غالين رويل من ورشة سيارات .. الى اهم مصور ومتسلق للجبال
غالين رويل مصور عالمي يكاد يكون أحد أهم مصوري البراري والبعثات على الإطلاق ، وهذا الأمر يبدو غريباً جداً إذا علمنا أن هذا المصور كان حتى فترة ليست ببعيدة يكسب معيشته من إدارة ورشة لتصليح السيارات .
قلة من المصورين ، وبالرغم من گونهم فنانين هم الذين يتلقون رسـائـل إعجـاب ممن يتابعون أعمالهم الفوتوغرافية ، وغالين رويل واحد من هؤلاء رغم أن هذه الرسائل قد تضاربت بتضارب مواقف مرسليها .
ففي رسالة أولى وردت العبارة التالية تبدو البعثات الفضائية سهلة جدا بالمقارنة مع بعثاتك ، بينما ورد في رسالة أخرى « بدأت اتساءل عن عدد صورك المزورة ومع إكتشاف التزوير الحاصل في أعمالك أظن أن القضاء على سمعتك وفاعليتك بات قريباً . .
و هذه الرسالة الثانية كتبها طبيب كشف وجود عملية مونتاج وتزوير من وجهة نظره .
في لقطة تصور أحد المتسلقين يخوض معركة مع صخرة معلقة غالين لم يقف كثيراً عند الرسالة الأولى ، أما بالنسبة لرسالة الطبيب فقد أجابه مؤكداً على عبقريته كمصور ، ومما قاله في رده على الدكتور « إذا كنت تقصد أن تصويري مستحيل فوتوغرافيا فلا استطيع سوى التلويح بأنك تفعل ما هو مستحيل بيولوجيا ، وهذا من مصلحتك .
وهكذا تحول غالين إلى أحد أكبر رواد التصوير للبراري والبعثات و هو في الثالثة والاربعين من عمره . وقد اسهم في إستمرارية منشورة - الجغرافيا الوطنية كما نشر ستة كتب تمزج بين السرد الشخصي لمغامرات في الخارج مع تصوير لمشاهد تثير الاعجاب بحيث تحول إلى واحد من أوائل متسلقي الجبال أيضاً بين أبناء جيله ، وقد أمضى ٢٥ سنة وهو يحقق عمليات صعود إلى قمم يوسيمايت وهملايا .
وكما يتضح من إجابته الخاطفة والسريعة على الطبيب المذكور ، فهو رجل عنيد وسريع الغضب ويشعر بفخر كلما تابع النتائج المتميزة لأعماله .
ولكن قبل الدخول بالتفاصيل لا بد لنا من الوقفة عند هذا المصور الذي دخل العمل الفوتوغرافي إلى حياته لاحقاً .
منذ اثنتي عشرة سنة مضت كان رويل بدير ورشة لاصلاح السيارات ، ويتسلل هارباً منها بخجل فيقصد الجبال كلما تسنى له ذلك . اما الآن فمهنته مريحة , تتركز على التصوير الفوتوغرافي والكتابة والبراري ، وحين يشعر وهو بالارهاق من كثرة ممارسة العمل بالكاميرا يضع الكاميرا جانبا ، ويجلس أمام الآلة الكاتبة ليتابع كتابة احد فصول كتابه الجديد . وإذا ارعبه روتینه الساكن هذا قد ينطلق الى تنزانيا أو نيوزيلاندا لمجرد التسلية يدعم مدخوله بعروض للسلايدات وبرحلات يقوم بها كدليل طاريء لمؤسسة سفريات أمثال السفر الجبلي ( Mountain Travel ) ففي الخريف الماضي مثلا عمل رويل کمرشد خاص رافق روبرت ريدفورد بجولة استمرت حوالي الشهر في جبال هملايا أما مساعدته في اعماله الفوتوغرافية فهي زوجته بريارة التي تركت وظيفتها مع مؤسسة تجهيزات خارجية عندما تزوجت من غالين لتعمل كوكيلة تسويق له طيلة الوقت .
كذلك يستخدم مساعداً آخراً يتعامل مع مخزون صوره الفوتوغرافية التي تصل قيمتها الى خمسين الف دولار تقريباً في السنة .
