جولات إستكشافية على الشاطئ بحثا عن مناظر بحرية منوعة
البحر بألوانه وتموجاته ، وعلى إختلاف ظروفه ، يقدم لنا لحظات تصوير رائعة ، خصوصاً حين ننظر إليه نظرة استكشافية غير تقليدية بحثا عن لقطات تسجل لنا المزيد من التنوع الممتع .
منذ أمد بعيد والبحر مصدر إلهام للكتاب والفنانين ، ولكنه ما لبث أن تحول الى موضوع رائع للتصوير الفوتوغرافي ، فقليلة هي المواقع الفوتوغرافية التي تحظى بمثل شعبية المناطق البحرية . ويمكن القول أن اللقطات البحـريـة الخاطفة التي يلتقطها الناس في المناطق البحرية ، وهم يقضون إجازاتهم الصيفية تبلغ الملايين ولكن بامكان الاحوال المتغيرة للبحر أن تؤمن أكثر بكثير من مجرد مجموعة مختارة من اللقطات الخاطفة خلال الاجازات .
على أن التقاط منظر بحري بنجاح يحتاج الى الكثير من التفكير والعناية ، يوجد عدد هائل من المناظر البحرية المفتقرة الى المتعة والاثارة هي عبارة عن امتدادات للون الأزرق لم تحصل على تطويق جيد ولا اهتمام بالاضاءة ، فالمقياس المحض للبحر الممتد بعيداً حتى الأفق دون وجود مزايا محددة فيه يجعله موضوعا يصعب التعامل معه .
صحيح أن مجموعة العين والدماغ تتمتع من الاحساس بالاتساع والفسحة ، وكثيرون هم الناس الذين يحاولون التقاط هذا الإنفتاح الفضائي على فيلم الا أن النتيجة نادراً ما تقترب من النجاح .
قد تكون الطريقة الأكثر وضـوحـا لبـعـث الاحساس بالمقياس هي عرضه بشكل مباشر ، إن نستطيع تكبير الصور حتى مقياس الجدار في غرفة الاستقبال في المنزل شرط تحقيق وضوح مقبول في الصورة الأساسية . وقد يؤدي هذا التدبير الى اعطاء المتفرج إحساساً بوجوده أمام البحر بحد ذاته لكن بتضمين المحتوى الأساسي لمفاتيح بصرية معينة يمكن الايحاء بالانفتاح الفضائي حتى في طبعة صغيرة .
الطريقة الأسهل للايحاء بالمقياس هي التشديد على إبراز الأبعاد . ذلك الوهم الذي يدفع بالاشياء الأقرب إلى العين لتبدو أكبر من تلك الأبعد عنها والمثل على هذا أننا في منظر طبيعي يتضمن في محتواه بعض الحقول ، يمكن استخدام الخطوط الطبيعية التي تصفها الحقول وهي تتقارب كلما ابتعدنا عنها لتمثيل العمق في المشهد ومع ذلك ، فإن وسائل المساعدة من هذا القبيل قد لا تتوفر جاهزة في المنظر البحري العادي ، كما قد نحتاج الى إختيارها بمزيد من الانتباه فما يصنعه الإنسان من أرصفة بحرية أو جدران الوقاية من الأمواج أو النتوءات الأرضية الطبيعية داخل البحر هي سمات قيمه في هذا المجال طالما أنها تمتد بعيدة في البحر .
وهنالك أشياء أخرى - زوارق او صخور او اشجار او حيوانات او طيور - إذا وضعت في أمامية الصورة ، تستطيع المساعدة على قيادة العين نحو البعد وإعطاء إحساس بالعمق في المحتوى .
وسنجد أن العدسة واسعة الزاوية في بنية عمودية يمكن استخدامها لتحقيق تأثير جيد في صور فوتوغرافية ، كهذه حيث يحتاج الأمر إلى أقصى عمق مجال . يمتد من تفاصيل الأمامية الى الأفق البعيد . فالصور و اسعة الأفق تبدو مؤثرة أكثر لو تواجد شيء ما في الأمامية يتم الاسترشاد به ، خصوصاً إذا كان لهذا الشيء شكل مميز .
