ليبيريا Liberia - Liberia
ليبيريا
تقع دولة ليبيريا Liberia في غربي إفريقيا، يحدها من الشمال غينيا ومن الشرق ساحل العاج ومن الجنوب المحيط الأطلسي ومن الغرب سيراليون. تبلغ مساحتها 111370كم2. أقصى امتداد لها من الشرق إلى الغرب يصل إلى 370كم ومن الشمال إلى الجنوب 338كم وتطل على المحيط الأطلسي بساحل يبلغ طوله 507كم، وقد بلغ عدد السكان في ليبيريا 3.5 مليون نسمة تقريباً عام 2003.
الجغرافيا الطبيعية
تتميز أراضي ليبيريا بساحل ضيق وعر، يتدرج في ارتفاعه نحو الداخل ليتصل بهضبة قليلة الارتفاع تنتصب فوقها بعض التلال مثل تلال بومي Bomi وسلسلة مرتفعات بونج Bong، وأعلى قمة في ليبيريا هي قمة نيمبا التي يصل ارتفاعها إلى 1380م فوق مستوى سطح البحر. تسود الغابات الدائمة الخضرة في المناطق المرتفعة من الهضبة، حيث توجد أشجار الماهوغاني Mahogany والأخشاب الصلبة.
أهم الأنهار في ليبيريا هو نهر كافالي Cavally، ويُنطق كافالا أيضاً، حيث يشكل الحدود بينها وبين ساحل العاج في الشرق، وهناك نهر سانت بول Saint Paul الذي يخترق مرتفعات جبال ولوجيزي وجبال نيمبا Nimba في الشمال.
مناخ ليبيريا حار رطب، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 72 ْم في المناطق الساحلية، يسود فيها فصلان متباينان؛ فصل ممطر يمتد من تشرين الثاني/نوڤمبر حتى آذار/مارس حيث تكون كمية الأمطار نحو 510مم، في حين تقل الأمطار باتجاه الداخل حيث تصل متوسطاتها إلى نحو220مم تقريباً في السنة.
كانت أراضي ليبيريا غنية بالحياة النباتية الطبيعية والحيوانات البرية، لكن معظم هذه الثروة الحيوانية انقرض بفعل الصيد الجائر لها، ومن الحيوانات الفيلة وأفراس البحر والظباء والنمور المرقطة التي توجد في المناطق الشرقية والشمالية الغربية من البلاد، إضافة إلى التماسيح في مياه الأنهار والمناطق الساحلية عند مصبات الأنهار.
نهر كافالي
الجغرافيا الاقتصادية
على الرغم من أن75% من مجموع اليد العاملة الليبيرية تعمل بالزراعة، إلا أن مساهمتها في الناتج القومي الإجمالي لايتعدى الـ 20%، في حين يمثل قطاع الخدمات النسبة الأكبر في مساهمته في الدخل القومي، إذ تتجاوز نسبة مساهمته الـ 5% وتصل نسبة اليد العاملة في هذا القطاع إلى 16% من مجموع اليد العاملة، أما قطاع التعدين فتعادل مساهمته 14% من الناتج القومي الإجمالي ويستوعب 6% فقط من مجموع القوى العاملة، في حين تكون نسبة من يعمل في قطاع الصناعة والبناء 3% فقط من مجموع القوى العاملة، ويسهمان بنحو 15% من جملة الناتج القومي الإجمالي.
تعدّ الزراعة من أهم مظاهر النشاط الاقتصادي في ليبيريا،إذ يقوم معظم الأهالي بزراعة حقول صغيرة بالمحاصيل الغذائية الرئيسة والخضار والفاكهة، ومن أهم الحاصلات المانيهوت (الكاسافا) والأرز وقصب السكر، كما يربي كثير من المزارعين بعض الحيوانات في مزارعهم مثل الأغنام والماعز والخنازير . عموماً في مثل هذا النوع من الزراعة تتبع الأساليب التقليدية القديمة وقليل جداً من هؤلاء المزارعين يملكون آلات زراعية حديثة، ومعظم الإنتاج النباتي أو الحيواني موجَّه للاكتفاء الذاتي، لذلك تقوم الحكومة باستيراد كثير من المنتجات الغذائية لسد احتياجات سكان المدن فيها.
