وجهت انتقادات إلى فرويد لأنه لجأ إلى أسطورة أوديب ليشرح بها التكوّنات الأولى للاوعي. تساءلت هذه الانتقادات عن السبب الذي دفع فرويد إلى اختيار هذه الأسطورة على الرغم من وجود أساطير أخرى كثيرة في ثقافات مختلفة نجد فيها القصّة ذاتها وبصورة ربما أوضح. أرادت هذه الانتقادات توجيه أصابع الاتهام إلى فرويد بالإساءة إلى التراث الغربي. على هذه الانتقادات ردّ لاكان أن ما يُميّز أوديب هو أنه "لا يعرف": لم يكن يعرف أن جوكاستا كانت أمّه، بخلاف الأساطير الأخرى. يضع لاكان هذه "اللاأعرف" في أساس اللاوعي. من هنا يُعرّف لاكان المحلِّل النفسي بـ"الذات التي من المفترض أنها تعرف". من المفترض: هذا يعني أيضاً أن المحلّل لا يعرف، ويقف مع المتحلِّل في جهة واحدة بالنسبة إلى اللاوعي. تبدأ حالة اللامعرفة بالزوال لدى البدء في التحليل النفسي، حيث يتكشف اللاوعي أمام كلا المحلِّل والمتحلِّل، وينشأ ما يسميه لاكان – بلعب على عنوان نيتشه – "العلم المرح بالهو". يحصل هذا العلم المرح بالانتقال من اللاوعي الواقعي، أي اللاوعي من دون رموز، إلى اللاوعي الرمزاني، أي اللاوعي حيث المعرفة عبارة عن تأويل للرموز.
جلال بدلة.