تنمية الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تنمية الهيدروجين الأخضر في أفريقيا

    المغرب يقود جهود تنمية الهيدروجين الأخضر في أفريقيا


    مساع حثيثة لجعل القارة مركزا عالميا للاستثمار في القطاع.
    الثلاثاء 2023/04/25
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    دعائم القوة الاقتصادية النظيفة!

    يكثف المغرب جهوده الرامية إلى دعم صناعة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا عبر حزمة مبادرات جديدة في سياق خطط إقناع دول القارة بضرورة دفع القطاع المهم في تنمية اقتصاداتها من بوابة توظيف كل القدرات التي لا تزال تحتاج إلى تطويرها لبلوغ هدف الحياد الكربوني.

    الرباط - تتسارع تحركات المغرب لوضع أسس مستدامة لتنمية الهيدروجين الأخضر ليس فقط في سوقه المحلية، بل في باقي دول أفريقيا أيضا لجذب المستثمرين إلى أسواقها من خلال العمل على وضع مبادرات وإستراتيجيات تواكب المرحلة القادمة.

    ويتابع الخبراء والمحللون علامات الانتقال السريع في أفريقيا إلى الاستثمار في مشاريع الهيدروجين، والذي صار مجالا ملحا بالنظر إلى الاهتمام الواضح من الحكومات والشركات بهذا المورد باعتباره إحدى خطوات ترسيخ دعائم الاقتصاد الأخضر.

    وسيكون مستقبل القطاع في القارة في صميم مناقشات الدورة الثالثة عشرة من منتدى أربوا ومنطقة البحر المتوسط، الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط بعد أقل من أسبوعين من الآن.

    وستتصدر الفرص والتحديات التي يمثلها الهيدروجين في مكافحة تغير المناخ قائمة جلسات المنتدى الذي تنظمه جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط “يو.أم 6 بي” الأسبوع المقبل مع جامعة إكس أون بروفانس والمركز الوطني للبحوث العلمية.

    ومن المتوقع أن يجتمع نحو ألف شخص على مدى يومين لمناقشة مستقبل القطاع في أفريقيا وأوروبا والمساهمة في تحفيز المجلس العلمي والصناعي التابع للمنتدى لصالح هذه التكنولوجيا، لصياغة إجراءات ملموسة وحشد الجهود للاستجابة لحالة الطوارئ المناخية.


    هشام الهبطي: الهيدروجين يسرع تحوّل الطاقة في المغرب وأفريقيا


    ويجتمع المسؤولون والقادة الصناعيون والجهات الفاعلة في مجال البحث والابتكار والطلاب وممثلون عن المجتمع المدني حول برنامج من المؤتمرات العامة لبلورة تطلعاتهم في الحدث الذي يحمل عنوان “الهيدروجين في المستقبل: المعتقدات الخاطئة والحقائق”.

    وستكون أفريقيا في دائرة الضوء خلال المنتدى الذي تدور فعالياته في سياق بروز الكثير من التوقعات التي تشير إلى أن القارة يمكن أن تنتج ما يصل إلى 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول 2035.

    ويقول الخبراء إن ذلك سيساعد في تأمين إمدادات الطاقة في العالم، فضلا عن خلق فرص العمل وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.

    وأكد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن الهيدروجين الأخضر يعتبر مصدرا للأمل المتمثّل في تسريع التحوّل في مجال الطاقة في المغرب وأفريقيا.

    ونقلت خدمة بزنس واير التابعة لوكالة الصحافة الفرنسية عن الهبطي قوله إن “تنظيمنا لهذه الدورة سيسلط الضوء أكثر على هذا المجال ولتعريف الناس بالتطورات العلمية في هذا المجال وفرص استخدام الهيدروجين الأخضر في القارتين الأفريقية والأوروبية”.

    ويتركز تطوير الهيدروجين في قارة أفريقيا في ثلاثة مراكز استثمار رئيسية وهي المغرب ومصر وجنوب أفريقيا، وبدرجة أقل في دول أخرى مثل موريتانيا.

    وعلى سبيل المثال، تنفذ الحكومة المغربية حاليا إستراتيجية تهدف إلى إزالة الكربون من قطاع الصناعات الثقيلة من خلال الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر.


