محاسن (يوسف محمد فاسي)
Abu al-Mahasen (Yusuf ibn Mohammad al-Fassi-) - Abu al-Mahasen (Yusuf ibn Mohammad al-Fassi-)
أبو المحاسن (يوسف بن محمد الفاسي)
(937 ـ 1013هـ/ 1530 ـ 1604م)
أبو المحاسن، يوسف بن ولي الله سيدي محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفاسي، ابن الجد الفهري الكناني النسب، المالقي الأندلسي الأصل، القصري الولادة والمنشأ، الفاسي اللقب والدار والوفاة.
ولد بالقصر (مدينة في الأندلس بينها وبين شلب أربع مراحل) مأوى أبيه وجده، وبه نشأ آخذاً بما يعنيه، واقفاً على قدم الجد في كل ما مده الله به عليه، وقرأ كتاب الله العزيز هنالك، وأحكم قراءته بحرف نافع ورسمه وضبطه على الشيخ سعيد علي العربي، حيث كان يتوسم فيه الخير من خلال كلام شيخه عبد الرحمن بن عباد المجذوب: «وكان رحمه الله لا يعرف الفقر (أي التصوف) ولا ما هو فيه ، فقيض الله له الشيخ عبد الرحمن بن عباد المجذوب حيث كان يطلبه ويحوم عليه ويوافيه»، وانخرط في سلك الشيخ المجذوب فصحبه ولزمه وانتسب إليه وعول في أموره كلها عليه، وجوّد القرآن على يدي الشيخ الصالح عبد الرحمن بن محمد الخباز القصري كما قرأ عليه غير ذلك من العلوم.
وبعد إقامته في بلد مولده «القصر» ارتحل مع والده إلى فاس للقراءة على مشايخها قبل سنة 960هـ ، فأدرك بها جماعة من المشايخ الأكابر، منهم الشيخ البستيني، وعبد الوهاب الزقاق، وعبد الرحمن الدكاكي.
ولم تطل إقامته بفاس وعاد إلى القصر سنة 960هـ، ثم عاد إلى فاس 962هـ، فأكمل الأخذ عمن بقي بها من المشايخ، منهم خروف التونسي، وابن جلال التلمساني، وأحمد المنجور وغيرهم، وعاد بعد ذلك إلى القصر بعلم غزير.
وبعد عودته إلى «القصر» بما تحصل عليه من العلوم والمعارف أخذ يعقد مجالس لأنواع العلوم تنافس الناس في حضورها، وانتفع به فيها الخاص والعام ، وظهرت بركته على أهل القصر وغيرهم وتخرج على يديه العديد من طلبة العلم، كل ذلك جعله يستقل في ذلك القطر برئاسة العلم والدين منفرداً بذلك إماماً منوعاً مسموعاً لدرجة أن شيخه كان يقول عنه إنه غزالي عصره.
وُصِف أبو المحاسن بأنه كان جبلاً راسخاً في الارتسام بالسنة واتباعها، تخرج على يديه رجال كبار وظهرت على يديه خوارق وكرامات عديدة، وبقي على ما تقدم بالقصر نحو إحدى عشرة سنة.
ثم انتقل إلى فاس مرة أخرى سنة 988هـ، فاستقر بها، ونزل في حومة العيون ثم انتقل في عامه ذلك إلى المخفية فسكن بها بالدار المشهورة بإزاء مسجده الذي بناه بها، وأتاه الناس على طبقاتهم علماء وعباداً وزهاداً ومريدين، وانقاد إليه الملوك وظهر بذلك مصداق قول شيخه المجذوب إنه كالملح لا يستغني عنه أحد، وبقي بفاس خمساً وعشرين سنة، وله كلام عالٍ في الحقائق وإشارات التصوف استنبطها من كتاب الله.
وقد أفرد ترجمتَه غيرُ واحد كولده محمد الذي كان عالماً مشاركاً في كثير من العلوم وله مؤلفات كثيرة منها كتابه عن والده «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن»، وأما ولده أحمد فقد ألف عنه كتابه «المنح الصوفية في الأسانيد اليوسفية»، وألف ولد حفيده محمد المهدي كتابه فيه «الجواهر الصفية من المحاسن اليوسفية»، وللسلطان سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف الحسني العلوي تأليف مستقل عن صاحب الترجمة سماه «عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجدّ».
تتلمذ على يديه عدد كبير، منهم ابنه محمد، وأخوه عبد الرحمن، وأبو عبد الله بن عزيز، وأبو الحسن بن عمران، وأبو العباس بن القاضي.
توفي ودفن بروضته الشهيرة به، وقبره إلى اليوم مزار عظيم، وهو مشهور ومعروف عند العامة والخاصة، يزورونه ويتبركون به.
