لوط (صحراء) Lut Desert - Désert du Lut
لوط (صحراء ـ)
صحراء لوط (أو ديشتي لوط) تسمية فارسيّة تعني الصحراء الجرداء العارية، وواقعها كذلك.
تقع في النطاق شبه المداري بين خطي العرض30ـ 34 درجة شمالاً في قلب إيران الجنوبي الشرقي، تمتد طولياً 1100كم بعرض 100ـ200كم.
وهي صحراء حديثة، أوجدتها ظروف الجفاف الشديد الناتجة من البعد عن مصادر الرطوبة البحرية، وإحاطتها بسوار من الجدر الجبلية، وانخفاضها مقارنة بالجبال المحيطة بها، ودورها في تكوين كتل هوائية باردة جافة وحارة أكثر جفافاً.
إيران بلد جبلي، يلفّها قوسان من السلاسل الجبلية العالية: شمالي ينطلق من الحدود التركية، محاذياً جنوبي بحر قزوين، ليصل إلى أفغانستان مروراً بإقليم خراسان، وجنوبي يخرج من أذربيجان إلى جنوب غربي باكستان مطوّقاً إيران من الغرب والجنوب، وبين هذين القوسين تربض هضبة إيران الجافة غرب باكستان بصحاريها، كديشتي لوط وديشتي كيوير وسيستان وغيرها… تحيط بصحراء لوط سلاسل جبلية عالية (2000ـ 3000م) من الأطراف كلّها، كسلاسل كوهبينان غرباً وبيلينغان شرقاً، وتلتحم السلسلتان جنوباً.
أرض الصحراء الشمالية أكثر ارتفاعاً (600ـ 1000م) من الجنوبية (400ـ 500م)، والشمال هضاب وسهول بنائية صخرية، رملية وكلسية ومشبكات، أما الجنوب المنخفض فهو غني بالمحمولات الرملية والحصوية الرباعية. وتعود الأرض إلى الارتفاع كالشمال في هامش أرض الجنوب .
الصخور متنوعة؛ بركانية (بازلت، آندزيت) وقاعدية متبلورة (غرانيت، سينيت) إضافة للصخور الرسوبية، الرباعية المفككة: نهرية وبحرية (رمل، جص، حجارة، طين).
إن وجود حوضة بنائية منخفضة تحف بها جبال عالية، والفعاليات الجوية الفيزيائية العنيفة، والعمل الريحي الفاعل لشدة الجفاف؛ أدى إلى تكوين الأشكال التضريسية المشاهدة في صحراء لوط وهي الآتية:
ـ سهول هامشية جبلية تشقها مجار سيلية ونهرية بمصاطبها ومراوحها الفيضية.
ـ صحار حجرية تحف بالجبال.
ـ الحمادة والرق في السهول البنائية والهضاب.
ـ تضاريس رملية واسعة ومتنوعة برخانات، نباك، تلال.
ـ تضاريس مائية المنشأ: سبخات وممالح وخَبْرات.
ـ تضاريس ريحية بديعة المظهر: مدن رملية، مغاور، شرفات، موائد الجن، أثلام وأخاديد.
المناخ
المناخ صحراوي قاري جداً وجاف، يحمل بعض خصائص مناخ البحر المتوسط، وتؤثر عوامل عدّة في تكوين الواقع المناخي للصحراء، منها خصوصية النطاق شبه المداري البارد جداً شتاء لقلة الإشعاع الشمسي وانخفاض الحرارة الشديد، والحار القائظ صيفاً. وانقسام السنة إلى فترة هطل شتوية ربيعية وفترة جفاف مطلق صيفية.
يُضاف إلى ذلك بُعد الصحراء عن المؤثّرات البحرية، واختباؤها خلف السلاسل الجبلية، وتأثرها شتاء بمراكز الضغوط العالية السيبيرية وبالكتل المدارية الحارة الجافة صيفاً، ومساهمة الصحراء في تعميق دور هذه المراكز والكتل شتاء وصيفاً، وكل هذا ينجم عنه:
ـ هطل شحيح (50 ـ 100مم).
ـ رطوبة جوية متدنية (20ـ 40%).
ـ تباين حراري فصلي ويومي شديد (20 ْـ30 ْم).
ـ شذوذ حراري كبير (ـ30 ْ ـ40 ْم) شتاء و (45 ْـ50 ْم) صيفاً.
ـ تبخر فعلي وكامن عظيم (1500ـ2500 مم) ، وبالتالي توازن رطوبي خاسر جداً.
