فن التصوير . . المباديء والمنهاج الدرس الثاني عشر .
افلام الابيض والاسود مقومات ، انواع ومقاييس
تحدثنا عن كـامـيـرتـك وعن عدستك فدعنا نتحدث الآن عن ، المـادة العجيبة ، التي تؤدي الى حصول كل شيء .. !
إنه الفيلم الفوتوغرافي .
- في هذا الدرس ، تدخل الى حقل افلام التصوير الفوتوغرافي الأسود والأبيض .
وحتى لمن يصور بالألوان فقط من الضروري قراءة هذا الدرس حول أفلام الأسود والأبيض ، لأن الأفلام الملونة جميعهـا يتـم إلتقاطها بـالأسود والأبيض في حقيقة الأمر ، رغم أن هذا قد يبدو مستغربا باديء الأمر فاذا اوقعك هذا القول في حيرة و إرتباك ، فمن حسن الحظ أن الأمور ستتضح جميعها بعد الإنتهاء من هذا الدرس .
يحتوي كل فيلم على اثنتين من المقومات الأساسية :
١ - طبقة تتحسس الضوء .
۲ - قاعدة تطلي عليها الطبقة الحساسية .
الطبقة الحساسة :
تتألف الطبقة الحساسة من . حبیبات » مادة تتحسس الضوء ومعلقة في بطانة جيلاتينية والجيلاتين من الفيلم شبيـه بالجيلاتين في مادة « الجيللوء الشائعة ( Jello ) ، هذه المادة الفوتوغرافية الحساسة والمعلقة في الجيلاتين هي هالايد الفضة ( Silver halide ) إنها أحد أملاح الفضة تنتج عن مزيج الفضة مع الكلور او « البـروم » او : البـود ، ويطلق على المركب النـاتـج - كلورايد الفضة ، أو بروميد الفضة ، أو « أبوديد الفضة .
على ان حبيبات الفضة دقيقة مجهرية . وتقول التقديرات أنه في مقطع مساحته بوصة واحدة من طبقة حساسة لفيلم معتدل قد يتـواجـد ٤٠ بليـون حبيبـة من بللورات هالايد الفضة .
ولهذه البللورات ميزة خـاصة هي أنها تغير هيكليتهـا عنـدمـا تتعرض للضوء ، ولا حاجة لنا هنا إلى الطبيعة الكيميائية الدقيقة لهذا التغيير المهم هو النتيجة النهائية له ، وذلك أن هذا التغيير في الهيكليـة هـو الأساس الذي يقوم عليه التصوير الفوتوغرافي بمجمله تقريباً ، من داغيـروتايب ( daguerrotypes ) ـ القرن التاسع عشر ـ إلى أفلام اليوم بالغة السرعة .
كيف يحدث التغيير ؟
عندما تلتقط صورة ، يدخل الضـوء إلى الكـاميـرا ويصيب الطبقة الحساسة . وعندما يصيب هذا الضوء بللوري من هـالايـد الفضة ، تتغير هيكليـة البللورة وتتكتل مع بللورات أخرى وفي تلك المناطق ، حيث يسقط مقدار أكبر من الضوء على الطبقـة الحساسة فيها ، يتغير عدد أكبر من البللورات وتتكتل معاً .
أما في المناطق ، حيث يسقـط ضوء أقل ، فتتغير بللورات أقل وتتجمع معاً . وهكذا فان تفـاوت
القوى الضوئية التي تسقط على الفيلم يتمثل بالعدد المتفاوت من البللورات التي تغير هيكليتها .
في هذه المرحلة ، وبعد تعريض فيلمنا ضوئيا ، نحصل على ما يدعى - صورة كامنة . - صورة لا مرئية ـ ثم لتحويل هذه الصورة اللامرئيـة الى صورة مرثية دائمة ، علينا تظهير الفيلم . وهذه عملية سنناقشها بالتفصيل في درس لاحق .
عندما تظهر الفيلم ، فـان البللورات التي تبدلت هيكليتها تتحول كيميائيا الى تكتلات من الفضة المعدنية السوداء لتصنع الصورة السلبية أما البللورات التي لم يسقط عليهـا الضـوء وبالتالي لم تبدل هيكليتها ـ فنزال بالغسل في نهاية المطاف وبمادة كيميائية تدعى هايبو ( hypo ) وذلك خلال عملية التظهير ، مخلفة في مكانها مناطق افتح واكثر شفافية .
النتيجة صورة سلبية داكنة كثيفة ، في المناطق التي أصابها الضوء ، وفاتحة . رقيقة . في المناطق التي أصابها ضوء أقل .
