لنتس(ياكوب ميشائيل راينهولد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتس(ياكوب ميشائيل راينهولد)

    لنتس (ياكوب ميشاييل راينهولد) Lenz (Jakob Michael Reinhold-) - Lenz (Jakob Michael Reinhold-)
    لِنْتْس (ياكوب ميشائيل راينهولد ـ)

    (1751 ـــ 1792)



    ولد الأديب الألماني ياكوب ميشائيل راينهولد لِنْتْس Jakob Michael Reinhold Lenz في بلدة زِسْڤيغن Sesswegen من منطقة ليفلاند Livland، الواقعة على ساحل بحر البلطيق، وتوفي في موسكو. كان والده قساً فدرس علم اللاهوت Theologie في جامعة كونيغزبرغ Königsberg. حيث استمع إلى محاضرات إمانويل كانت [ر]، وثابر بتحفيز منه على قراءة أعمال جان جاك روسو [ر] فترتب على ذلك أن حصر اهتمامه بالأدب وأهمل اللاهوت. عمل معلماً في بلاط أحد الأمراء حيث تلقى حوافز مهمة لدى قراءته أعمال هوميروس [ر] وهردر [ر]Herder وشكسبير [ر]، وتعرف هناك غوته[ر].

    لحق لنتس بغوته إلى بلاط فايمار، لكنه طُرد من هناك بعد ثمانية أشهر فقط، وذلك بناء على رغبة ومساعي غوته ذاته، ولم تُعرف خلفية هذا التصرف، لكن غوته تحدث في كتاب يومياته عن بلاهة لِنْتْس اللامحدودة. وكان من أمر حبه من طرف واحد لإحدى عشيقات غوته السابقات، أولريكه بريون Ulrike Brion، أن زاد من تعاسته وتمخض عنه ديوان «كتاب أغاني زيزنهايم» Sesenheimer Liederbuch.

    يعدّ لِنْتْس الممثل النموذجي لحركة «العاصفة والاندفاع» Sturm und Drang؛ فأعماله محكومة بقوة بمعايشات شخصية وخيال مستفيض ومواقف إصلاحية ناقدة للمجتمع، الأمر الذي جعله يستسلم لأكثر الأوضاع النفسية تناقضاً. انتقد في مسرحية «معلم البلاط أو فوائد التربية الخاصة» Der Hofmeister oder die Vorteile der Privaterziehung (1774) ظاهرة تعالي طبقة النُبلاء التي تمعن في إذلال معلم البلاط - المعتمد كلياً على مورد عمله والذي يراه المؤلف «عبداً في سترة رسمية» - إلى درجة تخليه عن رجولته. وقد لفتت هذه المسرحية أنظار المسرحي بريشت [ر] فأعدها للعرض في مسرحه «البرلينر أنسامبل» Das Berliner Ensemble عام 1950 فحققت نجاحاً كبيراً. أما مسرحية «الجنود» Die Soldaten فهي أيضاً نقد للمجتمع، وتتميز شخصياتها بأنها أكثر تطابقاً مع الواقع الاجتماعي الذي عرفه جيداً، إذ يحمل المجتمع بأسره ملامح مسرحية كوميدية، ولا يتأتى للصراع الدرامي الناشب بين الفرد ومجتمعه أن ينتهي إلا بإحداث قطيعة مع الأعراف الاجتماعية السائدة.

    لم تلقَ أعمال لِنْتْس أي قبول يعتد به لدى معاصريه. ولم يُجدِه نفعاً لدى مؤرخي الأدب الألماني إقدام لودڤيغ تيك Ludwig Tieck في عام 1838 على إصدار مؤلفاته في ثلاثة أجزاء. ربما أدى رفض غوته (في كتابيه الثاني عشر والرابع عشر من «شعر وحقيقة» Dichtung und Wahrheit) دوراً أساسياً في إهمال لِنْتْس وأعماله، إلا أنه صار في القرن العشرين مصدر إلهام كثير من المبدعين، وبالدرجة الأولى الكتَّاب المسرحيين فيدكيند[ر] وبريشت [ر] وكيبهارت Kipphardt.

    يبقى لِنْتْس مثالاً نموذجياً، على تعاسة المبدع وغربته المطبقة في بيئته ومجتمعه وإصابته من جراء ذلك بالعته والجنون تارة، وانفصام الشخصية تارة أخرى. وذات يوم فجراًًً وُجد لِنْتْس ميتاً في أحد شوارع موسكو.

    أحمد حيدر
يعمل...
X