المياه
تخضع المياه كماً ونوعية لظروف الجفاف الاستثنائية، فالمجاري المائية الدائمة غير موجودة حتى عند سفوح الجبال المحيطة بالصحراء الجافة بدورها، ومن هذه الأنهار التي تجري باستحياء في الشتاء والربيع نهرا: رودي شور وتيغاب. تكثر الأودية الجافة التي تغسلها مياه الأمطار أحياناً. والبحيرات كثيرة، وجميعها تقريباً مالحة (كلورية، سولفاتية، صودية)، وأهمها بحيرة نيميك زار شرقي كيرمان Kirman، والمياه الباطنية شحيحة مملحة كالبحيرات.
النبات
يتحكم الجفاف الشديد وتأثير التركيب الفلزّي للصخور بالنباتات في الصحراء، فتسيطر فيها النباتات الجفافية xerophytes، ولكنها تأخذ مظاهر وأنواعاً عديدة؛ لتنوع القاعدة الصخرية، وهكذا تميز المجموعات النباتية الصخرية الآتية:
ـ النباتات الرملية: تنتشر حيث الرمال، وتكثر فيها الأعشاب الرعوية والكلأ؛ إضافة لأنجم وشجيرات قزمية.
ـ نبات الصحاري الطينية الحصوية عند أقدام الجبال: وهي الأغنى كمّاً ونوعاً، وأهمها الكلأ والعشب والنجيليات والشيح.
ـ نبات الصحارى المالحة الطينية والطينية الرملية: كالسبخات والخبرات والممالح، وجميعها متآلفة مع الملوحة halophytes.
ـ نباتات المياه العذبة في مجاري الأودية والأنهار: وأبرزها الحور والصفصاف والأثل.
الترب
بدائية التطور، مملحة بدرجات مختلفة ، وهنالك مساحات واسعة بلا ترب عملياً، حيث الكثبان الرملية والحمادة والرق. أفضل الترب عند سفوح الجبال؛ وهي سيرزيومية Sierozëm رمادية فاتحة قلوية تحتوي الأملاح، وفي المنخفضات؛ أغلبها مملح كالسبخات والخبرات، وفي أودية الأنهار ترب رمادية بنية بشكل محدود، ويمكن استثمارها.
الحيوان
قليل عدداً، كثير نوعاً، وتكثر الحشرات فيها، وكذلك الأفاعي والعقارب والعناكب والسحالي العادية والكبيرة، وتصادف الغزلان والأرانب والثعالب وبنات آوى والقطط المتوّحشة والفهود والذئاب والضباع والخنازير والدببة؛ إضافة للماعز والأغنام البرية. وتعيش عادة في المناطق الجبلية، والطيور كثيرة نسبياً.
شاهر جمال آغا
لوط (صحراء ـ)
صحراء لوط (أو ديشتي لوط) تسمية فارسيّة تعني الصحراء الجرداء العارية، وواقعها كذلك.
تقع في النطاق شبه المداري بين خطي العرض30ـ 34 درجة شمالاً في قلب إيران الجنوبي الشرقي، تمتد طولياً 1100كم بعرض 100ـ200كم.
وهي صحراء حديثة، أوجدتها ظروف الجفاف الشديد الناتجة من البعد عن مصادر الرطوبة البحرية، وإحاطتها بسوار من الجدر الجبلية، وانخفاضها مقارنة بالجبال المحيطة بها، ودورها في تكوين كتل هوائية باردة جافة وحارة أكثر جفافاً.
إيران بلد جبلي، يلفّها قوسان من السلاسل الجبلية العالية: شمالي ينطلق من الحدود التركية، محاذياً جنوبي بحر قزوين، ليصل إلى أفغانستان مروراً بإقليم خراسان، وجنوبي يخرج من أذربيجان إلى جنوب غربي باكستان مطوّقاً إيران من الغرب والجنوب، وبين هذين القوسين تربض هضبة إيران الجافة غرب باكستان بصحاريها، كديشتي لوط وديشتي كيوير وسيستان وغيرها… تحيط بصحراء لوط سلاسل جبلية عالية (2000ـ 3000م) من الأطراف كلّها، كسلاسل كوهبينان غرباً وبيلينغان شرقاً، وتلتحم السلسلتان جنوباً.
أرض الصحراء الشمالية أكثر ارتفاعاً (600ـ 1000م) من الجنوبية (400ـ 500م)، والشمال هضاب وسهول بنائية صخرية، رملية وكلسية ومشبكات، أما الجنوب المنخفض فهو غني بالمحمولات الرملية والحصوية الرباعية. وتعود الأرض إلى الارتفاع كالشمال في هامش أرض الجنوب .
الصخور متنوعة؛ بركانية (بازلت، آندزيت) وقاعدية متبلورة (غرانيت، سينيت) إضافة للصخور الرسوبية، الرباعية المفككة: نهرية وبحرية (رمل، جص، حجارة، طين).