تستعمل الأشجار لصنع إطار للمنظر البحري في الكثير من الصور ، وعلى الرغم من أن هذا التدبير اصبح شبيها بروتين فوتوغرافي ويشاهد في كل
بطاقة بريدية ومنشور سفريات تقريباً ، تبقى اغصان الأشجار مهمة بالفعل ، فهي تطوق المشهد معطية له شكلا بصرياً يحظى بالرضى يمكن كذلك استعمال اشكال طبيعية أخرى كاطـار للصور ينشيء شكلا ممتعا ضمن المحتوى ، فالبحث عن تقوسات في خط الساحل ، أو خلجان كبيرة وصغيرة ، أو ربما تشكيلات صخرية ناتئة ، كلها تصلح لانتاج مواضيع مثيرة من البحار .
عند شاطيء البحر ، قد يحدث ان البحث عن وجهة نظر شاملة أو غير عادية على تضاريس صخرية أو صعبة يتطلب بذل جهود كبيرة ومع ذلك فان الصورة الصحيحة سوف تعوضنا عن هذه الجهود كما أن وجهة النظر اللامعتادة تستطيع صنع صورة ناجحة في موضوع عادي . من أمثال ذلك أن الحشود زاهية الألوان لمن يقضون اجازاتهم على الشاطيء يمكن التقاطها من زاوية عالية جداً كبرج او قمة صخرة شاهقة . من هذا الموقع ، سوف تعمل الصور على عرض الأنظمة المعقدة التي يصنعها اشخاص يحـومـون على الشاطيء ويتساقطون في البحر كالنمل .
والبديل هو في محاولة عكس وجهة النظر العادية من الشاطيء يجعل البحر في أمامية الصور والأرض في الخلفية , يتحقق هذا على أفضل صورة من زورق ، كما نستطيع الحصول على التأثير ذاته تقريبا في نهاية رصيف بحري نعطيه ظهرنا فنطل على الشاطيء هكذا . اما إذا دفعتنا المغريات لاخذ بعض اللقطات الفوتوغرافية من زورق ، فعلينا الانتباه إلى أن الحركة ، إذا كانت حركة امواج بسيطة أو اهتزازات اشد يسببها المحرك . قد تغبش صورتك إلا إذا استعملت سرعة مغلاق كبيرة .
من السبل الأكثر دراماتيكية للتصوير من البحر باتجاه الأرض اعتماد السير في الماء مع رفع الكاميرا فوق الأمواج جيداً وبعناية ذلك أن التصوير من زاوية منخفضة - بحيث تملأ الأمواج الفردية الأمامية ـ قد يحقق نتائج فعالة للغاية ومع ذلك فقليلة هي الظروف التي تضر الكاميرا بقدر ما يفعل الماء المالح ، فاذا هي غطست كليا في الماء الصالح ، تصاب باعطاب لا مجال لإصلاحها عادة وهذا ما يدعو معظم المحترفين الى استعمال كاميرات مخصصة للتصوير تحت الماء امثـال نيكـونـوز ،، أو الاستعـانـة بمقصورات لحماية الكاميرا تحت الماء عندما يعملون في ظروف من هذا القبيل كما انه من الضروري وضع الكاميرا على شاطيء البحر - سنكون سليم التفكير جداً عندما تضعها في كيس من النايلون حتى حال عدم استعمالها لتحفظها هكذا من الملح والرمل معاً .
من سبل مواجهة المعضلات المعنية باظهار مقياس البحر التركيز على تفاصيل يتم معها تشكيل المنظر البحري من العناصر الأصغر والمتواجدة على الشاطيء . فالكاميرا على وجه العموم هي افضل كثيراً في مجال تسجيل التفاصيل بالمقارنة مع تسجيل مشاهد كبيرة واسعة :
فاستغلال هذه الناحية ياتي لمصلحة المصور وهنالك الكثير من الأشياء الرائعة التي يمكن العثور عليها على شاطيء البحر .
