مجريطي (مسلمه محمد ابراهيم)
Al-Madjriti (Abu Muslima Mohammad ibn Ibrahim-) - Al-Madjriti (Abu Muslima Mohammad ibn Ibrahim-)
المَجْريطي (أبو مسلمة محمد بن إبراهيم ـ)
(كان حياً عام 444هـ/1052م)
أبو مسلمة محمد بن إبراهيم بن عبد الدائم المسلمي المجريطي نسبة إلى مدينة مجريط الأندلسية ـ مدريد اليوم ـ التي ولد وعاش فيها في النصف الأول من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، ولم يذكر المترجمون لحياته تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته.
أخذ أبو مسلمة علومه عن مشايخ عصره، واهتم خاصة بالكيمياء حتى غدا من أشهر علمائها.
وقد التبس اسمه باسم العالم الرياضي والفلكي أبي القاسم مسلمة المجريطي [ر] الأندلسي، عند بعض الباحثين العرب وغيرهم بسبب نسبته، إضافة إلى أن كثيراً ما كان يُذكر على بعض الكتب لقب المجريطي فقط، مما جعل اللبس محتملاً جداً، ونسبت هذه الكتب إلى أبي القاسم مسلمة المجريطي إلا بعضها الذي ورد فيه اسم أبي مسلمة واضحاً وصريحاً، كما جاء ذلك في مخطوط «الأوزان في علم الميزان» وفي مخطوط «مقالة في الكيمياء» الموجود في مكتبة طهران، وفي مخطوط «رسالة في الطبائع» الموجود في المكتبة الظاهرية بدمشق.
ويُعد فؤاد سيزكين أول من تنبه إلى هذا اللبس، ونوّه إلى ذلك في كتابه «تاريخ التراث العربي» بعد دراسة دقيقة ومستفيضة لمؤلفات أبي مسلمة حتى وصل إلى نفي هذا اللبس.
إبداعاته ومنجزاته في حقل الكيمياء:
1ـ يُعد أول من انتبه إلى قاعدة «بقاء المادة» وقررّها، ويقول في ذلك هولميارد Holmyard الباحث في تاريخ العلوم عند العرب في كتابه «صانعو الكيمياء»: «يكفي المجريطي فخراً أنه أول من انتبه إلى قاعدة «بقاء المادة» التي لم ينتبه إليها أحد الكيميائيين السابقين له». وبعد مضي عدة قرون طوَّر كل من بريستليPriestly ولافوازييهLavoisier، هذه القاعدة التي كان لها دورٌ مهمٌ عبر التاريخ، والتي تُعد من أسس علم الكيمياء الحديثة، مما يدل على أن المجريطي أبا مسلمة قد سبق العالم الكيميائي الإنكليزي بريستلي 1733ـ1804م الكيميائي الفرنسي 1743ـ1794م ولافوازييه بما يقرب من سبعة قرون.
2 ـ أبدع أبو مسلمة منهج بحثٍ علمياً يعتمد على التجربة والملاحظة، وفي ذلك يقول تأكيداً لمنهجه العلمي: «… على كل من يريد الاشتغال بالكيمياء عليه أن يدرس العلوم الرياضية ويتفهم أصولها أولاً، ثم يدرب يديه على الأعمال العملية، وبصره على شدة الملاحظة ودقتها، وعقله على التفكير والإمعان في العمليات والمواد الكيميائية».
3ـ يقول عبد الرزاق نوفل في كتابه «المسلمون والعلم الحديث» إن المجريطي أبا مسلمة «قد اهتم بشكل خاص بتجارب الاحتراق والتفاعلات التي تنتج عنه والثغرات التي تتم على أوزانها».
4ـ يذكر بعض المؤرخين لعلم الكيمياء عند العرب أن المجريطي يُعد أول من حضّر أكسيد الزئبق، وهو مسحوق ناعم أحمر اللون.
5 ـ ابتكر أبو مسلمة فرناً خاصاً لإجراء عملية التقطير يعمل آلياً كما تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة Sigrid Hunke في كتابها «العقيدة والمعرفة».
