قبلات سينمائية
في فعل يمارسه الجميع ، في اطار الشرعية وأحيانا خارجها ويستحي عن التحدث فيه الجميع في واحدة من من مظاهر الشييزوفرينيا الانسانية العامة ، سأحاول ان اقنع نفسي باني لا اتحدث عن القُبلة كحقيقة ، لانني سأتحدث عنها كظاهرة سينمائية بغية جب الغيبة عني ممن لا يحتمل الحديث في الموضوع ، وباعتبار انني لا اتحدث عن حقيقة واقعية بل عن خيال سينمائي ، ليظل الموضوع في اطار الفن لا الحقيقة !
لابد من استهلال بسيط عن موضوعة القبلة في السينما استله من كتاب ( نجوم السينما ) للفيلسوف والمفكر والمنتج السينمائي أدجار موران يصف فيه تاثير القبلة في السينما :
( نجوم السينما هم الذين بجّلوا قبلة الفم حيث كان لها وجود في الاصل ، وأدخلوها حيث لم يكن لها وجود . والقبلة ليست فقط التقنية الأساس في ممارسة الحب وانما هي البديل السينمائي لعملية مضاجعة تمنعها الرقابة ، القبلة هي :الرمز المظفّر لدور الوجه والروح في غرام القرن العشرين ، والقبلة تتواكب مع جنس الوجه ، فالاثنان كانا مجهولين في الماضي ، وهما لايزالان الى اليوم مجهولين لدى بعض الحضارات ، ليست القبلة وحسب اكتشافا للذّّةٍ لمسيّةٍ جديدة ، بل هي تعيد الروح الى الاساطير اللاواقعية التي تماهي بين النَفَس الذي يطلع من الفم وبين الروح ، وهي ترمز الى تواصل او توحّد ٍ في الروح، اذن ليست القبلة وحسب تلك التوابل التي تزين كل فيلم غربي ، بل هي التعبير العميق عن مركب غرامي يجَنّس الروح ويضفي على الجسد بعدا مقدسا )
يُعتَقَد أن أول قبلة على الشاشة كانت ضمن فيلم عنوانه ( القبلة ). كان قد عرض في عام ١٨٩٦ وحدثت بين الممثل جون سي رايس والممثلة ماري اروين والتي دامت لمدة عشرين ثانية وانتهى بها الفيلم نهاية سعيدة وسط استعراض موسيقي مصاحب .
في السينما العربية يعتقد الناقد طارق الشناوي ، وهو باعتقادي أرصن النقاد بعد الراحل سمير فريد ، يعتقد انها حدثت عام ١٩٢٧ ضمن مشهد في فيلم (قبلة في الصحراء) للمخرج الفلسطيني المصري (ابراهيم لاما) وهي القبلة التي تبادلها بطل الفيلم ، شقيقه (بدر لاما) مع الممثلة (بدرية رأفت) .
غير ان اشهر قبل السينما المصرية هي تلك القبلة التي ظهرت في فيلم ( الوردة البيضاء ) الذي أنتج عام ١٩٣٣ وهي القبلة التي تبادلها الموسيقار محمد عبد الوهاب والنجمة الشامية (سميرة خلوصي) والتي احتج عليها الأزهر عند عرض الفيلم وقدم بلاغا للامن العام ادى الى حذف مشهدها
هناك قبلة شهيرة اخرى لم تكن في الحسبان ولا في السيناريو وهي التي حدثت في فيلم ( صراع في الوادي ) عندما اندفعت النجمة( فاتن حمامة) في قبلة طويلة غير متوقعة منها لشريكها في الفيلم (عمر الشريف) وسط ذهول المخرج والفنيين ، حيث كان المشهد في السيناريو مشهد احتضان لا اكثر ، هذه القبلة لم تذهب سدى ، حيث انتهت بعدها مباشرة بزواج النجمين .
يؤرخ اغلب نقاد السينما المصرية على ان فيلم ( ابي فوق الشجرة ) للمخرج حسين كمال كان الفيلم الاكثر إسرافا في القبلات ، حيث كان الراحل عبد الحليم حافظ يوزع القبلات يمنة ويسرة على الصبية الصغيرة حينها ميرفت امين والنجمة نادية لطفي مما اثار الكثير من النقد الجارح .
