تويت
د.عائشة الخضر لونا عامرالاتحاد العربي للثقافة
انتهيت من قراءة رواية " الحياة رواية " للفرنسي غيّوم ميسو.
في روايته " فتاة من ورق " يلجأ غيّوم ميسو إلى الخيال ليصوّب مسار الحقيقة. فقد كان الكاتب توم بويد يعاني من توابع انفصاله عن حبيبته اورور عازفة البيانو الشهيرة ، فتقوم بطلة روايته الشهيرة " ثلاثية الملائكة " بالتدخل لرأب الصدع الحاصل في علاقتهما، ليقع الكاتب في غرام بطلته الورقية.
على العكس مما حصل في " فتاة من ورق " يتدخل الكاتب في " الحياة رواية " لإنقاذ حياة بطلته الورقية.
هذه التقنية المعتمدة على إزالة الحدود الفاصلة بين الخيال والحقيقة رأيناها مجسدة في فيلم شهير لوودي آلن هو " وردة القاهرة القرمزية " .
تبدأ رواية " الحياة رواية " بخبر عن فوز الكاتبة الويلزية فلورا كونواي بجائزة فرانز كافكا الأدبية الرفيعة . تمتنع فلورا عن الذهاب لاستلام الجائزة وتنيب عنها محررتها فانتين دو فيلات. فلورا تحيط حياتها بالسرية وتمتنع عن إجراء لقاءات صحافية والرد على رسائل المعجبين ، تماماً كما تفعا إيلينا فيرانتي، حيث تريان أن الحديث يجب أن يكون عن الكتب لا عن حياة الكاتب.
لكن الأقدار تقحم الناس في حياة فلورا ، حيث تضج الصحافة بخبر اختفاء طفلتها كاري ( 3 سنوات ) داخل شقتها الواقعة في مبنى لانكستر وذلك يوم 12 نيسان 2010.
تمر ستة شهور ، تيأس خلالها فلورا من العثور على طفلتها ، فتقرر الانتحار. وهنا يتدخل رومان اوزوروسكي الكاتب الروماني ذائع الصيت لينقذ حياة فلورا.
تقاطع حياة الكاتبين سيكشف الكثير من الأسرار عن حياتيهما وسيطرح سؤالاً مهما فيما يبدو أنّه يؤرق ميسو ويتردد في أكثر من رواية ، وهو عن جدوى الكتابة والاستمرار فيها في عالم قلّ فيه عدد القراء وازداد عدد الكتب المنشورة.
رواية مشوقة كعادة روايات ميسو ، تظهر فيها ثقافته الواسعة ومعارفه عن الفن والموسيقى والكتب ، بدون استعراض لتلك المعلومات ، إذ أنّها تأتي في سياق النص ولضروراته. — مع Shiraz Khroyan.