مترلنك (موريس)
Maeterlinck (Maurice-) - Maeterlinck (Maurice-)
مِترلِنْك (موريس ـ)
(1862 ـ 1949)
موريس مِترلِنْك Maurice Maeterlinck كاتب مسرحي وشاعر بلجيكي ولد لعائلة ثرية في غاند Gand أو غِنت Gent. درس في المدرسة اليسوعية التي وجد فيها نظاماً تربوياً قاسياً جداً، والتقى فيها الشاعرين شارل فان ليبرغ Charles van Leberghe وغرغوار لو روا Grégoire Le Roy وشارك معهما في صحيفة «بلجيكا الفتاة» La Jeune Belgique. بدأ مِترلِنْك كتابة الشعر وهو في السادسة عشرة لكن عائلته لم تشجعه وأرسلته إلى جامعة غاند لدراسة الحقوق، سافر بعد تخرجه إلى باريس لممارسة المحاماة، فالتقى بالشاعر الرمزي مالارميه[ر]. والتقى في عام 1895الممثلة ومغنية الأوبرا جورجيت لُبلان Georgette Leblanc وعاشا معاً ثلاثة وعشرين عاماً من دون زواج، لأنها لم تستطع الطلاق من زوجها الإسباني، وقد كتب لها مسرحيات عدة مثلت الأدوار الرئيسية فيها، وانتهت علاقته بها عندما التقى الممثلة رونيه داهونRenée Dahon في عام 1919 وتزوجها.
لم يبدأ مِترلِنْك بنشر مؤلفاته إلا عام 1889 حين ظهر ديوانه «الدفيئات» Serres chaudes. وعلى الرغم من أن هذا الديوان لم يثر أي ردة فعل عند ظهوره فهو يعد اليوم من أهم أعمال المدرسة الرمزية[ر] في الشعر بسبب نبرته الموجعة الخافتة التي توحي بنوع من الانتظار والقلق الدائمين. أما في الديوان الثاني «اثنتا عشرة أغنية» Douze Chansons الذي نشر مع بعض الإضافات في عام 1900 فقد أطلق العنان لخياله المملوء بالأسلبة المحببة. انصرف مِترلِنْك ما بين هذين الديوانين وبعدهما إلى المسرح الذي كتب فيه كثيراً. وكانت «الأميرة مالين» La Princesse Maleine (1889) أولى مسرحياته التي أطلقت شهرته، ثم تلتها «الدخيلة» L’ Intruse (1890) و«العميان» Les Aveugles (1891) ، و«الأميرات السبع» Les Sept Princesses (1891) ومسرحية «بِلياس ومِليساند» Pelléas et Mélisande (1892) و«العصفور الأزرق» L’ Oiseau bleu (1909) ذات الطابع السحري العذب، وعرضت عام 1908 في مسرح موسكو بإخراج ستانيسلافسكي[ر]، وهي فانتازيا رمزية موجهة للأطفال ترسم واقعاً جميلاً من مخيلة الطفولة، وقد اشتهرت بعد عرضها في لندن عام 1909.
بدأ مِترلِنْك بعد ذلك يهتم بحياة الكائنات الدقيقة مثل النحل والأزهار والنمل، لكن اهتمامه لم يكن علمياً بقدر ما كان فلسفياً؛ إذ كان يرى في هذه الكائنات صورة عن العالم الكبير، وكتب في هذا المجال مقالات مثل «كنز المسـاكين» Trésor des humbles (1896) ، «الحكمة والمصير» La Sagesse et la Destinée (1898) و«حياة النحل» La Vie des abeilles (1901) و«ذكاء الزهور» L’ Intelligence des fleurs (1907) ، «والموت» La Mort (1913) و«الضيف المجهول» L’ Hôte inconnu (1917) و«الدروب داخل الجبل» Les Sentiers dans la montagne (1919).
ولمِترلِنْك أيضاً نصوص تأخذ شكل تأملات فلسفية منها «قبل الصمت الكبير» Avant le grand silence (1934) و«ظل الأجنحة» L’ Ombre des ailes (1936) وغيرها من الأعمال التي تشي باهتمامه بلغز الموت والمسائل الميتافيزيقية. وقد أسهمت هذه النصوص في إطلاق شهرته في العالم لأسلوبها الواضح وجديتها.