إن وجود حوضة بنائية منخفضة تحف بها جبال عالية، والفعاليات الجوية الفيزيائية العنيفة، والعمل الريحي الفاعل لشدة الجفاف؛ أدى إلى تكوين الأشكال التضريسية المشاهدة في صحراء لوط وهي الآتية:
ـ سهول هامشية جبلية تشقها مجار سيلية ونهرية بمصاطبها ومراوحها الفيضية.
ـ صحار حجرية تحف بالجبال.
ـ الحمادة والرق في السهول البنائية والهضاب.
ـ تضاريس رملية واسعة ومتنوعة برخانات، نباك، تلال.
ـ تضاريس مائية المنشأ: سبخات وممالح وخَبْرات.
ـ تضاريس ريحية بديعة المظهر: مدن رملية، مغاور، شرفات، موائد الجن، أثلام وأخاديد.
المناخ
المناخ صحراوي قاري جداً وجاف، يحمل بعض خصائص مناخ البحر المتوسط، وتؤثر عوامل عدّة في تكوين الواقع المناخي للصحراء، منها خصوصية النطاق شبه المداري البارد جداً شتاء لقلة الإشعاع الشمسي وانخفاض الحرارة الشديد، والحار القائظ صيفاً. وانقسام السنة إلى فترة هطل شتوية ربيعية وفترة جفاف مطلق صيفية.
يُضاف إلى ذلك بُعد الصحراء عن المؤثّرات البحرية، واختباؤها خلف السلاسل الجبلية، وتأثرها شتاء بمراكز الضغوط العالية السيبيرية وبالكتل المدارية الحارة الجافة صيفاً، ومساهمة الصحراء في تعميق دور هذه المراكز والكتل شتاء وصيفاً، وكل هذا ينجم عنه:
ـ هطل شحيح (50 ـ 100مم).
ـ رطوبة جوية متدنية (20ـ 40%).
ـ تباين حراري فصلي ويومي شديد (20 ْـ30 ْم).
ـ شذوذ حراري كبير (ـ30 ْ ـ40 ْم) شتاء و (45 ْـ50 ْم) صيفاً.
ـ تبخر فعلي وكامن عظيم (1500ـ2500 مم) ، وبالتالي توازن رطوبي خاسر جداً.
المياه
تخضع المياه كماً ونوعية لظروف الجفاف الاستثنائية، فالمجاري المائية الدائمة غير موجودة حتى عند سفوح الجبال المحيطة بالصحراء الجافة بدورها، ومن هذه الأنهار التي تجري باستحياء في الشتاء والربيع نهرا: رودي شور وتيغاب. تكثر الأودية الجافة التي تغسلها مياه الأمطار أحياناً. والبحيرات كثيرة، وجميعها تقريباً مالحة (كلورية، سولفاتية، صودية)، وأهمها بحيرة نيميك زار شرقي كيرمان Kirman، والمياه الباطنية شحيحة مملحة كالبحيرات.
النبات
يتحكم الجفاف الشديد وتأثير التركيب الفلزّي للصخور بالنباتات في الصحراء، فتسيطر فيها النباتات الجفافية xerophytes، ولكنها تأخذ مظاهر وأنواعاً عديدة؛ لتنوع القاعدة الصخرية، وهكذا تميز المجموعات النباتية الصخرية الآتية:
ـ النباتات الرملية: تنتشر حيث الرمال، وتكثر فيها الأعشاب الرعوية والكلأ؛ إضافة لأنجم وشجيرات قزمية.
ـ نبات الصحاري الطينية الحصوية عند أقدام الجبال: وهي الأغنى كمّاً ونوعاً، وأهمها الكلأ والعشب والنجيليات والشيح.
ـ نبات الصحارى المالحة الطينية والطينية الرملية: كالسبخات والخبرات والممالح، وجميعها متآلفة مع الملوحة halophytes.
ـ نباتات المياه العذبة في مجاري الأودية والأنهار: وأبرزها الحور والصفصاف والأثل.
الترب
بدائية التطور، مملحة بدرجات مختلفة ، وهنالك مساحات واسعة بلا ترب عملياً، حيث الكثبان الرملية والحمادة والرق. أفضل الترب عند سفوح الجبال؛ وهي سيرزيومية Sierozëm رمادية فاتحة قلوية تحتوي الأملاح، وفي المنخفضات؛ أغلبها مملح كالسبخات والخبرات، وفي أودية الأنهار ترب رمادية بنية بشكل محدود، ويمكن استثمارها.
الحيوان
قليل عدداً، كثير نوعاً، وتكثر الحشرات فيها، وكذلك الأفاعي والعقارب والعناكب والسحالي العادية والكبيرة، وتصادف الغزلان والأرانب والثعالب وبنات آوى والقطط المتوّحشة والفهود والذئاب والضباع والخنازير والدببة؛ إضافة للماعز والأغنام البرية. وتعيش عادة في المناطق الجبلية، والطيور كثيرة نسبياً.
شاهر جمال آغا