6 ـ أبدع ميزاناً حساساً بخمس صفائح إحداها تطفو فوق سطح الماء، بغية معرفة الوزن النوعي لأي مادة يريدها أو يختارها لاختباراته.
آثاره ومؤلفاته: وجميعها في علم الكيمياء، منها:
ـ كتاب «رتبة الحكيم ومدخل التعليم»، مطبوع محقق مرتب من مدخل وأربع مقالات، ويُعدّ من أهم مصادر تاريخ الكيمياء في الأندلس، اختصره محمد بن يشرون المجريطي بعنوان «مختصر رتبة الحكيم» نسخه الخطية موزعة في مختلف المكتبات العالمية والعربية.
ـ كتاب «غاية الحكيم وأحق النتيجتين بالتقديم»، مطبوع محقق، وأهميته تعود إلى عرضه لتاريخ الكيمياء في القرون الوسطى، ولما يحتويه من منجزات الأمم السابقة للعرب. وقد أورد جورج سارتون George Sarton في «المقدمة لتاريخ العلم» أن الملك ألفونسو أمر بترجمة هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن 13 ميلادي بعنوان «بيكاتركس Picatrix»، كما تُرجم أيضاً إلى الفارسية والعبرية وللكتاب 20 نسخة مخطوطة موزعة في المكتبات العربية والأجنبية.
ـ «مقالة في الكيمياء»، نسختها الخطية في مكتبة أصغر مهدوي بطهران وأخرى في مكتبة مجلس شوراي بطهران.
ـ «رسالة في الكيمياء»، مخطوط في جامعة طهران بالفارسية ضمن مجموع.
ـ «رسالة في الطبيعيات، أو رسالة في الطبائع» نسختها الخطية في المكتبة الظاهرية بدمشق، مصورة في معهد التراث العلمي بحلب، تتألف من ثلاث ورقات تعود إلى القرن 13هـ، وأخرى ذكرها سامي حمارنة.
ـ كتاب «في الأوزان»، نسخته الخطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحتوي على رسوم وأشكال توضيحية.
زهير حميدان
Al-Madjriti (Abu Muslima Mohammad ibn Ibrahim-) - Al-Madjriti (Abu Muslima Mohammad ibn Ibrahim-)
المَجْريطي (أبو مسلمة محمد بن إبراهيم ـ)
(كان حياً عام 444هـ/1052م)
أبو مسلمة محمد بن إبراهيم بن عبد الدائم المسلمي المجريطي نسبة إلى مدينة مجريط الأندلسية ـ مدريد اليوم ـ التي ولد وعاش فيها في النصف الأول من القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، ولم يذكر المترجمون لحياته تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته.
أخذ أبو مسلمة علومه عن مشايخ عصره، واهتم خاصة بالكيمياء حتى غدا من أشهر علمائها.
وقد التبس اسمه باسم العالم الرياضي والفلكي أبي القاسم مسلمة المجريطي [ر] الأندلسي، عند بعض الباحثين العرب وغيرهم بسبب نسبته، إضافة إلى أن كثيراً ما كان يُذكر على بعض الكتب لقب المجريطي فقط، مما جعل اللبس محتملاً جداً، ونسبت هذه الكتب إلى أبي القاسم مسلمة المجريطي إلا بعضها الذي ورد فيه اسم أبي مسلمة واضحاً وصريحاً، كما جاء ذلك في مخطوط «الأوزان في علم الميزان» وفي مخطوط «مقالة في الكيمياء» الموجود في مكتبة طهران، وفي مخطوط «رسالة في الطبائع» الموجود في المكتبة الظاهرية بدمشق.
ويُعد فؤاد سيزكين أول من تنبه إلى هذا اللبس، ونوّه إلى ذلك في كتابه «تاريخ التراث العربي» بعد دراسة دقيقة ومستفيضة لمؤلفات أبي مسلمة حتى وصل إلى نفي هذا اللبس.