ويعود رويل بذاكرته إلى نقطة إنطلاقه الكبيرة عام ١٩٧٣ فقبل ذلك بسنة ، كان قد باع ورشة تصليح السيارات التي يملكها عازما على تجربة التحول الى مصور فوتوغرافي مستقل والى الكتابة . وكانت تقديراته حينذاك أن المال الذي وفره من بيع و مصلحته يكفيه لمدة عام وقال متذكراً قلت لنفسي انني اذا فشلت ، فسأمارس عملا آخر يؤمن لي المعيشة . . فانتهي ذلك العام وهو بالكاد يكسب ما يؤمن حاجته فقط ، حيث أن معظم کسبه كان عبارة عن مبالغ متواضعة جاءته من مجـلات إختصـاصيـة امثال « سييرا و ، سامیت -
كان رويل قد عرض خدماته على - ناشينال فوتوغرافيك ، مرة بعد أخرى فكان نصيبه الرفض دائماً ثم حدث أن مصورا فوتوغرافياً مستقلا من معارفه بدعی دیویت جونز , عمل مع فوتوغرافيك عرض على رويل ان يساعده كمصور ثان ، ولما حصل جونز على المهمة إضطر إلى التواجد بمكان آخر في اللحظة الحاسمة : فاقنع المجلة بأن تجرب حظها مع رويل وحده .
يقول رويل عن ذلك : كنت واثقا من مقدرتي على انجاز الأعمال الفوتوغرافية المعنية .
ولكن ما أريكني كان وجود الكثير من المتسلقين من ذوي الاعتراضات الأخلاقية الشديدة تجاه رياضتنا الصغيرة الخاصة وهي تعرض على عشرة ملايين شخص في ، جيوغرافيك أردت لما أفعله أن يوحي بمعنى له من الأهمية ما يتجاوز مجرد التأثير على الاحاسيس .
كذلك قررت ان اتسلق ، هاف دوم ، دون ، رزات للتثبيت كانوا ثلاثة تسلقوا واجهة . هاف دوم في ثلاثة ايام عوضاً عن فترة اليوم ونصف اليوم المعتادة واذ بالقصة الفوتوغرافية الناتجة تحتل غلاف ، ناشیتال جيوغرافيك - في حزيران يونيه ، ١٩٧٤ حتى المتسلقين من عشاق يوسيمايت استقبلوا المقال بكل شوق ومحبة بعد ذلك أنتج رويل أربعة مقالات أخرى مصورة المجلة ، وأسهم في سبعة كتب نشرها المجمع الجغرافي الوطني ، يقول بوب غيلكا ، مدیر التصوير الفوتوغرافي - . نحن نتعامل مع اشخاص يذهبون إلى أقاصي الأرض ، والى
مناطق لا يذهب اليها الآخرون مهما دفعت لهم . ورويل هو واحد من هؤلاء الذين اجدني على اتم الاستعداد لابعث به الى اي مكان ، وانا واثق انه سيعود بالصور التي تحتاجها .
وهكذا تدريجياً أصبح التسلق اهم شيء في حياة رويل وعلى الجدران العالية في يوسيمايت حيث على المتسلقين ان يحملوا حتى ماء شربهم معهم كذلك تصبح كل قطعة معدات غير ضرورية بمثابة عدو شخصي من هنا ، قام رويل بعملية التسلق الأولى هناك ومعه كاميرا « انستاماتيك ٥٠٠. خفيفة الوزن جدا ، ورغم ذلك تحتوي على عدسة . شنايدر ، تستطيع انتاج صور واضحة جداً . على انه في اواسط الستينات ، لم يكن هنالك مجال تقريباً للعيش من التسلق ، الا ان رويل بدأ ينظر إلى مصلحة تصليح السيارات كأنها القدر الذي لا بد منه ، ويقول عن ذلك :
- كنت دائماً مولعا بفكفكة الاشياء واعادة تجميعها .... ولكن اتضح انني لست برجل فقد نشأت على ايدي والدين اعمال جيد علماني الاقتصاد في كل شيء .. كان اتأكد إطفاء النور دائماً ، أمور من هذا القبيل لذلك كنت أظنني أحسن التصرف وانا اطلب ازهد الأجور من الزبائن وعندما بدأت العمل كمصور فوتوغرافي ، لم اكن جيداً جداً في مجال المساومة ، فإذا اتصل احدهم عارضاً على ۲۰۰ دولار ثمن صور معينة ، كنت اعتبر ذلك هبة تثير السعادة .