لاستعمالها في صور ترمز الى الفكرة الأكبر عن البحر - صخور فردية أو أصداف أو أعشاب بحرية أو انظمة رحلية أو سراطين او نورس أو أحواض صخرية - كذلك هناك بعض البنيات المثيرة والممتعة على شاطيء البحر ، من سطحيات صخور ورمـال مثلمه وحصى ناعمة إضافة للأنظمة المتموجة المعقدة للماء بحد ذاته .
فائدة أخرى تتميز بها الكاميرا عن العين البشرية ، وهي مقدرتها على تجميد الحركة ، فبسرعة مغلاق كبيرة ، تستطيع إستغلال هذه الفائدة والتقاط اللحظة الدقيقة لرذاذ الأمواج المتكسرة . قبلما تتحطم على الصخور ، في هذه الحال ، علينا استعمال زاوية منخفضة تبعث بمزيد من التاثير . وفي حال تفضيل الإيحاء بقوة الأمواج عن طريق تغبيش هذه الحركة بسرعة مغلاق بطيئة جداً . ستحتاج إلى ركيزة ثلاثية الأرجل .
العنصر الواحد الأكثر أهمية لأخذة بعين الاعتبار عندما نتعامل مع مناظر بحرية هو نوعية الإضاءة ، وقد نضطر للانتظار في ارجاء المكان الى حين تبلغ الشمس زاوية مناسبة ، أو تضطر للانتظار الى حين تظهر الشمس بحد ذاتها .
مع الاعتناء باختيار الزاوية ونوعية الإضاءة قدر الاعتناء بتشكيل المـوضـوع ومحتواه . فالبنيات التي اثينا على ذكرها منذ لحظات مثلا تحقق فعاليتها الأكبر بينما الإضاءة موجهة في زاوية منحرفة فتكسو السطح هكذا لالتقاط التفاصيل الدقيقة .
اما الماء بحد ذاته فتاتي صوره على أفضلها في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر بينما الشمس متخذة زاويتها الأكثر انخفاضاً ، ومن وجهة النظر الصحيحة على هذا أن يضيف مكافاة انعكاس الضوء ، باعثاً هكذا بنظام فضي في سطوح الأمواج الفردية ، حقيقة الأمر أن هذه الأوقات من النهار تميل لتكون الأفضل بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي عموماً . ذلك أن الزاوية المنخفضة ستعطي تشكيلا أفضل على مواضيع أمامية كالصخور ، كما أن لون الضوء سيكون أدفأ وأخف .
من المعضلات المميـزة للتصوير الفوتوغرافي على شاطيء البحر وسط النهار احتمال وجود الكثير من الوهج وتركيب مرشح فوق بنفسجي على العدسة سيلطف هذا التأثير قليلا ، كما يساعد على حماية العدسة من الملح والرمل ، كذلك يمكن الاستفادة من مرشح الاستقطاب الذي سيعطي البحر والسمـاء ألوانا زرقاء غنية وعميقة كما يخفف الانعكاسات من الماء فاذا كان الطقس كثيبا جدا والسماء ملبدة بالسحب فالنصيحة الأفضل ربما هي التاهب للحظة المناسبة التي تطل على الفور لاحقة بالعاصفة أو بتفجر سحبي عندما تطل الشمس مخترقة الغيوم .
هذا ولتصوير منظر بحري في طقس كليب ، العمل الأفضل لذلك هو الاستعانة بمرشح الوان لاضفاء متعة واثارة على نهار يظل رمـادياً بدونها والبديل هو استعمال مرشحات مدرجة الألوان أو جزئية الألوان لها تأثير تقوية مناطق محددة من الصورة ، أمثال الزرقة في البحر أو السماء لو استعملت هذه الطريقة بدقة وعناية ، قد لا يصدق المتفرجون على الصور أنها إلتقطت في نهـار كتيب كهذا .