مونروڤيا
ومن الأنماط الزراعية السائدة في ليبيريا نمط المزارع الحديثة الواسعة، حيث تصل مساحة المزرعة الواحدة فيها إلى 1000هكتار تستخدم في زراعتها أحدث الوسائل التقنية والآلات الزراعية، وهذه المزارع تمتلكها شركات أجنبية وتستخدم فيها العمالة الوطنية، وأهم المزروعات فيها المطاط والبن والكاكاو وغيره من الزراعات التجارية التي يعد إنتاجها للتصدير. إضافة إلى زراعة قصب السكر وإقامة منشآت تصنيعه أيضاًً.
وإضافة إلى قطاع الزراعة فإن قطاع الخدمات يسهم بالنصيب الأكبر في الدخل القومي، وقد أصبحت هذه الخدمات مهمة وضرورية للإنتاج الاقتصادي في ليبيريا، وخاصة الخدمات في مجال الأنشطة الحكومية والأعمال المصرفية وقطاعات التأمين وتنمية العقارات.
أما مساهمة قطاعات الصناعة والتعدين وأعمال البناء في الدخل القومي، فما تزال محدودة، على الرغم من وجود خام الحديد الذي تستثمره شركة إيطالية - ألمانية، كما يتم استخراج الماس والذهب أيضاً. إن وجود خام الحديد بكميات اقتصادية شجع على استثماره منذ عام 1951، وخاصة في مناجم تلال بومي شمال غربي العاصمة مونروڤيا Monrovia، حيث مُدَّ خط حديدي لنقل الخامات إلى نهر مانو Mano على الحدود مع سيراليون، كما يوجد أكبر منجم للحديد في جبل نيمبا بالقرب من الحدود مع غينيا، ومن أجل استثمار خامات هذه المناجم فقد مُدَّ خط حديدي يعبر البلاد من الشمال إلى الجنوب بطول 322كم بين مناجم نيمبا ومرفأ بوكانان، ثاني موانئ ليبيريا بعد مونروڤيا، وهذا الخط افتتح منذ عام 1963، كما تم استثمار مناجم أخرى للحديد في ليبيريا، هي مناجم جبال بونج التي تنقل خاماتها بخط حديدي إلى مونروڤيا.
وقد أدى استثمار الثروات المعدنية في ليبيريا إلى بدء عهد جديد فيها، إذ جعل منها ثاني أكبر منتج للحديد الخام في إفريقيا بعد موريتانيا، فقد وصل إنتاجها إلى أكثر من 13مليون طن، وإضافة إلى استثمار خامات الحديد ومصانعه، هناك مصانع إنتاج الخامات الزراعية وثمار الغابات، كما تملك الدولة مصفاة للنفط ومصانع لإنتاج الصناعات الكيميائية والمشروبات وصناعة المتفجرات.
أما طرق النقل ووسائط المواصلات فإنها غير متطورة كما ينبغي، فمعظم الطرق البرية في ليبيريا غير مرصوفة، ولكن ثمة خطوط للسكك الحديدية أنشأتها الشركات الأجنبية لنقل خام الحديد إلى كل من منروڤيا وبوكانان، وفي منروڤيا مطار ايضاً.
تمتلك ليبيريا أكبر الأساطيل البحرية في العالم، لكن ملكيتها هذه تعد ملكية زائفة، لأن معظم السفن التي تحمل العلم الليبيري لاتعود ملكيتها إلى مواطنين ليبيريين باستثناء بعض السفن التجارية، إنما تعود ملكيتها في الحقيقة إلى أقطار أخرى وشركات عالمية تسجل هذه السفن في ليبيريا بسبب ضآلة الضرائب والرسوم فيها.
