حول الكتابة
. ___________
1- ظهرت الكتابة في سومر ومصر على التوالي، وبفارق زمني بسيط.
2- الكتابة المسمارية السومرية، والأكادية- البابلية- الآشورية، ليست كتابة أبجدية، بل كتابة مقطعية. أما الكتابة المصرية فليست كتابة مقطعية، بل تصويرية. والصورة- العلامة فيها قد تمثل صوتا أو صوتين أو ثلاثة أصوات.
3- في الكتابة المقطعية لكل صوت من الأصوات ثلاثة علامات على الأقل، وليس علامة واحدة. صوت العين مثلا له ثلاث علامات: واحدة مع الفتحة، وثانية من الضمة، وثالثة مع الكسرة. وكل صوت مع حركته يسمى مقطعا.
4- في الكتابة الأبجدية هناك علامة واحدة فقط لكل صوت. لذا لا تزيد علاماتها عن ثلاثين علامة، بينما الكتابة المقطعية بحاجة في العادة إلى تسعين علامة في نظام صوتي مكون من 30 صوتا. أما الهيروغليفية فعلاماتها بالمئات.
5- الأبجدية ظهرت لاحقا، وبحدود 1800- 2000 ق.م. وقد ظهرت تبعا للدلائل المتوفرة بين مصر وسيناء وجنوب فلسطين.
6- تحت ضغط اختراع الأبجدية، أرغمت الكتابة المسمارية على التحول إلى أبجدية في أوغاريت، في حدود القرن 14 ق.م. هذا يعني أن أبجدية أوغاريت المسمارية متأخرة عن الأبجدية غير المسمارية بحوالي 400-600 سنة.
7- وحين يقال أن أقدم أبجدية عثر عليها كانت في اوغاريت، فالقصد أن أقدم مصطفة لحروف الأبجدية في أغنية من سطر واحد، أي مثل: أبجد هوز، عثر عليه في أوغاريت، وليس أن الأبجدية كنظام كتابة وجد أولا في أوغاريت. القصد أن صف حروف الأبجدية وراء بعضها في سطر واحد عثر على أقدم نموذج منه في أوغاريت. والحال أن لدينا الآن مصطفات حروف أبجدية غير مسمارية توازي مصطفة أوغاريت في الزمن، بل وتسبقها أيضا.
8- أما الأبجدية الفينيقية فظهرت متأخرة بألف سنة عن بداية الكتابة الأبجدية. فأقدم نقوش أبجدية عثرنا تعود إلى القرن العشرين قبل الميلاد، أكثر قليلا أو أقل قليلا. بينما أقدم نقوش الأبجدية الفينيقية التي لدينا يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. وفي هذه الأبجدية اختصرت الحروف من 29 حرفا إلى 22 حرفا بطريقة غير مفهومة لنا حتى الآن.
9- بناء عليه، يجب عدم الخلط بين الكتابة عموما وبين الكتابة الأبجدية. ويجب عدم الخلط بين الكتابة الأبجدية وبين صف حروف الأبجدية في سطر واحد، أو أغنية واحدة.
10- وهناك نموذجان لصف حروف الأبجدية في ما يشبه الأغنية: نوع يتبع نموذج (أبجد هوز) وآخر يتبع نموذج (هلخم). أي أن النموذج الثاني يبدأ هكذا: هـاء لام خاء ميم.
ملاحظة أخيرة: يمكن القول أن (الكتابة) أقدم بألوف السنوات من كتابة سومر ومصر. فقد خلف لنا أناس العصور الحجرية كميات كبيرة من النقوش والحفائر على العظام والحجارة والأدوات، كما خلفوا لنا رسومات مدهشة على جدران الكهوف، وكل هذا كتابة. لكن حين نتحدث الآن عن بدء الكتابة في سومر ومصر فنحن نقصد (كتابة الأصوات). فمنذ سومر صرنا نكتب الأصوات التي تخرج من أفواهنا. أما في العصور الحجرية فلم يكونوا يكتبون الأصوات، بل كانوا يكتبون المفاهيم والرموز والأرقام.
