عارف (عبد السلام-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عارف (عبد السلام-)

    عارف (عبد سلام)

    Arif (Abd al-Salam-) - Arif (Abd al-Salam-)

    عارف (عبد السلام ـ)
    (1921ـ 1966)

    عبد السلام محمد عارف سياسي معاصر، رئيس الجمهورية العراقية في الفترة مابين 1963ـ1966، ولد في بغداد لعائلة بورجوازية، تنسب إلى قبائل الجميلة بمنطقة الرمادي. تعلم في مدرسة الكرخ ببغداد، وحصل على الثانوية من مدرسة السلام، انتسب إلى الكلية العسكرية عام 1938، وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1941، شارك في حرب فلسطين عام 1948ضمن مجموعة من الجيش العراقي، وشهد بأم عينه تخاذل حكومته إزاء نصرة الشعب الفلسطيني. وبعد عودته إلى العراق دفعه حسه الوطني إلى التفكير في الثورة على الواقع السياسي المهيمن على بلاده.
    شهد العراق مع مطلع خمسينات القرن العشرين عدة انتفاضات جماهيرية، أشهرها انتفاضة تشرين الأول عام 1952م، ثم انتفاضة 1956م التي جاءت احتجاجاً على انضمام العراق لما عرف بحلف بغداد (1955)، وتلاها إحجام العراق عن تأييد مصر في أثناء تعرضها للعدوان الثلاثي في أعقاب تأميم قناة السويس، وذهب ضحية هذه الانتفاضات العشرات من القتلى في صفوف العراقيين.وتمادت حكومة نوري السعيد والوصي على عرش العراق عبد الإله في ملاحقة المناضلين في السر والعلن، مما جعل بعض الضباط من ذوي الاتجاه القومي والوطني يتكتلون فيما عرف بتنظيم الضباط الأحرار، فالتحق عبد السلام عارف بهذا التنظيم بهدف تخليص البلاد من سياسة الارتهان وتطهيرها من المتعاونين مع القوى الاستعمارية، وأنيط به القيام بمهمة ضابط ارتباط بين مجموعة من صغار الضباط العروبيين واللجنة العلياللتنظيم.
    في عام 1958م أُعلن عن قيام الاتحاد الهاشمي بين العراق و الأردن الذي جاء رداً على قيام الجمهورية العربية المتحدة، فكان ذلك من العوامل التي عجلت في قيام الثورة، وفي يوم 14تموز 1958، وبينما كان أحد ألوية الجيش العراقي بقيادة الزعيم الركن (العميد) عبد الكريم قاسم ومعاونه العقيد الركن عبد السلام عارف يتحرك من قاعدته في العراق باتجاه الأردن لتثبيت دعائم الاتحاد الهاشمي، استغل قاسم وعارف وجودهما على مقربة من بغداد، فاتجه العقيد عبد السلام عارف على رأس مقدمة اللواء وفق خطة مسبقة، وتمكن من السيطرة على العاصمة والاستيلاء على قصر الملك، وأعلن عبر إذاعة بغداد عن سقوط النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري، وأصبح قاسم أول رئيس حكومة في الجمهورية الوليدة وعبد السلام عارف نائباً له، واعترفت الجمهورية العربية المتحدة بالنظام الجديد. غير أن حركة الانقلاب هذه أثارت في توقيتها ردود أفعال خطيرة في المنطقة، فقد فُسرت من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا على أنها حدث مدمر لنفوذ هاتين الدولتين على وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، فاتجهت بعض قطع الأسطول السادس الأمريكي إلى لبنان بطلب من رئيسها كميل شمعون، بالوقت الذي طلب فيه ملك الأردن الحسين بن طلال من بريطانيا إرسال بعض القوات لحماية عرشه بعد مقتل ابن عمه الملك فيصل الثاني، فوصلت بعض وحدات المظلات البريطانية المرابطة في قبرص بناء على أوامر صدرت إليها من حكومة (ماكميلان)H.Macmillan البريطانية. وفي 18تموز وصل عبد السلام عارف إلى دمشق، والتقى الرئيس جمال عبد الناصر الذي أعلن دعمه ومساندته للثورة العراقية ووقوفه إلى جانب العراق ضد أي عدوان غربي، ووقّع معه اتفاقية تحالف وصداقة بين الجمهورية العربية المتحدة والعراق.
