هل تعلم أنّ القطط لا تشعر بالطّعم الحلو؟ نعم هي تتناوله إذا كان عن طريق اللّهو واللعب لكنها لا تستهويه كغذاء. السبب في تفضيل القطط اللحوم وترطيب طعامها الجاف وعدم اهتمامها بالسكر والتوابل هو افتقارها لقدرة تذوق الحلاوة على عكس كل الثدييات الأخرى التي تمت دراستها حتّى الآن.
وتعليل ذلك هو أن السكريات غنية بالكربوهيدرات المصدر الغذائي الهام لآكلات النبات ولآكلات جميع أنواع الطعام كالبشر, أما القطط فهي من سلالة آكلات اللحوم. أغلب هذه السلالة من قطط وأسود ونمور تفتقر لـ 247 زوج قاعدي التي تشكل الحمض النووي للجين Tas1r2. وهذا الفقدان بالتالي لا يعطي القطط القدرة لإنتاج البروتين السليم وبالتالي هو مجرد جين معطّل يمنع القطط من تذوق الحلويات.
أول من اكتشف الجين المعطّل هما جو براند، عالم الكيمياء الحيويّة ومدير مشارك في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، وزميله شيا لي بعد عقود من الأدلة الظنيّة مثل عدم تفضيل القطط بين المياة المحلاة والعادية. قال براند “ربما يمكن لبعض القطط استخدام [مستقبلات Tas1r3 ] الخاصة بهم لتذوق تركيزات عالية من السكر، انه شيء نادر جدا ولكننا لا نعرف إذا أمكن ذلك حتى الآن”.
على كل حال العلماء يعلمون أنه يمكن للقطط أن تتذوق ما لا يمكننا تذوقه مثل أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، المركب الذي يزود الطاقة لكل خلية حية. قد تفتقر القطط لمكونات أخرى تمنعها من التمتع وهضم السكريات مثل الغلوكوكيناز الموجود في الكبد، وهو الإنزيم الرئيسي الذي يتحكم في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات ويمنع فيضان الجلوكوز بجسم الحيوان.
وعلى الرغم من هذا، فإن معظم الشركات الكبرى المصنعة لأغذية الحيوانات الأليفة تستخدم الذرة أو الحبوب الأخرى في وجباتهم. يقول براند بهذا الصدد “هذا قد يكون السبب لإصابة القطط بمرض السكري،” وأضاف أنّ “غذاء القطّة يحتوي اليوم على حوالي 20% من الكربوهيدرات. و القطط غير معتادة على ذلك، فلا تستطيع التحمل.” لكن هذا لا يعني أن يقلق محبوا ومالكين القطط إذا رأوا القطة تتناول الحلوى.