أطفال من ليبيريا
الجغرافيا البشرية
بلغ عدد سكان ليبيريا 3.5 مليون نسمة عام 2003، ويتكون المجتمع الليبيري من مجموعة من الأعراق، تصل إلى ست عشرة مجموعة عرقية، أهمها من الناحية العددية: الكبيلي Kpelle التي تصل نسبتها إلى 16% من مجموع السكان، يأتي بعدها الباسا Bassa وتؤلف 14% ثم غريبو Grebo 9% وكرو Kru 8% وغيو Gio 8% والماندينغ Manding 7% ولوماLoma 6% وغيرها. وقد صلت نسبة سكان المدن في ليبيريا إلى 47%، ونسبة معدل النمو الحضري5.3%، في حين وصلت نسبة النمو السكاني إلى 4%. وبلغ معدل الخصوبة الإجمالي 6.8% مولود لكل امرأة، ممن تتراوح أعمارهن بين 15- 49 سنة، في الفترة الممتدة ما بين عام2000- 2005، أما معدل المواليد لكل 1000 امرأة ممن تراوح أعمارهن بين 15- 19 سنة فكان 227 مولوداً، ويبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر 228 في الألف بين الذكور و21 في الألف بين الإناث، ويبلغ معدل وفيات الرضع لكل 1000 مولود حي 147 وفاة، أما متوسط العمر المتوقع عند الولادة فكان 41.5 سنة، ويتفاوت هذا المعدل بين الذكور والإناث فهو 40.7 سنة للذكور و42.2 سنة للإناث، ومن الملاحظ أن هناك ارتفاعاً في معدل شيوع الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية عند السكان في ليبيريا، فقد بلغ هذا المعدل نحو 6% بين السكان ممن تراوح أعمارهم بين 15- 49 سنة، والإناث أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مما هو عليه عند الذكور، إذ بلغت النسبة عندهن 6.7% أما عند الذكور فقد بلغت 5.1 إصابة (حسب تقرير صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة، عام 2004).
إن غالبية السكان تتبع بعض المذاهب الطبيعية، تضاف إليها أقليات من المسيحيين (10%) والمسلمين (20%). أهم المدن في ليبيريا العاصمة مونروڤيا (150 ألف نسمة لعام 2003) تأتي بعدها غبارنغكا Gbarnga وتشين Tchien، بوكانان Buchanan وهاربرHarper . اللغة الرسمية في ليبيريا هي اللغة الإنكليزية، ونظام الحكم فيها جمهوري رئاسي. يُنتخب رئيس الجمهورية مدة 6 سنوات بالاقتراع المباشر من قبل الناخبين الذين بلغوا التاسعة عشرة، وبسبب الحرب الأهلية فقد اتفق في 20/8/1990 على أن يلغى منصب رئيس الجمهورية ويستعاض عنه بمجلس رئاسي مكون من ستة أعضاء يسمى مجلس الدولة، يقوم رئيسه بمهام رئيس الجمهورية. ووفقاً لدستور عام 1986 وتعديلاته لعام 1988، يوجد في البلاد برلمان يتألف من مجلسين، مجلس للنواب يتكون من 64 عضواً ومجلس للشيوخ يتألف من 26 عضواً، وبسبب الحرب الأهلية وظروفها فقد حُل البرلمان منذ عام 1990 واستعيض عن مجلس النواب ومجلس الشيوخ بمجلس الرئاسة، ولم يظهر منذ ذلك التاريخ بديل عنهما، وتشرف المحكمة العليا في ليبيريا على النظام القضائي.
تقسم ليبيريا من الناحية الإدارية إلى 11 محافظة و4 مناطق إدارية. يصادف العيد الوطني لليبيريا يوم 26/7 وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن انفصال الأراضي التي اشترتها لجنة المستعمرات الأمريكية عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتأسيس دولة مستقلة باسم جمهورية ليبيريا. العملة الوطنية: الدولار الليبيري.