- القاعدة :
على الطبقة الحساسة التي وصفناها منذ لحظات أن تُطلى على قاعدة تبقيها متماسكة . ففي زمن - الدا غيـروتـايب كانت القاعدة عبارة عن صفيحة نحاسية مطلية بالفضة واليـوم ، تصنع قاعدة معظم الأفلام من ، تراي أسيتـات السيلليلوز ، الشفـاف والمرن . الا أنه من الممكن طلي الطبقة الحساسة على أية مادة صلبـة تقـريبـاً ـ ورق وزجـاج وقماش وما إلى ذلك .
- هيكلية الطبقات الست :
المقومات الأساسية لفيلم ما هي الطبقة الحساسة والقاعـدة وتـجـد مـعـظم أفلام الأبيض والأسود الحديثة مؤلفة من ست طبقات :
١ - الغطاء : انهـا طبقـة من الجبـلاتين الصلب الذي يحمي الطبقة الحساسة .
۲ - الطبـقـة الحـسـاسـة بللورات هالايد معلقة في بطانـة جيلاتينية .
٣ - طبقة لصق سفلی ( * ) : انها طبقة من الجيلاتين الشبيه بمادة الغراء ، تُلصق الطبـقـة الحساسية بالقاعدة .
٤ ـ القاعدة : ويطلق عليها اسم الدعامة ( * ) كذلك وهي من ،تراي اسيتات السلليلوز ، عادة .
ه ـ طبقة لاصقة ثانية : وهي كطبقة اللصق السفلي ، تلصق القاعدة مع الطبقة المجاورة .
٦ - ظهر الضوء : هذا الظهر الذي يمنع خروج الضوء من الفيلم هو طبقة تحتوي صبـاغـاً داكن اللون . فعنـدمـا يتعرض الفيلم ضوئيا يعمل هذا الصباغ على منـع الضسوء من اختراق الفيلم ثم الانعكاس عائداً الى الفيلم من سـطح في طبقـة القاعدة - الدعامة ـ أو في الكاميرا ذاتها . ففي الأيام التي سبقت إدخـال ظهـر حـصـر الضوء في الأفلام ، كان الضوء المنعكس يتسبب بظهور هالات ضوئية حول الأشياء البـراقـة تقلل من حدة الوضوح في الصورة . على أن الصباغ في الظهر الذي يمنع خروج الضوء ، يذوب بالمثبت هايبو ( hypo ) أثناء التظهير حيث يصبح غير مرئي على فيلم مظهر .
ملاحظة : في العام ١٩٨٠ ظهر نوع جديد من فيلم الأسـود والأبيض انتجتـه . إلفـورد - و . اكفا يقوم على مبدأ مـخـتـلف يـدعـى تـصـويـر كروموجيني . وعلى الرغم من أن هذه الأفلام ، التي تدعى الفورد ( 1 - XP ) وأكـفـا ( XL ) ، ثنـتـج صورة سوداء وبيضاء فهي تقوم على تكنولوجيا وكيميائية الفيلم الملون بنـاء عـليـه . سوف نناقشها لاحقاً ي دروسنا حـول الألوان .
- أنواع ومقاييس الفيلم :
توجد أربعة أنواع رئيسية من الأفلام التي يحتمل أن تصادفها : فيلم الديسك ، فيلم اللفـة . فيلم الحـواف المـتقـبـة وفـيـلـم الشريحة .
فيلم الديسك :
اعندما صنع جورج ایستمان أول كـامـيـرا كـوداك صنـدوقيـة حوالي عام ۱۸۹٣ ، كانت هذه مجهـزة بفيلم ضمني على شكـل إسطوانة دائرية . كلمـا أجريت تعريضاً ضوئياً ، تتعرض للضوء بقعة دقيقة على المحيط الخارجي للاسطوانة ، وتدار الاسطوانة إلى الموقع التالي ، ثم عندما تنتهي من ، الاطارات ، جميعها على المحيط الخارجي هذا ، كان عليك أن تعيد الكاميرا الى « ایستمان كوداك ، في روتشيستر نيويورك ، حيث يزال الفيلم ويتـظـهـر ويـطبـع ويعاد تلقيم الكاميرا بفيلم ديسك آخر .
لم يبق هذا الفيلم لفترة طويلة الآن ، وسرعان ما استعيض عنه بفيلم ممكن نزعه وتغييره من قبل صاحب الكاميرا نفسه .
كوداك عادت لتتابع هذه القصة من جديد عام ۱۹۸٣ ، عندما جاءت بـالاختراع الأحـدث في عـالم الفيلم - الديسك ـ إنه فيلم جديد يشبه الجهود الأولى التي بذلها جورج ایستمان من نواح عديدة .. فيلم على شكل الكعكة . ففي الوسط ، توجد دائرة بلاستيكية تثبت الفيلم في مـكـانـه داخـل الكاميرا وحـول المحيـط الخارجي ، يوجد ١٥ إطارا ـ كل منهـا هـو عبـارة عن مستـطيـل ۸ × ۱۰ ملم - يمكن تـعـريـضـهـا ضوئياً أما حول الإطار الداخلي فتوجد خطوط رمـزيـة شبيهة بالرموز التي تجدها على معلبات الطعام في الأسواق ، وهي تسمح بتحميض آلي يجريه محمضـون
تجاريون .
