الليثي(علي بن حسن)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الليثي(علي بن حسن)

    ليثي (علي حسن) Al-Laythi (Ali ibn Hasan-) - Al-Laythi (Ali ibn Hasan-)
    الليثي (علي بن حسن ـ)

    (1236ـ 1313هـ/1820ـ 1895م)



    الشاعر الأديب علي بن حسن الليثي نسبة إلى مسجد الإمام الليث بن سعد بالقاهرة، سيد الندماء كما سمّاه أحمد تيمور باشا في كتابه «أعيان القرن الرابع عشر».

    ولد ببولاق وتيتم صغيراً؛ فتحولت به أمه إلى جهة الإمام الليث وإليه ينسب، وكان ينزل إلى الأزهر لطلب العلم ويعود إلى المبيت هناك. من أساتذته الشيخ علي عبد الحق القوصي تأدَّب وتفقّه به، ولما جاء إلى مصر الشيخ محمد بن علي السنوسي (1787- 1859) مؤسس الطريقة السلفية السنوسية الإصلاحية والمعادية للتوسع الامبريالي اتصل به وحجَّ معه، ثم رحل إلى برقة وأقام معه في واحة الجغبوب مساهماًً في بناء الزوايا وإعمار الأرض، وتلقي العلوم الدينية والأدبية وعاد إلى مصر في عام 1845 فاشتهر أمره، واتصل بأم والي مصر عباس باشا فجعلته كما يقول أحمد تيمور باشا «شيخاً على مجلس دلائل الخيرات»، كما اتصل بالأمير أحمد باشا رفعت بن إبراهيم باشا الذي اعتقد فيه واطلع على خزانة كتبه واستفاد منها.

    نُفي إلى السودان بتهم باطلة في عهد سعيد باشا (1854-1863)، ويبدو أن أفكاره لم تكن تلائم الحاكم وبقي هناك مدة إلى أن عفي عنه.

    تلألأ نجمه وبدأ سعده لدى تولي الخديوي إسماعيل باشا العرش، ذلك أنه كان ملازماً لوالدته الأميرة خوشيار التي كانت تعدّ حسب تعبير عبد الله الحديدي في كتابه عن عبد الله النديم «الملكة الحقيقية للدولة» حيث كان «الشعراء ينشدون فيها قصائدهم ويتلمسون لها مختلف المناسبات ليتباروا في مدحها والثناء عليها، وكان من أبرزهم الشيخ علي أبو النصر والشيخ علي الليثي شاعرا المعية الخديوية»، وقد أفرد لهما الخديوي غرفة خاصة في قصره، وصار لا يصبر عنهما في مجالس أنسه، حتى إذا حضرا تلك المجالس أزاحا الكلفة وتبسطا معه في القول والتندر فكانت لهما في ذلك ما يملأ الأسفار.

    وكان الخديوي يكلفه بعض المهام التشريفية (البروتوكولية) منها تكليفه مرافقة ابنه الأمير حسين كامل لدى سفره إلى ڤيينا للدراسة فيها عام 1875، وقد ترك عن رحلته هذه مذكرات طريفة غير منشورة، ومنها تكليفه مرافقة سلطان زنجبار برغش؛ فلازمه مدة مقامه في القاهرة وأعجب به إعجاباً شديداً.

    ترك العلامة تيمور باشا وصفاً مفصلاً عنه فقال: «وكان رحمه الله آية في حسن المجالسة محبباً إلى القلوب، أديباً شاعراً، حاضر الجواب فكه الحديث، إذا عرفه إنسان تعلّق به وكره مفارقته مع أنه كان دميم الصورة، أطلسَ، ليس في وجهه إلا شارب خفيف وشعرات على ذقنه». كما يقول عنه عمر الدسوقي في كتابه في الأدب الحديث: «إنه كان مثالاً للنديم المحبوب الذي لا يملّ حديثه ولا يطال فراقه»، أما الزركلي فيقول عنه: «إنه كان طويل القامة جداً، أسود، يكاد يكون زنجياً، وقد تيسرت لي رؤية مجموعة من أوراق الليثي وكتبهِ عرفت منها أنه كان إلى جانب فكاهته ورقةِ طبعه رجل جد وسياسة قوي الاتصال بأمثال محمود سامي البارودي والشيخ محمد عبده وشكيب أرسلان ويوسف الأسير».

    ويستنتج من صلته بالحركة السنوسية واتصاله بتلك الصفوة المستنيرة من الرجال الكارهين للتدخل الأجنبي في شؤون مصر أنه كان وطنياً أصيلاً ومحباً للإصلاح، وهذا ما يؤكده ما ذكره زعيم ثورة شعب مصر أحمد عرابي باشا حين يقول: «وقد كان بعض الشعراء وعلى رأسهم الشيخ الليثي يؤيدون نهضتنا المصرية، وكانوا يترنمون بها ويحثّون الناس على نصرتها والتمسك بمساعدة الجيش المصري، وقد جاء الشيخ علي الليثي إلى خط النار في كفر الدوار وقام في طائفة من العلماء ومشايخ الطرق يدعو الله بالنصر على الأعداء، وهم يؤمّنون عليه». ويقول في دعائه: «اللهم عليك بالإنكليز، اللهم اشدد وطأتك عليهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونَعُوذ بك من شرورهم، اللهم احصدهم عدداً واقتلهم بدداً ولا ترد منهم أحداً».

    فلما أخفقت الثورة الوطنية المصرية، اضطر إلى محاباة الخديوي، وأنقذ نفسه من العقوبة بقصيدة تبرأ فيها من الثورة معترفاً بأنه سلك سبيل الضلال وبأنه ضلل وجانبه السداد.

    ظلّ نديماً للخديوي توفيق، ونال ثراءً واسعاً من رَفْدِهِ، وامتلك ضيعة إلى الشرق من أطفيح كان يستضيف فيها الخديوي، ثم اعتكف فيها في أواخر أيامه مستضيفاً الأدباء والفضلاء الذين كانوا ينالون لديه حسن الضيافة والكرم.

    ترك ديوان شعر لم يكن راضياً عنه، ولعن من يطبعه. يرى عمر الدسوقي أنه ينتمي في شعره إلى مدرسة النظامين والتقليديين في الشعر.

    زهير محمد ناجي
يعمل...
X