ليما Lima - Lima
ليما
ليما Lima عاصمة جمهورية البيرو في أمريكا الجنوبية، تقع عند تقاطع خط العرض 10 َ 12 ْ جنوب الاستواء مع خط الطول 10 َ 77 ْ غرب غرينتش، في وسط ساحل البيرو على المحيط الهادئ عند مصب نهر ريماك Rímac، الذي أدى الدور الأساسي في نشوئها، إضافة إلى السهل الساحلي، والموقع البحري المناسب لإنشاء ميناء.
تقع ليما في سهل ساحلي لكنها غير بعيدة عن السفوح الغربية لجبال الأنديز، وهي قليلة الأمطار، على الرغم من وقوعها في العروض المدارية، وقد أسهم في جفاف مناخها مع السهل الساحلي عاملان: الأول هو تيار البيرو البحري البارد الذي يسير بمحاذاة الساحل من الجنوب إلى الشمال، قادماً من جهة القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» فيؤدي إلى تكاثف بخار الماء فوق البحر وفي المنطقة الساحلية، من دون أن يؤدي إلى أمطار على اليابسة، حيث يكسو الضباب المنطقة في الأشهر الباردة (من نيسان/إبريل إلى تشرين الأول/أكتوبر) في حين يكون الطقس مشمساً دافئاً بين تشرين الثاني/نوڤمبر وآذار/مارس مع فروق حرارية واضحة بين النهار والليل. أما العامل الثاني فهو وقوع السهل الساحلي للبيرو وتشيلي في ظل جبال الأنديز التي تحجز المؤثرات الرطبة القادمة من الشرق (حوض الأمازون).
ومن الناحية الجيولوجية - التكتونية فإن المدينة تقع في نطاق زلزالي قوي يحيط بالمحيط الهادئ، مما أدى إلى تكرار الزلازل القوية، فقد دمرت المدينة ثلاث مرات منذ تأسيسها عام 1535 حتى اليوم.
بلغ عدد سكان ليما ما يقارب 8 مليون نسمة (حسب تقديرات 2003)، يؤلفون نحو ثلث عدد سكان البلاد. وكانت ليما قد شهدت منذ خمسينات القرن العشرين هجرة كثيفة من الأرياف، مما أدى إلى زيادة أعداد سكانها بمعدلات بلغت 7% سنوياً، لكثرة عدد الراغبين في الالتحاق بالمدينة، طلباً للعمل أو العلم أو المستوى الأفضل من الخدمات، فأصبحت المدينة تمتد على طول خمسين كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب (على ساحل المحيط الهادئ ) وأربعين كيلومتراً من الغرب إلى الشرق، وبمساحة إجمالية قدرها نحو 1010 كيلومتراً مربعاً، وقد ساعد على توسع المدينة عاملان طبيعيان رئيسان، الأول وقوعها في سهل ساحلي واسع نسبياً مع امتداد طويل على ساحل المحيط الهادئ، والثاني هو مصب نهر ريماك ومجراه الذي نشأت حوله المدينة وزودها بالمياه اللازمة. وقد أدى النمط العمراني السائد (أبنية مكونة من طابق واحد أو اثنين إلى انتشار أفقي كبير للمدينة، وزاد في مشكلاتها نشوء أحياء السكن العشوائي التي انتشرت إلى جانب الأحياء الغنية وتوسعها، ويقطنها نحو ثلث سكان المدينة، وتغلب عليها أكواخ التوتياء والأخشاب البسيطة، مع تطور بعضها نحو استخدام الإسمنت المسلح والبلوك الإسمنتي.
مدينة ليما
تعود أهم المعالم في المدينة إلى العهد الاستعماري، وتضم الساحة القديمة وما يحيط بها من منشآت ومبان؛ ففي الوسط أنشئت نافورة تعود إلى سنة 1651؛ وعلى الأطراف بُنيت كاتدرائية سنة 1746 تضم قبر القائد بيزارو مؤسس المدينة، يتصل بها قصر المطرانية الذي يتميز بشرفات خشبية جذابة، ثم قصر المدينة City Hall وقصر الحكومة الذي بُني سنة 1938 ثم مبنى لرئاسة الجمهورية.
