتعبير، وهي من حيث بنيتها مجموعة وحدات صوتية وصرفية ومعجمية ونحوية ودلالية في مستويات يستند الأعلى منها إلى الأدنى تراتبياً hierarchical (الصوت ← الصرفي ← المعجمي ← النحوي ← الدلالي)، وهي من حيث وجودها وكينونتها حصيلة خبرة مجموعة اجتماعية تواضعت على وحدات لغوية بوساطة ربط مادة صوتية محددة بدلالةٍ معينة، وهي في جانبها السيميائي منظومة علامات، العلامة فيها كيان ذو وجهين، الأول يشكل واقعها المادي ويسمى دالاً signifier والثاني يشكل التصور الذي يستدعيه الأول ويسمى مدلولاً signified. وهي في جانبها المعلوماتي informatic نظام إشارات يتم من خلاله نقل معلوماتٍ ذات دلالة، وانطلاقاً من هذه المكونات الخمسة (التواصلي والبنيوي والكياني والسيميائي والمعلوماتي)، يمكن تعريف اللغة أنها «منظومة ذات طبيعة سيميائية تؤدي وظيفتها اجتماعياً باستخدامها أداة للتواصل عندما تتحقق في كلام ينقل معلومة».
تقوم اللغة على تقابل مع الكلام parole ليكوّنا معاً مُكوِّني اللسان langue، حسب فردينان دي سوسور [ر] F.de Saussure. فاللغة منظومة وحدات وتراكيبها وقواعد استخدامها. أما الكلام فهو التنفيذ العملي لتلك المنظومة الذي يحقق الوظيفة التواصلية، ولذا فهو الذي يحمل السمات اللهجية والأسلوبية في اللسان، وفيه تتجلّى اللغة الفصيحة واللغة العامية واللهجات، ومنه تتشكل تقابلات لسانية مثل: لغة/لهجة، عامية/فصيحة، لغة مشافهة/لغة كتابية، إضافة إلى اللهجات التي تحمل سماتٍ أسلوبية مثل لغة الصحافة، ولغة الدواوين الإدارية، واللغة الرسمية، ولغة الحياة اليومية، ولغة الأدب، واللغات المهنية مثل لغة النجارين أو الحدادين أو البنائين، ولغة النقد، ولغة المؤلف. ويجمع بين كل هذه «اللغات اللهجية» خاصة واحدة هي أن كلاً منها يتسم بسمات أسلوبية تميزها من سواها. وتتميز هذه «اللغات اللهجية» من «اللغة الفصيحة» بمجموع هذه السمات الأسلوبية التي يسمى كل منها لهجة فئوية jargon، وهو اصطلاح قادم من الفرنسية يعني لهجة فئة اجتماعية محددة تحقق من خلالها تمايزها لهجياً من سواها من فئات، ويعني أيضاً احتواء هذه اللهجة الفئوية كلماتٍ لا تفهم خارج تلك الفئة.
تختلف اللهجة اللغوية dialect عن اللهجة الفئوية بأن الأولى تقوم على فروق لهجية لا أُسلوبية ناتجة من الطريقة التي تتكلم بها مجموعات داخل اللغة الواحدة، وتدل غالباً على انتماء جغرافي أو اجتماعي أو ثقافي، ولكل لغةٍ لهجات عدة تمتاز كل واحدة منها بصفات خاصة صوتية أو صرفية أو معجمية أو نحوية. وقد تتطور اللهجة لتصبح لغةً مستقلة مع مرور الزمن لاعتبارات جغرافية وسياسية وثقافية. وقد تدخل بعض مفرداتها في متن اللغة الفصيحة لتسهم في إغنائها.
