السياحة التركية في ماراثون الخروج من مضيق الزلزال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السياحة التركية في ماراثون الخروج من مضيق الزلزال

    السياحة التركية في ماراثون الخروج من مضيق الزلزال


    خبراء يرون أن الانتخابات قد تؤدي إلى عزوف السياح عن زيارة البلاد بسبب مخاوفهم من الاضطرابات المحتملة خلال فترة انتخابات حاسمة.
    الثلاثاء 2023/04/25
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أين الزوار؟

    تأمل أوساط السياحة التركية في عودة الزخم إلى القطاع الذي يواجه ماراثونا شاقا نحو الخروج من مضيق الزلزال المدمر لجني البعض من المكاسب وتدارك العثرات التي تسببت في فقدان الفنادق للحجوزات بينما تشتد الحاجة إليها مع اقتراب ذروة الموسم.

    إسطنبول - يأمل العاملون في قطاع الضيافة بتركيا أن تمتلئ الغرف بالسياح قريبا، وخاصة في المناطق الذي ضربها الزلزال بعد أن نقلت الحكومة الناجين منهم عقب أسابيع من استضافتهم في العديد من الفنادق ولاسيما في مدينة أنطاليا.

    ويتوقع هاكان ساتشي أوغلو، منسق فنادق ومنتجعات ليماك الدولية، كغيره من العاملين في مجال الضيافة أن يشهد قطاع السياحة شديد الأهمية من الناحية الاقتصادية في البلاد تعافيا من الزلزال الذي أدى إلى انخفاض الحجوزات والإقامات الفندقية.

    وقال ساتشي أوغلو لرويترز إن “الحكومة أوفت بوعدها” ورفعت آمال أصحاب الفنادق من خلال نقل الناجين من الزلزال إلى دور ضيافة ومهاجع، مما هدّأ المخاوف من أن غرف الفنادق لن تكون متاحة للسائحين مع اقتراب موسم الذروة في الصيف.

    لكن وتيرة انتعاش السياحة بطيئة في أعقاب زلزال دمر أجزاء من جنوب شرق البلاد في السادس من فبراير الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وتدمير بلدات ومدن وتشريد مئات الآلاف.


    أوليفييه بونتي: بعد أداء ممتاز لشهور باتت السياحة الدولية في تركيا تتراجع


    ودفعت هذه الكارثة الطبيعية الزوار الأجانب إلى التفكير مرتين قبل حجز رحلة إلى تركيا، وهي وجهة رئيسية لقضاء العطلات على البحر المتوسط.

    وعوائد السياحة حيوية للبلاد إذ يركز الرئيس رجب طيب أردوغان على خفض عجز ميزان المعاملات الجارية، الذي بلغ نحو 48.8 مليار دولار في العام الماضي، لمعالجة زيادة التضخم وأسعار الفائدة.

    وعمليا تواجه تركيا مفارقة في طريق تحقيق بعض التوازن المالي بعدما قضمت التكاليف الباهظة لواردات النفط والغاز ومنتجات الخام الأخرى مكاسب السياحة التي حققت انتعاشا قويا بعد تعليق قيود الإغلاق الهادفة إلى تطويق جائحة كورونا.

    وسجلت إيرادات السياحة رقما قياسيا بلغ نحو 46.3 مليار دولار في 2022 رغم تضخم العجز التجاري لتركيا إلى أكثر من 109 مليارات دولار، إذ أدت تداعيات الحرب في أوكرانيا إلى زيادة عدد الوافدين الروس، لكنها أدت أيضا إلى توسع العجز في بند الطاقة.

    وجاء المعلمان الأساسيان لاقتصاد السوق الناشئ الكبير في الوقت الذي يستعدّ فيه أردوغان لانتخابات رئاسية في مايو المقبل، وهو يتقدم بسياسة غير تقليدية تتمثل في خفض الفائدة لتحقيق فائض في الحساب الجاري في نهاية المطاف.