    دانيال ناهون: هذا المورد عنصر ضروري لدعم حلول إزالة الكربون


    وبشكل عام توجد في أفريقيا عشرة مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كل منها في مرحلة مختلفة من التنفيذ، وفقا لبيانات محللين شركة أس آند بي غلوبال العالمية للاستشارات المالية.

    وكذلك ثمة قرابة 600 من محطات توليد الطاقة المتجددة، تعمل بالفعل في أفريقيا، تبلغ قدرتها الإجمالية 64 ألف ميغاواط، ومن ناحية أخرى هناك خطط لإقامة 580 محطة أخرى، تبلغ قدراتها 152 ميغاواط.

    واستنادا إلى مقتطفات من تقرير يحمل عنوان “إمكانات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا”، سينشر خلال المنتدى، فإن من شأن الاستثمار في إنتاج هذا المورد النظيف أن يسمح بخفض انبعاثات الكربون في أفريقيا بنسبة 40 في المئة.

    كما أن المضي قدما في هذا المسار سيجنب إطلاق نصف مليار طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام في الغلاف الجوي، فضلا عن المساهمة في تنمية الاقتصاد الأفريقي عموما.

    والأمر لن يقف عند ذلك الحد، حيث من شأن هذا الأمر أن يتيح للقارة الأفريقية إمكانية توريد 25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر إلى أسواق الطاقة العالمية، أي ما يعادل 15 في المئة من الغاز المستخدم حاليا في الاتحاد الأوروبي.

    ومن بين أهم الركائز التي يتطلع المسؤولون في دول أفريقيا إلى ترسيخها على المدى الطويل هو دعم التنمية الزراعية الخالية من الكربون في القارة.

    وكدليل على ذلك تعمل الأمونيا الخضراء على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة المنبثقة من الأسمدة الضرورية للتنمية الزراعية، في وقت تواجه فيه الكثير من البلدان، بما في ذلك أفريقيا وأوروبا، تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي.

    ويدأب المكتب الشريف للفوسفات (أو.سي.بي)، وهو أكبر منتج للأسمدة في العالم، والرائدة في قطاع الزراعة الدقيقة والجهة الفاعلة المكرّسة لجهود تحويل الاقتصادات الأفريقية، على تعزيز مكانته حاليا ليصبح رائدا في سوق الهيدروجين الأخضر.

    ولهذه الغاية، أطلقت المجموعة المغربية برنامجا استثماريا خلال الآونة الماضية بقيمة 12 مليار دولار للفترة الممتدة بين 2023 و2027، حتى يضعها والمغرب في طليعة الثورة الخضراء في أفريقيا.


    ويهدف البرنامج الطموح للمجموعة إلى تطوير زراعة أكثر ملاءمة للتربة، والأهم من ذلك العمل على تطوير مصادر جديدة للطاقات المتجددة، وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر.

    وبالإضافة إلى المغرب، تمر كل من كينيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا بمراحل مماثلة من مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر بدعم دولي وخاصة من ألمانيا.

    كما تخطط مصر لإقامة ثلاثة مشاريع لإنتاج الهيدروجين بمشاركة بين القطاعين العام والخاص، يبلغ إجمالي قدراتها 300 ميغاواط، كما وقعت مذكرة تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية في هذا المجال.

    وقال دانيال ناهون، مؤسس منتديات طاولات أربوا والبحر المتوسط المستديرة، إن “الهيدروجين الأخضر يعد عنصرا ضروريا لدعم الحلول لتحديات اقتصادات إزالة الكربون والتنقّل الأخضر الصديق للبيئة واستقلال الطاقة”.

    وأضاف “خلال هذا الحدث، ستُتاح لنا الفرصة للاستماع إلى خبراء مرموقين سيشاركوننا معارفهم من أجل تقديم حلول ملموسة للاقتصادات الأوروبية والأفريقية على السواء”.

    وفي مايو العام الماضي، شكلت ست دول هي مصر والمغرب وموريتانيا وكينيا وناميبيا وجنوب أفريقيا، تحالفا برعاية الأمم المتحدة، يهدف إلى إنتاج 500 كيلو طن من الطاقة الخضراء سنويا.

    ويعد مشروع نور في موريتانيا أكبر المشاريع التي تعتزم الدول الست تنفيذها، وتبلغ قدرته 10 غيغاواط، ويهدف إلى تزويد أوروبا بنحو 600 ألف طن من الهيدروجين سنويا اعتبارا من 2030.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X