إبداعاته ومنجزاته في حقل الكيمياء:
1ـ يُعد أول من انتبه إلى قاعدة «بقاء المادة» وقررّها، ويقول في ذلك هولميارد Holmyard الباحث في تاريخ العلوم عند العرب في كتابه «صانعو الكيمياء»: «يكفي المجريطي فخراً أنه أول من انتبه إلى قاعدة «بقاء المادة» التي لم ينتبه إليها أحد الكيميائيين السابقين له». وبعد مضي عدة قرون طوَّر كل من بريستليPriestly ولافوازييهLavoisier، هذه القاعدة التي كان لها دورٌ مهمٌ عبر التاريخ، والتي تُعد من أسس علم الكيمياء الحديثة، مما يدل على أن المجريطي أبا مسلمة قد سبق العالم الكيميائي الإنكليزي بريستلي 1733ـ1804م الكيميائي الفرنسي 1743ـ1794م ولافوازييه بما يقرب من سبعة قرون.
2 ـ أبدع أبو مسلمة منهج بحثٍ علمياً يعتمد على التجربة والملاحظة، وفي ذلك يقول تأكيداً لمنهجه العلمي: «… على كل من يريد الاشتغال بالكيمياء عليه أن يدرس العلوم الرياضية ويتفهم أصولها أولاً، ثم يدرب يديه على الأعمال العملية، وبصره على شدة الملاحظة ودقتها، وعقله على التفكير والإمعان في العمليات والمواد الكيميائية».
3ـ يقول عبد الرزاق نوفل في كتابه «المسلمون والعلم الحديث» إن المجريطي أبا مسلمة «قد اهتم بشكل خاص بتجارب الاحتراق والتفاعلات التي تنتج عنه والثغرات التي تتم على أوزانها».
4ـ يذكر بعض المؤرخين لعلم الكيمياء عند العرب أن المجريطي يُعد أول من حضّر أكسيد الزئبق، وهو مسحوق ناعم أحمر اللون.
5 ـ ابتكر أبو مسلمة فرناً خاصاً لإجراء عملية التقطير يعمل آلياً كما تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة Sigrid Hunke في كتابها «العقيدة والمعرفة».
6 ـ أبدع ميزاناً حساساً بخمس صفائح إحداها تطفو فوق سطح الماء، بغية معرفة الوزن النوعي لأي مادة يريدها أو يختارها لاختباراته.
آثاره ومؤلفاته: وجميعها في علم الكيمياء، منها:
ـ كتاب «رتبة الحكيم ومدخل التعليم»، مطبوع محقق مرتب من مدخل وأربع مقالات، ويُعدّ من أهم مصادر تاريخ الكيمياء في الأندلس، اختصره محمد بن يشرون المجريطي بعنوان «مختصر رتبة الحكيم» نسخه الخطية موزعة في مختلف المكتبات العالمية والعربية.
ـ كتاب «غاية الحكيم وأحق النتيجتين بالتقديم»، مطبوع محقق، وأهميته تعود إلى عرضه لتاريخ الكيمياء في القرون الوسطى، ولما يحتويه من منجزات الأمم السابقة للعرب. وقد أورد جورج سارتون George Sarton في «المقدمة لتاريخ العلم» أن الملك ألفونسو أمر بترجمة هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن 13 ميلادي بعنوان «بيكاتركس Picatrix»، كما تُرجم أيضاً إلى الفارسية والعبرية وللكتاب 20 نسخة مخطوطة موزعة في المكتبات العربية والأجنبية.
ـ «مقالة في الكيمياء»، نسختها الخطية في مكتبة أصغر مهدوي بطهران وأخرى في مكتبة مجلس شوراي بطهران.
ـ «رسالة في الكيمياء»، مخطوط في جامعة طهران بالفارسية ضمن مجموع.
ـ «رسالة في الطبيعيات، أو رسالة في الطبائع» نسختها الخطية في المكتبة الظاهرية بدمشق، مصورة في معهد التراث العلمي بحلب، تتألف من ثلاث ورقات تعود إلى القرن 13هـ، وأخرى ذكرها سامي حمارنة.
ـ كتاب «في الأوزان»، نسخته الخطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحتوي على رسوم وأشكال توضيحية.
زهير حميدان