لين بياو Lin (Biao-) - Lin (Biao-)
لين بياو
(1907ـ 1971)
لين بياو Lin Biao قائد عسكري صيني بارز ووزير دفاع الجمهورية الشعبية الصينية ما بين عامي 1959-1971. ولد لين بياو في إحدى قرى مقاطعة هوبي Hubei في أواسط الصين، وهو ابن لفلاح فقير. تلقى لين علومه الابتدائية في مدرسة القرية ثم دخل المدرسة الثانوية في مدينة ووشانغ Wuchang عام 1921. وفي أثناء دراسته الثانوية تأثر كثيراً بالصراعات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد، واجتذبته الأفكار الاشتراكية والشيوعية. في عام 1925 انتسب إلى رابطة الشباب الاشتراكي، وفي العام نفسه رحل إلى كانتون للانخراط في أكاديمية هوامبوا العسكرية التي كان يديرها الجنرال تشيانغ كاي شيك Chiang Kai-Shek. في هذه الفترة كانت الصين تخوض، تحت قيادة رئيس الجمهورية صن يات سن Sun Yat- Sen، حرباً ضد الإقطاعيين، وضد المستعمرين. في عام 1926، وقبل تخرجه من الأكاديمية العسكرية، شارك لين بياو في الحملة الشمالية ضد مواقع الإقطاعيين وأبلى فيها بلاء حسناً.
دوره في حرب التحرير الشعبية والمسيرة الكبرى
في عام 1927 عندما وقع الخلاف بين تشانغ كاي شيك، قائد الكومنتانغ Kuomintang والحزب الشيوعي الصيني انتقل لين بياو إلى جانب رفاقه الشيوعيين، وانضم إلى الجيش الذي يقوده ماوتسي تونغ Mao Tsé-Tung في وسط الصين. وبين عامي 1928-1934 أسهم لين بياو في توسيع المنطقة التي يسيطر عليها الشيوعيون في منطقة كيانغ سي Kiangsi. وفي عام 1932 رُفِّع إلى رتبة قائد كتيبة. وفي 1934 وتفادياً للمجازر التي كانت ترتكبها قوات تشانغ كاي شيك، قررت قيادة الحزب الشيوعي برئاسة ماوتسي تونغ، التراجع إلى منطقة شنسي Shensi لإعادة تنظيم جيش التحرير الصيني ، فيما عرف بالمسيرة الكبرى التي قطع فيها الجيش مسافة9700كم. وفي شنسي عُين لين بياو رئيساً لأكاديمية الجيش الأحمر وعمل تحت قيادة «تشوته» - القائد العسكري البارز - على إعادة تشكيل الجيش الأحمر وتدريبه وتسليحه.
في عام 1937 توقفت الحرب الضروس بين الشيوعيين والكومنتانغ، وشكَّل الجانبان جبهة موحدة ضد الاستعمار الياباني. وقاد لين بياو في أواخر عام 1938 هجوماً عسكرياً ناجحاً ضد القوات اليابانية في شمالي الصين، إلا أنه أصيب في المعركة بجرح بليغ نقل على أثره إلى موسكو لتلقي العلاج، وبقي هناك ثلاثة أعوام. وبعد عودته عام 1942 عمل فترة قصيرة عضواً في لجنة العلاقات مع الكومنتانغ. وفي عام 1943 عاد إلى رئاسة الأكاديمية العسكرية - السياسية في يينان. ومع اقتراب الحرب مع اليابان إلى نهايتها عام 1945 انتخب لين بياو عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استؤنفت الحرب الأهلية بين الكومنتانغ والشيوعيين. وعين لين بياو قائداً للجيش الرابع الصيني في منشوريا. وبسبب تفوق قوات الكومنتانغ في العدد والعتاد اتبع لين بياو استراتيجية جديدة تقوم على ترك المدن لقوات الكومنتانغ واللجوء إلى الأرياف لكسب تأييد الفلاحين. ومن مواقعه في الريف شنّ حرب عصابات لإنهاك العدو، تمهيداً لتحرير المدن واحدة بعد أخرى. وفي عام 1948 تمكن جيشه من تحرير منشوريا كلها. وفي أثناء زحف قواته نحو الجنوب تمّ تحرير بكين ثم ووهان Wuhan وكانتون Canton.