تختلف اللهجة الفئوية واللهجة اللغوية عن اللغة العامية colloquial language، إذ تتولد العاميات داخل اللغة الفصيحة الواحدة لتتفق معها في وجوه وتختلف في أخرى كثيرة، لكن الأصل الفصيح يترك في كلِّ واحدة من هذه العاميات آثاراً تجمع تلك العاميات وتربطها بالفصيح لتبقى اللغة الفصيحة لغة الأدب والكتابة والثقافة والتراث عند الناطقين بالعاميات المتفرعة منها. ويعود ظهور العاميات إلى أسبابٍ، منها ما هو جغرافي كاتساع المجتمع اللغوي وامتداده إلى أصقاع بعيدة، ومنها عوامل سياسية كاستقلال بعض البلاد عن الأخرى داخل المجتمع اللغوي الكبير أو ضعف السلطة المركزية التي تجمع بينها، وعوامل اجتماعية ونفسية وعرقية ودينية وغيرها. وتتسم العامية بتغير في مدلولات الألفاظ تبعاً للحالات التي يكثر فيها استعمالها أو يقل، أو بتأثير قواعد اللغة أو بدخول كلمات جديدة دخيلة بسبب الاحتكاك بلغات أجنبية، وتتسم أيضاً بتجردها من الحركات الإعرابية التي تلحق أواخر الكلمات، وبانتقال أصوات جديدة إلى بعضها ونشوء قواعد غير معروفة في الفصيحة بسبب تأثير لغاتٍ قديمة تعود إليها أصول الناطقين بالعامية، وتتسم أيضاً بانقراض بعض الكلمات لثقلها على اللسان، أو لدقة مدلولها ومحدودية استعمالها.
تقسم اللغات نسبة إلى قوانين تطورها وارتقائها المتعلقة ببناها الداخلية نحواً وصرفاً ومعجماً إلى لغات عازلة ولغات التصاقية، وإلى لغات تحليلية ولغات تركيبية، وإلى لغات تصريفية ولغات اشتقاقية ولغات اندماجية.
- اللغة العازلة isolating language: لغة تتكون كل كلمة فيها من وحدة صرفية morpheme واحدة. وهذا يعني أن جذور كلماتها لا تقبل الزوائد، وتتشكل الدلالات النحوية فيها بوساطة الكلمات الوظيفية أو بترتيب الكلمات في الجملة، وتكون الوحدة الصرفية في هذه اللغة مساويةً للكلمة في أغلب الحالات. وتتفاوت اللغات في درجة عازليتها، فهناك لغات عازلة تماماً (الصينية، الڤييتنامية) وهناك لغات عازلة جزئياً (الإنكليزية)، وتتشكل المباني الصرفية فيها (العدد، الشخص: متكلم ومخاطب وغائب، الزمن…) بوساطة كلماتٍ مساعدةٍ غالباً.
ـ اللغة الالتصاقية agglomerating language: هي لغة لا تشكل العلاقات الصرفية - النحوية فيها بوساطة صيغ تصريفية inflexional، بل بإلصاق السوابق واللواحق، وتتكون كلُّ كلمة في اللغة الالتصاقية من أكثر من عنصر صرفي أوليّ. ويمثل كل عنصر صرفي أولي صيغة تساوي وحدة صرفية، ويتغير المعنى فيها بإضافة السوابق واللواحق إلى الجذر. منها اللغات الأورالية.
ـ اللغة التحليلية analytic language: هي لغة لا تظهر فيها العلاقة بين الكلمات في الجمل بوساطة الكلمات ذاتها، بل بوساطة كلماتٍ مساعدة تُلحق بالكلمات الأساس، أو بوساطة ترتيب الكلمات الأساس، أو بمساعدة التنغيم intonation في الجملة. من هذه اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والبلغارية.
ـ اللغة التركيبية synthetic language: هي لغة تقبل كلماتها الزوائد، فتظهر العلاقات الصرفية - النحوية فيها داخل الكلمات ذاتها بوساطة حروف الزيادة، أو الوحدات الصرفية المقيدة affix (وهي أربعة أنواع: السابقة prefix، والداخلة infix، واللاحقة suffix، والعالية superfix، التي تشكل نبر الكلمة وتنغيمها). ومن هذه اللغات اليونانية القديمة، واللاتينية، والسلافية القديمة، والروسية، والألمانية.