. ______________________________ زكريا محمد
. ___________
1- ظهرت الكتابة في سومر ومصر على التوالي، وبفارق زمني بسيط.
2- الكتابة المسمارية السومرية، والأكادية- البابلية- الآشورية، ليست كتابة أبجدية، بل كتابة مقطعية. أما الكتابة المصرية فليست كتابة مقطعية، بل تصويرية. والصورة- العلامة فيها قد تمثل صوتا أو صوتين أو ثلاثة أصوات.
3- في الكتابة المقطعية لكل صوت من الأصوات ثلاثة علامات على الأقل، وليس علامة واحدة. صوت العين مثلا له ثلاث علامات: واحدة مع الفتحة، وثانية من الضمة، وثالثة مع الكسرة. وكل صوت مع حركته يسمى مقطعا.
4- في الكتابة الأبجدية هناك علامة واحدة فقط لكل صوت. لذا لا تزيد علاماتها عن ثلاثين علامة، بينما الكتابة المقطعية بحاجة في العادة إلى تسعين علامة في نظام صوتي مكون من 30 صوتا. أما الهيروغليفية فعلاماتها بالمئات.
5- الأبجدية ظهرت لاحقا، وبحدود 1800- 2000 ق.م. وقد ظهرت تبعا للدلائل المتوفرة بين مصر وسيناء وجنوب فلسطين.
6- تحت ضغط اختراع الأبجدية، أرغمت الكتابة المسمارية على التحول إلى أبجدية في أوغاريت، في حدود القرن 14 ق.م. هذا يعني أن أبجدية أوغاريت المسمارية متأخرة عن الأبجدية غير المسمارية بحوالي 400-600 سنة.
7- وحين يقال أن أقدم أبجدية عثر عليها كانت في اوغاريت، فالقصد أن أقدم مصطفة لحروف الأبجدية في أغنية من سطر واحد، أي مثل: أبجد هوز، عثر عليه في أوغاريت، وليس أن الأبجدية كنظام كتابة وجد أولا في أوغاريت. القصد أن صف حروف الأبجدية وراء بعضها في سطر واحد عثر على أقدم نموذج منه في أوغاريت. والحال أن لدينا الآن مصطفات حروف أبجدية غير مسمارية توازي مصطفة أوغاريت في الزمن، بل وتسبقها أيضا.
8- أما الأبجدية الفينيقية فظهرت متأخرة بألف سنة عن بداية الكتابة الأبجدية. فأقدم نقوش أبجدية عثرنا تعود إلى القرن العشرين قبل الميلاد، أكثر قليلا أو أقل قليلا. بينما أقدم نقوش الأبجدية الفينيقية التي لدينا يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد. وفي هذه الأبجدية اختصرت الحروف من 29 حرفا إلى 22 حرفا بطريقة غير مفهومة لنا حتى الآن.
9- بناء عليه، يجب عدم الخلط بين الكتابة عموما وبين الكتابة الأبجدية. ويجب عدم الخلط بين الكتابة الأبجدية وبين صف حروف الأبجدية في سطر واحد، أو أغنية واحدة.
10- وهناك نموذجان لصف حروف الأبجدية في ما يشبه الأغنية: نوع يتبع نموذج (أبجد هوز) وآخر يتبع نموذج (هلخم). أي أن النموذج الثاني يبدأ هكذا: هـاء لام خاء ميم.
ملاحظة أخيرة: يمكن القول أن (الكتابة) أقدم بألوف السنوات من كتابة سومر ومصر. فقد خلف لنا أناس العصور الحجرية كميات كبيرة من النقوش والحفائر على العظام والحجارة والأدوات، كما خلفوا لنا رسومات مدهشة على جدران الكهوف، وكل هذا كتابة. لكن حين نتحدث الآن عن بدء الكتابة في سومر ومصر فنحن نقصد (كتابة الأصوات). فمنذ سومر صرنا نكتب الأصوات التي تخرج من أفواهنا. أما في العصور الحجرية فلم يكونوا يكتبون الأصوات، بل كانوا يكتبون المفاهيم والرموز والأرقام.
. ______________________________ زكريا محمد