هناك قبلات في السينما العالمية. يصعب نسيانها
ففي فيلم عنوانه ( انت في الجيش ) أنتج عام ١٩٤١دامت احدى القبلات لمدة اربع دقائق تقريبا !
اما القبلة التي حدثت على شاطيءِ البحر بين النجمة (ديبورا كير) والنجم( بيرت لانكستر) في فيلم from her to eternity فهي تعد القبلة الاكثر سخونة في تاريخ السينما
ومن القبل الشهيرة ايضا ، تلك القبلة التي تبادلها بيلي كريستال مع ميج ريان ( تخيل شفتيها فقط لتحسد كريستال !) في فيلم when harry met sally
وقبلة مارلين مونرو وتوني كيرتس في الفيلم الشهير some like it hot
وقبلة إنجريد بيرجمان وهمفري بوغارد في فيلم كاسبلانكا .
ولكن تبقى القبلة الأشهر في ذاكرة المشاهدين هي تلك القبلة الموجعة التي تبادلتها النجمة فيفيان لي مع كلارك كيبل في فيلم ذهب مع الريح .
شخصيا كمشاهد لا يمكنني نسيان تلك القبلة التي وهبتها الرقيقة الانيقة اودري هيبورن للممثل جورج بييبارفي الشارع تحت المطر في فيلم افطار في تيفاني .
يبقى السؤال : هل إن قبلةًالسينما حقيقية ام مصطنعة؟
من الصعب اصطناع قبلة بين شفتين ، بل ربما يكون محالا، فإن ابتدأت تمثيلا فهي لن تلبث ان ( تسخن ) وتغدو قبلة حقيقية ساخنة ، اما عند امتناع النجمة عن التقبيل فيؤخذ المشهد من خلف الكتفين ليبدو كمشهد قبلة في حين يلتصق واقعا خد الممثل بخد الممثلة دون اشتباك الشفاه.
الممثلة الراقصة( دينا) سمعتها في لقاء تلفزيوني وهي تقول ان كل القبلات التي منحتها لزملائها الممثلين كانت حقيقية !
اما عن اسخن قبلة نالتها فكانت بحسب قولها من زميلها النجم احمد زكي ، فهو قد ( شرم ) شفتها على حد تعبيرها !
وقد سمعت السيدة لبلبة تقول في لقاء تلفزيوني ان الفنان عادل امام قد قبلها اكثر مما قبلها زوجها الحقيقي ( لم تقل اي من ازواجها ، لكنها قالت ان زوجها الاول حسن يوسف قد طلقها بسبب موافقتها على تقبيل الممثل حسين فهمي لها في احد الافلام وحين شاهدها الزوج الغيور واحس بحرارتها رمى عليها يمين الطلاق !)
اعود الى المنتج المفكر ادجار موران لاقتبس من مؤلفه الشهير
(نجوم السينما) هذه الفقرة الختامية لاهميتها في هذا الموضوع :
( في افلام هوليوود تتطابق القبلة مع التصريح بالغرام .....
وفِي تحليل لمائة واربعين فيلما صورت بين الأعوام ١٩٣٠/١٩٣٢ هناك تسعمائة وواحد واربعين مشهد تقبيل !
من الواضح ان هذه القبلة الهوليودية تستجيب لقواعد محددة بدقة ،هي ليست الاحتكاك العنيف بين شفتين ولا عملية الامتصاص المتبادل ، لكنها عبارة عن اتحاد سام ٍ ، تتوازن فيه الروحانية مع الحمى الجسدية توازنا متناسقا ،وفِي كل يوم ثَمّةَ ملايين الشفاه تعيد تلك القبلة ذاتها التي هي القربان الاول في الحب المعاصر )
من جهتي أقول ماقالته الممثلة سلوى خطاب ( ياريت يعود زمان البوس ) ، نعم ، كانت القبلات انيقة تمر بنا كأي مشهد جميل في الفيلم ، كالاغنية او الرقصة ، تمنح ذلك الاسترخاء الهاديء ، على عكس سينما هذه الايام ، حيث تشددوا على القبلات وتساهلوا بالحوارات السوقية الفجة .