وبدا يراسل المجلات شارحاً مغامراته في مجال التسلق مصحوبا بلقطات فوتوغرافية حققها بالانستـاماتيك التي لديه . وكانت و ساميت ، هي أول مجلة تنشر صورا له . وهذه مجلة ضئيلة الميزانية تنشرها إمرأتان في كاليفورنيا ويقول رويل متذكراً
- حصلت على عشرة دولارات تقريباً مقابل كل صورة ... كان همي الدائم حينذاك مقتصراً على معرفة ما اذا كانت عائدات الصور تغطي تكاليفها ... وقد حدث بالفعل في بعض الاحيان ان كانت كلفة الصورة اكبر من ثمن بيعها ومثله مثل معظم المبتدئين ، كان رويل يعمل معتمداً على الامل بالبيع » ، يقوم بمغامراته ويلتقط الصور ، ثم يكتب المقالات المعنية اولا , ليحاول بيع انتاجه هذا الى المجلات كان طموحاً في بداية المطاف لا يكل عن بذل
المحاولات للتعامل مع مجلات لايف » و . لوك . و . ناشينال جيوغرافيك . اما اول كتاب اقترحه لمقتطفات تاريخية من المقالات التي كتبت حول تسلق یوسیمایت مرفق بصور توضيحية من انتاجه وانتاج آخرين فقد رفضه عدد من الناشرين هذا الى ان قبل به دار نشر متواضع يدعي . ويلدرينس بريس فنشر الكتاب تحت عنوان - عالم يوسيعایت العامودي ، عام ١٩٧٤ وحقق نجاحاً مدهشاً حيث باع ما يزيد على ١٢ الف نسخة وكان من حظ لقطات رويل بالانستاماتيك ان كبرت وطبعت بطبعات أخذت من جدران غرانيت شبه عمودية ، كانت استثنائية جدا ، فكتب العديد من المقالات حول - العالم العمودي ، ولكن كانت بينها واحدة ملأت قلب رويل انتعاشاً على وجه الخصوص . أنها لديفيد بروير ، أحد مشاهير علم البيئة ومدير ، نادي سييرا ورد فيها . هذه ببساطة هي بعض اهـم صور التسلق الفوتوغرافي تستحق وساماً فضياً بطبيب فيرمونت إلى تحذير » نادي سييرا من التزوير اذ تشير صور رويل الى ان الرجل الذي التقطها تكبد الكثير من المتاعب بل وغامر بحياته احياناً ، حتى تقع عيناه على مناظر غير معتادة .
يعلق على صدر طوم فروست . ويعلق الوسام الذهبي على صدر غالين رويل لأهمية قلمه وعدسته .
على ان مواهب رويل كمصور فوتوغرافي واضحة أكثر وتبقى الصبغة المميزة في صناعته هي بحد ذاتها تلك النوعية التي دفعت وقد حدث مرة أن انفصلت كتلة صخرية هائلة الحجم على مقربة قمة الجبل المجاور وسمع صوت الانفجار الذي يعلن عن حدوث الانشقاق ، فنظر الجميع إلى الأعلى ليشاهدوا بداية الانهيار المثير ، فما كان من غالين الا ان التقط الكاميرا المعلقة في حزام كتفه ولكنها تكن مجهزة بالعدسة المناسبة كانت عليها عدسة تيليفوتو على أنه في لحظة واحدة كان قد نزع عدسة التليفوتو وركب العدسة القصيرة ، ثم التقط صورته المعنية - نموذجية التعريض الضوئي والتركيز والرصف - قبل ان تصطدم حافة مقدمة الانهيار بارضية الجبل الجليدي .
أول ما نشر من صور رويل الفوتوغرافية كان
صور تسلق ، ولكن الاهمية كانت تدعوه ليثبت ان بإمكانه إنجاز أعمال أخرى بذات الجودة ومن خلال التجربة والخطا وشع أفاقـه لتشمل التصوير الفوتوغرافي للطبيعة العامة . وحياة الادغال ، كما ان فضوله الشره الذي يتميز به قاده إلى دراسة الحيوانات البرية التي يطاردها خلسة بعمق . اضف الى هذا ان رويل واضح جدا فيما يتقصاه ، وهو يقول :
- انا اسعى وراء الضوء بدلا من الموضوع ...