لمحة تاريخية:
يرجع أصل مواطني ليبيريا الأوائل إلى سلالات قدمت من ممالك السهل السوداني، في الفترة الممتدة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين. وفي أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر الميلاديين زاد تخوف الأمريكيين البيض من وجود الأفارقة في ديارهم، حيث أشاع وجودهم شعوراً بالتذمر وعدم الرضا، وكان هناك بعض البيض ممن كان يرفض تمازج الأفارقة في بنية المجتمع الأمريكي. لهذا كونت مجموعة من الأمريكيين البيض جمعية الاستعمار الأمريكية عام 1816، وكان هدف هذه الجمعية إعادة الأفارقة الأمريكيين إلى إفريقيا، وقد قَدِم أعضاء من تلك الجمعية إلى إفريقيا، واشتروا مساحات شاسعة من الأراضي على طول الساحل الجنوبي لغرب إفريقيا ومنذ ذلك التاريخ بدأ التوطين، حيث سُميت المستوطنة مونروڤيا باسم الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، ثم وصلت أول دفعة من الأفارقة الأمريكيين المحررين للمستوطنة عام 1822. واجه هؤلاء المستوطنون العديد من الصعوبات، كان في مقدمتها نقص الغذاء وتفشي الأمراض بينهم، عدا عن ذلك، كانت هجمات السكان الأصليين الذين تخوفوا من احتمال فقدان بلادهم بسبب دخول الليبيريين ذوي الأصول الأمريكية. كل هذه الأمور أدت إلى موت كثير من المستوطنين الجدد. وفي عام 1838 تكون اتحاد ليبيريا من مستوطني مونروڤيا ومشاركة سكان البلاد الأصليين، وكان هذا الاتحاد خاضعاً لجمعية الاستعمار الأمريكية، إذ كان يُعين له حاكم ليبيري من الأمريكيين - الأفارقة القادمين من فرجينيا، وكان أول حاكم لذلك الاتحاد هو جوزف جنكز روبرتس J.J.Roberts الذي حاول زيادة العائدات من التجارة، ففرض الضريبة الجمركية على الصادرات والواردات، مما أزعج التجار الأوربيين، وظهر في الوقت ذاته خلاف بين المستوطنين وجمعية الاستعمار الأمريكية عندما فكر المستوطنون - الأمريكيون في الاستقلال فاعترضت الجمعية على ذلك، وفعلاً تم استقلال ليبيريا عن جمعية الاستعمار الأمريكية في 26 تموز/يوليو عام 1847 وأصبح روبرتس أول رئيس لها.
بعد إعلان الاستقلال أخذت الحكومة الوطنية بضم الأراضي التي اشترتها جمعية المستعمرات الأمريكية إلى ليبيريا، وذلك في عام 1857، فشكلت الأراضي التي ضُمت مع الأراضي التي اشترتها جمعية المستعمرات مستوطنة مونروڤيا الأراضي التي تسمى اليوم جمهورية ليبيريا. وفي عام 1989 قامت حركة عصيان في البلاد، قادها تشارلز تايلور، أدت إلى سقوط ديكتاتورية الرئيس الأسبق. بعد ذلك اندلعت حرب أهلية بين عدد من المجموعات المحلية المنظمة على أسس عرقية. وقد حاولت الدول الإفريقية وضع حد لهذه الحرب، إذ تم توقيع أكثر من اتفاق بين الفصائل المتحاربة كان آخرها الاتفاق الموقع في 20/8/1995. ومع ذلك مايزال الوضع في ليبيريا يتسم بالتوتر. وكان من نتائج الحرب الأهلية تحول 60% من السكان إلى لاجئين، إما داخلياً إلى المناطق الأكثر أمناً، وإما خارجياً إلى الدول المجاورة.