( الصورة لاودري هيبورن وجورج بييبار ومن فيلم افطار في تيفاني )
سينما العالم
في فعل يمارسه الجميع ، في اطار الشرعية وأحيانا خارجها ويستحي عن التحدث فيه الجميع في واحدة من من مظاهر الشييزوفرينيا الانسانية العامة ، سأحاول ان اقنع نفسي باني لا اتحدث عن القُبلة كحقيقة ، لانني سأتحدث عنها كظاهرة سينمائية بغية جب الغيبة عني ممن لا يحتمل الحديث في الموضوع ، وباعتبار انني لا اتحدث عن حقيقة واقعية بل عن خيال سينمائي ، ليظل الموضوع في اطار الفن لا الحقيقة !
لابد من استهلال بسيط عن موضوعة القبلة في السينما استله من كتاب ( نجوم السينما ) للفيلسوف والمفكر والمنتج السينمائي أدجار موران يصف فيه تاثير القبلة في السينما :
( نجوم السينما هم الذين بجّلوا قبلة الفم حيث كان لها وجود في الاصل ، وأدخلوها حيث لم يكن لها وجود . والقبلة ليست فقط التقنية الأساس في ممارسة الحب وانما هي البديل السينمائي لعملية مضاجعة تمنعها الرقابة ، القبلة هي :الرمز المظفّر لدور الوجه والروح في غرام القرن العشرين ، والقبلة تتواكب مع جنس الوجه ، فالاثنان كانا مجهولين في الماضي ، وهما لايزالان الى اليوم مجهولين لدى بعض الحضارات ، ليست القبلة وحسب اكتشافا للذّّةٍ لمسيّةٍ جديدة ، بل هي تعيد الروح الى الاساطير اللاواقعية التي تماهي بين النَفَس الذي يطلع من الفم وبين الروح ، وهي ترمز الى تواصل او توحّد ٍ في الروح، اذن ليست القبلة وحسب تلك التوابل التي تزين كل فيلم غربي ، بل هي التعبير العميق عن مركب غرامي يجَنّس الروح ويضفي على الجسد بعدا مقدسا )
يُعتَقَد أن أول قبلة على الشاشة كانت ضمن فيلم عنوانه ( القبلة ). كان قد عرض في عام ١٨٩٦ وحدثت بين الممثل جون سي رايس والممثلة ماري اروين والتي دامت لمدة عشرين ثانية وانتهى بها الفيلم نهاية سعيدة وسط استعراض موسيقي مصاحب .
في السينما العربية يعتقد الناقد طارق الشناوي ، وهو باعتقادي أرصن النقاد بعد الراحل سمير فريد ، يعتقد انها حدثت عام ١٩٢٧ ضمن مشهد في فيلم (قبلة في الصحراء) للمخرج الفلسطيني المصري (ابراهيم لاما) وهي القبلة التي تبادلها بطل الفيلم ، شقيقه (بدر لاما) مع الممثلة (بدرية رأفت) .
غير ان اشهر قبل السينما المصرية هي تلك القبلة التي ظهرت في فيلم ( الوردة البيضاء ) الذي أنتج عام ١٩٣٣ وهي القبلة التي تبادلها الموسيقار محمد عبد الوهاب والنجمة الشامية (سميرة خلوصي) والتي احتج عليها الأزهر عند عرض الفيلم وقدم بلاغا للامن العام ادى الى حذف مشهدها
هناك قبلة شهيرة اخرى لم تكن في الحسبان ولا في السيناريو وهي التي حدثت في فيلم ( صراع في الوادي ) عندما اندفعت النجمة( فاتن حمامة) في قبلة طويلة غير متوقعة منها لشريكها في الفيلم (عمر الشريف) وسط ذهول المخرج والفنيين ، حيث كان المشهد في السيناريو مشهد احتضان لا اكثر ، هذه القبلة لم تذهب سدى ، حيث انتهت بعدها مباشرة بزواج النجمين .
يؤرخ اغلب نقاد السينما المصرية على ان فيلم ( ابي فوق الشجرة ) للمخرج حسين كمال كان الفيلم الاكثر إسرافا في القبلات ، حيث كان الراحل عبد الحليم حافظ يوزع القبلات يمنة ويسرة على الصبية الصغيرة حينها ميرفت امين والنجمة نادية لطفي مما اثار الكثير من النقد الجارح .