عندما نتطلع الى المحتوى اللوني لمنظر بحري نموذجي تحت ظروف نور نهاري عادي سنلاحظ الغياب الكلي لتلك الألوان الحارة ـ الأحمر على وجه الخصوص - تلك التي تملأ العين نشوة . ولكن في نور النهار العادي ، تستطيع إضافة العنصر الغائب بوضع تبقعات من اللون الأحمر في المحتوي ككل - شراع أحمر مثلا أو كرة بحرية أو ثوب استحمام ملـون ومؤلف من قطعتين - على أن تضمين الناس سيغير طبيعة المحتوى وهناك استثناءات واضحة كصيادين أو بحارة يمكن لوجودهم أن يساعد على تقوية الموضوع الرئيسي ولكن حتى هنا ، تبقى المشكلة أن الأشكال البشرية والنشاط البشري تستطيع بسهولة أن تصبح مصدر الاهتمام الرئيسي بحيث تعود بصورة وجهية بدلا من المنظر البحري .
هذا ويمكن استعمال الأشكال البشرية لتعطي صدي للأشكال والبنيات الطبيعية . وقد تحقق هذا بنجاح في أعمال بيل براندت على سبيل المثال عندما تم استغلال تقوسات الجسم العادي کصدی تقـوسـات الأشكال الصخرية . ولكن الناس يشكلون عائقاً في أكثر الأحيان بدلا من تقديم مساعدة فوجود الآلاف .
وراء شاطيء رملي يمضون اجـازاتهم بملابسهم الزاهية وبائعي البوظة « آيس كريم » والنفايات ، نادراً ما يتسم ببعث انطباع الجمال الطبيعي .
وهنالك طرق لتجاوز هذه المشكلة هي بالاستيقاظ عند الفجر بينما الضو أكثر جاذبية والشاطيء خال من الناس ربما باستثناء احتمال وجود مصورين فوتوغرافيين آخرين يسعون وراء التأثير ذاته ربما .
حتى الآن ركزنا على مناهج عمل هدفها تقديم البحر بطريقة طبيعية ، أما المنهج البديل الذي يلي ذلك فهو منهج تجريدي يعتمد على التقاط ألوان وأشكال في المشهد ، وإزالة اي ايحاء بشكل طبيعي ، حيث لا يبقى سوی تصمیم تجريدي صرف . ومن الضروري التفكير بالنتيجة النهائية طالما أن هذه تزودنا بتمرين رائع على التفكير بما هو اقرب الى رسوم⏹
البحر بألوانه وتموجاته ، وعلى إختلاف ظروفه ، يقدم لنا لحظات تصوير رائعة ، خصوصاً حين ننظر إليه نظرة استكشافية غير تقليدية بحثا عن لقطات تسجل لنا المزيد من التنوع الممتع .
منذ أمد بعيد والبحر مصدر إلهام للكتاب والفنانين ، ولكنه ما لبث أن تحول الى موضوع رائع للتصوير الفوتوغرافي ، فقليلة هي المواقع الفوتوغرافية التي تحظى بمثل شعبية المناطق البحرية . ويمكن القول أن اللقطات البحـريـة الخاطفة التي يلتقطها الناس في المناطق البحرية ، وهم يقضون إجازاتهم الصيفية تبلغ الملايين ولكن بامكان الاحوال المتغيرة للبحر أن تؤمن أكثر بكثير من مجرد مجموعة مختارة من اللقطات الخاطفة خلال الاجازات .
على أن التقاط منظر بحري بنجاح يحتاج الى الكثير من التفكير والعناية ، يوجد عدد هائل من المناظر البحرية المفتقرة الى المتعة والاثارة هي عبارة عن امتدادات للون الأزرق لم تحصل على تطويق جيد ولا اهتمام بالاضاءة ، فالمقياس المحض للبحر الممتد بعيداً حتى الأفق دون وجود مزايا محددة فيه يجعله موضوعا يصعب التعامل معه .
صحيح أن مجموعة العين والدماغ تتمتع من الاحساس بالاتساع والفسحة ، وكثيرون هم الناس الذين يحاولون التقاط هذا الإنفتاح الفضائي على فيلم الا أن النتيجة نادراً ما تقترب من النجاح .