أحمد أبو ضاهر
Abu al-Mahasen (Yusuf ibn Mohammad al-Fassi-) - Abu al-Mahasen (Yusuf ibn Mohammad al-Fassi-)
أبو المحاسن (يوسف بن محمد الفاسي)
(937 ـ 1013هـ/ 1530 ـ 1604م)
أبو المحاسن، يوسف بن ولي الله سيدي محمد بن يوسف بن عبد الرحمن الفاسي، ابن الجد الفهري الكناني النسب، المالقي الأندلسي الأصل، القصري الولادة والمنشأ، الفاسي اللقب والدار والوفاة.
ولد بالقصر (مدينة في الأندلس بينها وبين شلب أربع مراحل) مأوى أبيه وجده، وبه نشأ آخذاً بما يعنيه، واقفاً على قدم الجد في كل ما مده الله به عليه، وقرأ كتاب الله العزيز هنالك، وأحكم قراءته بحرف نافع ورسمه وضبطه على الشيخ سعيد علي العربي، حيث كان يتوسم فيه الخير من خلال كلام شيخه عبد الرحمن بن عباد المجذوب: «وكان رحمه الله لا يعرف الفقر (أي التصوف) ولا ما هو فيه ، فقيض الله له الشيخ عبد الرحمن بن عباد المجذوب حيث كان يطلبه ويحوم عليه ويوافيه»، وانخرط في سلك الشيخ المجذوب فصحبه ولزمه وانتسب إليه وعول في أموره كلها عليه، وجوّد القرآن على يدي الشيخ الصالح عبد الرحمن بن محمد الخباز القصري كما قرأ عليه غير ذلك من العلوم.
وبعد إقامته في بلد مولده «القصر» ارتحل مع والده إلى فاس للقراءة على مشايخها قبل سنة 960هـ ، فأدرك بها جماعة من المشايخ الأكابر، منهم الشيخ البستيني، وعبد الوهاب الزقاق، وعبد الرحمن الدكاكي.
ولم تطل إقامته بفاس وعاد إلى القصر سنة 960هـ، ثم عاد إلى فاس 962هـ، فأكمل الأخذ عمن بقي بها من المشايخ، منهم خروف التونسي، وابن جلال التلمساني، وأحمد المنجور وغيرهم، وعاد بعد ذلك إلى القصر بعلم غزير.
وبعد عودته إلى «القصر» بما تحصل عليه من العلوم والمعارف أخذ يعقد مجالس لأنواع العلوم تنافس الناس في حضورها، وانتفع به فيها الخاص والعام ، وظهرت بركته على أهل القصر وغيرهم وتخرج على يديه العديد من طلبة العلم، كل ذلك جعله يستقل في ذلك القطر برئاسة العلم والدين منفرداً بذلك إماماً منوعاً مسموعاً لدرجة أن شيخه كان يقول عنه إنه غزالي عصره.
وُصِف أبو المحاسن بأنه كان جبلاً راسخاً في الارتسام بالسنة واتباعها، تخرج على يديه رجال كبار وظهرت على يديه خوارق وكرامات عديدة، وبقي على ما تقدم بالقصر نحو إحدى عشرة سنة.
ثم انتقل إلى فاس مرة أخرى سنة 988هـ، فاستقر بها، ونزل في حومة العيون ثم انتقل في عامه ذلك إلى المخفية فسكن بها بالدار المشهورة بإزاء مسجده الذي بناه بها، وأتاه الناس على طبقاتهم علماء وعباداً وزهاداً ومريدين، وانقاد إليه الملوك وظهر بذلك مصداق قول شيخه المجذوب إنه كالملح لا يستغني عنه أحد، وبقي بفاس خمساً وعشرين سنة، وله كلام عالٍ في الحقائق وإشارات التصوف استنبطها من كتاب الله.
وقد أفرد ترجمتَه غيرُ واحد كولده محمد الذي كان عالماً مشاركاً في كثير من العلوم وله مؤلفات كثيرة منها كتابه عن والده «مرآة المحاسن من أخبار الشيخ أبي المحاسن»، وأما ولده أحمد فقد ألف عنه كتابه «المنح الصوفية في الأسانيد اليوسفية»، وألف ولد حفيده محمد المهدي كتابه فيه «الجواهر الصفية من المحاسن اليوسفية»، وللسلطان سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف الحسني العلوي تأليف مستقل عن صاحب الترجمة سماه «عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجدّ».
تتلمذ على يديه عدد كبير، منهم ابنه محمد، وأخوه عبد الرحمن، وأبو عبد الله بن عزيز، وأبو الحسن بن عمران، وأبو العباس بن القاضي.
توفي ودفن بروضته الشهيرة به، وقبره إلى اليوم مزار عظيم، وهو مشهور ومعروف عند العامة والخاصة، يزورونه ويتبركون به.
أحمد أبو ضاهر