إنه فيلم ديسك حديث يتم تركيبه ونزعه من الكاميرا بسهولة ومـن قبـل المـصــور الفوتوغرافي بالطبع .
تجدر الإشارة هنا إلى أن فيلم ديسك كوداك لا يتوفر بـالأسود والأبيض ، إنما بالألوان فقط وقد الحظنا سابقاً أن كاميرا الديسك كوداك مصنوعة لسوق الهواة المبتدئين في الحقيقة - ملتقطي الصورة الخاطفة ( * ) ـ من هنا نتك في أنك ستستعمـل هـذا الفيلم كثيراً . الا أنـنـا نتطرق الى الأوصاف هنا لمعلوماتك فقط .
فیلم اللفة :
فیلم ملفوف على بكرة وله ظهير ورقة حمايـة تحميه من الضوء اثناء التلقيم والنزع ، هذا ويكثر استعمال فيلم اللغة ، قيـاس ١٢٠ ، بینیات کـامیـرات ( SLR ) الكبيرة امثال - هاسيلبلاد » . ينتج فيلم ۱۲۰ سلبية بارتفاع ٦ سنم ويتفاوت مقياس السلبيـة في الابعـاد الأخـرى بنـاء على الكاميرا فهناك ثلاث بنيات أساسية شائعة الاستعمال :
٦ × ٤،٥ سنم = ١/٤ ٢ × ٧/٨ ١ بوصة .
٦ × ٦ سنم = ١/٤ ٢ × ١/٤ ٢ بوصة .
٦ × ٧ سنم = ١/٤ ٢ × ٣/٤ ٢ بوصة .
أمـا البنية التقليـديـة فهي ٦ × ٦ ، التي كانت روليفليكس ( TLR ) مسؤولة عن رواجها ، وهي متوفرة اليـوم لـكـاميـرات ( SLR ) أمثال هاسلبلاد ( 500c ) ومـامـيـا ( RB67 ) .
وحيث أن السلبية مربعة ، يصبح لهذه البنية حسنة تتمثل بعدم الحاجة إلى إدارة الكاميرا نحو الجوانب للحصول على لقطة عمودية ، ومن ناحية أخرى ، لا بد من قص قسم لا باس به من السلبيـة إذا اردت الحصول على طبعة ٨ × ١٠ أو ١١ × ١٤ .
وتجدر الاشارة كذلك الى ان فيلم اللفة ١٢٠ ينتج ١٢ إطاراً قياس ٦ × ٦ سنتم .
أما البنية الأحدث فهي ٦ × ٤،٥ سنتم التي تقتضي العـمـل بكاميرا هي اصغر كثيراً من ٦ × ٦ .
من هنا فإن الكاميرات التي تعمل بهذه البنية ، أمثال - ماميا ٤٦٥ ، وبرونيكا ( ETL ) ، وهي اصغر من قريناتها ٦ × ٦ الى حد ملحوظ والمقصود منها أن تؤمن سهولة الحمل والتنقل ككاميرا ٣٥ ملم . إضافة الى حسنـات سلبية أكبر .
أما المقصود من بنية ٦ × ٧ على كاميرات من أمثال ، مامبـا يونيفرسال بريس » و « الرابيد أوميغا ، فهو المقدرة على إجراء الرتوش وقلة التنقيط في كاميرا المنظر الواحد ( view camera ) مع سهولة الحمل والنقل اللذين تتميز بهما الكاميرات الأصغر هذا هو الحل الحالي للكاميرا الصحافية والمثير في الأمر أن كل كاميرات ال ١٢٠ المذكورة هنا هي كاميرات ( SLR ) باستثناء ، الرابيد أوميغا التي هي كاميرا محدد المجال وقد إحتفظت - السوبر أوميغا ، بمكانتها في عـالـم كـاميرات آل ( SLR ) لأنها ، ككاميرا صحافـة تتميـز بسـرعـة التـعـامـل بها وبتصنيـع صلب يقـدره فيها المصورون الصحافيون .
