عبد حي (صالح)
Abdul Hay (Saleh-) - Abdul Hay (Saleh-)
عبد الحي (صالح ـ)
(1896ـ 1962م)
صالح عبد الحي مطرب مصري، نشأ في كنف خاله المطرب عبد الحي حلمي الذي تولى رعايته، وعلّمه فنون غناء القصائد والأدوار والمواويل، وكان عبد الحي حلمي من كبار مطربي مصر أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. درس صالح عبد الحي العزف على العود ـ وهو صبي ـ على يد علي الرشيدي، ودرس أصول الغناء على يد محمد عمر.
بدأ صالح عبد الحي الغناء دون الخامسة عشرة من عمره، وعمل مردداً في تخت المطرب يوسف المنيلاوي ثم استقل عنه، وأخذ يقدم غناءه الإفرادي ليصل بسرعة إلى إحدى قمم الغناء. وفي سنة 1912 قام الخديوي عباس برحلة إلى الوجه البحري، فأقيم له حفل، وغنى أمامه صالح عبد الحي فنال إعجابه.
تربع صالح عبد الحي على عرش الغناء في مصر سنوات طويلة، لا ينافسه فيها أحد، وكان يمتلك صوتاً قوياً جداً، وهو من مطربي عصر ماقبل مكبرَّات الصوَّت.
كان يغني على المسارح دون مكبرَّات الصوَّت، فتطرب له الآلاف التي احتشدت. وكان أهم من غنى الأدوار والقصائد والمواويل في زمانه، وتفوق على جميع المطربين الذين عاصرهم مثل سيد الصفتي، وعبد اللطيف البنا، وزكي مراد. وغنى من ألحان عبد الرحيم المسلوب، وعبده الحامولي، ومحمد عثمان، وأبو العلا محمد، وداود حسني. ومن الأغنيات التي قدمها لهم «حبيبي هوّ الأمر الناهي»، و«على روحي أنا الجاني» لمحمد عثمان. ومن الأدوار التي غناها «إن عاش فؤادك» تلحين داوود حسني، و«اشكي لمين ذل الهوى»، و«عزولي في الهوى» ومن قصائده الشهيرة «عجبت لسعي الدهر»، كما أدى المواويل التي منها «اللي دعيت»، و«لك يازمان العجب» وهو الموال الذي أعاد محمد عبد الوهاب تسجيله سنة 1924.
غنى صالح عبد الحي للملحنين الشباب الذين ظهروا في النصف الأول من القرن العشرين أمثال زكريا أحمد، وأحمد صدقي، ورياض السنباطي، ومحمد القصبجي، ومحمود الشريف، وعزت الجاهلي، ومن ألحان هؤلاء غنّى «قالوا الجمال ألوان» لأحمد صدقي، و«تحية إلى بلاد الشام» لمحمود الشريف، ودور «لمـّا انكويت بالنار» لرياض السنباطي، لكن أشهر ألحان السنباطي له كان دور «ليه يابنفسج».
وحين وقع خلاف بين محمد عبد الوهاب ومنيرة المهدية، حلّ صالح عبد الحي مكان محمد عبد الوهاب في أوبريت «أنطونيو وكيلوباترة»، وقام بدور أنطونيو بنجاح كبير، فلحن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي العديد من الأغنيات في إطار المسرح الغنائي.
لقب صالح عبد الحي بمطرب الملوك والأمراء، فإضافة إلى غنائه أمام الخديوي عباس، غنى عبد الحي في اليوم السابع لمولد فاروق، الذي صار فيما بعد ملكاً لمصر وفي حفلة ساهرة أقيمت في سوهاج، غنى أمام الملك فؤاد الأول، وأخيراً غنى أمام الملك فاروق في الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة تتويجه ملكاً على مصر.
بدأ نجم صالح عبد الحي بالأفول مع ظهور الإذاعة في مصر في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، فبوجود مكبرات الصوت لم يعد هناك حاجة إلى الأصوات القوية الواسعة، كما أن ظهور السينما أسهم في إبعاده عن الأضواء لأنه لم يخض غمارها، إذ صارت وسيلة مهمة لانتشار المطربين وشهرتهم، فاقتصر نشاطه الفني بعد ذلك على بعض الوصلات الغنائية التي كان يقدمها عبر أثير الإذاعة.
في السنوات الأخيرة من عمره أصيب بشلل أقعده عن الغناء، وقبل أسابيع قليلة من رحيله قام التلفزيون المصري بتصوير أغنية «ليه يابنفسج»، حيث تمّ إجلاسه على مقعد وطُلب منه تحريك فمه فقط، أما الصوت فكان من تسجيل قديم. رحل صالح عبد الحي بعد ذلك بفترة وجيزة عن ستة وستين عاماً.