    ويقول محللون إن هذا الهدف تعقد بسبب زيادة أسعار النفط والغاز منذ النصف الأول من 2022، وبسبب التراجع السريع لقيمة الليرة نتيجة السياسة النقدية نفسها.

    ووفق بيانات معهد الإحصاء فإن إيرادات السياحة، التي تسهم بنحو 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، قفزت بنسبة 53 في المئة في 2022 مقارنة بالعام الذي سبقه، وتجاوزت أعلى مستوى سابق بلغ 34.5 مليار دولار في 2019 قبل انتشار الجائحة.
    31


    في المئة نسبة تراجع الحجوزات الفندقية بالبلاد، وفقا لبيانات شركة فوروارد كيز للسفر

    وذكرت وزارة السياحة أن إجمالي عدد الوافدين الأجانب بلغ حوالي 44.6 مليون وافد في العام الماضي، أي أقلّ بقليل من ذروة 2019 البالغة نحو 45.1 مليون زائر.

    لكن الانتعاش تعثر، فقد انخفضت الإقامة لمدة ليلتين أو أكثر في مدينة إسطنبول بنسبة سبعة في المئة مقارنة بعام 2019 قبل أسبوعين من الزلزال، لكنها تراجعت الآن بواقع 31 في المئة وفقا لبيانات جمعتها شركة فوروارد كيز للسفر.

    وقال أوليفييه بونتي، نائب رئيس فوروارد كيز، لرويترز “عقب أداء ممتاز لشهور، عندما كانت البلاد تقود تعافي السفر في أوروبا بعد كوفيد، بات من الواضح أن السياحة الدولية في تركيا تتراجع”.

    وقبل كارثة الزلزال كان المسؤولون يأملون في عام سياحي جيد جدا، على خلفية زيادة عدد السياح في العام الماضي إثر انحسار الجائحة.

    ورغم زيادة الحجوزات في الآونة الأخيرة عبر قطاع السفر في أوروبا ككل، لم تتمكن تركيا من استعادة الزخم حتى الآن، مما يضع الحكومة أمام تحديات جديدة للظفر ببعض المكاسب قبل ذهاب الأتراك إلى صناديق الاقتراع.

    ويرى خبراء أن الانتخابات قد تؤدي إلى عزوف السياح عن زيارة البلاد بسبب مخاوفهم من الاضطرابات المحتملة خلال فترة انتخابات حاسمة يواجه فيها أردوغان أكبر تحد سياسي في فترة حكمه المستمرة لأكثر من عقدين.

    ويقول مسؤولون في قطاع السياحة إن “العودة المحتملة لعدد الزوار المتوقع قبل الزلزال قد تحدث بعد انتهاء الانتخابات، خاصة مع ارتفاع الطلب على السفر إلى تركيا في الصيف”.


    ولأن مركز الزلزال كان في مدينة كهرمان مرعش بجنوب شرق البلاد، فإن المنتجعات السياحية لم تتأثر، وهو عامل بثّ آمال التعافي من تداعيات الكارثة بدعم من زيادة أعداد الزوار الروس.

    ووفقا لبيانات من سلطات أنطاليا، ارتفع عدد الوافدين الأجانب إلى منطقة المنتجعات الشهيرة المطلة على البحر المتوسط بواقع 54 في المئة في مارس الماضي على أساس سنوي، مسجلا رقما قياسيا.

    وأظهرت البيانات الرسمية التي تُبرز حالة القطاع منذ بداية هذا العام أن الروس احتلوا المرتبة الأولى، يليهم الألمان والبريطانيون.

    وتركيا هي واحدة من الدول القليلة التي لا يزال بإمكان الروس السفر إليها بعد فرض عقوبات غربية صارمة على موسكو بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا في العام الماضي.

    وعلى خلفية هذه البيانات المتفائلة لشهر مارس، تتوقع الحكومة التركية كسب قرابة 56 مليار دولار من عوائد السياحة هذا العام.

    وقال وزير السياحة محمد نوري آرصوي إن أنقرة “ما زالت ملتزمة بتحقيق هدف ما قبل الزلزال على الرغم من تداعياته”.
يعمل...
X