ذلك ان الصور الفوتوغرافية تصنع من الضوء لا من أشياء أخرى . من هنا فانا أبدي اهتماماً كبيراً بالالوان ، حيث أسعى نحو الوان قوية مشيعة في الحقيقة ، ولكنني لا أريد لها أن تكون غير واقعية كثيرون هم الناس الذي يقولون لدى مشاهدتهم لحالـة غروب . . ما أجمل هذا الضوء ، ثم يلتقطون صورة للمغيب وأنا أشاهد ضوء الغروب متقاطعاً مع ضوء ما من نوع آخر . فالتلاعب بين الضوئين هو الذي يبعث بالعنصر الدرامي .
هذا وتميل لقطات رويل الفوتوغرافية لتاتي صوراً شجاعة تكاد تكون بطولية ، فالاشكال القوية التي غالباً ما ، تتظلل ، بصخرة او ثلوج او صحراء هي السائدة ، كما ان الألوان عميقة التشبع بالفعل اثناء مرافقته الآخرين في البراري ، يحب رويل ان يبتعد عنهم مسافة لا بأس بها ، حتى يلتقط مثلا صف الحمالين الذي لا نهاية له وهو يلتف حول جبل جليدي ، او مجمع خيام سهلة السقوط مضاءة بالشموع من داخلها . يتضارب وهجها الحار مع اقواس المسرى البارد للكواكب والدائمة الضوء .
اخيرا نذكر ان رويل مصور عصامي وعندما يتحقق النجاح المصور من هذا النوع - صنع نفسه بنفسه ـ فإن هناك ما يدعوه إلى رؤية ذلك كمكافأة يتلقاها مقابل عمل بسيط فاضل .
ثم يبقى أن رويل هو مصور فوتوغرافي جيد جداً ، والصور التي يحققها الآن هي بالروعة ذاتها كاية صورة أخرى سبق وحققها وتماماً مثلما انه لم يكن هناك أي شك باهميته وشجاعته كمتسلق ، كذلك لم يظهر أي شك جدي بمهارته الفوتوغرافية . على ان الشهرة قد تكون مخادعة كما هي الصخور والجليد .. ويبدو انه على رويل الآن ان يستقصي طريقه وحيداً على الحافة الخطيرة للحظ السعيد ⏹
غالين رويل مصور عالمي يكاد يكون أحد أهم مصوري البراري والبعثات على الإطلاق ، وهذا الأمر يبدو غريباً جداً إذا علمنا أن هذا المصور كان حتى فترة ليست ببعيدة يكسب معيشته من إدارة ورشة لتصليح السيارات .
قلة من المصورين ، وبالرغم من گونهم فنانين هم الذين يتلقون رسـائـل إعجـاب ممن يتابعون أعمالهم الفوتوغرافية ، وغالين رويل واحد من هؤلاء رغم أن هذه الرسائل قد تضاربت بتضارب مواقف مرسليها .
ففي رسالة أولى وردت العبارة التالية تبدو البعثات الفضائية سهلة جدا بالمقارنة مع بعثاتك ، بينما ورد في رسالة أخرى « بدأت اتساءل عن عدد صورك المزورة ومع إكتشاف التزوير الحاصل في أعمالك أظن أن القضاء على سمعتك وفاعليتك بات قريباً . .
و هذه الرسالة الثانية كتبها طبيب كشف وجود عملية مونتاج وتزوير من وجهة نظره .
في لقطة تصور أحد المتسلقين يخوض معركة مع صخرة معلقة غالين لم يقف كثيراً عند الرسالة الأولى ، أما بالنسبة لرسالة الطبيب فقد أجابه مؤكداً على عبقريته كمصور ، ومما قاله في رده على الدكتور « إذا كنت تقصد أن تصويري مستحيل فوتوغرافيا فلا استطيع سوى التلويح بأنك تفعل ما هو مستحيل بيولوجيا ، وهذا من مصلحتك .
وهكذا تحول غالين إلى أحد أكبر رواد التصوير للبراري والبعثات و هو في الثالثة والاربعين من عمره . وقد اسهم في إستمرارية منشورة - الجغرافيا الوطنية كما نشر ستة كتب تمزج بين السرد الشخصي لمغامرات في الخارج مع تصوير لمشاهد تثير الاعجاب بحيث تحول إلى واحد من أوائل متسلقي الجبال أيضاً بين أبناء جيله ، وقد أمضى ٢٥ سنة وهو يحقق عمليات صعود إلى قمم يوسيمايت وهملايا .