هذا وياتي فيلم اللفـة ٦ ستم بطولين رئيسيين : فیلم ۱۲۰ وفیلم ۲۲۰ . كلاهما يعرض ٦ سنم ، الا ان لفيلم ۲۲۰ ظهـراً ورقياً في أوله إلى آخره وبإزالة الظهر من وسط اللغة ، يصبح فیلم ۲۲۰ قادراً على لف مزيد من الفيلم على بكرة محتـلا هكذا السماكة ذاتها . من هنا ، وبينما يستطيع فيلم ١٣٠ إنتاج ۱۲ اطاراً من سلبيات ٦ × ٦ بـاللغـة الواحـدة ، يستـطيـع فیلم ۲۲۰ إنتاج ٢٤ سلبية باللغة الواحدة بينمـا يتشابهان في النواحي الأخرى .
تتميز معظم كاميرات فیلم ۱۲۰ بمقصورة ظهر فيلم ممكنة النزع للكاميرا وبامتلاك المصور لأكثر من مقصورة فيلم واحدة لهكذا كاميرا .
يكون قد أضاف مرونة إلى عمله ، من أمثال ذلك انه يستطيع وضـع فيلم أسـود وابيض في احـدى المقصورات وفيلم الوان في أخرى وبالإمكان إزالة كل مقصورة من الكاميرا رغم انه سبق لجـزء فقط من اللغة ان تعرض ضوئياً ، وذلك دون إصابة الفيلم بـالـعـطب ، ثـم يمكن تـركـيب المقصورة الأخرى وإستعمالها لبضع لقطات ثم ازالتها واعادة المقصورة الأولى لتعريض بقيـة لفتها ضوئيا .
هنالك حسنة أخرى لمقصورة الفيلم ممكنة النزع معنية بمهمة التقاط مستمر بالغ السرعة فبينما المصور يلتقط على لغة فيم واحـدة في مقـصـورة ، يكـون مساعده منهمكاً بتلقيح لغة أخرى في مقصورة أخرى وعنـدمـا تنتهي اللغة في الكاميرا يعمد المصور الى نزع المقصـورة . نتشـأ ، ، ليكبس الأخـرى في مكانها بسرعة ، حيث لا تضيع الا لحظة من الوقت بين اللقطات وفي هذه الاثناء ، يعمل مساعده على إزالة اللفة المعرضة ضوئياً واستبدالها بلفة جديدة ، حيث يمكن للعمليـة ان تبقى مستمرة دون مقاطعة .
فيلم الحواف المثقوبة :
فيلم اللفـة ذات الحـواف المـثـقـوبـة هـو نـوع الفيلم المستعمل في كاميرات ٣٥ ملم . وهو فيلم كان يصنـع للكاميرات السينمائية أساساً ، الا ان اوسكار بارتاك عدله عام ١٩١٣ ليستعمل في كاميرا جديدة صغيرة البنية صنعها بنفسه النموذج الأول لكاميرا - لايكا ، إنها بمقياس ربما نعتبره الأكثر رواجـا اليوم بين المحترفين والهواة المتقدمين واضافة الى مقياس ال ٣٥ ملم .
يتوفر فيلم الحـواف المثقوبة بمقياس ١٦ ملم كذلك للكاميرات شبه الصغيرة امـثـال مینوکس ..
يأتي فيلم ٣٥ ملم بخرطوشات معـدنيـة ذات ٢٠ أو ٢٤ او ٣٦ تعـريض ضوئي وقـد عمـدت . إلفـورد - مؤخـرا الى إنـزال تحتوي على لفـة ٧٢ تعـريض ضوئي . فقد تمكنوا من صنع هذه خرطوشة معيـاريـة المقيـاس الخرطوشة باستخدام قـاعـدة أسيتات اضافية رقيقة انه فيلم مصنوع أسـاسـا للمـصـور الفوتوغرافي الذي يستعمل لفافاً اوتوماتيكيا في كاميرته ويستطيع استهلاك لفة ٣٦ تعريض ضوئي خلال مجرد ثوان معدودات من
الالتقاط السريع .
أما فيلم اللفة ١١٠ ذو الحواف المثقوبة فمصمم لكاميرات مقياس الجيب ويتوفر في خرطوشات ۱۲ او ۲۰ تعريض ضوئي حيث بنتـج صورة سلبية بمقياس ۱۳ × ۱۷ ملم وبينما جرى تصميم كاميرا ال ١١٠ اساساً لملتقطي صور سدد وإلتقط .
تتوفر الآن بنماذج ذات عمليات اليكترونية وبصرية تجعلها ممكنة الاستعمال من قبـل هواة جادين في بعض الاحيان .
فيلم الشريحة :
يستعمل فيلم الشـريـحـة في معظم كاميرات الاستديو كبيرة البنية .
مقاييسه الأكثر شيوعاً هي ٤ × ٥ و ٥ × ۷ و ۸ × ۱۰ بوصة ويتوفر بشرائح افرادية وبعلب فيلم تحتوي كل واحـدة منها على ١٢ شريحة⏹
الدرس المقبل
المزيد عن أفلام الأبيض والأسود
وإسلوب التخزين
افلام الابيض والاسود مقومات ، انواع ومقاييس
تحدثنا عن كـامـيـرتـك وعن عدستك فدعنا نتحدث الآن عن ، المـادة العجيبة ، التي تؤدي الى حصول كل شيء .. !
