ألكسيوس فون ماينونغ فيلسوف وعالم نفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألكسيوس فون ماينونغ فيلسوف وعالم نفس

    ماينونغ (الكسيوس فون)

    Meinong (Alexius von-) - Meinong (Alexius von-)

    ماينونغ (ألكسيوس ڤون ـ)
    (1853 ـ 1920م)

    ألكسيوس ڤون ماينونغ Alexius von Meinong فيلسوف وعالم نفس نمساوي. ولد في لمبرغ Lemberg (حالياً لاڤيڤ L’viv في أوكرانيا)، وتوفي في غراتز Graz. درس المنطق ثم الفلسفة على فرانتز برنتانو [ر] Franz Brentano في جامعة ڤيينا، ونال فيها درجة الدكتوراه. ثم التحق بجامعة غراتز لتدريس الفلسفة (1882- 1889)، وأسس بها معهداً لعلم النفس (1894)، وكذلك أول معمل لعلم النفس التجريبي experimental psychology بالنمسا. شهد ترقية العالم كريستيان ڤون إهرنفلس Christian von Ehrenfels مؤسس علم النفس الجشطالتي Gestalt psychology.
    من أهم مؤلفات ماينونغ «نظرية الموضوع» Theory of Objects- Über Gegenstandstheorie (1904)، و«حول مكان نظرية الموضوع في مذهب العلوم» (1907)، و«عن الافتراضات» (1902)، و «حول القوام الأعلى للموضوع» Über Gegenstände höherer Ordnung und deren Verhältniss zur inneren Wahrnehmung (1899). ومعظم مؤلفاته لا تدخل في ميدان علم النفس التجريبي، وإنما تندرج ضمن ما أسماه برنتانو بعلم النفس الوصفي descriptive psychology الذي يقوم على أساس افتراض أن التوجه نحو الأشياء هو السمة المميزة لكل الحالات العقلية، فهو يفرق بينها بحسب الفعل والمضمون.
    وضع نظرية أصيلة في موضوع المعرفة حاولت أن تتجاوز التعارض بين الواقعية [ر]realism والمثالية [ر] idealism. وقد انبثقت من تأملاته الفلسفية في القصدية [ر] intentionality، والمغزى من نظريته تأكيد إمكانية التفكير بموضوع ولو لم يكن موجوداً كالجبل الذهبي.
    ذهب ماينونغ إلى أن كل موضوع (ولو كان جبلاً ذهبياً) يصلح لأن يكون موضوعاً لمعرفة علمية، ولو لم يكن له وجود، أو لو لم يكن ممكناً، وهكذا فإن «نظرية الموضوع» تتصور الموضوع مستقلاً عن الوجود ككل، ومستقلاً عن كونه مدركاً أو أن له أي قيمة. وهذه النزعة الأفلاطونية التي تتصور القضايا والأعداد والموضوعات الخيالية والتناقضات ذات وجود مستقل عن الذهن البشري، كان لها تأثير في فلسفة برتراند رسل [ر] Bretrand Russell.
    بنى ماينونغ فلسفته على تقسيم برنتانو لحالات العقل إلى صور تمثيلية وأحكام ومواقف عاطفية، ولكنه قسم الصور التمثيلية إلى صور تتطلب إدراكاً حسياً سلبياً وأخرى تتطلب إنتاجاً إيجابياً، وتقوم على موضوعات لموضوعات حسية، وأخرى تتطلب إنتاجاً إيجابياً لموضوعات لا تدرك بالحس، وليس لها وجود فعلي، لكن وجودها افتراضي فهي افتراضات، ويسمى وجودها وجوداً ضمنياً، وتشبه الأحكام، لكن ينقصها الاقتناع، ويجوز أن تكون وقائع أو لا تكون، ولا يتوقف كونها موضوعات أو افتراضات على التعبير عنها أو التفكير فيها، ويتناولها ماينونغ في كتابه «عن الافتراضات». وقامت نظريته في الموضوعات على التفرقة بين طبيعة الشيء ووجوده، وذهب إلى أن كل شيء موضوع للتفكير ولو لم يكن قابلاً للتفكير فيه، يصفه على الأقل بأنه غير قابل للتفكير فيه، فالمربع المستدير مثلاً له طبيعة أنه مربع ومستدير لكنه في الواقع لاوجود له، لأن طبيعته تخرق قانون الثالث المرفوع [ر. المنطق]، والقول إن له وجوداً ضمنياً لا يعني أن وجوده واقعي، بل يعني أن له طبيعة يمكن وصفها ولا صلة لها بكونه موجوداً في الواقع الخارجي أو غير موجود. وتؤدي هذه الموضوعات والافتراضات دوراً مهماً في الفنون والألعاب والفروض العلمية وفي المعرفة عامة.
    بنى ماينونغ فكرته في البيّنة الظنية على فكرة برنتانو في البيّنة، وبرر بها الإدراك الحسي والتذكر والاستقراء، ولا يتأكد الافتراض الواضح بذاته إلا إذا أيدته أحكام أخرى من الذاكرة أو تقوم على الإدراك الحسي أو الاستقراء بحسب نوع الافتراض المطلوب التيقن فيه.
    كما بنى نظريته في القيمة على فكرة برنتانو في الأحكام الصائبة التي لها مبرراتها والأحكام غير الصائبة التي ليس لها مبرراتها والتي قد ترتبط بالانفعالات أو لا ترتبط، لأن نظريته في القيمة لا تقوم على الرغبة أو المصلحة أو الفائدة، بل تقوم على مفهوم المشاعر المرتبطة بالأحكام، قد تكون مشاعر بالبهجة والسعادة أو مشاعر بالحزن والأسف. والشيء خيّر عندما يرتبط وجوده بالسعادة وعدم وجوده بالأسف، وشرير عندما يرتبط وجوده بالحزن وعدم وجوده بالسعادة. وتنقسم الأفعال الخيّرة إلى ممدوحة ومجرد مطلوبة، والأفعال الشريرة تنقسم إلى أفعال يمكن غفرانها وأفعال لا يمكن غفرانها.
    جلال سناد
يعمل...
X