ـ اللغة التصريفية inflexional language: لغة تنقسم كلماتها إلى وحدات صرفية عدة غير ثابتة، وتظهر العلاقة بين الكلمات في الجمل بوساطة حركات إعرابية.
ـ اللغة الاشتقاقية derivational language: لغة تتولد الكلمات فيها بوساطة طرائق الاشتقاق، و يعد تغيّرُ الصيغ بوساطة حروف الزيادة واحداً من الطرائق.
ـ اللغة الاندماجية incorporating language: لغة تظهر العلاقات الصرفية النحوية فيها بوساطة الوحدات الصرفية المقيدة وتندمج الكلمات فيها لتكون كلمة واحدة تساوي الجملة، مثل كلمة (يكتبونَهُ) في العربية.
رضوان القضماني
اللغة
اللغة language منظومة صوتية، صرفية، معجمية، نحوية، دلالية، تحقق الوظائف التواصلية والمعرفية في النشاط الإنساني. فاللغة الطبيعية ظاهرة إنسانية مرتبطة بالإنسان حصراً لأنه مستخدمها الوحيد، وهي في نشوئها وحياتها وتطورها ظاهرة اجتماعية لا تنفصل عن المجتمع ولا تنفك عنه. وهي أداة للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والإرادة والخطاب وكسب المعرفة، وشكل لوجود الفكر الذي يتحقق بوساطتها ولا يقوم من دونها، وأداة لتشكيل الوعي الذي لايوجد خارجها. وهي وسيلة لنقل المعلومات وحفظها وتناقلها عبر الأجيال، وظاهرة سلوكية، أي إنها شكل متميز من أشكال السلوك الإنساني، إذ لا تكتمل دلالة المادة اللغوية إلاّ بإسنادها إلى الموقف الذي تستعمل فيه والسلوك - اللغوي على الأقل - الذي ينتج منه. ويرى أنصار النظرية اللغوية السلوكية مالينوڤسكي B.Malinowski وبلومفيلد[ر] L.Bloomfield أن الإثارة وردود الفعل عاملان أساسيان في تحديد الدلالة اللغوية.
عَرَّف أبو الفتح عثمان بن جني [ر]، في الجزء الأول من كتابه «الخصائص»، اللغة بقوله: «أما حَدُّها فإنها أصوات يعبِّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم»، وهو تعريف يشير إلى وظيفة التعبير (يعبر) وإلى أنها ظاهرة اجتماعية (قوم) وإلى جانبها السلوكي (أغراضهم)، وإلى جانبها المادي الفيزيائي (أصوات)، ويدل في الآن ذاته على جانب علامي (سيميائي semiotic). ويعرِّف اللسانيون المعاصرون اللغة في جانبها الفيزيولوجي بأنها منظومة علاماتٍ صوتية تتشكل فيزيولوجياً في جهاز النطق الذي يشكل قناةً صوتية تمتد من الرئتين حتى الخياشيم، لكنهم يؤكدون دائماً أنها منظومة (مفهوم الحدِّ عند ابن جني)، وهي في جانبها التواصلي communicative وسيلة للتعبير، وهي من حيث بنيتها مجموعة وحدات صوتية وصرفية ومعجمية ونحوية ودلالية في مستويات يستند الأعلى منها إلى الأدنى تراتبياً hierarchical (الصوت ← الصرفي ← المعجمي ← النحوي ← الدلالي)، وهي من حيث وجودها وكينونتها حصيلة خبرة مجموعة اجتماعية تواضعت على وحدات لغوية بوساطة ربط مادة صوتية محددة بدلالةٍ معينة، وهي في جانبها السيميائي منظومة علامات، العلامة فيها كيان ذو وجهين، الأول يشكل واقعها المادي ويسمى دالاً signifier والثاني يشكل التصور الذي يستدعيه الأول ويسمى مدلولاً signified. وهي في جانبها المعلوماتي informatic نظام إشارات يتم من خلاله نقل معلوماتٍ ذات دلالة، وانطلاقاً من هذه المكونات الخمسة (التواصلي والبنيوي والكياني والسيميائي والمعلوماتي)، يمكن تعريف اللغة أنها «منظومة ذات طبيعة سيميائية تؤدي وظيفتها اجتماعياً باستخدامها أداة للتواصل عندما تتحقق في كلام ينقل معلومة».
