بين حاسة البصر والفوتوغراف .. مزايا مشتركة وفروقات جوهرية
المقارنة بين التصوير الفوتوغرافي وحاسة البصر قد تكون أمراً وارداً ومبرراً لوجود بعض المزايا المشتركة بينهما ، إلا أن الفروقات الجوهرية تأخذ حيزا أكبر بين المجالين ، مما يعطي كلا منهما نظرة منفردة للعالم المحيط بنا .
بنظرة سطحية وسريعة إلى الأمور ، نظن أن العين البشرية ، والكـاميـرا متشابهتان تماماً ، بينما في الواقع فإن الاختلافات تتجـاوز أوجـه الشبه بصورة كبيرة .
فالتشابه الرئيسي بين العين و الكاميرا هو في استخدامهما معا لنظام العدسة ، لتشكيل صورة ما على سطحية تتحسس الضوء .
فمشاهدتنا لمنظر ما يقوم في حقيقة الأمر على تشكيل صورتين دقيقتين مقلوبتين ، رأسا على عقب عنـد السطوح الخلفية الداخلية للعينين - الشبيكيتين - وهذه عبارة عن طبقات تتحسس الضوء . موصولة بالأعصاب البصرية إلى الدماغ ، وتتألف من خلايا إستقبال فسيفسائية .
هذا وتتشكل الصـورة على الشبكية بواسطة نظام عدسة .. ذلك أن النور الذي يبلغ العين ينكسـر بـواسـطة القرينة ويمر في سائل شفاف يدعى الرطوبة المائية للعين ( aqueous humor ) ، ويأتي من فتحة تدعى البؤبؤ ثم ينكسر أكثر بواسطة العدسة البللورية .
والمهمة الرئيسية لهذه العدسة ببساطة هي تعديل نظام العدسة التركيز على أهداف تقع عند مسافات مختلفة تعرف هذه العمليـة بـاسـم تكيف العين ( accommodation ) وتتحقق بواسطة عضلة تدعى العضلة الهدبية ( ciliary mscle ) تعـدل الطول البؤري للعدسة وهي تفعل ذلك بتغيير شكل العدسة فارق رئيسي بين النظاميـن البشري والفوتوغرافي . ـ ثم بعد تركه لنظام العدسة ، يمر النور من خلال سائل شفاف يدعى الرطوبة الزجاجية للعين ( vitrcous Humor ) حيث يبلغ الشبكية وتلتقطه خلايا الاستقبال هناك .
هذا ، وتوجد فئتان رئيسيتان في خلايا الاستقبال :
خلايا مخروطية ( cone cells ) تستجيب لمستويات إنارة قوية وعـاديـة ، وهي مسؤولة عن المشاهدة الملونة وتتركز باتجاه وسط الشبكية بشكل رئيسي .
وفي الوسط بالذات في المنطقة المعروفة باسم النقرة ( fovea ) لا توجد الا خلايا مخروطية فقط متراكمة بكثافة هنـاك انها المنطقة المسؤولة عن البصر الحاد الذي يتواجد في منتصف الحقل البصري .
أما الخلايا العددية ( rod cells ) فمسؤولة عن النور الخفيف ، لا تنتج هذه أحاسيس لونية على الاطلاق كما انها أكثر تفرقا ، حيث تقع أكثر ما تقع باتجاه حـافة الشبكية لهذا السبب ، نجد أنه في حالة الضوء الخفيف عندما تعمل الخلايا العددية وحدها فقط . تكون المشاهدة أقل حدة بكثير مما هي عليه في الظروف العادية .
هذا التوزيع المتساوي للخلايا يعني ان الصورة تأخذ إلى الفساد باتجاه الحواف ، حيث الخلايا أقل كثافة ، على أن مجال المشاهدة الكلي للعين البشرية واسع جدا - حتی ۱۸۰ درجـة أفقيـا ـ ولكن حواف المشاهدة لا تفيد الا لملاحظة الحركة .
أما في الكاميرا من ناحية أخـرى ، فالانحلال ( resolution ) هو ذاته في منطقة الصورة كلها تقريباً وفي حالة البصـر البشـري حتى نصنـع صـورة تفصيلية للمشهد تقوم العينان والراس بحركة استكشافية .