محمد صافيتا
ليبيريا
تقع دولة ليبيريا Liberia في غربي إفريقيا، يحدها من الشمال غينيا ومن الشرق ساحل العاج ومن الجنوب المحيط الأطلسي ومن الغرب سيراليون. تبلغ مساحتها 111370كم2. أقصى امتداد لها من الشرق إلى الغرب يصل إلى 370كم ومن الشمال إلى الجنوب 338كم وتطل على المحيط الأطلسي بساحل يبلغ طوله 507كم، وقد بلغ عدد السكان في ليبيريا 3.5 مليون نسمة تقريباً عام 2003.
الجغرافيا الطبيعية
تتميز أراضي ليبيريا بساحل ضيق وعر، يتدرج في ارتفاعه نحو الداخل ليتصل بهضبة قليلة الارتفاع تنتصب فوقها بعض التلال مثل تلال بومي Bomi وسلسلة مرتفعات بونج Bong، وأعلى قمة في ليبيريا هي قمة نيمبا التي يصل ارتفاعها إلى 1380م فوق مستوى سطح البحر. تسود الغابات الدائمة الخضرة في المناطق المرتفعة من الهضبة، حيث توجد أشجار الماهوغاني Mahogany والأخشاب الصلبة.
أهم الأنهار في ليبيريا هو نهر كافالي Cavally، ويُنطق كافالا أيضاً، حيث يشكل الحدود بينها وبين ساحل العاج في الشرق، وهناك نهر سانت بول Saint Paul الذي يخترق مرتفعات جبال ولوجيزي وجبال نيمبا Nimba في الشمال.
مناخ ليبيريا حار رطب، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 72 ْم في المناطق الساحلية، يسود فيها فصلان متباينان؛ فصل ممطر يمتد من تشرين الثاني/نوڤمبر حتى آذار/مارس حيث تكون كمية الأمطار نحو 510مم، في حين تقل الأمطار باتجاه الداخل حيث تصل متوسطاتها إلى نحو220مم تقريباً في السنة.
كانت أراضي ليبيريا غنية بالحياة النباتية الطبيعية والحيوانات البرية، لكن معظم هذه الثروة الحيوانية انقرض بفعل الصيد الجائر لها، ومن الحيوانات الفيلة وأفراس البحر والظباء والنمور المرقطة التي توجد في المناطق الشرقية والشمالية الغربية من البلاد، إضافة إلى التماسيح في مياه الأنهار والمناطق الساحلية عند مصبات الأنهار.
نهر كافالي
الجغرافيا الاقتصادية
على الرغم من أن75% من مجموع اليد العاملة الليبيرية تعمل بالزراعة، إلا أن مساهمتها في الناتج القومي الإجمالي لايتعدى الـ 20%، في حين يمثل قطاع الخدمات النسبة الأكبر في مساهمته في الدخل القومي، إذ تتجاوز نسبة مساهمته الـ 5% وتصل نسبة اليد العاملة في هذا القطاع إلى 16% من مجموع اليد العاملة، أما قطاع التعدين فتعادل مساهمته 14% من الناتج القومي الإجمالي ويستوعب 6% فقط من مجموع القوى العاملة، في حين تكون نسبة من يعمل في قطاع الصناعة والبناء 3% فقط من مجموع القوى العاملة، ويسهمان بنحو 15% من جملة الناتج القومي الإجمالي.
تعدّ الزراعة من أهم مظاهر النشاط الاقتصادي في ليبيريا،إذ يقوم معظم الأهالي بزراعة حقول صغيرة بالمحاصيل الغذائية الرئيسة والخضار والفاكهة، ومن أهم الحاصلات المانيهوت (الكاسافا) والأرز وقصب السكر، كما يربي كثير من المزارعين بعض الحيوانات في مزارعهم مثل الأغنام والماعز والخنازير . عموماً في مثل هذا النوع من الزراعة تتبع الأساليب التقليدية القديمة وقليل جداً من هؤلاء المزارعين يملكون آلات زراعية حديثة، ومعظم الإنتاج النباتي أو الحيواني موجَّه للاكتفاء الذاتي، لذلك تقوم الحكومة باستيراد كثير من المنتجات الغذائية لسد احتياجات سكان المدن فيها.