تقوم اللغة على تقابل مع الكلام parole ليكوّنا معاً مُكوِّني اللسان langue، حسب فردينان دي سوسور [ر] F.de Saussure. فاللغة منظومة وحدات وتراكيبها وقواعد استخدامها. أما الكلام فهو التنفيذ العملي لتلك المنظومة الذي يحقق الوظيفة التواصلية، ولذا فهو الذي يحمل السمات اللهجية والأسلوبية في اللسان، وفيه تتجلّى اللغة الفصيحة واللغة العامية واللهجات، ومنه تتشكل تقابلات لسانية مثل: لغة/لهجة، عامية/فصيحة، لغة مشافهة/لغة كتابية، إضافة إلى اللهجات التي تحمل سماتٍ أسلوبية مثل لغة الصحافة، ولغة الدواوين الإدارية، واللغة الرسمية، ولغة الحياة اليومية، ولغة الأدب، واللغات المهنية مثل لغة النجارين أو الحدادين أو البنائين، ولغة النقد، ولغة المؤلف. ويجمع بين كل هذه «اللغات اللهجية» خاصة واحدة هي أن كلاً منها يتسم بسمات أسلوبية تميزها من سواها. وتتميز هذه «اللغات اللهجية» من «اللغة الفصيحة» بمجموع هذه السمات الأسلوبية التي يسمى كل منها لهجة فئوية jargon، وهو اصطلاح قادم من الفرنسية يعني لهجة فئة اجتماعية محددة تحقق من خلالها تمايزها لهجياً من سواها من فئات، ويعني أيضاً احتواء هذه اللهجة الفئوية كلماتٍ لا تفهم خارج تلك الفئة.
تختلف اللهجة اللغوية dialect عن اللهجة الفئوية بأن الأولى تقوم على فروق لهجية لا أُسلوبية ناتجة من الطريقة التي تتكلم بها مجموعات داخل اللغة الواحدة، وتدل غالباً على انتماء جغرافي أو اجتماعي أو ثقافي، ولكل لغةٍ لهجات عدة تمتاز كل واحدة منها بصفات خاصة صوتية أو صرفية أو معجمية أو نحوية. وقد تتطور اللهجة لتصبح لغةً مستقلة مع مرور الزمن لاعتبارات جغرافية وسياسية وثقافية. وقد تدخل بعض مفرداتها في متن اللغة الفصيحة لتسهم في إغنائها.
تختلف اللهجة الفئوية واللهجة اللغوية عن اللغة العامية colloquial language، إذ تتولد العاميات داخل اللغة الفصيحة الواحدة لتتفق معها في وجوه وتختلف في أخرى كثيرة، لكن الأصل الفصيح يترك في كلِّ واحدة من هذه العاميات آثاراً تجمع تلك العاميات وتربطها بالفصيح لتبقى اللغة الفصيحة لغة الأدب والكتابة والثقافة والتراث عند الناطقين بالعاميات المتفرعة منها. ويعود ظهور العاميات إلى أسبابٍ، منها ما هو جغرافي كاتساع المجتمع اللغوي وامتداده إلى أصقاع بعيدة، ومنها عوامل سياسية كاستقلال بعض البلاد عن الأخرى داخل المجتمع اللغوي الكبير أو ضعف السلطة المركزية التي تجمع بينها، وعوامل اجتماعية ونفسية وعرقية ودينية وغيرها. وتتسم العامية بتغير في مدلولات الألفاظ تبعاً للحالات التي يكثر فيها استعمالها أو يقل، أو بتأثير قواعد اللغة أو بدخول كلمات جديدة دخيلة بسبب الاحتكاك بلغات أجنبية، وتتسم أيضاً بتجردها من الحركات الإعرابية التي تلحق أواخر الكلمات، وبانتقال أصوات جديدة إلى بعضها ونشوء قواعد غير معروفة في الفصيحة بسبب تأثير لغاتٍ قديمة تعود إليها أصول الناطقين بالعامية، وتتسم أيضاً بانقراض بعض الكلمات لثقلها على اللسان، أو لدقة مدلولها ومحدودية استعمالها.
