لبيد ربيعة عامري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لبيد ربيعة عامري

    لبيد ربيعه عامري Labid ibn Rabi’a al-Amiri - Labid ibn Rabi’a al-Amiri
    لَبِيد بن رَبِيعة العامري

    (…ـ 41هـ/… ـ 661م)



    لَبيد بن رَبيعة بن مالك بن جعفر ابن كِلاب بن ربيعة بن عامر، يُكنى أبا عقيلٍ.

    شاعر مخضرم، كان من شعراء الجاهلية وفرسانهم وأحد المُجيدين المعدودين في الجاهليَّة وصدر الإسلام، من أهل عالِيَة نَجْد. أدرك الإسلام وأسلم، وهو من الصَّحابة، ومن المؤلفة قلوبهم، كان من المعمَّرين، حتى قيل إنه بلغ خمساً وأربعين ومئة سنة، منها نحو أربعين سنةً في الإسلام، وهو من أصحاب المعلَّقات.

    قدم على الرسولr في وفد بني كلاب، فأسـلم وحسن إسلامه، ثم قدم الكوفة أيَّام عمر بن الخطَّابt فأقام بها إلى أن مات، ويقال إن وفاته كانت في خلافة معاوية، وهو القائل حين بلغ أربعين ومئة:

    ولقد سئِمتُ منَ الحَياةِ وطولِهـا

    وسؤالِ هذا النّاسِ: كيفَ لبيدُ؟

    ومن شعره في الشَّكوى من طول العمر؛ وفيه دلالة على براعته في التشـبيه قوله:

    وَلَئِن كَبِرتُ لَقَد عَمَرتُ كَأَنَّني

    غُصنٌ تُفَيِّئُــهُ الرِياحُ رَطيبُ

    وَكَذاكَ حَقّاً مَن يُعَمَّر يُبلِــهِ

    كَرُّ الزَّمـــانِ عَلَيهِ وَالتَقليبُ

    حَتّى يَعودَ مِنَ البَلاءِ كَأَنَّــهُ

    في الكَفِّ أَفوَقُ ناصِلٌ مَعصوبُ

    ُذكِرَ أنه كان يُخفي بعض شعره ثم أظهره، وفي «الأغاني» لأبي الفرج: «كان لبيد يقول الشِّعر ويقول: لا تظهروه، حتى قال: عفت الدِّيار محلّها فمقامها»، وهي معلقته المشهورة.

    من أخباره أنه مرَّ بالكوفة على مجلس بني نَهْد، وكان يتوكأ على مِحْجَنٍ له، فبعثوا إليه رسولاً يسأله عن أشعر العرب، فسأله فقال: «الملك الضلِّيل ذو القروح، فرجع فأخبرهم فقالوا: هذا امرؤ القيس، ثم رجع إليه فسأله: ثمَّ مَنْ؟ فقال له: الغلام المقتول من بني بَكْر. فرجع فأخبرهم فقالوا: هذا طَرَفَة، ثم رجع فسأله ثمَّ مَنْ؟ قال: ثم صاحب المحجن، يعني نفسه».

    وكتب عمرt إلى عامله في الكوفة: أنْ سل لبيداً والأغلبَ العجلي ما أحدثا من الشِّعر في الإسلام. فقال لبيد: قد أبدلني اللهُ بالشعر سورةَ البقرة وآل عمران، فزاد عمر في عطائه، فبلغ به ألفين.

    كان لبيد من أجواد العرب، أقسم في الجاهلية ألا تهبَّ صَبا إلا أطعم، وكان يقال لأبيه: ربيع المقترين لسخائه. قال ابن سلاَّم الجمحي في لبيد: «كان في الجاهلية خير شاعر لقومه: يمدحهم، ويرثيهم، ويَعُدّ أيَّامَهم ووقائعهم وفرسانهم»، ومن فخره بهم قوله:

    وَجَدتُ أَبي رَبيعاً لِليَتامى

    وَلِلأَضيافِ إِذ شبَّ الفَئيدُ

    وَخالي خِديَمٌ وَأَبو زُهَيـرٍ

    وَزِنباعٌ وَمَولاهُم أسـيدُ

    وَقَيسٌ رَهطُ آلِ أَبي أُسَيمٍ

    فَإِن قايَستَ فَانظُر ما تُفيدُ

    أولَئِكَ أُسرَتي فَاجمَع إِلَيهِم

    فَما في شُعبَتَيكَ لَهُم نَديدُ

    والحكمة في شعره تجري على الطَّبع من غير تكلُّف، وله فيها أبيات سائرة، كقوله:

    بَلِينَا وما تَبْلَى النُّجُـومُ الطَّوَالِعُ

    وتَبْقَى الجِبَالُ بَعْدَنا والمَصَانِعُ

    فَلاَ جَـزِعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا

    فَكُلُّ فَتًى يَوْماً به الدَّهْرُ فاجِعُ

    وما المَرْءُ إِلا كالشِّهَابِ وضَوْئِهِ

    يَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ ساطِعُ

    وما المالُ والأَهْلُونَ إِلاَّ وَدَائـعٌ

    ولا بُـدَّ يَوْماً أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ

    سبق إلى معانٍ كثيرة، ثم أُخِذَتْ عنه، وهو أول من شبَّه الأباريق بالبط، قال يذكر الخمر:

    تُضَمَّنُ بَيْضاً كالإوَزِّ ظُرُوفُها

    إِذَا أَتْأَقُوا أَعْناقَها والحَواصِلاَ

    له ديوان شعر مطبوع حققه إحسان عباس وصدر عن وزارة الإرشاد بالكويت عام 1962م. ومعلقته مشهورة في كتب المعلقات وشروحها.

    علي أبو زيد
يعمل...
X