و بـالطريقـة هـذه يحدث للمنطقة الوسطى الحـادة من العين - النقرة - أن ترى اجـزاء المشهد جميعها كلا على حدة .
وعلى الرغم من أن الصورة تتشكل مقلوبة رأسا على عقب لا يبعث هذا بمعضلات ذلك ان الدماغ يصحح المـعلومـات المرسلة من العينين بحيث لا نشاهد العالم مقلوبا .
تجدر الإشارة إلى أن البصر البشري قادر على صنع عدد من التسهيلات للمشاهدة في ظروف مختلفة ومن أكثر ما له أهميته من هذه الناحية هو التأقلم مع الظلمة ذلك أن استعمال خلايا مختلفة والتعديل الذي يطرا على مقياس البؤبؤ يسمحان للعين أن تتأقلم مع مجموعة من المستويات الضوئية فقزحية العين ( ivis ) ، وهي الجزء الملون من العين تتغير بحيث أن إتساع البؤبؤ يزداد في حالات الضوء الخفيف ويقل في حالات الضوء البراق - بطريقة مشابهة لفتحة عدسية -
على أن عملية التأقلم قد تحتاج الى بعض الوقت إذا كـان فـارق البريق كبيراً جداً لان هنالك ميكانيكية أخرى تأخذ مجراها - فرز مادة كيمائية تدعى الأرجوان البصري ( visual purple ) ، تعطي الشبكية مزيداً من الحساسية ـ من هنا فإن العيون التي تصبـح معتادة على الضوء الضعيف في غرفة مظلمة - تلك العيون التي اصبحت متأقلمة مع الظلمة - تصاب بالإنهيار عندما يواجهها نور النهار بشكل مفاجيء . ثم عند الدخول إلى الظلمة ، قد يحتاج التأقلم الى حوالي نصف ساعة أحياناً !
من هنا وحتى تساعد العين لتتأقلم مع التنوير الأخف لشاشة تركيز كاميرا ، ينبغي التخلص من كل ضوء إضـافي وباستخدام محجر عدسة عين ( eyepiece cup ) ، أو رأس قابل للطي . او قماشة تركيز ، تبدو الشاشة أكثر بريقاً في حقيقة الأمر .
لا يشتمل الفيلم على طاقات تأقلم . فعند تصویر مشهد ما عادة ما يكون التعريض الضوئي عبارة عن حل وسط بين التدرجات اللونية المختلفة وقد تضيع تفاصيل في المناطق الظلية أو المشرقة . أما العين من جهتها فتتحرك من منطقة إلى أخرى متأقلمة نسبيا مع كل مستوى ضوئی مختلف .
ومن الحسنات التي يتميز بها التصوير الفوتوغرافي عن البصر البشري أن للضوء تأثيراً تجميعياً على الفيلم ففي حالة الضوء بالغ الضعف ، من الممكن صنع الصورة على مدى بضع ساعات والعنصر الذي يحد من ذلك هو الفشل التبادلي أما مع العين فلا بد من سقوط حد أدنى معين من الضوء محل الخلايا خلال فترة زمنية محددة ـ غسـر الـثـانيـة تقريباً ـ فإذا لم تصل كمية ضوئية كافية خلال هذه الفترة لا تتمكن العين من المشاهدة .
ثم نجد معظم الكاميرات وهي مقتصرة على مشاهدة منظر واحد وحيد أما البصر البشري قلا يقوم على مجرد منظر واحد بل اثنين ، ثم تجتمـع الصـورتـان اللتان يتلقاهمـا الدماغ وتكونان مرتبطتين بزوايا المشاهدة في العينين لإعطاء إحساس يمكننا من الحكم على المسافات القريبة بدقة كبيرة .
نرى مما سبق أن الأنظمة البشرية والفوتوغرافية تقوم على مشاهدات مختلفة للموضوع وتـعمـل بـاسـالـيـب مـخـتلفة لتسجيلة وهنالك العديد من الفروقات الأخرى وبالنسبة للألوان على وجه الخصوص .