هناك قبلات في السينما العالمية. يصعب نسيانها
ففي فيلم عنوانه ( انت في الجيش ) أنتج عام ١٩٤١دامت احدى القبلات لمدة اربع دقائق تقريبا !
اما القبلة التي حدثت على شاطيءِ البحر بين النجمة (ديبورا كير) والنجم( بيرت لانكستر) في فيلم from her to eternity فهي تعد القبلة الاكثر سخونة في تاريخ السينما
ومن القبل الشهيرة ايضا ، تلك القبلة التي تبادلها بيلي كريستال مع ميج ريان ( تخيل شفتيها فقط لتحسد كريستال !) في فيلم when harry met sally
وقبلة مارلين مونرو وتوني كيرتس في الفيلم الشهير some like it hot
وقبلة إنجريد بيرجمان وهمفري بوغارد في فيلم كاسبلانكا .
ولكن تبقى القبلة الأشهر في ذاكرة المشاهدين هي تلك القبلة الموجعة التي تبادلتها النجمة فيفيان لي مع كلارك كيبل في فيلم ذهب مع الريح .
شخصيا كمشاهد لا يمكنني نسيان تلك القبلة التي وهبتها الرقيقة الانيقة اودري هيبورن للممثل جورج بييبارفي الشارع تحت المطر في فيلم افطار في تيفاني .
يبقى السؤال : هل إن قبلةًالسينما حقيقية ام مصطنعة؟
من الصعب اصطناع قبلة بين شفتين ، بل ربما يكون محالا، فإن ابتدأت تمثيلا فهي لن تلبث ان ( تسخن ) وتغدو قبلة حقيقية ساخنة ، اما عند امتناع النجمة عن التقبيل فيؤخذ المشهد من خلف الكتفين ليبدو كمشهد قبلة في حين يلتصق واقعا خد الممثل بخد الممثلة دون اشتباك الشفاه.
الممثلة الراقصة( دينا) سمعتها في لقاء تلفزيوني وهي تقول ان كل القبلات التي منحتها لزملائها الممثلين كانت حقيقية !
اما عن اسخن قبلة نالتها فكانت بحسب قولها من زميلها النجم احمد زكي ، فهو قد ( شرم ) شفتها على حد تعبيرها !
وقد سمعت السيدة لبلبة تقول في لقاء تلفزيوني ان الفنان عادل امام قد قبلها اكثر مما قبلها زوجها الحقيقي ( لم تقل اي من ازواجها ، لكنها قالت ان زوجها الاول حسن يوسف قد طلقها بسبب موافقتها على تقبيل الممثل حسين فهمي لها في احد الافلام وحين شاهدها الزوج الغيور واحس بحرارتها رمى عليها يمين الطلاق !)
اعود الى المنتج المفكر ادجار موران لاقتبس من مؤلفه الشهير
(نجوم السينما) هذه الفقرة الختامية لاهميتها في هذا الموضوع :
( في افلام هوليوود تتطابق القبلة مع التصريح بالغرام .....
وفِي تحليل لمائة واربعين فيلما صورت بين الأعوام ١٩٣٠/١٩٣٢ هناك تسعمائة وواحد واربعين مشهد تقبيل !
من الواضح ان هذه القبلة الهوليودية تستجيب لقواعد محددة بدقة ،هي ليست الاحتكاك العنيف بين شفتين ولا عملية الامتصاص المتبادل ، لكنها عبارة عن اتحاد سام ٍ ، تتوازن فيه الروحانية مع الحمى الجسدية توازنا متناسقا ،وفِي كل يوم ثَمّةَ ملايين الشفاه تعيد تلك القبلة ذاتها التي هي القربان الاول في الحب المعاصر )
من جهتي أقول ماقالته الممثلة سلوى خطاب ( ياريت يعود زمان البوس ) ، نعم ، كانت القبلات انيقة تمر بنا كأي مشهد جميل في الفيلم ، كالاغنية او الرقصة ، تمنح ذلك الاسترخاء الهاديء ، على عكس سينما هذه الايام ، حيث تشددوا على القبلات وتساهلوا بالحوارات السوقية الفجة .
( الصورة لاودري هيبورن وجورج بييبار ومن فيلم افطار في تيفاني )
سينما العالم