لسبس (فرديناند ماري فيكونت دي) De Lesseps (Ferdinand-) - De Lesseps (Ferdinand-)
لسبس (فردينان ماري فيكونت دي ـ)
(1805ـ 1894)
فردينان ماري دي لسبس Ferdinand De Lesseps، أكاديمي ودبلوماسي فرنسي، ارتبط اسمه بشق قناة السويس في مصر، ولد في ضاحية فرساي بفرنسا لعائلة أرستقراطية ارتبطت بالخدمة في السلك الدبلوماسي الفرنسي. التحق على خطى والده بالدبلوماسية الفرنسية وعين سنة 1825 معاوناً للقنصل الفرنسي في لشبونة حتى سنة 1828، حينما شغل المنصب نفسه في تونس وبعدها في الإسكندرية سنة 1832، فاطلع وقتها على خطط المشروع الفرنسي الذي قدمه مهندسو الحملة الفرنسية إلى نابليون بونابرت Bonaparte لشق قناة تربط البحر المتوسط بالأحمر والذي لم يتح له الوقت فرصة تنفيذه. وعندما صدر قرار بتعيين دي لسبس قنصلاً لفرنسا في القاهرة سنة 1833 كانت قد اختمرت في رأسه فكرة إحياء المشروع لربط البحرين المتوسط بالأحمر عن طريق شق قناة واصلة تخترق القسم الغربي من صحراء سيناء؛ وذلك بغية اختصار مسافة النقل البحري من موانئ آسيا الصينية والهندية على وجه الخصوص إلى أوربا، وهي المسافة التي كانت السفن تضطر إلى قطعها بالدوران الكامل حول القارة الإفريقية.
استغل دي لسبس صداقته مع عدد من كبار المسؤولين في مصر، وعلى رأسهم سعيد باشا ولي العهد من أجل الترخيص له بتنفيذ هذا المشروع الاقتصادي المهم، وكذلك دعمه في مجال التمويل. وفي 30/11/1854 وقّع سعيد باشا قرار الموافقة على البدء بأعمال الحفر، وأتبعها في سنة 1858 بالإعلان عن إنشاء شركة قناة السويس العالمية.
واستغرقت دراسات شق القناة الفترة حتى 25/4/1859، وهو التاريخ الذي بدأت فيه أعمال الحفر الفعلية التي استغرقت عشر سنوات بما فيها فترة توقف قصيرة أنهاها تدخل الامبراطور نابليون الثالث لمتابعة العمل، وانتهى العمل في 17/11/1869 حين قام الخديوي إسماعيل باشا بتدشين افتتاح القناة باحتفال مهيب، حضرته الامبراطورة أوجيني Eugénie زوج الامبراطور نابليون الثالث Napoléon III. وللنجاح الاقتصادي غير المتوقع لمشروع القناة فقد قررت الحكومة البريطانية شراء معظم أسهم الشركة التي عرضها الخديوي إسماعيل باشا للبيع على رئيس وزراء بريطانيا آنذاك بنجامين دزرائيلي Benjamin Disraeli. وقد تجنب دي لسبس المشاركة في تلك الصفقة رغبة في عدم الانغماس في المنافسة السياسية بين فرنسا وبريطانيا. وآثر البحث عن مشروعات جديدة كان أشهرها مشروع قناة باناما بين المحيطين الأطلسي والهادي والذي بدأ بدراسته سنة 1873 ولكنه بدأ بتبنيه سنة 1879 بدعم المؤتمر الدولي للعلوم الجغرافية الذي عقد في باريس تلك السنة. على أن الدراسات حول تفاوت مستوى المياه بين المحيطين والحلول المقترحة لهذه المشكلة، إضافة إلى ضآلة التمويل والنزاع بين الشركات وتدخل السلطات المحلية وغير ذلك من العقبات التي استغرقت الفترة من 1885 حتى 1889 كل ذلك أقنع دي لسبس بالتخلي عن المشروع الذي رافقته فضائح سياسية ومالية. وقد طالت هذه الفضائح دي لسبس نفسه حينما وجهت إليه سنة 1893 وإلى ابنه شارلز (1849- 1923) تهمة إفلاس كاذب وصدر حكم بسجنهما مدة خمس سنوات. وعلى الرغم من أن ابن دي لسبس فقط نفذ الحكم مدة سنة؛ لأن الحكم تعرض للنقض بعدها إلا أن هذه المسالة ألقت بظلالها على شيخوخة دي لسبس وأوصلته إلى عزلة أدت إلى وفاته.
شغل دي لسبس في حياته عضوية عدد من المؤسسات العلمية الفرنسية والعالمية التي منحته إضافة إلى عدد من دول العالم أوسمة شرف عالية القيمة. وقد أسهمت أعماله السياسية والعلمية الباهرة وعلى رأسها شق قناة السويس في احترام معاصريه له. ولم تتمكن الفضيحة التي ألصقت به آخر أيامه في تشويه سمعته في تلك الأيام.