إنه الفيلم الفوتوغرافي .
- في هذا الدرس ، تدخل الى حقل افلام التصوير الفوتوغرافي الأسود والأبيض .
وحتى لمن يصور بالألوان فقط من الضروري قراءة هذا الدرس حول أفلام الأسود والأبيض ، لأن الأفلام الملونة جميعهـا يتـم إلتقاطها بـالأسود والأبيض في حقيقة الأمر ، رغم أن هذا قد يبدو مستغربا باديء الأمر فاذا اوقعك هذا القول في حيرة و إرتباك ، فمن حسن الحظ أن الأمور ستتضح جميعها بعد الإنتهاء من هذا الدرس .
يحتوي كل فيلم على اثنتين من المقومات الأساسية :
١ - طبقة تتحسس الضوء .
۲ - قاعدة تطلي عليها الطبقة الحساسية .
الطبقة الحساسة :
تتألف الطبقة الحساسة من . حبیبات » مادة تتحسس الضوء ومعلقة في بطانة جيلاتينية والجيلاتين من الفيلم شبيـه بالجيلاتين في مادة « الجيللوء الشائعة ( Jello ) ، هذه المادة الفوتوغرافية الحساسة والمعلقة في الجيلاتين هي هالايد الفضة ( Silver halide ) إنها أحد أملاح الفضة تنتج عن مزيج الفضة مع الكلور او « البـروم » او : البـود ، ويطلق على المركب النـاتـج - كلورايد الفضة ، أو بروميد الفضة ، أو « أبوديد الفضة .
على ان حبيبات الفضة دقيقة مجهرية . وتقول التقديرات أنه في مقطع مساحته بوصة واحدة من طبقة حساسة لفيلم معتدل قد يتـواجـد ٤٠ بليـون حبيبـة من بللورات هالايد الفضة .
ولهذه البللورات ميزة خـاصة هي أنها تغير هيكليتهـا عنـدمـا تتعرض للضوء ، ولا حاجة لنا هنا إلى الطبيعة الكيميائية الدقيقة لهذا التغيير المهم هو النتيجة النهائية له ، وذلك أن هذا التغيير في الهيكليـة هـو الأساس الذي يقوم عليه التصوير الفوتوغرافي بمجمله تقريباً ، من داغيـروتايب ( daguerrotypes ) ـ القرن التاسع عشر ـ إلى أفلام اليوم بالغة السرعة .
كيف يحدث التغيير ؟
عندما تلتقط صورة ، يدخل الضـوء إلى الكـاميـرا ويصيب الطبقة الحساسة . وعندما يصيب هذا الضوء بللوري من هـالايـد الفضة ، تتغير هيكليـة البللورة وتتكتل مع بللورات أخرى وفي تلك المناطق ، حيث يسقط مقدار أكبر من الضوء على الطبقـة الحساسة فيها ، يتغير عدد أكبر من البللورات وتتكتل معاً .
أما في المناطق ، حيث يسقـط ضوء أقل ، فتتغير بللورات أقل وتتجمع معاً . وهكذا فان تفـاوت
القوى الضوئية التي تسقط على الفيلم يتمثل بالعدد المتفاوت من البللورات التي تغير هيكليتها .
في هذه المرحلة ، وبعد تعريض فيلمنا ضوئيا ، نحصل على ما يدعى - صورة كامنة . - صورة لا مرئية ـ ثم لتحويل هذه الصورة اللامرئيـة الى صورة مرثية دائمة ، علينا تظهير الفيلم . وهذه عملية سنناقشها بالتفصيل في درس لاحق .
عندما تظهر الفيلم ، فـان البللورات التي تبدلت هيكليتها تتحول كيميائيا الى تكتلات من الفضة المعدنية السوداء لتصنع الصورة السلبية أما البللورات التي لم يسقط عليهـا الضـوء وبالتالي لم تبدل هيكليتها ـ فنزال بالغسل في نهاية المطاف وبمادة كيميائية تدعى هايبو ( hypo ) وذلك خلال عملية التظهير ، مخلفة في مكانها مناطق افتح واكثر شفافية .
النتيجة صورة سلبية داكنة كثيفة ، في المناطق التي أصابها الضوء ، وفاتحة . رقيقة . في المناطق التي أصابها ضوء أقل .