مونروڤيا
ومن الأنماط الزراعية السائدة في ليبيريا نمط المزارع الحديثة الواسعة، حيث تصل مساحة المزرعة الواحدة فيها إلى 1000هكتار تستخدم في زراعتها أحدث الوسائل التقنية والآلات الزراعية، وهذه المزارع تمتلكها شركات أجنبية وتستخدم فيها العمالة الوطنية، وأهم المزروعات فيها المطاط والبن والكاكاو وغيره من الزراعات التجارية التي يعد إنتاجها للتصدير. إضافة إلى زراعة قصب السكر وإقامة منشآت تصنيعه أيضاًً.
وإضافة إلى قطاع الزراعة فإن قطاع الخدمات يسهم بالنصيب الأكبر في الدخل القومي، وقد أصبحت هذه الخدمات مهمة وضرورية للإنتاج الاقتصادي في ليبيريا، وخاصة الخدمات في مجال الأنشطة الحكومية والأعمال المصرفية وقطاعات التأمين وتنمية العقارات.
أما مساهمة قطاعات الصناعة والتعدين وأعمال البناء في الدخل القومي، فما تزال محدودة، على الرغم من وجود خام الحديد الذي تستثمره شركة إيطالية - ألمانية، كما يتم استخراج الماس والذهب أيضاً. إن وجود خام الحديد بكميات اقتصادية شجع على استثماره منذ عام 1951، وخاصة في مناجم تلال بومي شمال غربي العاصمة مونروڤيا Monrovia، حيث مُدَّ خط حديدي لنقل الخامات إلى نهر مانو Mano على الحدود مع سيراليون، كما يوجد أكبر منجم للحديد في جبل نيمبا بالقرب من الحدود مع غينيا، ومن أجل استثمار خامات هذه المناجم فقد مُدَّ خط حديدي يعبر البلاد من الشمال إلى الجنوب بطول 322كم بين مناجم نيمبا ومرفأ بوكانان، ثاني موانئ ليبيريا بعد مونروڤيا، وهذا الخط افتتح منذ عام 1963، كما تم استثمار مناجم أخرى للحديد في ليبيريا، هي مناجم جبال بونج التي تنقل خاماتها بخط حديدي إلى مونروڤيا.
وقد أدى استثمار الثروات المعدنية في ليبيريا إلى بدء عهد جديد فيها، إذ جعل منها ثاني أكبر منتج للحديد الخام في إفريقيا بعد موريتانيا، فقد وصل إنتاجها إلى أكثر من 13مليون طن، وإضافة إلى استثمار خامات الحديد ومصانعه، هناك مصانع إنتاج الخامات الزراعية وثمار الغابات، كما تملك الدولة مصفاة للنفط ومصانع لإنتاج الصناعات الكيميائية والمشروبات وصناعة المتفجرات.
أما طرق النقل ووسائط المواصلات فإنها غير متطورة كما ينبغي، فمعظم الطرق البرية في ليبيريا غير مرصوفة، ولكن ثمة خطوط للسكك الحديدية أنشأتها الشركات الأجنبية لنقل خام الحديد إلى كل من منروڤيا وبوكانان، وفي منروڤيا مطار ايضاً.
تمتلك ليبيريا أكبر الأساطيل البحرية في العالم، لكن ملكيتها هذه تعد ملكية زائفة، لأن معظم السفن التي تحمل العلم الليبيري لاتعود ملكيتها إلى مواطنين ليبيريين باستثناء بعض السفن التجارية، إنما تعود ملكيتها في الحقيقة إلى أقطار أخرى وشركات عالمية تسجل هذه السفن في ليبيريا بسبب ضآلة الضرائب والرسوم فيها.