وكما يتضح من إجابته الخاطفة والسريعة على الطبيب المذكور ، فهو رجل عنيد وسريع الغضب ويشعر بفخر كلما تابع النتائج المتميزة لأعماله .
ولكن قبل الدخول بالتفاصيل لا بد لنا من الوقفة عند هذا المصور الذي دخل العمل الفوتوغرافي إلى حياته لاحقاً .
منذ اثنتي عشرة سنة مضت كان رويل بدير ورشة لاصلاح السيارات ، ويتسلل هارباً منها بخجل فيقصد الجبال كلما تسنى له ذلك . اما الآن فمهنته مريحة , تتركز على التصوير الفوتوغرافي والكتابة والبراري ، وحين يشعر وهو بالارهاق من كثرة ممارسة العمل بالكاميرا يضع الكاميرا جانبا ، ويجلس أمام الآلة الكاتبة ليتابع كتابة احد فصول كتابه الجديد . وإذا ارعبه روتینه الساكن هذا قد ينطلق الى تنزانيا أو نيوزيلاندا لمجرد التسلية يدعم مدخوله بعروض للسلايدات وبرحلات يقوم بها كدليل طاريء لمؤسسة سفريات أمثال السفر الجبلي ( Mountain Travel ) ففي الخريف الماضي مثلا عمل رويل کمرشد خاص رافق روبرت ريدفورد بجولة استمرت حوالي الشهر في جبال هملايا أما مساعدته في اعماله الفوتوغرافية فهي زوجته بريارة التي تركت وظيفتها مع مؤسسة تجهيزات خارجية عندما تزوجت من غالين لتعمل كوكيلة تسويق له طيلة الوقت .
كذلك يستخدم مساعداً آخراً يتعامل مع مخزون صوره الفوتوغرافية التي تصل قيمتها الى خمسين الف دولار تقريباً في السنة .
ويعود رويل بذاكرته إلى نقطة إنطلاقه الكبيرة عام ١٩٧٣ فقبل ذلك بسنة ، كان قد باع ورشة تصليح السيارات التي يملكها عازما على تجربة التحول الى مصور فوتوغرافي مستقل والى الكتابة . وكانت تقديراته حينذاك أن المال الذي وفره من بيع و مصلحته يكفيه لمدة عام وقال متذكراً قلت لنفسي انني اذا فشلت ، فسأمارس عملا آخر يؤمن لي المعيشة . . فانتهي ذلك العام وهو بالكاد يكسب ما يؤمن حاجته فقط ، حيث أن معظم کسبه كان عبارة عن مبالغ متواضعة جاءته من مجـلات إختصـاصيـة امثال « سييرا و ، سامیت -
كان رويل قد عرض خدماته على - ناشينال فوتوغرافيك ، مرة بعد أخرى فكان نصيبه الرفض دائماً ثم حدث أن مصورا فوتوغرافياً مستقلا من معارفه بدعی دیویت جونز , عمل مع فوتوغرافيك عرض على رويل ان يساعده كمصور ثان ، ولما حصل جونز على المهمة إضطر إلى التواجد بمكان آخر في اللحظة الحاسمة : فاقنع المجلة بأن تجرب حظها مع رويل وحده .
يقول رويل عن ذلك : كنت واثقا من مقدرتي على انجاز الأعمال الفوتوغرافية المعنية .
ولكن ما أريكني كان وجود الكثير من المتسلقين من ذوي الاعتراضات الأخلاقية الشديدة تجاه رياضتنا الصغيرة الخاصة وهي تعرض على عشرة ملايين شخص في ، جيوغرافيك أردت لما أفعله أن يوحي بمعنى له من الأهمية ما يتجاوز مجرد التأثير على الاحاسيس .
