سان ـ سانس (كمي ـ)
(1835ـ1921م)
كمي سان- سانس Camille Saint- Saëns، مؤلف موسيقي، وعازف أرغن[ر] وبيانو[ر] فرنسي، ولد في باريس وتوفي في الجزائر. لم يكن قد تجاوز الثلاثة أشهر حين فقد والده، فنشأ في رعاية والدته، وخالتها التي تفرغت لتعليمه الموسيقى منذ الثالثة من عمره. أظهر سان- سانس، منذ طفولته، موهبة موسيقية خارقة ذكرت معاصريه بطفولة موتسارت[ر] Mozart، ومندلسون[ر]Mendelssohn. تابع سان- سانس دراسة البيانو والنظريات الموسيقية. وفي سن العاشرة، بدأ بتقديم سلسلة من حفلات العزف على البيانو كطفل معجزة، وقيل بأنه حفظ عن ظهر قلب سوناتات بتهوفن[ر] الاثنتين والثلاثين.
التحق سان ـ سانس بمعهد الموسيقى في باريس عام 1848 لمتابعة دراسة العزف على الأرغن مع بينوا Benoist، والتأليف الموسيقي على يدي هاليفي Halevy. شغل وظيفة عازف أرغن في كنيسة القديسة ماري، ثم انتقل إلى كنيسة المادلين، عام 1858، كعازف أرغن أيضاً.
قام سان ـ سانس في الأعوام 1861ـ1865 بتدريس العزف على البيانو في مدرسة نيدرمير Niedermeyer وأسهم، عام 1871، في تأسيس الجمعية الوطنية للموسيقى الفرنسية.
فقد سان ـ سانس خالة والدته التي تفانت في العناية به، كما انتهى زواجه، عام 1875، إثر وفاة ولديه، نهاية مأساوية. وقد تحسنت أحواله المادية بعد حصوله على ميراث ضخم، عام 1877، جعلت حياته أكثر يسراً، فتفرغ للتأليف والصحافة.
انتُخب سان ـ سانس، عام 1881، عضواً في المجمع الفرنسي الموسيقي. ومع ازدياد شهرته عالمياً، وانتشار أعماله في فرنسا وخارجها، تدفق عليه سيل من الألقاب والأوسمة، منها: دكتوراه فخرية من جامعتي أكسفورد وكمبردج، عام 1893، ووسام برتبة فارس في فرنسا (1913). وتتالت الدعوات لحفلات تكريمه، وظل يجول في رحلات موسيقية متوالية في أوربا، والولايات المتحدة، وجنوبي أمريكا، والهند الصينية، وشمالي أفريقيا حتى نهاية حياته.
ألف سان ـ سانس موسيقاه دون انقطاع منذ السادسة من عمره. واتصفت أعماله بسهولة وسلاسة تدعوان للدهشة، وتطرق لمختلف مجالات الإبداع الموسيقي.
تحتل مؤلفاته في موسيقى الحجرة، للآلات الإفرادية موقع الصدارة، وقد أنتج أعمالاً كثيرة مختلفة الصيغ الموسيقية لا تخرج عن المألوف صيغت بدقة لتظهر قدرات العازف ولاسيما في صيغ السوناتا[ر] والحوارية[ر] (الكونشرتو) Concerto والقطع الإفرادية للآلات الموسيقية.
كما ألف بعض القصائد السمفونية، من أشهرها الثالثة، و12أوبرا لم تحظ أية منها على شهرة سوى أوبراه »شمشون ودليلة«، إضافة إلى عشر حواريات خمس منها للبيانو من أشهرها الثانية، وثلاث للكمان من أشهرها الثالثة، واثنتين للتشيلو [ر. الكمان]، وبعض القطع للبيانو وللأرغن، ومتتالية Suiteجزائرية للأوركسترا، وقطع مختلفة من الموسيقى الدينية، إلا أنها بعيدة كل البعد عن روحانية العبادة.
وموسيقى سان ـ سانس، عامة، ذات نهج محسوب، وبنية في غاية الوضوح، وعقلانية مفرطة في تقدم اللحن وتطوره باعتماد الحد الأدنى من الإمكانات الأوركسترالية. ويبقى الإلهام، في بعض مؤلفاته، مفتقراً لملامح التعبير العاطفي. وقلما تنطلق قريحته بعفوية في أعماله الكبيرة، لكنها تنبثق بحيوية معبرة في قطعه الموسيقية الخفيفة والقصيرة مثل «رقصة الأموات»، و«كرنفال الحيوانات»، و«مقدمة، وروندو نَزَوي» Introduction et Rondo Capriccioso. وأدى افتقاره لحس النقد الذاتي إلى عدم شيوع بعض مؤلفاته.
