كمال الشوفاني: ترجمة كتب الرحالة تسد ثغرة علمية تاريخية حساسة
2/2
المصدر:
التاريخ: 23 أبريل 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
كانت الهواية والشغف شرارتين، أشعلتا في عقل المؤرخ والباحث السوري كمال الشوفاني نفسه الميل إلى التعمق في الأبحاث التاريخية المجتمعية، وفي الآثار، ومن ثم الانكباب على ترجمة مجموعات من المؤلفات التي ألفها رحالة زاروا سوريا، خلال القرون السابقة.
ويشيد الشوفاني في حواره مع «البيان» بجهود وحرص دولة الإمارات، التي تقدم للبحاثة والكتاب والمبدعين فرصاً رائعة، من خلال اهتمامهم بما يقدمون من أعمال وتكريمهم وتحفيزهم ومنحهم الإقامات الذهبية، ورفدهم بشتى الإمكانات، التي تعزز وتغني جهودهم.
ويوضح أن تركيزه على البحث والترجمة والتفتيش في مضامين كتب الرحالة نابع من كون كتبهم، ومعها كتب علماء الآثار ومذكراتهم، تمتلك الأهمية الكبرى في كشف ما خفي على المؤرخين حول جوانب تاريخية وبحثية عديدة، وبذا فإنه وجد في ترجمة نوعيات هذه الكتب مبادرة مهمة تسد ثغرة علمية تاريخية حساسة، وتميط اللثام عن أسرار كثيرة، وحقائق ثاوية لا يزال كمال الشوفاني يواصل كشف مكنوناتها، مستفيداً من خبراته مترجماً وباحثاً وموثقاً في أدب الرحلات والتراث والآثار.
يقول كمال الشوفاني حول سر ومنبع اهتمامه بالآثار والتاريخ في سوريا: لا يمكن لك كمواطن سوري ألا تهتم بتاريخ سوريا وآثارها، إذ إنها زاخرة بالأوابد الأثرية منذ العصر الحجري، مروراً بالعصور اللاحقة، البرونزية والسامية القديمة واليونانية والرومانية والبيزنطية، وصولاً إلى الآثار الإسلامية.
ويشرح كمال الشوفاني سبب إيلائه أكبر الاهتمام لترجمة مقالات وكتب الرحالة، الذين زاروا سوريا في قرون وحقب خلت: كان لكتب الرحالة وعلماء الآثار ومذكراتهم الأهمية الكبرى في كشف ما خفي على المؤرخين حول ذلك التاريخ، وقد أسهم أمر آخر في عدم الوصول إلى كتبهم هو عدم ترجمتها إلى اللغة العربية.
فكان النص الأصلي حكراً على من يجيد لغة أولئك الرحالة والمستشرقين، وخلال أكثر من مئة عام لم يترجم لأدب الرحلات الخاص بالمنطقة سوى ثلاثة كتب لم يخل أي كتاب كُتب عن تاريخ المنطقة من الاقتباس عنها؛ عندها، وجدت أن ترجمة هذه الكتب سيقدم الكثير.
وحول اهتمام الإمارات بالتاريخ العربي وتحفيزها المؤرخين والأدباء يقول الشوفاني: إن دولة الإمارات تقدم للبحاثة والكتاب والمبدعين فرصاً رائعة، من خلال اهتمامها بما يقدمون من أعمال وتكريمهم وتحفيزهم.
وكنت أتمنى لو استطعت الوصول إلى إحدى دور النشر الإماراتية خصوصاً في كتابي قيد النشر عن وثائق بيع وشراكة الخيل عند العرب، أما جديد الإمارات في منح المبدعين أياً كانوا ومن أي بلد، الإقامة الذهبية، فهذا أعظم تكريم، وإن دل هذا فيدل على النظرة السليمة، وفهم سيرورة التاريخ البشري من خلال مبدعيه.
ويختم كمال الشوفاني الحوار متطرقاً إلى أهم وأنفع طرق حفظ تراث بلده سوريا صون تاريخها ومفرداته من الضياع: أريد أن ألفت إلى موضوع مهم، وهو نهب الآثار الذي هو، برأيي، من بين أخطر نتائج الحرب التي شهدتها سوريا، فالأمر يتعلق بتاريخ وهوية بلد، وهذا الموضوع كان شغلي الشاغل مع زملائي في جمعية العاديات قبل الحرب بسنوات عديدة.
والحل هو في خطواته الأساسية، داخلي، ويتمثل بتضافر جهود الأهالي والجهات المعنية في الكشف عن الأشخاص، الذين يعتدون على الآثار، وينبشونها ويخربونها من أجل البحث عن الكنوز،، أما خارجياً فالأمر يتعلق بالجهات الرسمية المعنية بتعزيز مبادراتها وإجراءاتها القاضية بمحاسبة هؤلاء وتطويقهم، وتعزيز التعاون مع المنظمات العالمية بالخصوص.