أطفال من ليبيريا
الجغرافيا البشرية
بلغ عدد سكان ليبيريا 3.5 مليون نسمة عام 2003، ويتكون المجتمع الليبيري من مجموعة من الأعراق، تصل إلى ست عشرة مجموعة عرقية، أهمها من الناحية العددية: الكبيلي Kpelle التي تصل نسبتها إلى 16% من مجموع السكان، يأتي بعدها الباسا Bassa وتؤلف 14% ثم غريبو Grebo 9% وكرو Kru 8% وغيو Gio 8% والماندينغ Manding 7% ولوماLoma 6% وغيرها. وقد صلت نسبة سكان المدن في ليبيريا إلى 47%، ونسبة معدل النمو الحضري5.3%، في حين وصلت نسبة النمو السكاني إلى 4%. وبلغ معدل الخصوبة الإجمالي 6.8% مولود لكل امرأة، ممن تتراوح أعمارهن بين 15- 49 سنة، في الفترة الممتدة ما بين عام2000- 2005، أما معدل المواليد لكل 1000 امرأة ممن تراوح أعمارهن بين 15- 19 سنة فكان 227 مولوداً، ويبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر 228 في الألف بين الذكور و21 في الألف بين الإناث، ويبلغ معدل وفيات الرضع لكل 1000 مولود حي 147 وفاة، أما متوسط العمر المتوقع عند الولادة فكان 41.5 سنة، ويتفاوت هذا المعدل بين الذكور والإناث فهو 40.7 سنة للذكور و42.2 سنة للإناث، ومن الملاحظ أن هناك ارتفاعاً في معدل شيوع الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية عند السكان في ليبيريا، فقد بلغ هذا المعدل نحو 6% بين السكان ممن تراوح أعمارهم بين 15- 49 سنة، والإناث أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مما هو عليه عند الذكور، إذ بلغت النسبة عندهن 6.7% أما عند الذكور فقد بلغت 5.1 إصابة (حسب تقرير صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة، عام 2004).
إن غالبية السكان تتبع بعض المذاهب الطبيعية، تضاف إليها أقليات من المسيحيين (10%) والمسلمين (20%). أهم المدن في ليبيريا العاصمة مونروڤيا (150 ألف نسمة لعام 2003) تأتي بعدها غبارنغكا Gbarnga وتشين Tchien، بوكانان Buchanan وهاربرHarper . اللغة الرسمية في ليبيريا هي اللغة الإنكليزية، ونظام الحكم فيها جمهوري رئاسي. يُنتخب رئيس الجمهورية مدة 6 سنوات بالاقتراع المباشر من قبل الناخبين الذين بلغوا التاسعة عشرة، وبسبب الحرب الأهلية فقد اتفق في 20/8/1990 على أن يلغى منصب رئيس الجمهورية ويستعاض عنه بمجلس رئاسي مكون من ستة أعضاء يسمى مجلس الدولة، يقوم رئيسه بمهام رئيس الجمهورية. ووفقاً لدستور عام 1986 وتعديلاته لعام 1988، يوجد في البلاد برلمان يتألف من مجلسين، مجلس للنواب يتكون من 64 عضواً ومجلس للشيوخ يتألف من 26 عضواً، وبسبب الحرب الأهلية وظروفها فقد حُل البرلمان منذ عام 1990 واستعيض عن مجلس النواب ومجلس الشيوخ بمجلس الرئاسة، ولم يظهر منذ ذلك التاريخ بديل عنهما، وتشرف المحكمة العليا في ليبيريا على النظام القضائي.
تقسم ليبيريا من الناحية الإدارية إلى 11 محافظة و4 مناطق إدارية. يصادف العيد الوطني لليبيريا يوم 26/7 وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن انفصال الأراضي التي اشترتها لجنة المستعمرات الأمريكية عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتأسيس دولة مستقلة باسم جمهورية ليبيريا. العملة الوطنية: الدولار الليبيري.