تؤدي ليما دوراً اقتصادياً رائداً حيث تتركز فيها معظم الأنشطة الصناعية والتجارية، مثلما يتركز السكان، فهي أكبر بعشرة أضعاف من أكبر مدينة تأتي بعدها في البيرو. وقد أعطى ميناؤها كالاو Callao والمنطقة الصناعية المحيطة به والمناطق الصناعية الحديثة في شرقي المدينة بعداً اقتصادياً للمدينة بفضل تركز معظم الإنتاج الصناعي للبيرو فيها وفي محيطها، إذ تنتشر الصناعات الغذائية والصناعات النسيجية وصناعة السيارات والآلات الموجهة للاستهلاك المحلي في أغلب الأحيان. وتتصل ليما بالداخل عبر سكة حديدية، ويمر عبرها طريق أمريكا السريع (شمال - جنوب) وفيها مطار دولي، وعدد من الجامعات والمؤسسات الثقافية.
لمحة تاريخية
بعد انتصار قائد الحملة الإسبانية فرانشيسكو بيزارو Francisco Pizarro على مقاتلي شعب الأنكا المحليين سنة 1531 أصبحت البيرو مستعمرة إسبانية جديدة على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، ثم قام بيزارو بتأسيس عاصمة للمستعمرة سنة 1535 سُميَّت ليما، وتحول الخليج الطبيعي إلى ميناء كالاو الذي أضحى الميناء الرئيس التي تمر عبره معظم البضائع المنقولة عبر غربي أمريكا الجنوبية. ازدهرت ليما مركزاً تجارياً وثقافياً وحكومياً للقسم الإسباني من أمريكا الجنوبية، وأصبحت غنية بفضل مناجم الذهب والفضة التي استثمرت في جبال الأنديز القريبة، ثم قلت أهميتها في أثناء حروب الاستقلال التي قادها الجنرال خوسيه دي سان مارتان José de San Martín في أوائل القرن التاسع عشر، واحتل على إثرها المدينة سنة 1821. وبين عامي 1881 و1883 احتُلت ليما من قبل القوات التشيلية في حرب المحيط الهادئ الذي لجأت فيه الحكومة المحلية إلى الجبال.
ومن جهة أخرى عانت المدينة في تاريخها القصير نسبياً من زلازل مدمرة في سنوات 1687 و1746 و1970، كما تعرضت في الثمانينات والتسعينات لموجات من العنف بين مجموعات محلية.
بهجت محمد محمد
ليما
ليما Lima عاصمة جمهورية البيرو في أمريكا الجنوبية، تقع عند تقاطع خط العرض 10 َ 12 ْ جنوب الاستواء مع خط الطول 10 َ 77 ْ غرب غرينتش، في وسط ساحل البيرو على المحيط الهادئ عند مصب نهر ريماك Rímac، الذي أدى الدور الأساسي في نشوئها، إضافة إلى السهل الساحلي، والموقع البحري المناسب لإنشاء ميناء.
تقع ليما في سهل ساحلي لكنها غير بعيدة عن السفوح الغربية لجبال الأنديز، وهي قليلة الأمطار، على الرغم من وقوعها في العروض المدارية، وقد أسهم في جفاف مناخها مع السهل الساحلي عاملان: الأول هو تيار البيرو البحري البارد الذي يسير بمحاذاة الساحل من الجنوب إلى الشمال، قادماً من جهة القارة القطبية الجنوبية «أنتاركتيكا» فيؤدي إلى تكاثف بخار الماء فوق البحر وفي المنطقة الساحلية، من دون أن يؤدي إلى أمطار على اليابسة، حيث يكسو الضباب المنطقة في الأشهر الباردة (من نيسان/إبريل إلى تشرين الأول/أكتوبر) في حين يكون الطقس مشمساً دافئاً بين تشرين الثاني/نوڤمبر وآذار/مارس مع فروق حرارية واضحة بين النهار والليل. أما العامل الثاني فهو وقوع السهل الساحلي للبيرو وتشيلي في ظل جبال الأنديز التي تحجز المؤثرات الرطبة القادمة من الشرق (حوض الأمازون).
ومن الناحية الجيولوجية - التكتونية فإن المدينة تقع في نطاق زلزالي قوي يحيط بالمحيط الهادئ، مما أدى إلى تكرار الزلازل القوية، فقد دمرت المدينة ثلاث مرات منذ تأسيسها عام 1535 حتى اليوم.