والحقيقة أن الاختلافات بين الطريقة التي نشاهد بها وطريقة تسجيل الكاميرا هي احدى المزايا التي تجعل التصوير الفوتوغرافي مثيرا وممتعاً⏹
المقارنة بين التصوير الفوتوغرافي وحاسة البصر قد تكون أمراً وارداً ومبرراً لوجود بعض المزايا المشتركة بينهما ، إلا أن الفروقات الجوهرية تأخذ حيزا أكبر بين المجالين ، مما يعطي كلا منهما نظرة منفردة للعالم المحيط بنا .
بنظرة سطحية وسريعة إلى الأمور ، نظن أن العين البشرية ، والكـاميـرا متشابهتان تماماً ، بينما في الواقع فإن الاختلافات تتجـاوز أوجـه الشبه بصورة كبيرة .
فالتشابه الرئيسي بين العين و الكاميرا هو في استخدامهما معا لنظام العدسة ، لتشكيل صورة ما على سطحية تتحسس الضوء .
فمشاهدتنا لمنظر ما يقوم في حقيقة الأمر على تشكيل صورتين دقيقتين مقلوبتين ، رأسا على عقب عنـد السطوح الخلفية الداخلية للعينين - الشبيكيتين - وهذه عبارة عن طبقات تتحسس الضوء . موصولة بالأعصاب البصرية إلى الدماغ ، وتتألف من خلايا إستقبال فسيفسائية .
هذا وتتشكل الصـورة على الشبكية بواسطة نظام عدسة .. ذلك أن النور الذي يبلغ العين ينكسـر بـواسـطة القرينة ويمر في سائل شفاف يدعى الرطوبة المائية للعين ( aqueous humor ) ، ويأتي من فتحة تدعى البؤبؤ ثم ينكسر أكثر بواسطة العدسة البللورية .
والمهمة الرئيسية لهذه العدسة ببساطة هي تعديل نظام العدسة التركيز على أهداف تقع عند مسافات مختلفة تعرف هذه العمليـة بـاسـم تكيف العين ( accommodation ) وتتحقق بواسطة عضلة تدعى العضلة الهدبية ( ciliary mscle ) تعـدل الطول البؤري للعدسة وهي تفعل ذلك بتغيير شكل العدسة فارق رئيسي بين النظاميـن البشري والفوتوغرافي . ـ ثم بعد تركه لنظام العدسة ، يمر النور من خلال سائل شفاف يدعى الرطوبة الزجاجية للعين ( vitrcous Humor ) حيث يبلغ الشبكية وتلتقطه خلايا الاستقبال هناك .
هذا ، وتوجد فئتان رئيسيتان في خلايا الاستقبال :
خلايا مخروطية ( cone cells ) تستجيب لمستويات إنارة قوية وعـاديـة ، وهي مسؤولة عن المشاهدة الملونة وتتركز باتجاه وسط الشبكية بشكل رئيسي .
وفي الوسط بالذات في المنطقة المعروفة باسم النقرة ( fovea ) لا توجد الا خلايا مخروطية فقط متراكمة بكثافة هنـاك انها المنطقة المسؤولة عن البصر الحاد الذي يتواجد في منتصف الحقل البصري .
أما الخلايا العددية ( rod cells ) فمسؤولة عن النور الخفيف ، لا تنتج هذه أحاسيس لونية على الاطلاق كما انها أكثر تفرقا ، حيث تقع أكثر ما تقع باتجاه حـافة الشبكية لهذا السبب ، نجد أنه في حالة الضوء الخفيف عندما تعمل الخلايا العددية وحدها فقط . تكون المشاهدة أقل حدة بكثير مما هي عليه في الظروف العادية .
هذا التوزيع المتساوي للخلايا يعني ان الصورة تأخذ إلى الفساد باتجاه الحواف ، حيث الخلايا أقل كثافة ، على أن مجال المشاهدة الكلي للعين البشرية واسع جدا - حتی ۱۸۰ درجـة أفقيـا ـ ولكن حواف المشاهدة لا تفيد الا لملاحظة الحركة .
أما في الكاميرا من ناحية أخـرى ، فالانحلال ( resolution ) هو ذاته في منطقة الصورة كلها تقريباً وفي حالة البصـر البشـري حتى نصنـع صـورة تفصيلية للمشهد تقوم العينان والراس بحركة استكشافية .