أحمد بوبس
Abdul Hay (Saleh-) - Abdul Hay (Saleh-)
عبد الحي (صالح ـ)
(1896ـ 1962م)
صالح عبد الحي مطرب مصري، نشأ في كنف خاله المطرب عبد الحي حلمي الذي تولى رعايته، وعلّمه فنون غناء القصائد والأدوار والمواويل، وكان عبد الحي حلمي من كبار مطربي مصر أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. درس صالح عبد الحي العزف على العود ـ وهو صبي ـ على يد علي الرشيدي، ودرس أصول الغناء على يد محمد عمر.
بدأ صالح عبد الحي الغناء دون الخامسة عشرة من عمره، وعمل مردداً في تخت المطرب يوسف المنيلاوي ثم استقل عنه، وأخذ يقدم غناءه الإفرادي ليصل بسرعة إلى إحدى قمم الغناء. وفي سنة 1912 قام الخديوي عباس برحلة إلى الوجه البحري، فأقيم له حفل، وغنى أمامه صالح عبد الحي فنال إعجابه.
تربع صالح عبد الحي على عرش الغناء في مصر سنوات طويلة، لا ينافسه فيها أحد، وكان يمتلك صوتاً قوياً جداً، وهو من مطربي عصر ماقبل مكبرَّات الصوَّت.
كان يغني على المسارح دون مكبرَّات الصوَّت، فتطرب له الآلاف التي احتشدت. وكان أهم من غنى الأدوار والقصائد والمواويل في زمانه، وتفوق على جميع المطربين الذين عاصرهم مثل سيد الصفتي، وعبد اللطيف البنا، وزكي مراد. وغنى من ألحان عبد الرحيم المسلوب، وعبده الحامولي، ومحمد عثمان، وأبو العلا محمد، وداود حسني. ومن الأغنيات التي قدمها لهم «حبيبي هوّ الأمر الناهي»، و«على روحي أنا الجاني» لمحمد عثمان. ومن الأدوار التي غناها «إن عاش فؤادك» تلحين داوود حسني، و«اشكي لمين ذل الهوى»، و«عزولي في الهوى» ومن قصائده الشهيرة «عجبت لسعي الدهر»، كما أدى المواويل التي منها «اللي دعيت»، و«لك يازمان العجب» وهو الموال الذي أعاد محمد عبد الوهاب تسجيله سنة 1924.
غنى صالح عبد الحي للملحنين الشباب الذين ظهروا في النصف الأول من القرن العشرين أمثال زكريا أحمد، وأحمد صدقي، ورياض السنباطي، ومحمد القصبجي، ومحمود الشريف، وعزت الجاهلي، ومن ألحان هؤلاء غنّى «قالوا الجمال ألوان» لأحمد صدقي، و«تحية إلى بلاد الشام» لمحمود الشريف، ودور «لمـّا انكويت بالنار» لرياض السنباطي، لكن أشهر ألحان السنباطي له كان دور «ليه يابنفسج».
وحين وقع خلاف بين محمد عبد الوهاب ومنيرة المهدية، حلّ صالح عبد الحي مكان محمد عبد الوهاب في أوبريت «أنطونيو وكيلوباترة»، وقام بدور أنطونيو بنجاح كبير، فلحن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي العديد من الأغنيات في إطار المسرح الغنائي.
لقب صالح عبد الحي بمطرب الملوك والأمراء، فإضافة إلى غنائه أمام الخديوي عباس، غنى عبد الحي في اليوم السابع لمولد فاروق، الذي صار فيما بعد ملكاً لمصر وفي حفلة ساهرة أقيمت في سوهاج، غنى أمام الملك فؤاد الأول، وأخيراً غنى أمام الملك فاروق في الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة تتويجه ملكاً على مصر.
بدأ نجم صالح عبد الحي بالأفول مع ظهور الإذاعة في مصر في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، فبوجود مكبرات الصوت لم يعد هناك حاجة إلى الأصوات القوية الواسعة، كما أن ظهور السينما أسهم في إبعاده عن الأضواء لأنه لم يخض غمارها، إذ صارت وسيلة مهمة لانتشار المطربين وشهرتهم، فاقتصر نشاطه الفني بعد ذلك على بعض الوصلات الغنائية التي كان يقدمها عبر أثير الإذاعة.
في السنوات الأخيرة من عمره أصيب بشلل أقعده عن الغناء، وقبل أسابيع قليلة من رحيله قام التلفزيون المصري بتصوير أغنية «ليه يابنفسج»، حيث تمّ إجلاسه على مقعد وطُلب منه تحريك فمه فقط، أما الصوت فكان من تسجيل قديم. رحل صالح عبد الحي بعد ذلك بفترة وجيزة عن ستة وستين عاماً.
أحمد بوبس