البيت...البيوت...ذاكرة المكان
الروائيون الكنديون وبيوتهم...مقتطفات مترجمة من كتاب "كتابة البيت".
الروائية الكندية: كارول شيلدز. واحدة من أهم روائيي كندا ولسبب ما ليست في مثل شهرة أتوود وغيرها عالميا، لكنها صوت مهم في الأدب الكندي...وهناك جائزة باسمها للرواية وقدرها ١٥٠ الف دولار لكتاب كندا وامريكا.
رحلت عام 2003، عن عمر 68 بعد معاناة مع سرطان الثدي.
...
كارول شيلدز: كندية
حين كنت في الخامسة من عمري أصابني مرض الحنين إلى البيت عندما كنت في زيارة قريبة لي ولذلك كان عليهم أن يعيدوني إلى البيت قبل الموعد المحدد لنهاية زيارتي بعدة أيام. لاحقا مرضتُ بالحنين إلى البيت حين ذهبت إلى "مخيم البنات" وانتهى بي الأمر إلى "عيادة طبية" مصابة بجرح في الحنجرة، أنا مقتنعة بأنني أصبت به جراء بؤس مغادرة البيت. في المرحلة الجامعية وعلى بعد مئات الأميال من البيت، أتذكر مسلسل البكاء الذي كنت أقع فيه حتى في وسط أكثر أوقاتي بهجة. في الغرفة الخاصة بي في السكن الجامعي المخصص للنساء، كانت الستائر وشراشف السرير تحاكي تلك التي في بيتي. وكانت الأبعاد مختلفة وغير صحيحة، وكذلك الضجة التي تثيرها. ثم أتت أيام بالطبع، أصبح فيها البقاء في البيت مقيتاً، وكانت الحاجة إلى الهرب. أستطيع أن أقول أن هناك شيء من "الداروينية" فيما يخص هذه الظاهرة. غلاف أحد الكتب الذي عنوانه "معجزات مختلفة" يوضح هذا الحالة الجمالية الفضولية. وتعلمت بالتالي أن أرتّب بيتي الشخصي الدائم والمؤقت في أماكن مثل: تورنتو، وينبيغ، اوتاوا، باريس، فانكوفر.. وفي هذه البيوت جلبت ذاكرة معلمتي"مسز سيلرز" تركتُ زاوية للقراءة مضاءة بمصابيح خفيفة تبعث على الراحة، تعطي شعوراً بالرضا، تريحني حين أكون بعيدة. أحيانا وحين أعود من السفر بالطائرة، انظر السهول والأنهار والرقع الجيولوجية، ثم التقط نظرة إلى ذلك المكان في المركز حيث الزحام. لماذا من بين كل تلك الأماكن اتجه إلى هناك، ومن ترى يعيش هناك؟ ثم تأتيني الفكرة: أنا أعيش هناك. هذا بيتي. المكان الذي قدمت منه.
Book title: writing Home.
#جاكلين_سلام
#ترجمتي
الروائيون الكنديون وبيوتهم...مقتطفات مترجمة من كتاب "كتابة البيت".
الروائية الكندية: كارول شيلدز. واحدة من أهم روائيي كندا ولسبب ما ليست في مثل شهرة أتوود وغيرها عالميا، لكنها صوت مهم في الأدب الكندي...وهناك جائزة باسمها للرواية وقدرها ١٥٠ الف دولار لكتاب كندا وامريكا.
رحلت عام 2003، عن عمر 68 بعد معاناة مع سرطان الثدي.
...
كارول شيلدز: كندية
حين كنت في الخامسة من عمري أصابني مرض الحنين إلى البيت عندما كنت في زيارة قريبة لي ولذلك كان عليهم أن يعيدوني إلى البيت قبل الموعد المحدد لنهاية زيارتي بعدة أيام. لاحقا مرضتُ بالحنين إلى البيت حين ذهبت إلى "مخيم البنات" وانتهى بي الأمر إلى "عيادة طبية" مصابة بجرح في الحنجرة، أنا مقتنعة بأنني أصبت به جراء بؤس مغادرة البيت. في المرحلة الجامعية وعلى بعد مئات الأميال من البيت، أتذكر مسلسل البكاء الذي كنت أقع فيه حتى في وسط أكثر أوقاتي بهجة. في الغرفة الخاصة بي في السكن الجامعي المخصص للنساء، كانت الستائر وشراشف السرير تحاكي تلك التي في بيتي. وكانت الأبعاد مختلفة وغير صحيحة، وكذلك الضجة التي تثيرها. ثم أتت أيام بالطبع، أصبح فيها البقاء في البيت مقيتاً، وكانت الحاجة إلى الهرب. أستطيع أن أقول أن هناك شيء من "الداروينية" فيما يخص هذه الظاهرة. غلاف أحد الكتب الذي عنوانه "معجزات مختلفة" يوضح هذا الحالة الجمالية الفضولية. وتعلمت بالتالي أن أرتّب بيتي الشخصي الدائم والمؤقت في أماكن مثل: تورنتو، وينبيغ، اوتاوا، باريس، فانكوفر.. وفي هذه البيوت جلبت ذاكرة معلمتي"مسز سيلرز" تركتُ زاوية للقراءة مضاءة بمصابيح خفيفة تبعث على الراحة، تعطي شعوراً بالرضا، تريحني حين أكون بعيدة. أحيانا وحين أعود من السفر بالطائرة، انظر السهول والأنهار والرقع الجيولوجية، ثم التقط نظرة إلى ذلك المكان في المركز حيث الزحام. لماذا من بين كل تلك الأماكن اتجه إلى هناك، ومن ترى يعيش هناك؟ ثم تأتيني الفكرة: أنا أعيش هناك. هذا بيتي. المكان الذي قدمت منه.
Book title: writing Home.
#جاكلين_سلام
#ترجمتي