كذلك قررت ان اتسلق ، هاف دوم ، دون ، رزات للتثبيت كانوا ثلاثة تسلقوا واجهة . هاف دوم في ثلاثة ايام عوضاً عن فترة اليوم ونصف اليوم المعتادة واذ بالقصة الفوتوغرافية الناتجة تحتل غلاف ، ناشیتال جيوغرافيك - في حزيران يونيه ، ١٩٧٤ حتى المتسلقين من عشاق يوسيمايت استقبلوا المقال بكل شوق ومحبة بعد ذلك أنتج رويل أربعة مقالات أخرى مصورة المجلة ، وأسهم في سبعة كتب نشرها المجمع الجغرافي الوطني ، يقول بوب غيلكا ، مدیر التصوير الفوتوغرافي - . نحن نتعامل مع اشخاص يذهبون إلى أقاصي الأرض ، والى
مناطق لا يذهب اليها الآخرون مهما دفعت لهم . ورويل هو واحد من هؤلاء الذين اجدني على اتم الاستعداد لابعث به الى اي مكان ، وانا واثق انه سيعود بالصور التي تحتاجها .
وهكذا تدريجياً أصبح التسلق اهم شيء في حياة رويل وعلى الجدران العالية في يوسيمايت حيث على المتسلقين ان يحملوا حتى ماء شربهم معهم كذلك تصبح كل قطعة معدات غير ضرورية بمثابة عدو شخصي من هنا ، قام رويل بعملية التسلق الأولى هناك ومعه كاميرا « انستاماتيك ٥٠٠. خفيفة الوزن جدا ، ورغم ذلك تحتوي على عدسة . شنايدر ، تستطيع انتاج صور واضحة جداً . على انه في اواسط الستينات ، لم يكن هنالك مجال تقريباً للعيش من التسلق ، الا ان رويل بدأ ينظر إلى مصلحة تصليح السيارات كأنها القدر الذي لا بد منه ، ويقول عن ذلك :
- كنت دائماً مولعا بفكفكة الاشياء واعادة تجميعها .... ولكن اتضح انني لست برجل فقد نشأت على ايدي والدين اعمال جيد علماني الاقتصاد في كل شيء .. كان اتأكد إطفاء النور دائماً ، أمور من هذا القبيل لذلك كنت أظنني أحسن التصرف وانا اطلب ازهد الأجور من الزبائن وعندما بدأت العمل كمصور فوتوغرافي ، لم اكن جيداً جداً في مجال المساومة ، فإذا اتصل احدهم عارضاً على ۲۰۰ دولار ثمن صور معينة ، كنت اعتبر ذلك هبة تثير السعادة .
وبدا يراسل المجلات شارحاً مغامراته في مجال التسلق مصحوبا بلقطات فوتوغرافية حققها بالانستـاماتيك التي لديه . وكانت و ساميت ، هي أول مجلة تنشر صورا له . وهذه مجلة ضئيلة الميزانية تنشرها إمرأتان في كاليفورنيا ويقول رويل متذكراً
- حصلت على عشرة دولارات تقريباً مقابل كل صورة ... كان همي الدائم حينذاك مقتصراً على معرفة ما اذا كانت عائدات الصور تغطي تكاليفها ... وقد حدث بالفعل في بعض الاحيان ان كانت كلفة الصورة اكبر من ثمن بيعها ومثله مثل معظم المبتدئين ، كان رويل يعمل معتمداً على الامل بالبيع » ، يقوم بمغامراته ويلتقط الصور ، ثم يكتب المقالات المعنية اولا , ليحاول بيع انتاجه هذا الى المجلات كان طموحاً في بداية المطاف لا يكل عن بذل
المحاولات للتعامل مع مجلات لايف » و . لوك . و . ناشينال جيوغرافيك . اما اول كتاب اقترحه لمقتطفات تاريخية من المقالات التي كتبت حول تسلق یوسیمایت مرفق بصور توضيحية من انتاجه وانتاج آخرين فقد رفضه عدد من الناشرين هذا الى ان قبل به دار نشر متواضع يدعي . ويلدرينس بريس فنشر الكتاب تحت عنوان - عالم يوسيعایت العامودي ، عام ١٩٧٤ وحقق نجاحاً مدهشاً حيث باع ما يزيد على ١٢ الف نسخة وكان من حظ لقطات رويل بالانستاماتيك ان كبرت وطبعت بطبعات أخذت من جدران غرانيت شبه عمودية ، كانت استثنائية جدا ، فكتب العديد من المقالات حول - العالم العمودي ، ولكن كانت بينها واحدة ملأت قلب رويل انتعاشاً على وجه الخصوص . أنها لديفيد بروير ، أحد مشاهير علم البيئة ومدير ، نادي سييرا ورد فيها . هذه ببساطة هي بعض اهـم صور التسلق الفوتوغرافي تستحق وساماً فضياً بطبيب فيرمونت إلى تحذير » نادي سييرا من التزوير اذ تشير صور رويل الى ان الرجل الذي التقطها تكبد الكثير من المتاعب بل وغامر بحياته احياناً ، حتى تقع عيناه على مناظر غير معتادة .