دوره في الدولة الاشتراكية الجديدة
بعد تأسيس الجمهورية الشعبية الصينية في تشرين أول/أكتوبر 1949 أصبح لين بياو المسؤول الإداري والحزبي للمنطقة السادسة. وفي 1954 عُيِّن نائبا لرئيس مجلس الوزراء ونائباً لرئيس مجلس الدفاع الوطني. وفي عام 1955 أصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، ثم في عام 1958 عضواً في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي المكونة من سبعة أعضاء.
في عام 1959 عُيِّن لين وزيراً للدفاع بعد إقصاء بينغ دين هواي من هذا المنصب، فقام بإصلاحات كبيرة تضمنت تعزيز التثقيف السياسي وتحسين التدريب العسكري للضباط والجنود ، وأصبح الجيش في عهده نموذجاً للجيش العقائدي المحترف. وفي عام 1965 أعلن ماوتسي تونغ قيام الثورة الثقافية الكبرى التي شملت جميع قطاعات الحياة في الصين، ورافق هذا الإعلان حملة تطهير واسعة في صفوف الحزب ضد جميع المعارضين، طالت عدداً من رموز الحزب وقادته الأوائل وفي طليعتهم ليوتشاوشي المسمى خليفة لماوتسي تونغ. وفي آب/أغسطس 1966 أُعلن أن لين بياو هو الخليفة المقبل لماو. وفي عام 1969، وفي المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني، عُيِّن لين بياو رسمياً خليفة لماوتسي تونغ، وسمي «النائب الوحيد لرئيس الحزب الشيوعي الصيني».
وفي ايلول/سبتمبر1971، وفي قمة النجاح الذي بلغه لين بياو، أعلنت السلطات الصينية فجأة مقتله في حادث تحطم طائرة فوق منغوليا في أثناء فراره إلى موسكو، بعد إخفاق محاولة انقلاب دبرها مع بعض ضباط الجيش للإطاحة بالثورة واغتيال ماوتسي تونغ، وأعقب ذلك حملة نقد وتشهير واسعة ضده وصف فيها بالرجعية ومعاداة الشيوعية.
وكيفما كان؛ يبقى موت لين بياو والصراع الخفي الذي سبقه على السلطة في الصين محاطاَ بالغموض، خصوصاَ بعد إعلان منغوليا عام 1990 عن شكوكها القوية بوجود لين بياو بين ركاب الطائرة التي تحطمت فوق أراضيها في عام 1971.
أحمد مكيّس
لين بياو
(1907ـ 1971)
لين بياو Lin Biao قائد عسكري صيني بارز ووزير دفاع الجمهورية الشعبية الصينية ما بين عامي 1959-1971. ولد لين بياو في إحدى قرى مقاطعة هوبي Hubei في أواسط الصين، وهو ابن لفلاح فقير. تلقى لين علومه الابتدائية في مدرسة القرية ثم دخل المدرسة الثانوية في مدينة ووشانغ Wuchang عام 1921. وفي أثناء دراسته الثانوية تأثر كثيراً بالصراعات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد، واجتذبته الأفكار الاشتراكية والشيوعية. في عام 1925 انتسب إلى رابطة الشباب الاشتراكي، وفي العام نفسه رحل إلى كانتون للانخراط في أكاديمية هوامبوا العسكرية التي كان يديرها الجنرال تشيانغ كاي شيك Chiang Kai-Shek. في هذه الفترة كانت الصين تخوض، تحت قيادة رئيس الجمهورية صن يات سن Sun Yat- Sen، حرباً ضد الإقطاعيين، وضد المستعمرين. في عام 1926، وقبل تخرجه من الأكاديمية العسكرية، شارك لين بياو في الحملة الشمالية ضد مواقع الإقطاعيين وأبلى فيها بلاء حسناً.
دوره في حرب التحرير الشعبية والمسيرة الكبرى
في عام 1927 عندما وقع الخلاف بين تشانغ كاي شيك، قائد الكومنتانغ Kuomintang والحزب الشيوعي الصيني انتقل لين بياو إلى جانب رفاقه الشيوعيين، وانضم إلى الجيش الذي يقوده ماوتسي تونغ Mao Tsé-Tung في وسط الصين. وبين عامي 1928-1934 أسهم لين بياو في توسيع المنطقة التي يسيطر عليها الشيوعيون في منطقة كيانغ سي Kiangsi. وفي عام 1932 رُفِّع إلى رتبة قائد كتيبة. وفي 1934 وتفادياً للمجازر التي كانت ترتكبها قوات تشانغ كاي شيك، قررت قيادة الحزب الشيوعي برئاسة ماوتسي تونغ، التراجع إلى منطقة شنسي Shensi لإعادة تنظيم جيش التحرير الصيني ، فيما عرف بالمسيرة الكبرى التي قطع فيها الجيش مسافة9700كم. وفي شنسي عُين لين بياو رئيساً لأكاديمية الجيش الأحمر وعمل تحت قيادة «تشوته» - القائد العسكري البارز - على إعادة تشكيل الجيش الأحمر وتدريبه وتسليحه.