تقسم اللغات نسبة إلى قوانين تطورها وارتقائها المتعلقة ببناها الداخلية نحواً وصرفاً ومعجماً إلى لغات عازلة ولغات التصاقية، وإلى لغات تحليلية ولغات تركيبية، وإلى لغات تصريفية ولغات اشتقاقية ولغات اندماجية.
- اللغة العازلة isolating language: لغة تتكون كل كلمة فيها من وحدة صرفية morpheme واحدة. وهذا يعني أن جذور كلماتها لا تقبل الزوائد، وتتشكل الدلالات النحوية فيها بوساطة الكلمات الوظيفية أو بترتيب الكلمات في الجملة، وتكون الوحدة الصرفية في هذه اللغة مساويةً للكلمة في أغلب الحالات. وتتفاوت اللغات في درجة عازليتها، فهناك لغات عازلة تماماً (الصينية، الڤييتنامية) وهناك لغات عازلة جزئياً (الإنكليزية)، وتتشكل المباني الصرفية فيها (العدد، الشخص: متكلم ومخاطب وغائب، الزمن…) بوساطة كلماتٍ مساعدةٍ غالباً.
ـ اللغة الالتصاقية agglomerating language: هي لغة لا تشكل العلاقات الصرفية - النحوية فيها بوساطة صيغ تصريفية inflexional، بل بإلصاق السوابق واللواحق، وتتكون كلُّ كلمة في اللغة الالتصاقية من أكثر من عنصر صرفي أوليّ. ويمثل كل عنصر صرفي أولي صيغة تساوي وحدة صرفية، ويتغير المعنى فيها بإضافة السوابق واللواحق إلى الجذر. منها اللغات الأورالية.
ـ اللغة التحليلية analytic language: هي لغة لا تظهر فيها العلاقة بين الكلمات في الجمل بوساطة الكلمات ذاتها، بل بوساطة كلماتٍ مساعدة تُلحق بالكلمات الأساس، أو بوساطة ترتيب الكلمات الأساس، أو بمساعدة التنغيم intonation في الجملة. من هذه اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والبلغارية.
ـ اللغة التركيبية synthetic language: هي لغة تقبل كلماتها الزوائد، فتظهر العلاقات الصرفية - النحوية فيها داخل الكلمات ذاتها بوساطة حروف الزيادة، أو الوحدات الصرفية المقيدة affix (وهي أربعة أنواع: السابقة prefix، والداخلة infix، واللاحقة suffix، والعالية superfix، التي تشكل نبر الكلمة وتنغيمها). ومن هذه اللغات اليونانية القديمة، واللاتينية، والسلافية القديمة، والروسية، والألمانية.
ـ اللغة التصريفية inflexional language: لغة تنقسم كلماتها إلى وحدات صرفية عدة غير ثابتة، وتظهر العلاقة بين الكلمات في الجمل بوساطة حركات إعرابية.
ـ اللغة الاشتقاقية derivational language: لغة تتولد الكلمات فيها بوساطة طرائق الاشتقاق، و يعد تغيّرُ الصيغ بوساطة حروف الزيادة واحداً من الطرائق.
ـ اللغة الاندماجية incorporating language: لغة تظهر العلاقات الصرفية النحوية فيها بوساطة الوحدات الصرفية المقيدة وتندمج الكلمات فيها لتكون كلمة واحدة تساوي الجملة، مثل كلمة (يكتبونَهُ) في العربية.
رضوان القضماني