يعلق على صدر طوم فروست . ويعلق الوسام الذهبي على صدر غالين رويل لأهمية قلمه وعدسته .
على ان مواهب رويل كمصور فوتوغرافي واضحة أكثر وتبقى الصبغة المميزة في صناعته هي بحد ذاتها تلك النوعية التي دفعت وقد حدث مرة أن انفصلت كتلة صخرية هائلة الحجم على مقربة قمة الجبل المجاور وسمع صوت الانفجار الذي يعلن عن حدوث الانشقاق ، فنظر الجميع إلى الأعلى ليشاهدوا بداية الانهيار المثير ، فما كان من غالين الا ان التقط الكاميرا المعلقة في حزام كتفه ولكنها تكن مجهزة بالعدسة المناسبة كانت عليها عدسة تيليفوتو على أنه في لحظة واحدة كان قد نزع عدسة التليفوتو وركب العدسة القصيرة ، ثم التقط صورته المعنية - نموذجية التعريض الضوئي والتركيز والرصف - قبل ان تصطدم حافة مقدمة الانهيار بارضية الجبل الجليدي .
أول ما نشر من صور رويل الفوتوغرافية كان
صور تسلق ، ولكن الاهمية كانت تدعوه ليثبت ان بإمكانه إنجاز أعمال أخرى بذات الجودة ومن خلال التجربة والخطا وشع أفاقـه لتشمل التصوير الفوتوغرافي للطبيعة العامة . وحياة الادغال ، كما ان فضوله الشره الذي يتميز به قاده إلى دراسة الحيوانات البرية التي يطاردها خلسة بعمق . اضف الى هذا ان رويل واضح جدا فيما يتقصاه ، وهو يقول :
- انا اسعى وراء الضوء بدلا من الموضوع ...
ذلك ان الصور الفوتوغرافية تصنع من الضوء لا من أشياء أخرى . من هنا فانا أبدي اهتماماً كبيراً بالالوان ، حيث أسعى نحو الوان قوية مشيعة في الحقيقة ، ولكنني لا أريد لها أن تكون غير واقعية كثيرون هم الناس الذي يقولون لدى مشاهدتهم لحالـة غروب . . ما أجمل هذا الضوء ، ثم يلتقطون صورة للمغيب وأنا أشاهد ضوء الغروب متقاطعاً مع ضوء ما من نوع آخر . فالتلاعب بين الضوئين هو الذي يبعث بالعنصر الدرامي .
هذا وتميل لقطات رويل الفوتوغرافية لتاتي صوراً شجاعة تكاد تكون بطولية ، فالاشكال القوية التي غالباً ما ، تتظلل ، بصخرة او ثلوج او صحراء هي السائدة ، كما ان الألوان عميقة التشبع بالفعل اثناء مرافقته الآخرين في البراري ، يحب رويل ان يبتعد عنهم مسافة لا بأس بها ، حتى يلتقط مثلا صف الحمالين الذي لا نهاية له وهو يلتف حول جبل جليدي ، او مجمع خيام سهلة السقوط مضاءة بالشموع من داخلها . يتضارب وهجها الحار مع اقواس المسرى البارد للكواكب والدائمة الضوء .
اخيرا نذكر ان رويل مصور عصامي وعندما يتحقق النجاح المصور من هذا النوع - صنع نفسه بنفسه ـ فإن هناك ما يدعوه إلى رؤية ذلك كمكافأة يتلقاها مقابل عمل بسيط فاضل .
ثم يبقى أن رويل هو مصور فوتوغرافي جيد جداً ، والصور التي يحققها الآن هي بالروعة ذاتها كاية صورة أخرى سبق وحققها وتماماً مثلما انه لم يكن هناك أي شك باهميته وشجاعته كمتسلق ، كذلك لم يظهر أي شك جدي بمهارته الفوتوغرافية . على ان الشهرة قد تكون مخادعة كما هي الصخور والجليد .. ويبدو انه على رويل الآن ان يستقصي طريقه وحيداً على الحافة الخطيرة للحظ السعيد ⏹
تعليق