- القاعدة :
على الطبقة الحساسة التي وصفناها منذ لحظات أن تُطلى على قاعدة تبقيها متماسكة . ففي زمن - الدا غيـروتـايب كانت القاعدة عبارة عن صفيحة نحاسية مطلية بالفضة واليـوم ، تصنع قاعدة معظم الأفلام من ، تراي أسيتـات السيلليلوز ، الشفـاف والمرن . الا أنه من الممكن طلي الطبقة الحساسة على أية مادة صلبـة تقـريبـاً ـ ورق وزجـاج وقماش وما إلى ذلك .
- هيكلية الطبقات الست :
المقومات الأساسية لفيلم ما هي الطبقة الحساسة والقاعـدة وتـجـد مـعـظم أفلام الأبيض والأسود الحديثة مؤلفة من ست طبقات :
١ - الغطاء : انهـا طبقـة من الجبـلاتين الصلب الذي يحمي الطبقة الحساسة .
۲ - الطبـقـة الحـسـاسـة بللورات هالايد معلقة في بطانـة جيلاتينية .
٣ - طبقة لصق سفلی ( * ) : انها طبقة من الجيلاتين الشبيه بمادة الغراء ، تُلصق الطبـقـة الحساسية بالقاعدة .
٤ ـ القاعدة : ويطلق عليها اسم الدعامة ( * ) كذلك وهي من ،تراي اسيتات السلليلوز ، عادة .
ه ـ طبقة لاصقة ثانية : وهي كطبقة اللصق السفلي ، تلصق القاعدة مع الطبقة المجاورة .
٦ - ظهر الضوء : هذا الظهر الذي يمنع خروج الضوء من الفيلم هو طبقة تحتوي صبـاغـاً داكن اللون . فعنـدمـا يتعرض الفيلم ضوئيا يعمل هذا الصباغ على منـع الضسوء من اختراق الفيلم ثم الانعكاس عائداً الى الفيلم من سـطح في طبقـة القاعدة - الدعامة ـ أو في الكاميرا ذاتها . ففي الأيام التي سبقت إدخـال ظهـر حـصـر الضوء في الأفلام ، كان الضوء المنعكس يتسبب بظهور هالات ضوئية حول الأشياء البـراقـة تقلل من حدة الوضوح في الصورة . على أن الصباغ في الظهر الذي يمنع خروج الضوء ، يذوب بالمثبت هايبو ( hypo ) أثناء التظهير حيث يصبح غير مرئي على فيلم مظهر .
ملاحظة : في العام ١٩٨٠ ظهر نوع جديد من فيلم الأسـود والأبيض انتجتـه . إلفـورد - و . اكفا يقوم على مبدأ مـخـتـلف يـدعـى تـصـويـر كروموجيني . وعلى الرغم من أن هذه الأفلام ، التي تدعى الفورد ( 1 - XP ) وأكـفـا ( XL ) ، ثنـتـج صورة سوداء وبيضاء فهي تقوم على تكنولوجيا وكيميائية الفيلم الملون بنـاء عـليـه . سوف نناقشها لاحقاً ي دروسنا حـول الألوان .
- أنواع ومقاييس الفيلم :
توجد أربعة أنواع رئيسية من الأفلام التي يحتمل أن تصادفها : فيلم الديسك ، فيلم اللفـة . فيلم الحـواف المـتقـبـة وفـيـلـم الشريحة .
فيلم الديسك :
اعندما صنع جورج ایستمان أول كـامـيـرا كـوداك صنـدوقيـة حوالي عام ۱۸۹٣ ، كانت هذه مجهـزة بفيلم ضمني على شكـل إسطوانة دائرية . كلمـا أجريت تعريضاً ضوئياً ، تتعرض للضوء بقعة دقيقة على المحيط الخارجي للاسطوانة ، وتدار الاسطوانة إلى الموقع التالي ، ثم عندما تنتهي من ، الاطارات ، جميعها على المحيط الخارجي هذا ، كان عليك أن تعيد الكاميرا الى « ایستمان كوداك ، في روتشيستر نيويورك ، حيث يزال الفيلم ويتـظـهـر ويـطبـع ويعاد تلقيم الكاميرا بفيلم ديسك آخر .
لم يبق هذا الفيلم لفترة طويلة الآن ، وسرعان ما استعيض عنه بفيلم ممكن نزعه وتغييره من قبل صاحب الكاميرا نفسه .
كوداك عادت لتتابع هذه القصة من جديد عام ۱۹۸٣ ، عندما جاءت بـالاختراع الأحـدث في عـالم الفيلم - الديسك ـ إنه فيلم جديد يشبه الجهود الأولى التي بذلها جورج ایستمان من نواح عديدة .. فيلم على شكل الكعكة . ففي الوسط ، توجد دائرة بلاستيكية تثبت الفيلم في مـكـانـه داخـل الكاميرا وحـول المحيـط الخارجي ، يوجد ١٥ إطارا ـ كل منهـا هـو عبـارة عن مستـطيـل ۸ × ۱۰ ملم - يمكن تـعـريـضـهـا ضوئياً أما حول الإطار الداخلي فتوجد خطوط رمـزيـة شبيهة بالرموز التي تجدها على معلبات الطعام في الأسواق ، وهي تسمح بتحميض آلي يجريه محمضـون
تجاريون .