قد تكون الطريقة الأكثر وضـوحـا لبـعـث الاحساس بالمقياس هي عرضه بشكل مباشر ، إن نستطيع تكبير الصور حتى مقياس الجدار في غرفة الاستقبال في المنزل شرط تحقيق وضوح مقبول في الصورة الأساسية . وقد يؤدي هذا التدبير الى اعطاء المتفرج إحساساً بوجوده أمام البحر بحد ذاته لكن بتضمين المحتوى الأساسي لمفاتيح بصرية معينة يمكن الايحاء بالانفتاح الفضائي حتى في طبعة صغيرة .
الطريقة الأسهل للايحاء بالمقياس هي التشديد على إبراز الأبعاد . ذلك الوهم الذي يدفع بالاشياء الأقرب إلى العين لتبدو أكبر من تلك الأبعد عنها والمثل على هذا أننا في منظر طبيعي يتضمن في محتواه بعض الحقول ، يمكن استخدام الخطوط الطبيعية التي تصفها الحقول وهي تتقارب كلما ابتعدنا عنها لتمثيل العمق في المشهد ومع ذلك ، فإن وسائل المساعدة من هذا القبيل قد لا تتوفر جاهزة في المنظر البحري العادي ، كما قد نحتاج الى إختيارها بمزيد من الانتباه فما يصنعه الإنسان من أرصفة بحرية أو جدران الوقاية من الأمواج أو النتوءات الأرضية الطبيعية داخل البحر هي سمات قيمه في هذا المجال طالما أنها تمتد بعيدة في البحر .
وهنالك أشياء أخرى - زوارق او صخور او اشجار او حيوانات او طيور - إذا وضعت في أمامية الصورة ، تستطيع المساعدة على قيادة العين نحو البعد وإعطاء إحساس بالعمق في المحتوى .
وسنجد أن العدسة واسعة الزاوية في بنية عمودية يمكن استخدامها لتحقيق تأثير جيد في صور فوتوغرافية ، كهذه حيث يحتاج الأمر إلى أقصى عمق مجال . يمتد من تفاصيل الأمامية الى الأفق البعيد . فالصور و اسعة الأفق تبدو مؤثرة أكثر لو تواجد شيء ما في الأمامية يتم الاسترشاد به ، خصوصاً إذا كان لهذا الشيء شكل مميز .
تستعمل الأشجار لصنع إطار للمنظر البحري في الكثير من الصور ، وعلى الرغم من أن هذا التدبير اصبح شبيها بروتين فوتوغرافي ويشاهد في كل
بطاقة بريدية ومنشور سفريات تقريباً ، تبقى اغصان الأشجار مهمة بالفعل ، فهي تطوق المشهد معطية له شكلا بصرياً يحظى بالرضى يمكن كذلك استعمال اشكال طبيعية أخرى كاطـار للصور ينشيء شكلا ممتعا ضمن المحتوى ، فالبحث عن تقوسات في خط الساحل ، أو خلجان كبيرة وصغيرة ، أو ربما تشكيلات صخرية ناتئة ، كلها تصلح لانتاج مواضيع مثيرة من البحار .
عند شاطيء البحر ، قد يحدث ان البحث عن وجهة نظر شاملة أو غير عادية على تضاريس صخرية أو صعبة يتطلب بذل جهود كبيرة ومع ذلك فان الصورة الصحيحة سوف تعوضنا عن هذه الجهود كما أن وجهة النظر اللامعتادة تستطيع صنع صورة ناجحة في موضوع عادي . من أمثال ذلك أن الحشود زاهية الألوان لمن يقضون اجازاتهم على الشاطيء يمكن التقاطها من زاوية عالية جداً كبرج او قمة صخرة شاهقة . من هذا الموقع ، سوف تعمل الصور على عرض الأنظمة المعقدة التي يصنعها اشخاص يحـومـون على الشاطيء ويتساقطون في البحر كالنمل .
والبديل هو في محاولة عكس وجهة النظر العادية من الشاطيء يجعل البحر في أمامية الصور والأرض في الخلفية , يتحقق هذا على أفضل صورة من زورق ، كما نستطيع الحصول على التأثير ذاته تقريبا في نهاية رصيف بحري نعطيه ظهرنا فنطل على الشاطيء هكذا . اما إذا دفعتنا المغريات لاخذ بعض اللقطات الفوتوغرافية من زورق ، فعلينا الانتباه إلى أن الحركة ، إذا كانت حركة امواج بسيطة أو اهتزازات اشد يسببها المحرك . قد تغبش صورتك إلا إذا استعملت سرعة مغلاق كبيرة .