    كان عارف يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الجيش والجماهير العراقية،وعلى تواصل كامل مع وحدات الجيش، ويقوم بعقد المؤتمرات الشعبية بمختلف أنحاء البلاد على خلاف عبد الكريم قاسم الذي كان قابعاً في وزارة الدفاع، وأخذت تنتابه هواجس يتصور من خلالها أن عارف قد يلجأ إلى تحييده،كما فعل ناصر بمحمد نجيب، فلجأ في خريف 1958إلى تعيينه سفيراً للعراق في بون، وغادر عارف العراق، بيد أنه سرعان ما عاد إليها بعد بضعة أشهر ومن دون إذن مسبق، الأمر الذي فسره الزعيم قاسم على أنه خطوة لقلب النظام، فأمر باعتقاله بتهمة التعامل مع عبد الناصر ووصمه بالخيانة، وحكم عليه بالإعدام، غير أن هذا الحكم لم ينفذ تحت وطأة الضغط الشعبي، فوضع تحت الإقامة الجبرية في منزله طوال حكم عبد الكريم قاسم الذي انفرد بحكم العراق ونكّل بخصومه السياسيين وأعدم الكثير من الشخصيات الوطنية في صفوف الجيش، معتمداً على مناهضي التيار الوحدوي، مما أدى إلى عزلة العراق. وفي 8شباط 1963م، تمكنت مجموعة من الضباط الوحدويين بالتنسيق مع عبد السلام عارف من الاستيلاء على مقاليد السلطة في العراق، وبعد محاكمة فورية أعدم الزعيم عبد الكريم قاسم وتولى عبد السلام عارف الذي رقي إلى رتبة مشير، منصب رئيس الجمهورية، وبعد قيام ثورة 8آذار 1963 في سورية، جرت محادثات القاهرة بين قادة الثورات الثلاثة انتهت بوضع ميثاق 17نيسان 1963م، المعروف بميثاق الوحدة الإتحادية، غير أن خلافات طرأت بين البعثيين وأصحاب التوجهات القومية الأخرى (ناصريين وقوميين عرب) حول مسألة الوحدة حالت دون إتمام هذا المشروع، فقام عبد السلام عارف مع من انضم إلى تياره من البعثيين السابقين والناصريين بحركة 18/11/1963، وأقصى بعض العناصر التي كانت مناهضة له عن مواقعها، وأعلن عن تشكيل مجلس رئاسي مشترك مع مصر لتحقيق الأهداف المرجوة، وفي مقدمتها وحدة العراق مع مصر، ودخلت العراق مرحلة جديدة اتسمت بحل جميع الأحزاب السياسية باستثناء حزب واحد أعلن عن تشكيله هو حزب الاتحاد الاشتراكي على غرار مصر، وقام عارف بتأميم بعض الشركات والبنوك، وأعلن عن تشكيل قيادة عسكرية مشتركة مع مصر،لكن تلك الخطوات لم تلق النجاح المطلوب، لما بين البلدين من تباين سياسي وجغرافي، وأخذ عبد السلام عارف يتراجع عن بعض المبادئ التي كان قد تبناها بتأثير من بعض رموز الطبقة البورجوازية التي أخذ يتقرب منها،وكانت تبدي له بعض المخاوف من العناصر التقدمية، مما أدى إلى فتور علاقته بمصر وجاءت الحركة الفاشلة التي قام بها عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء ووزير الدفاع سنة 1965م (وهو من أصحاب التوجه الناصري)، لتقطع حبل الود مع مصر، واتسعت الهوة أكثر بتولي عبد الرحمن البزاز رئاسة الوزراء، وابتعد عارف عن الخط القومي والاشتراكي، وأصبح النظام في العراق أشبه بالنظام العشائري المحافظ، وسجلت الفترة التي تولاها حتى وفاته تراجعاً ملحوظاً عن المبادئ التي سبق له أن أعلنها، وإن بقي من حيث الظاهر يعلن تمسكه بالثوابت القومية.
    لقي الرئيس عارف حتفه في حادث تحطم طائرة في أثناء جولة له جنوبي العراق يوم 13/4/1966، وتولى من بعده أخوه عبد الرحمن عارف رئاسة الجمهورية العراقية.
    محمود رشيدات
يعمل...
X