- 1
- 2
2/2
المصدر:
- دمشق - جمال الصايغ
التاريخ: 23 أبريل 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
كانت الهواية والشغف شرارتين، أشعلتا في عقل المؤرخ والباحث السوري كمال الشوفاني نفسه الميل إلى التعمق في الأبحاث التاريخية المجتمعية، وفي الآثار، ومن ثم الانكباب على ترجمة مجموعات من المؤلفات التي ألفها رحالة زاروا سوريا، خلال القرون السابقة.
ويشيد الشوفاني في حواره مع «البيان» بجهود وحرص دولة الإمارات، التي تقدم للبحاثة والكتاب والمبدعين فرصاً رائعة، من خلال اهتمامهم بما يقدمون من أعمال وتكريمهم وتحفيزهم ومنحهم الإقامات الذهبية، ورفدهم بشتى الإمكانات، التي تعزز وتغني جهودهم.
ويوضح أن تركيزه على البحث والترجمة والتفتيش في مضامين كتب الرحالة نابع من كون كتبهم، ومعها كتب علماء الآثار ومذكراتهم، تمتلك الأهمية الكبرى في كشف ما خفي على المؤرخين حول جوانب تاريخية وبحثية عديدة، وبذا فإنه وجد في ترجمة نوعيات هذه الكتب مبادرة مهمة تسد ثغرة علمية تاريخية حساسة، وتميط اللثام عن أسرار كثيرة، وحقائق ثاوية لا يزال كمال الشوفاني يواصل كشف مكنوناتها، مستفيداً من خبراته مترجماً وباحثاً وموثقاً في أدب الرحلات والتراث والآثار.
يقول كمال الشوفاني حول سر ومنبع اهتمامه بالآثار والتاريخ في سوريا: لا يمكن لك كمواطن سوري ألا تهتم بتاريخ سوريا وآثارها، إذ إنها زاخرة بالأوابد الأثرية منذ العصر الحجري، مروراً بالعصور اللاحقة، البرونزية والسامية القديمة واليونانية والرومانية والبيزنطية، وصولاً إلى الآثار الإسلامية.
ويشرح كمال الشوفاني سبب إيلائه أكبر الاهتمام لترجمة مقالات وكتب الرحالة، الذين زاروا سوريا في قرون وحقب خلت: كان لكتب الرحالة وعلماء الآثار ومذكراتهم الأهمية الكبرى في كشف ما خفي على المؤرخين حول ذلك التاريخ، وقد أسهم أمر آخر في عدم الوصول إلى كتبهم هو عدم ترجمتها إلى اللغة العربية.
فكان النص الأصلي حكراً على من يجيد لغة أولئك الرحالة والمستشرقين، وخلال أكثر من مئة عام لم يترجم لأدب الرحلات الخاص بالمنطقة سوى ثلاثة كتب لم يخل أي كتاب كُتب عن تاريخ المنطقة من الاقتباس عنها؛ عندها، وجدت أن ترجمة هذه الكتب سيقدم الكثير.
وحول اهتمام الإمارات بالتاريخ العربي وتحفيزها المؤرخين والأدباء يقول الشوفاني: إن دولة الإمارات تقدم للبحاثة والكتاب والمبدعين فرصاً رائعة، من خلال اهتمامها بما يقدمون من أعمال وتكريمهم وتحفيزهم.
وكنت أتمنى لو استطعت الوصول إلى إحدى دور النشر الإماراتية خصوصاً في كتابي قيد النشر عن وثائق بيع وشراكة الخيل عند العرب، أما جديد الإمارات في منح المبدعين أياً كانوا ومن أي بلد، الإقامة الذهبية، فهذا أعظم تكريم، وإن دل هذا فيدل على النظرة السليمة، وفهم سيرورة التاريخ البشري من خلال مبدعيه.
ويختم كمال الشوفاني الحوار متطرقاً إلى أهم وأنفع طرق حفظ تراث بلده سوريا صون تاريخها ومفرداته من الضياع: أريد أن ألفت إلى موضوع مهم، وهو نهب الآثار الذي هو، برأيي، من بين أخطر نتائج الحرب التي شهدتها سوريا، فالأمر يتعلق بتاريخ وهوية بلد، وهذا الموضوع كان شغلي الشاغل مع زملائي في جمعية العاديات قبل الحرب بسنوات عديدة.
والحل هو في خطواته الأساسية، داخلي، ويتمثل بتضافر جهود الأهالي والجهات المعنية في الكشف عن الأشخاص، الذين يعتدون على الآثار، وينبشونها ويخربونها من أجل البحث عن الكنوز،، أما خارجياً فالأمر يتعلق بالجهات الرسمية المعنية بتعزيز مبادراتها وإجراءاتها القاضية بمحاسبة هؤلاء وتطويقهم، وتعزيز التعاون مع المنظمات العالمية بالخصوص.