مفيد العابد
لسبس (فردينان ماري فيكونت دي ـ)
(1805ـ 1894)
فردينان ماري دي لسبس Ferdinand De Lesseps، أكاديمي ودبلوماسي فرنسي، ارتبط اسمه بشق قناة السويس في مصر، ولد في ضاحية فرساي بفرنسا لعائلة أرستقراطية ارتبطت بالخدمة في السلك الدبلوماسي الفرنسي. التحق على خطى والده بالدبلوماسية الفرنسية وعين سنة 1825 معاوناً للقنصل الفرنسي في لشبونة حتى سنة 1828، حينما شغل المنصب نفسه في تونس وبعدها في الإسكندرية سنة 1832، فاطلع وقتها على خطط المشروع الفرنسي الذي قدمه مهندسو الحملة الفرنسية إلى نابليون بونابرت Bonaparte لشق قناة تربط البحر المتوسط بالأحمر والذي لم يتح له الوقت فرصة تنفيذه. وعندما صدر قرار بتعيين دي لسبس قنصلاً لفرنسا في القاهرة سنة 1833 كانت قد اختمرت في رأسه فكرة إحياء المشروع لربط البحرين المتوسط بالأحمر عن طريق شق قناة واصلة تخترق القسم الغربي من صحراء سيناء؛ وذلك بغية اختصار مسافة النقل البحري من موانئ آسيا الصينية والهندية على وجه الخصوص إلى أوربا، وهي المسافة التي كانت السفن تضطر إلى قطعها بالدوران الكامل حول القارة الإفريقية.
استغل دي لسبس صداقته مع عدد من كبار المسؤولين في مصر، وعلى رأسهم سعيد باشا ولي العهد من أجل الترخيص له بتنفيذ هذا المشروع الاقتصادي المهم، وكذلك دعمه في مجال التمويل. وفي 30/11/1854 وقّع سعيد باشا قرار الموافقة على البدء بأعمال الحفر، وأتبعها في سنة 1858 بالإعلان عن إنشاء شركة قناة السويس العالمية.
واستغرقت دراسات شق القناة الفترة حتى 25/4/1859، وهو التاريخ الذي بدأت فيه أعمال الحفر الفعلية التي استغرقت عشر سنوات بما فيها فترة توقف قصيرة أنهاها تدخل الامبراطور نابليون الثالث لمتابعة العمل، وانتهى العمل في 17/11/1869 حين قام الخديوي إسماعيل باشا بتدشين افتتاح القناة باحتفال مهيب، حضرته الامبراطورة أوجيني Eugénie زوج الامبراطور نابليون الثالث Napoléon III. وللنجاح الاقتصادي غير المتوقع لمشروع القناة فقد قررت الحكومة البريطانية شراء معظم أسهم الشركة التي عرضها الخديوي إسماعيل باشا للبيع على رئيس وزراء بريطانيا آنذاك بنجامين دزرائيلي Benjamin Disraeli. وقد تجنب دي لسبس المشاركة في تلك الصفقة رغبة في عدم الانغماس في المنافسة السياسية بين فرنسا وبريطانيا. وآثر البحث عن مشروعات جديدة كان أشهرها مشروع قناة باناما بين المحيطين الأطلسي والهادي والذي بدأ بدراسته سنة 1873 ولكنه بدأ بتبنيه سنة 1879 بدعم المؤتمر الدولي للعلوم الجغرافية الذي عقد في باريس تلك السنة. على أن الدراسات حول تفاوت مستوى المياه بين المحيطين والحلول المقترحة لهذه المشكلة، إضافة إلى ضآلة التمويل والنزاع بين الشركات وتدخل السلطات المحلية وغير ذلك من العقبات التي استغرقت الفترة من 1885 حتى 1889 كل ذلك أقنع دي لسبس بالتخلي عن المشروع الذي رافقته فضائح سياسية ومالية. وقد طالت هذه الفضائح دي لسبس نفسه حينما وجهت إليه سنة 1893 وإلى ابنه شارلز (1849- 1923) تهمة إفلاس كاذب وصدر حكم بسجنهما مدة خمس سنوات. وعلى الرغم من أن ابن دي لسبس فقط نفذ الحكم مدة سنة؛ لأن الحكم تعرض للنقض بعدها إلا أن هذه المسالة ألقت بظلالها على شيخوخة دي لسبس وأوصلته إلى عزلة أدت إلى وفاته.
شغل دي لسبس في حياته عضوية عدد من المؤسسات العلمية الفرنسية والعالمية التي منحته إضافة إلى عدد من دول العالم أوسمة شرف عالية القيمة. وقد أسهمت أعماله السياسية والعلمية الباهرة وعلى رأسها شق قناة السويس في احترام معاصريه له. ولم تتمكن الفضيحة التي ألصقت به آخر أيامه في تشويه سمعته في تلك الأيام.
مفيد العابد