من السبل الأكثر دراماتيكية للتصوير من البحر باتجاه الأرض اعتماد السير في الماء مع رفع الكاميرا فوق الأمواج جيداً وبعناية ذلك أن التصوير من زاوية منخفضة - بحيث تملأ الأمواج الفردية الأمامية ـ قد يحقق نتائج فعالة للغاية ومع ذلك فقليلة هي الظروف التي تضر الكاميرا بقدر ما يفعل الماء المالح ، فاذا هي غطست كليا في الماء الصالح ، تصاب باعطاب لا مجال لإصلاحها عادة وهذا ما يدعو معظم المحترفين الى استعمال كاميرات مخصصة للتصوير تحت الماء امثـال نيكـونـوز ،، أو الاستعـانـة بمقصورات لحماية الكاميرا تحت الماء عندما يعملون في ظروف من هذا القبيل كما انه من الضروري وضع الكاميرا على شاطيء البحر - سنكون سليم التفكير جداً عندما تضعها في كيس من النايلون حتى حال عدم استعمالها لتحفظها هكذا من الملح والرمل معاً .
من سبل مواجهة المعضلات المعنية باظهار مقياس البحر التركيز على تفاصيل يتم معها تشكيل المنظر البحري من العناصر الأصغر والمتواجدة على الشاطيء . فالكاميرا على وجه العموم هي افضل كثيراً في مجال تسجيل التفاصيل بالمقارنة مع تسجيل مشاهد كبيرة واسعة :
فاستغلال هذه الناحية ياتي لمصلحة المصور وهنالك الكثير من الأشياء الرائعة التي يمكن العثور عليها على شاطيء البحر .
لاستعمالها في صور ترمز الى الفكرة الأكبر عن البحر - صخور فردية أو أصداف أو أعشاب بحرية أو انظمة رحلية أو سراطين او نورس أو أحواض صخرية - كذلك هناك بعض البنيات المثيرة والممتعة على شاطيء البحر ، من سطحيات صخور ورمـال مثلمه وحصى ناعمة إضافة للأنظمة المتموجة المعقدة للماء بحد ذاته .
فائدة أخرى تتميز بها الكاميرا عن العين البشرية ، وهي مقدرتها على تجميد الحركة ، فبسرعة مغلاق كبيرة ، تستطيع إستغلال هذه الفائدة والتقاط اللحظة الدقيقة لرذاذ الأمواج المتكسرة . قبلما تتحطم على الصخور ، في هذه الحال ، علينا استعمال زاوية منخفضة تبعث بمزيد من التاثير . وفي حال تفضيل الإيحاء بقوة الأمواج عن طريق تغبيش هذه الحركة بسرعة مغلاق بطيئة جداً . ستحتاج إلى ركيزة ثلاثية الأرجل .
العنصر الواحد الأكثر أهمية لأخذة بعين الاعتبار عندما نتعامل مع مناظر بحرية هو نوعية الإضاءة ، وقد نضطر للانتظار في ارجاء المكان الى حين تبلغ الشمس زاوية مناسبة ، أو تضطر للانتظار الى حين تظهر الشمس بحد ذاتها .
مع الاعتناء باختيار الزاوية ونوعية الإضاءة قدر الاعتناء بتشكيل المـوضـوع ومحتواه . فالبنيات التي اثينا على ذكرها منذ لحظات مثلا تحقق فعاليتها الأكبر بينما الإضاءة موجهة في زاوية منحرفة فتكسو السطح هكذا لالتقاط التفاصيل الدقيقة .
اما الماء بحد ذاته فتاتي صوره على أفضلها في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر بينما الشمس متخذة زاويتها الأكثر انخفاضاً ، ومن وجهة النظر الصحيحة على هذا أن يضيف مكافاة انعكاس الضوء ، باعثاً هكذا بنظام فضي في سطوح الأمواج الفردية ، حقيقة الأمر أن هذه الأوقات من النهار تميل لتكون الأفضل بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي عموماً . ذلك أن الزاوية المنخفضة ستعطي تشكيلا أفضل على مواضيع أمامية كالصخور ، كما أن لون الضوء سيكون أدفأ وأخف .
