لندن(جاك) روائي أمريكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لندن(جاك) روائي أمريكي

    لندن (جاك) London (Jack-) - London (Jack-)
    لندن (جاك ـ)

    (1876ـ 1916)



    جاك لندن Jack London روائي أمريكي كتب أكثر من خمسين مؤلفاً من روايات وقصص قصيرة ومقالات، ويعدّ من قادة المثقفين الأمريكيين اليساريين. اشتهر بتصويره قوى الطبيعة وصراع الإنسان معها من أجل البقاء، وبنقده اللاذع للرأسمالية وسحقها الطبقات الفقيرة.



    وُلد لندن في سان فرانسيسكو، وكان أبوه الحقيقي قد هجره وأمه من دون مسوّغ، ويقال: إنه كان الفلكي الرّحالة وليم هنري تشيني William Henry Chaney. وقد ربته أمه معلّمة الموسيقى فلورا ويلمان Flora Wellman وأبوه بالتبني جون لندن. وعلى الرغم من الفقر الذي عاشته العائلة استطاع جاك تثقيف نفسه عن طريق القراءة، إذ كان يقضي معظم وقته في المكتبات العامة يطالع في الأدب والفلسفة والشعر والسياسة. ترك المدرسة وهو في الرابعة عشرة من عمره، وعمل في مهن عدة لكسب عيشه. وفي هذه الفترة ألقي القبض عليه في مدينة نياغرا فولز Niagara Falls، وزجّ في السجن بتهمة التشرد، فزاده السجن إصراراً على التخلص من الفقر، ودفعه إلى تبني الفكر الاشتراكي، فانضم إلى حزب العمال وإلى المعارضين العاطلين عن العمل. وأكسبه هذا خبرة أثمرت صوراً حية عن المعاناة الإنسانية ظهرت في رواياته وقصصه، كما في مجموعته القصصية «الطريق» The Road (1907) التي تأثر بها الكاتبان جون ستاينبك [ر] وجاك كيرواك Jack Kerouac.

    سافر لندن إلى ألاسكا Alaska بحثاً عن الذهب، وبدأ يكتب عن تجاربه التي أثمرت أهم مجموعة من قصصه القصيرة «ابن الذئب» The Son of the Wolf (1900)، وأجمل قصصه فيها «إشعال النار» To Build a Fire، التي تتحدث عن تعنت الإنسان في تجاهله مخاطر الطبيعة وإخفاقه في إشعال نار تنقذ حياته، وأيضاً رواية «ذئب البحر» The Sea-Wolf (1904)؛ وهي ملحمة في الصراع من أجل البقاء.

    من أهمّ مؤلفات لندن «نداء البريَّة» The Call of the Wild (1903)؛ تناول فيها موضوع عودة الإنسان المتمدن إلى الطبيعة. وهي ملحمة تصور الصراع بين الإنسان والحيوان من خلال شخصية الكلب «بَك»« Buck الذي يقتلع من بيئته، وينقل إلى الطبيعة العذراء المتوحشة في ألاسكا مع الرحّالة الباحثين عن الذهب. ويتمكن الكلب بقوّته وصلابته من البقاء، ويصبح زعيماً لمجموعة من الذئاب. وقد ركز لندن على الحيوانات شخصيات في كثير من رواياته، كما في «المخلب الأبيض» The White Fang (1906) التي تدور حول مخلوق هجين، فأُمّه ذئبة وأبوه كلب يعيش في مغارة مظلمة تحت الأرض ومعه أخوته، لكن الأخوة يموتون جميعاً، ويبقى «المخلب الأبيض» وحده محتكراً حليب أمه، فيشب قوياً، ويخرج من المغارة قبل الأوان، ويتخبط وسط الغابة. وعندما يبيعه الهنود الحمر المرتحلون إلى صيّاد، يخوض الذئب الصغير معارك ضارية تحت إشراف سيده ضد كلاب الصيد، وينتصر في معظمها. وتكمن أهميّة الرواية في تصويرها من منظور الذئب الصغير إدراك الحيوان لقانون الحياة، ونظرته عن الإنسان والصراع الشرس بين الأقطاب القوية من أجل الهيمنة والقوة والبقاء.

    أما رواية «العقب الحديدية» The Iron Heel (1908)؛ فتصور الفاشية [ر] وحتمية انتصار الاشتراكية [ر] وانهيار الرأسمالية [ر]، والصراع الذي لابدّ أن يدور بين المعسكرين. وأطرف ما في هذه الرواية - التي اتبع فيها لندن نموذج المدينة غير الفاضلة dystopia - أنه وضعها على لسان زوجة البطل، وتخيّل أنها كُتبت مخطوطة في العصور الوسطى، وقد عثر عليها مصادفةً، وقد تأثر بهذه الرواية الكاتب جورج أورويل [ر] في روايته «1984».

    تصنّف رواية «العقب الحديديّة» وبعض قصص لندن القصيرة مثل «غزو لا مثيل له» The Unparalleled Invasionـ وهي قصة قصيرة تتحدث عن حرب جرثومية في الصين ـ في جنس الخيال العلمي. وله مؤلفات أخرى مثل سيرته الذاتية بعنوان «مارتن إدن» Martin Eden (1909)، ومقالات عن الاشتراكية والثورة، مثل «حرب الطبقات» The War of the Classes (1905)، و«ثورة، ومقالات أخرى» Revolution and Other Essays (1910)، ومسرحية «زارع الذرة» A Corn Planter (1916).

    تتميز كتابات لندن بالواقعية وبمشاعر إنسانية فياضة، وأسلوب مفعم بالحيوية والجرأة. ويكمن إبداعه الأساسي في القصص القصيرة حيث تتدفق الصور الحية النابضة، ويتجلى الأسلوب الجزل والبنية المتماسكة، وهي ميزات لا تظهر بالدرجة نفسها في رواياته الطويلة التي غالباً ما تخلو من الترابط. اكتسب شهرة عالمية كبيرة وترجمت رواياته وقصصه إلى لغات عالمية عدة، ومنها العربية، وأخرج بعضها للسينما.

    لا يعرف كيف تُوفِّي لندن، وهناك بعض المصادر التي ترجّح انتحاره. وقد دفن في مزرعته في كاليفورنيا.

    ريما الحكيم
يعمل...
X