إنه فيلم ديسك حديث يتم تركيبه ونزعه من الكاميرا بسهولة ومـن قبـل المـصــور الفوتوغرافي بالطبع .
تجدر الإشارة هنا إلى أن فيلم ديسك كوداك لا يتوفر بـالأسود والأبيض ، إنما بالألوان فقط وقد الحظنا سابقاً أن كاميرا الديسك كوداك مصنوعة لسوق الهواة المبتدئين في الحقيقة - ملتقطي الصورة الخاطفة ( * ) ـ من هنا نتك في أنك ستستعمـل هـذا الفيلم كثيراً . الا أنـنـا نتطرق الى الأوصاف هنا لمعلوماتك فقط .
فیلم اللفة :
فیلم ملفوف على بكرة وله ظهير ورقة حمايـة تحميه من الضوء اثناء التلقيم والنزع ، هذا ويكثر استعمال فيلم اللغة ، قيـاس ١٢٠ ، بینیات کـامیـرات ( SLR ) الكبيرة امثال - هاسيلبلاد » . ينتج فيلم ۱۲۰ سلبية بارتفاع ٦ سنم ويتفاوت مقياس السلبيـة في الابعـاد الأخـرى بنـاء على الكاميرا فهناك ثلاث بنيات أساسية شائعة الاستعمال :
٦ × ٤،٥ سنم = ١/٤ ٢ × ٧/٨ ١ بوصة .
٦ × ٦ سنم = ١/٤ ٢ × ١/٤ ٢ بوصة .
٦ × ٧ سنم = ١/٤ ٢ × ٣/٤ ٢ بوصة .
أمـا البنية التقليـديـة فهي ٦ × ٦ ، التي كانت روليفليكس ( TLR ) مسؤولة عن رواجها ، وهي متوفرة اليـوم لـكـاميـرات ( SLR ) أمثال هاسلبلاد ( 500c ) ومـامـيـا ( RB67 ) .
وحيث أن السلبية مربعة ، يصبح لهذه البنية حسنة تتمثل بعدم الحاجة إلى إدارة الكاميرا نحو الجوانب للحصول على لقطة عمودية ، ومن ناحية أخرى ، لا بد من قص قسم لا باس به من السلبيـة إذا اردت الحصول على طبعة ٨ × ١٠ أو ١١ × ١٤ .
وتجدر الاشارة كذلك الى ان فيلم اللفة ١٢٠ ينتج ١٢ إطاراً قياس ٦ × ٦ سنتم .
أما البنية الأحدث فهي ٦ × ٤،٥ سنتم التي تقتضي العـمـل بكاميرا هي اصغر كثيراً من ٦ × ٦ .
من هنا فإن الكاميرات التي تعمل بهذه البنية ، أمثال - ماميا ٤٦٥ ، وبرونيكا ( ETL ) ، وهي اصغر من قريناتها ٦ × ٦ الى حد ملحوظ والمقصود منها أن تؤمن سهولة الحمل والتنقل ككاميرا ٣٥ ملم . إضافة الى حسنـات سلبية أكبر .
أما المقصود من بنية ٦ × ٧ على كاميرات من أمثال ، مامبـا يونيفرسال بريس » و « الرابيد أوميغا ، فهو المقدرة على إجراء الرتوش وقلة التنقيط في كاميرا المنظر الواحد ( view camera ) مع سهولة الحمل والنقل اللذين تتميز بهما الكاميرات الأصغر هذا هو الحل الحالي للكاميرا الصحافية والمثير في الأمر أن كل كاميرات ال ١٢٠ المذكورة هنا هي كاميرات ( SLR ) باستثناء ، الرابيد أوميغا التي هي كاميرا محدد المجال وقد إحتفظت - السوبر أوميغا ، بمكانتها في عـالـم كـاميرات آل ( SLR ) لأنها ، ككاميرا صحافـة تتميـز بسـرعـة التـعـامـل بها وبتصنيـع صلب يقـدره فيها المصورون الصحافيون .