و بـالطريقـة هـذه يحدث للمنطقة الوسطى الحـادة من العين - النقرة - أن ترى اجـزاء المشهد جميعها كلا على حدة .
وعلى الرغم من أن الصورة تتشكل مقلوبة رأسا على عقب لا يبعث هذا بمعضلات ذلك ان الدماغ يصحح المـعلومـات المرسلة من العينين بحيث لا نشاهد العالم مقلوبا .
تجدر الإشارة إلى أن البصر البشري قادر على صنع عدد من التسهيلات للمشاهدة في ظروف مختلفة ومن أكثر ما له أهميته من هذه الناحية هو التأقلم مع الظلمة ذلك أن استعمال خلايا مختلفة والتعديل الذي يطرا على مقياس البؤبؤ يسمحان للعين أن تتأقلم مع مجموعة من المستويات الضوئية فقزحية العين ( ivis ) ، وهي الجزء الملون من العين تتغير بحيث أن إتساع البؤبؤ يزداد في حالات الضوء الخفيف ويقل في حالات الضوء البراق - بطريقة مشابهة لفتحة عدسية -
على أن عملية التأقلم قد تحتاج الى بعض الوقت إذا كـان فـارق البريق كبيراً جداً لان هنالك ميكانيكية أخرى تأخذ مجراها - فرز مادة كيمائية تدعى الأرجوان البصري ( visual purple ) ، تعطي الشبكية مزيداً من الحساسية ـ من هنا فإن العيون التي تصبـح معتادة على الضوء الضعيف في غرفة مظلمة - تلك العيون التي اصبحت متأقلمة مع الظلمة - تصاب بالإنهيار عندما يواجهها نور النهار بشكل مفاجيء . ثم عند الدخول إلى الظلمة ، قد يحتاج التأقلم الى حوالي نصف ساعة أحياناً !
من هنا وحتى تساعد العين لتتأقلم مع التنوير الأخف لشاشة تركيز كاميرا ، ينبغي التخلص من كل ضوء إضـافي وباستخدام محجر عدسة عين ( eyepiece cup ) ، أو رأس قابل للطي . او قماشة تركيز ، تبدو الشاشة أكثر بريقاً في حقيقة الأمر .
لا يشتمل الفيلم على طاقات تأقلم . فعند تصویر مشهد ما عادة ما يكون التعريض الضوئي عبارة عن حل وسط بين التدرجات اللونية المختلفة وقد تضيع تفاصيل في المناطق الظلية أو المشرقة . أما العين من جهتها فتتحرك من منطقة إلى أخرى متأقلمة نسبيا مع كل مستوى ضوئی مختلف .
ومن الحسنات التي يتميز بها التصوير الفوتوغرافي عن البصر البشري أن للضوء تأثيراً تجميعياً على الفيلم ففي حالة الضوء بالغ الضعف ، من الممكن صنع الصورة على مدى بضع ساعات والعنصر الذي يحد من ذلك هو الفشل التبادلي أما مع العين فلا بد من سقوط حد أدنى معين من الضوء محل الخلايا خلال فترة زمنية محددة ـ غسـر الـثـانيـة تقريباً ـ فإذا لم تصل كمية ضوئية كافية خلال هذه الفترة لا تتمكن العين من المشاهدة .
ثم نجد معظم الكاميرات وهي مقتصرة على مشاهدة منظر واحد وحيد أما البصر البشري قلا يقوم على مجرد منظر واحد بل اثنين ، ثم تجتمـع الصـورتـان اللتان يتلقاهمـا الدماغ وتكونان مرتبطتين بزوايا المشاهدة في العينين لإعطاء إحساس يمكننا من الحكم على المسافات القريبة بدقة كبيرة .
نرى مما سبق أن الأنظمة البشرية والفوتوغرافية تقوم على مشاهدات مختلفة للموضوع وتـعمـل بـاسـالـيـب مـخـتلفة لتسجيلة وهنالك العديد من الفروقات الأخرى وبالنسبة للألوان على وجه الخصوص .
والحقيقة أن الاختلافات بين الطريقة التي نشاهد بها وطريقة تسجيل الكاميرا هي احدى المزايا التي تجعل التصوير الفوتوغرافي مثيرا وممتعاً⏹
تعليق