في عام 1937 توقفت الحرب الضروس بين الشيوعيين والكومنتانغ، وشكَّل الجانبان جبهة موحدة ضد الاستعمار الياباني. وقاد لين بياو في أواخر عام 1938 هجوماً عسكرياً ناجحاً ضد القوات اليابانية في شمالي الصين، إلا أنه أصيب في المعركة بجرح بليغ نقل على أثره إلى موسكو لتلقي العلاج، وبقي هناك ثلاثة أعوام. وبعد عودته عام 1942 عمل فترة قصيرة عضواً في لجنة العلاقات مع الكومنتانغ. وفي عام 1943 عاد إلى رئاسة الأكاديمية العسكرية - السياسية في يينان. ومع اقتراب الحرب مع اليابان إلى نهايتها عام 1945 انتخب لين بياو عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استؤنفت الحرب الأهلية بين الكومنتانغ والشيوعيين. وعين لين بياو قائداً للجيش الرابع الصيني في منشوريا. وبسبب تفوق قوات الكومنتانغ في العدد والعتاد اتبع لين بياو استراتيجية جديدة تقوم على ترك المدن لقوات الكومنتانغ واللجوء إلى الأرياف لكسب تأييد الفلاحين. ومن مواقعه في الريف شنّ حرب عصابات لإنهاك العدو، تمهيداً لتحرير المدن واحدة بعد أخرى. وفي عام 1948 تمكن جيشه من تحرير منشوريا كلها. وفي أثناء زحف قواته نحو الجنوب تمّ تحرير بكين ثم ووهان Wuhan وكانتون Canton.
دوره في الدولة الاشتراكية الجديدة
بعد تأسيس الجمهورية الشعبية الصينية في تشرين أول/أكتوبر 1949 أصبح لين بياو المسؤول الإداري والحزبي للمنطقة السادسة. وفي 1954 عُيِّن نائبا لرئيس مجلس الوزراء ونائباً لرئيس مجلس الدفاع الوطني. وفي عام 1955 أصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، ثم في عام 1958 عضواً في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي المكونة من سبعة أعضاء.
في عام 1959 عُيِّن لين وزيراً للدفاع بعد إقصاء بينغ دين هواي من هذا المنصب، فقام بإصلاحات كبيرة تضمنت تعزيز التثقيف السياسي وتحسين التدريب العسكري للضباط والجنود ، وأصبح الجيش في عهده نموذجاً للجيش العقائدي المحترف. وفي عام 1965 أعلن ماوتسي تونغ قيام الثورة الثقافية الكبرى التي شملت جميع قطاعات الحياة في الصين، ورافق هذا الإعلان حملة تطهير واسعة في صفوف الحزب ضد جميع المعارضين، طالت عدداً من رموز الحزب وقادته الأوائل وفي طليعتهم ليوتشاوشي المسمى خليفة لماوتسي تونغ. وفي آب/أغسطس 1966 أُعلن أن لين بياو هو الخليفة المقبل لماو. وفي عام 1969، وفي المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني، عُيِّن لين بياو رسمياً خليفة لماوتسي تونغ، وسمي «النائب الوحيد لرئيس الحزب الشيوعي الصيني».
وفي ايلول/سبتمبر1971، وفي قمة النجاح الذي بلغه لين بياو، أعلنت السلطات الصينية فجأة مقتله في حادث تحطم طائرة فوق منغوليا في أثناء فراره إلى موسكو، بعد إخفاق محاولة انقلاب دبرها مع بعض ضباط الجيش للإطاحة بالثورة واغتيال ماوتسي تونغ، وأعقب ذلك حملة نقد وتشهير واسعة ضده وصف فيها بالرجعية ومعاداة الشيوعية.
وكيفما كان؛ يبقى موت لين بياو والصراع الخفي الذي سبقه على السلطة في الصين محاطاَ بالغموض، خصوصاَ بعد إعلان منغوليا عام 1990 عن شكوكها القوية بوجود لين بياو بين ركاب الطائرة التي تحطمت فوق أراضيها في عام 1971.
أحمد مكيّس