بلغ عدد سكان ليما ما يقارب 8 مليون نسمة (حسب تقديرات 2003)، يؤلفون نحو ثلث عدد سكان البلاد. وكانت ليما قد شهدت منذ خمسينات القرن العشرين هجرة كثيفة من الأرياف، مما أدى إلى زيادة أعداد سكانها بمعدلات بلغت 7% سنوياً، لكثرة عدد الراغبين في الالتحاق بالمدينة، طلباً للعمل أو العلم أو المستوى الأفضل من الخدمات، فأصبحت المدينة تمتد على طول خمسين كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب (على ساحل المحيط الهادئ ) وأربعين كيلومتراً من الغرب إلى الشرق، وبمساحة إجمالية قدرها نحو 1010 كيلومتراً مربعاً، وقد ساعد على توسع المدينة عاملان طبيعيان رئيسان، الأول وقوعها في سهل ساحلي واسع نسبياً مع امتداد طويل على ساحل المحيط الهادئ، والثاني هو مصب نهر ريماك ومجراه الذي نشأت حوله المدينة وزودها بالمياه اللازمة. وقد أدى النمط العمراني السائد (أبنية مكونة من طابق واحد أو اثنين إلى انتشار أفقي كبير للمدينة، وزاد في مشكلاتها نشوء أحياء السكن العشوائي التي انتشرت إلى جانب الأحياء الغنية وتوسعها، ويقطنها نحو ثلث سكان المدينة، وتغلب عليها أكواخ التوتياء والأخشاب البسيطة، مع تطور بعضها نحو استخدام الإسمنت المسلح والبلوك الإسمنتي.
مدينة ليما
تعود أهم المعالم في المدينة إلى العهد الاستعماري، وتضم الساحة القديمة وما يحيط بها من منشآت ومبان؛ ففي الوسط أنشئت نافورة تعود إلى سنة 1651؛ وعلى الأطراف بُنيت كاتدرائية سنة 1746 تضم قبر القائد بيزارو مؤسس المدينة، يتصل بها قصر المطرانية الذي يتميز بشرفات خشبية جذابة، ثم قصر المدينة City Hall وقصر الحكومة الذي بُني سنة 1938 ثم مبنى لرئاسة الجمهورية.
تؤدي ليما دوراً اقتصادياً رائداً حيث تتركز فيها معظم الأنشطة الصناعية والتجارية، مثلما يتركز السكان، فهي أكبر بعشرة أضعاف من أكبر مدينة تأتي بعدها في البيرو. وقد أعطى ميناؤها كالاو Callao والمنطقة الصناعية المحيطة به والمناطق الصناعية الحديثة في شرقي المدينة بعداً اقتصادياً للمدينة بفضل تركز معظم الإنتاج الصناعي للبيرو فيها وفي محيطها، إذ تنتشر الصناعات الغذائية والصناعات النسيجية وصناعة السيارات والآلات الموجهة للاستهلاك المحلي في أغلب الأحيان. وتتصل ليما بالداخل عبر سكة حديدية، ويمر عبرها طريق أمريكا السريع (شمال - جنوب) وفيها مطار دولي، وعدد من الجامعات والمؤسسات الثقافية.
لمحة تاريخية
بعد انتصار قائد الحملة الإسبانية فرانشيسكو بيزارو Francisco Pizarro على مقاتلي شعب الأنكا المحليين سنة 1531 أصبحت البيرو مستعمرة إسبانية جديدة على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، ثم قام بيزارو بتأسيس عاصمة للمستعمرة سنة 1535 سُميَّت ليما، وتحول الخليج الطبيعي إلى ميناء كالاو الذي أضحى الميناء الرئيس التي تمر عبره معظم البضائع المنقولة عبر غربي أمريكا الجنوبية. ازدهرت ليما مركزاً تجارياً وثقافياً وحكومياً للقسم الإسباني من أمريكا الجنوبية، وأصبحت غنية بفضل مناجم الذهب والفضة التي استثمرت في جبال الأنديز القريبة، ثم قلت أهميتها في أثناء حروب الاستقلال التي قادها الجنرال خوسيه دي سان مارتان José de San Martín في أوائل القرن التاسع عشر، واحتل على إثرها المدينة سنة 1821. وبين عامي 1881 و1883 احتُلت ليما من قبل القوات التشيلية في حرب المحيط الهادئ الذي لجأت فيه الحكومة المحلية إلى الجبال.
ومن جهة أخرى عانت المدينة في تاريخها القصير نسبياً من زلازل مدمرة في سنوات 1687 و1746 و1970، كما تعرضت في الثمانينات والتسعينات لموجات من العنف بين مجموعات محلية.
بهجت محمد محمد