لمحة تاريخية:
يرجع أصل مواطني ليبيريا الأوائل إلى سلالات قدمت من ممالك السهل السوداني، في الفترة الممتدة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين. وفي أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر الميلاديين زاد تخوف الأمريكيين البيض من وجود الأفارقة في ديارهم، حيث أشاع وجودهم شعوراً بالتذمر وعدم الرضا، وكان هناك بعض البيض ممن كان يرفض تمازج الأفارقة في بنية المجتمع الأمريكي. لهذا كونت مجموعة من الأمريكيين البيض جمعية الاستعمار الأمريكية عام 1816، وكان هدف هذه الجمعية إعادة الأفارقة الأمريكيين إلى إفريقيا، وقد قَدِم أعضاء من تلك الجمعية إلى إفريقيا، واشتروا مساحات شاسعة من الأراضي على طول الساحل الجنوبي لغرب إفريقيا ومنذ ذلك التاريخ بدأ التوطين، حيث سُميت المستوطنة مونروڤيا باسم الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، ثم وصلت أول دفعة من الأفارقة الأمريكيين المحررين للمستوطنة عام 1822. واجه هؤلاء المستوطنون العديد من الصعوبات، كان في مقدمتها نقص الغذاء وتفشي الأمراض بينهم، عدا عن ذلك، كانت هجمات السكان الأصليين الذين تخوفوا من احتمال فقدان بلادهم بسبب دخول الليبيريين ذوي الأصول الأمريكية. كل هذه الأمور أدت إلى موت كثير من المستوطنين الجدد. وفي عام 1838 تكون اتحاد ليبيريا من مستوطني مونروڤيا ومشاركة سكان البلاد الأصليين، وكان هذا الاتحاد خاضعاً لجمعية الاستعمار الأمريكية، إذ كان يُعين له حاكم ليبيري من الأمريكيين - الأفارقة القادمين من فرجينيا، وكان أول حاكم لذلك الاتحاد هو جوزف جنكز روبرتس J.J.Roberts الذي حاول زيادة العائدات من التجارة، ففرض الضريبة الجمركية على الصادرات والواردات، مما أزعج التجار الأوربيين، وظهر في الوقت ذاته خلاف بين المستوطنين وجمعية الاستعمار الأمريكية عندما فكر المستوطنون - الأمريكيون في الاستقلال فاعترضت الجمعية على ذلك، وفعلاً تم استقلال ليبيريا عن جمعية الاستعمار الأمريكية في 26 تموز/يوليو عام 1847 وأصبح روبرتس أول رئيس لها.
بعد إعلان الاستقلال أخذت الحكومة الوطنية بضم الأراضي التي اشترتها جمعية المستعمرات الأمريكية إلى ليبيريا، وذلك في عام 1857، فشكلت الأراضي التي ضُمت مع الأراضي التي اشترتها جمعية المستعمرات مستوطنة مونروڤيا الأراضي التي تسمى اليوم جمهورية ليبيريا. وفي عام 1989 قامت حركة عصيان في البلاد، قادها تشارلز تايلور، أدت إلى سقوط ديكتاتورية الرئيس الأسبق. بعد ذلك اندلعت حرب أهلية بين عدد من المجموعات المحلية المنظمة على أسس عرقية. وقد حاولت الدول الإفريقية وضع حد لهذه الحرب، إذ تم توقيع أكثر من اتفاق بين الفصائل المتحاربة كان آخرها الاتفاق الموقع في 20/8/1995. ومع ذلك مايزال الوضع في ليبيريا يتسم بالتوتر. وكان من نتائج الحرب الأهلية تحول 60% من السكان إلى لاجئين، إما داخلياً إلى المناطق الأكثر أمناً، وإما خارجياً إلى الدول المجاورة.
محمد صافيتا