لو شون(قاص وشاعر وناقد ومنظر أدبي ومترجم)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لو شون(قاص وشاعر وناقد ومنظر أدبي ومترجم)

    لو شون Lu Xun - Lu Xun
    لو شون

    (1881 ـ 1936)



    لو شون Lu Xun، قاص وشاعر وناقد ومُنظِّر أدبي ومترجم، يُعدُّ أهم أديب صيني في القرن العشرين. يتحدر من أسرة أرستقراطية عالية الثقافة انهار وضعها المالي حتى الفقر. تلقى تعليماً تقليدياً، ثم انتسب إلى الأكاديمية البحرية عام 1898 ومعهد الخطوط الحديدية والمناجم عام 1899، لكنه غيَّر وجهته وسافر إلى اليابان عام 1902 حيث درس اللغة اليابانية والطب، وسرعان ما أدرك أن توعية الجماهير فكرياً أكثر أهمية من معالجة أمراضهم الجسدية، فقطع دراسته عام 1906 والتفت إلى نوع من التثقيف الذاتي حتى عام 1909 حين عاد إلى الصين ليعمل مدرساً في مسقط رأسه حتى عام 1911. انتُدب للعمل في وزارة التربية في بكين، وعمل في الوقت نفسه مشرفاً على منهج تدريس الأدب الصيني في جامعتهاالوطنية، كما درَّس الأدب في جامعة شيامِن Xiamen ثم في جامعة كانتون Canton.


    بدأ لو شون نشاطه الأدبي عام 1918 بنشر قصة «يوميات مجنون» Diary of a Madman التي استعار عنوانها من الكاتب الروسي غوغول [ر] N.Gogol، وصدرت في مجلة «الشباب الجديد»؛ إذ كان لو شون يسهم في تحريرها، كما أخذ منذئذٍ بنشر المقالات الصحفية بهدف نشر وتعميق الوعي الفكري، ونشط كذلك على صعيد المنظمات والهيئات اليسارية، فكان عضواً مؤسساً في «رابطة الكتّاب ـ الجناح اليساري» وفي «رابطة الدفاع عن الحقوق المدنية». كان أيضاً شخصية بارزة في «حركة الرابع من أيار»، احتجاجاً على الهيمنة الامبريالية الرباعية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الولايات المتحدة) على الصين، التي ازدهرت لعقد من الزمن كحراك اجتماعي حداثي ناقد، ثم صارت رمزاً للحرية الفكرية والفنية.

    رأى النقاد والبحّاثة في تاريخ الأدب الصيني أن «يوميات مجنون» هي أول قصة صينية بأسلوب غربي، ويدين فيها المجنون تراث الكونفوشية [ر] الذي جعل من المجتمع وحشاً يفترس الأفراد. وقد كتبها لو شون بالعامية وبأسلوب محكم اعتمد فيه راوياً وحيداً، خلافاً لتقاليد السرد الصيني الذي يتبنى تعدد الرواة. فأسهم هذا التجديد في الترويج لشكل القصة جنساً أدبياً بالغ التأثير. وتعدّ «قصة آ. كيو الحقيقية» The True Story of Ah.Q (1921) إحدى أشهر قصص لو شون، بطلها عامل زراعي جاهل، يفتقد الوعي بخصوصية الذات، ويتعرض لسوء المعاملة ولكثير من الإهانات إلى أن يُعدم في أثناء فوضى أحداث الثورة الجمهورية في عام 1911. ويمثّل هذا العامل البسيط الشخصية الصينية ضعيفة الإرادة التي تميل إلى تسمية الهزيمة «نصراً معنوياً»، ومع ذلك يشعر القارئ بتعاطف الكاتب مع شخصيته التي عبَّر من خلالها عن قناعته بأن الصين ليست جاهزة بعد للتعامل مع الحضارة الغربية وتكنولوجيتها.

    وفي كثير من قصصه الأخرى انتقد لو شون نفاق مثقفي الطبقة الأرستقراطية وتعاطف مع الطبقات الدنيا. وقد جُمعت قصصه وصدرت في ثلاث مجموعات هي «نداء السلاح» (1923) و«تجوال» (1926) و«قصص جديدة عن حكايات قديمة» (1935)، وكان لها أثر بالغ في تطوير النثر الفني الصيني. كما صدر له ستة عشر مجلداً تضمنت مقالاته وذكرياته وشعره المنثور وحكاياته التاريخية وقصائده الكلاسيكية وأبحاثه ذات الطابع الأكاديمي. وقد تعاون مع أخيه الأصغر تشو Zhou بترجمة كثير من الآثار الأدبية العالمية، ومنها قصص لموباسان[ر] Maupassant وشينكييڤيتش [ر] H.Sienkiewicz.

    أسهم لو شون في أثناء عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بفعالية في السجال الأدبي الفكري الصيني، وهو يعدّ الأب الروحي لمجموعة من الكتّاب الشباب اشتهر منهم شياو جون Xiao Jun وشياو هونغ X.Hong ودوانمو هونغليانغ Duanmu Hongliang ورو شي Rou Shi. اقترب لو شون في بدايات العشرينيات من الفكر الماركسي، إلا أنه خيَّب أمل الحركة الشيوعية السرية عندما رفض الانتماء إليها رسمياً، ونقمت عليه الحكومة عام 1926 لدعمه الحركة الطلابية الوطنية في بكين فأجبرته على مغادرة المدينة للتدريس في مدينة فوجيان Fujian، ثم نقلته إلى جامعة غوانغ شو Guangzhou، فردّ على الأمر الوزاري بتقديم استقالته واللجوء إلى المستوطنة الدولية في مدينة شانغهاي، حيث عمل في تحرير مجلة «بِنليو» Benliu الأدبية، ثم مجلة «ييوِن» Yiwen الثقافية حتى عام 1934. وكان طوال هذه السنوات الرئيس الاسمي لـ«رابطة الكتّاب - الجناح اليساري»، وتوفي في شنغهاي بمرض السل. ترجمت قصصه إلى كثير من اللغات، ومنها العربية.

    فؤاد حسن، نبيل الحفار
يعمل...
X