هذا وياتي فيلم اللفـة ٦ ستم بطولين رئيسيين : فیلم ۱۲۰ وفیلم ۲۲۰ . كلاهما يعرض ٦ سنم ، الا ان لفيلم ۲۲۰ ظهـراً ورقياً في أوله إلى آخره وبإزالة الظهر من وسط اللغة ، يصبح فیلم ۲۲۰ قادراً على لف مزيد من الفيلم على بكرة محتـلا هكذا السماكة ذاتها . من هنا ، وبينما يستطيع فيلم ١٣٠ إنتاج ۱۲ اطاراً من سلبيات ٦ × ٦ بـاللغـة الواحـدة ، يستـطيـع فیلم ۲۲۰ إنتاج ٢٤ سلبية باللغة الواحدة بينمـا يتشابهان في النواحي الأخرى .
تتميز معظم كاميرات فیلم ۱۲۰ بمقصورة ظهر فيلم ممكنة النزع للكاميرا وبامتلاك المصور لأكثر من مقصورة فيلم واحدة لهكذا كاميرا .
يكون قد أضاف مرونة إلى عمله ، من أمثال ذلك انه يستطيع وضـع فيلم أسـود وابيض في احـدى المقصورات وفيلم الوان في أخرى وبالإمكان إزالة كل مقصورة من الكاميرا رغم انه سبق لجـزء فقط من اللغة ان تعرض ضوئياً ، وذلك دون إصابة الفيلم بـالـعـطب ، ثـم يمكن تـركـيب المقصورة الأخرى وإستعمالها لبضع لقطات ثم ازالتها واعادة المقصورة الأولى لتعريض بقيـة لفتها ضوئيا .
هنالك حسنة أخرى لمقصورة الفيلم ممكنة النزع معنية بمهمة التقاط مستمر بالغ السرعة فبينما المصور يلتقط على لغة فيم واحـدة في مقـصـورة ، يكـون مساعده منهمكاً بتلقيح لغة أخرى في مقصورة أخرى وعنـدمـا تنتهي اللغة في الكاميرا يعمد المصور الى نزع المقصـورة . نتشـأ ، ، ليكبس الأخـرى في مكانها بسرعة ، حيث لا تضيع الا لحظة من الوقت بين اللقطات وفي هذه الاثناء ، يعمل مساعده على إزالة اللفة المعرضة ضوئياً واستبدالها بلفة جديدة ، حيث يمكن للعمليـة ان تبقى مستمرة دون مقاطعة .
فيلم الحواف المثقوبة :
فيلم اللفـة ذات الحـواف المـثـقـوبـة هـو نـوع الفيلم المستعمل في كاميرات ٣٥ ملم . وهو فيلم كان يصنـع للكاميرات السينمائية أساساً ، الا ان اوسكار بارتاك عدله عام ١٩١٣ ليستعمل في كاميرا جديدة صغيرة البنية صنعها بنفسه النموذج الأول لكاميرا - لايكا ، إنها بمقياس ربما نعتبره الأكثر رواجـا اليوم بين المحترفين والهواة المتقدمين واضافة الى مقياس ال ٣٥ ملم .
يتوفر فيلم الحـواف المثقوبة بمقياس ١٦ ملم كذلك للكاميرات شبه الصغيرة امـثـال مینوکس ..
يأتي فيلم ٣٥ ملم بخرطوشات معـدنيـة ذات ٢٠ أو ٢٤ او ٣٦ تعـريض ضوئي وقـد عمـدت . إلفـورد - مؤخـرا الى إنـزال تحتوي على لفـة ٧٢ تعـريض ضوئي . فقد تمكنوا من صنع هذه خرطوشة معيـاريـة المقيـاس الخرطوشة باستخدام قـاعـدة أسيتات اضافية رقيقة انه فيلم مصنوع أسـاسـا للمـصـور الفوتوغرافي الذي يستعمل لفافاً اوتوماتيكيا في كاميرته ويستطيع استهلاك لفة ٣٦ تعريض ضوئي خلال مجرد ثوان معدودات من
الالتقاط السريع .
أما فيلم اللفة ١١٠ ذو الحواف المثقوبة فمصمم لكاميرات مقياس الجيب ويتوفر في خرطوشات ۱۲ او ۲۰ تعريض ضوئي حيث بنتـج صورة سلبية بمقياس ۱۳ × ۱۷ ملم وبينما جرى تصميم كاميرا ال ١١٠ اساساً لملتقطي صور سدد وإلتقط .
تتوفر الآن بنماذج ذات عمليات اليكترونية وبصرية تجعلها ممكنة الاستعمال من قبـل هواة جادين في بعض الاحيان .
فيلم الشريحة :
يستعمل فيلم الشـريـحـة في معظم كاميرات الاستديو كبيرة البنية .
مقاييسه الأكثر شيوعاً هي ٤ × ٥ و ٥ × ۷ و ۸ × ۱۰ بوصة ويتوفر بشرائح افرادية وبعلب فيلم تحتوي كل واحـدة منها على ١٢ شريحة⏹
الدرس المقبل
المزيد عن أفلام الأبيض والأسود
وإسلوب التخزين
تعليق