تعد الأعمال المسرحية الأولى لمِترلِنْك إسهاماً قيّماً في المسرح الرمزي على الرغم من أنها لم تنجح في وقتها. وقد كشفت القراءات المعاصرة حداثتها، لأنها لم تكن مرتبطة بزمن محدد. وكان تأثيره في الشعراء والكتاب من بعده بالغاً، وهناك من يجد أن مسرحيته «العميان» كانت تحضيراً لما سيكتبه صموئيل بيكيت[ر] Samuel Beckett وهارولد بِنتر[ر] Harold Pinter لاحقاً.
نال مِترلِنْك جائزة نوبل عام 1911، وانتخب عضواً في الأكاديمية الملكية للغة والأدب. وقد كرمه الملك ألبير الأول بلقب كونت في عام 1932.
حنان قصاب حسن
Maeterlinck (Maurice-) - Maeterlinck (Maurice-)
مِترلِنْك (موريس ـ)
(1862 ـ 1949)
موريس مِترلِنْك Maurice Maeterlinck كاتب مسرحي وشاعر بلجيكي ولد لعائلة ثرية في غاند Gand أو غِنت Gent. درس في المدرسة اليسوعية التي وجد فيها نظاماً تربوياً قاسياً جداً، والتقى فيها الشاعرين شارل فان ليبرغ Charles van Leberghe وغرغوار لو روا Grégoire Le Roy وشارك معهما في صحيفة «بلجيكا الفتاة» La Jeune Belgique. بدأ مِترلِنْك كتابة الشعر وهو في السادسة عشرة لكن عائلته لم تشجعه وأرسلته إلى جامعة غاند لدراسة الحقوق، سافر بعد تخرجه إلى باريس لممارسة المحاماة، فالتقى بالشاعر الرمزي مالارميه[ر]. والتقى في عام 1895الممثلة ومغنية الأوبرا جورجيت لُبلان Georgette Leblanc وعاشا معاً ثلاثة وعشرين عاماً من دون زواج، لأنها لم تستطع الطلاق من زوجها الإسباني، وقد كتب لها مسرحيات عدة مثلت الأدوار الرئيسية فيها، وانتهت علاقته بها عندما التقى الممثلة رونيه داهونRenée Dahon في عام 1919 وتزوجها.
بدأ مِترلِنْك بعد ذلك يهتم بحياة الكائنات الدقيقة مثل النحل والأزهار والنمل، لكن اهتمامه لم يكن علمياً بقدر ما كان فلسفياً؛ إذ كان يرى في هذه الكائنات صورة عن العالم الكبير، وكتب في هذا المجال مقالات مثل «كنز المسـاكين» Trésor des humbles (1896) ، «الحكمة والمصير» La Sagesse et la Destinée (1898) و«حياة النحل» La Vie des abeilles (1901) و«ذكاء الزهور» L’ Intelligence des fleurs (1907) ، «والموت» La Mort (1913) و«الضيف المجهول» L’ Hôte inconnu (1917) و«الدروب داخل الجبل» Les Sentiers dans la montagne (1919).
ولمِترلِنْك أيضاً نصوص تأخذ شكل تأملات فلسفية منها «قبل الصمت الكبير» Avant le grand silence (1934) و«ظل الأجنحة» L’ Ombre des ailes (1936) وغيرها من الأعمال التي تشي باهتمامه بلغز الموت والمسائل الميتافيزيقية. وقد أسهمت هذه النصوص في إطلاق شهرته في العالم لأسلوبها الواضح وجديتها.
تعد الأعمال المسرحية الأولى لمِترلِنْك إسهاماً قيّماً في المسرح الرمزي على الرغم من أنها لم تنجح في وقتها. وقد كشفت القراءات المعاصرة حداثتها، لأنها لم تكن مرتبطة بزمن محدد. وكان تأثيره في الشعراء والكتاب من بعده بالغاً، وهناك من يجد أن مسرحيته «العميان» كانت تحضيراً لما سيكتبه صموئيل بيكيت[ر] Samuel Beckett وهارولد بِنتر[ر] Harold Pinter لاحقاً.
نال مِترلِنْك جائزة نوبل عام 1911، وانتخب عضواً في الأكاديمية الملكية للغة والأدب. وقد كرمه الملك ألبير الأول بلقب كونت في عام 1932.
حنان قصاب حسن