من المعضلات المميـزة للتصوير الفوتوغرافي على شاطيء البحر وسط النهار احتمال وجود الكثير من الوهج وتركيب مرشح فوق بنفسجي على العدسة سيلطف هذا التأثير قليلا ، كما يساعد على حماية العدسة من الملح والرمل ، كذلك يمكن الاستفادة من مرشح الاستقطاب الذي سيعطي البحر والسمـاء ألوانا زرقاء غنية وعميقة كما يخفف الانعكاسات من الماء فاذا كان الطقس كثيبا جدا والسماء ملبدة بالسحب فالنصيحة الأفضل ربما هي التاهب للحظة المناسبة التي تطل على الفور لاحقة بالعاصفة أو بتفجر سحبي عندما تطل الشمس مخترقة الغيوم .
هذا ولتصوير منظر بحري في طقس كليب ، العمل الأفضل لذلك هو الاستعانة بمرشح الوان لاضفاء متعة واثارة على نهار يظل رمـادياً بدونها والبديل هو استعمال مرشحات مدرجة الألوان أو جزئية الألوان لها تأثير تقوية مناطق محددة من الصورة ، أمثال الزرقة في البحر أو السماء لو استعملت هذه الطريقة بدقة وعناية ، قد لا يصدق المتفرجون على الصور أنها إلتقطت في نهـار كتيب كهذا .
عندما نتطلع الى المحتوى اللوني لمنظر بحري نموذجي تحت ظروف نور نهاري عادي سنلاحظ الغياب الكلي لتلك الألوان الحارة ـ الأحمر على وجه الخصوص - تلك التي تملأ العين نشوة . ولكن في نور النهار العادي ، تستطيع إضافة العنصر الغائب بوضع تبقعات من اللون الأحمر في المحتوي ككل - شراع أحمر مثلا أو كرة بحرية أو ثوب استحمام ملـون ومؤلف من قطعتين - على أن تضمين الناس سيغير طبيعة المحتوى وهناك استثناءات واضحة كصيادين أو بحارة يمكن لوجودهم أن يساعد على تقوية الموضوع الرئيسي ولكن حتى هنا ، تبقى المشكلة أن الأشكال البشرية والنشاط البشري تستطيع بسهولة أن تصبح مصدر الاهتمام الرئيسي بحيث تعود بصورة وجهية بدلا من المنظر البحري .
هذا ويمكن استعمال الأشكال البشرية لتعطي صدي للأشكال والبنيات الطبيعية . وقد تحقق هذا بنجاح في أعمال بيل براندت على سبيل المثال عندما تم استغلال تقوسات الجسم العادي کصدی تقـوسـات الأشكال الصخرية . ولكن الناس يشكلون عائقاً في أكثر الأحيان بدلا من تقديم مساعدة فوجود الآلاف .
وراء شاطيء رملي يمضون اجـازاتهم بملابسهم الزاهية وبائعي البوظة « آيس كريم » والنفايات ، نادراً ما يتسم ببعث انطباع الجمال الطبيعي .
وهنالك طرق لتجاوز هذه المشكلة هي بالاستيقاظ عند الفجر بينما الضو أكثر جاذبية والشاطيء خال من الناس ربما باستثناء احتمال وجود مصورين فوتوغرافيين آخرين يسعون وراء التأثير ذاته ربما .
حتى الآن ركزنا على مناهج عمل هدفها تقديم البحر بطريقة طبيعية ، أما المنهج البديل الذي يلي ذلك فهو منهج تجريدي يعتمد على التقاط ألوان وأشكال في المشهد ، وإزالة اي ايحاء بشكل طبيعي ، حيث لا يبقى سوی تصمیم تجريدي صرف . ومن الضروري التفكير بالنتيجة النهائية طالما أن هذه تزودنا بتمرين رائع على التفكير بما هو اقرب الى رسوم⏹
تعليق