كان سان ـ سانس يؤكد أن فن الموسيقى يكمن في الشكل. وأدت ردود فعله الرافضة للمبالغات الرومنسية إلى تشبثه القوي بالأشكال والمعايير الأكاديمية، وحثِّ معاصريه على استعادة مزايا وفضائل كلاسيكية أسلافه في الدقة والوضوح والاتزان والأناقة، فقام بجمع أعمال رامو[ر]Rameau وترتيبها وطباعتها لتبقى قدوة لأجيال موسيقيي المستقبل. وقد أدى ثراؤه وشهرته وغروره وسوء طباعه وقسوة نقده إلى تكاثر الأعداء من حوله، الأمر الذي زاد من قسوة الحكم على قيمة نتاجه، وأهمية موقعه في تاريخ الموسيقى الفرنسية.
واهي سفريان
(1835ـ1921م)
كمي سان- سانس Camille Saint- Saëns، مؤلف موسيقي، وعازف أرغن[ر] وبيانو[ر] فرنسي، ولد في باريس وتوفي في الجزائر. لم يكن قد تجاوز الثلاثة أشهر حين فقد والده، فنشأ في رعاية والدته، وخالتها التي تفرغت لتعليمه الموسيقى منذ الثالثة من عمره. أظهر سان- سانس، منذ طفولته، موهبة موسيقية خارقة ذكرت معاصريه بطفولة موتسارت[ر] Mozart، ومندلسون[ر]Mendelssohn. تابع سان- سانس دراسة البيانو والنظريات الموسيقية. وفي سن العاشرة، بدأ بتقديم سلسلة من حفلات العزف على البيانو كطفل معجزة، وقيل بأنه حفظ عن ظهر قلب سوناتات بتهوفن[ر] الاثنتين والثلاثين.
التحق سان ـ سانس بمعهد الموسيقى في باريس عام 1848 لمتابعة دراسة العزف على الأرغن مع بينوا Benoist، والتأليف الموسيقي على يدي هاليفي Halevy. شغل وظيفة عازف أرغن في كنيسة القديسة ماري، ثم انتقل إلى كنيسة المادلين، عام 1858، كعازف أرغن أيضاً.
قام سان ـ سانس في الأعوام 1861ـ1865 بتدريس العزف على البيانو في مدرسة نيدرمير Niedermeyer وأسهم، عام 1871، في تأسيس الجمعية الوطنية للموسيقى الفرنسية.
فقد سان ـ سانس خالة والدته التي تفانت في العناية به، كما انتهى زواجه، عام 1875، إثر وفاة ولديه، نهاية مأساوية. وقد تحسنت أحواله المادية بعد حصوله على ميراث ضخم، عام 1877، جعلت حياته أكثر يسراً، فتفرغ للتأليف والصحافة.
انتُخب سان ـ سانس، عام 1881، عضواً في المجمع الفرنسي الموسيقي. ومع ازدياد شهرته عالمياً، وانتشار أعماله في فرنسا وخارجها، تدفق عليه سيل من الألقاب والأوسمة، منها: دكتوراه فخرية من جامعتي أكسفورد وكمبردج، عام 1893، ووسام برتبة فارس في فرنسا (1913). وتتالت الدعوات لحفلات تكريمه، وظل يجول في رحلات موسيقية متوالية في أوربا، والولايات المتحدة، وجنوبي أمريكا، والهند الصينية، وشمالي أفريقيا حتى نهاية حياته.
ألف سان ـ سانس موسيقاه دون انقطاع منذ السادسة من عمره. واتصفت أعماله بسهولة وسلاسة تدعوان للدهشة، وتطرق لمختلف مجالات الإبداع الموسيقي.
تحتل مؤلفاته في موسيقى الحجرة، للآلات الإفرادية موقع الصدارة، وقد أنتج أعمالاً كثيرة مختلفة الصيغ الموسيقية لا تخرج عن المألوف صيغت بدقة لتظهر قدرات العازف ولاسيما في صيغ السوناتا[ر] والحوارية[ر] (الكونشرتو) Concerto والقطع الإفرادية للآلات الموسيقية.
كما ألف بعض القصائد السمفونية، من أشهرها الثالثة، و12أوبرا لم تحظ أية منها على شهرة سوى أوبراه »شمشون ودليلة«، إضافة إلى عشر حواريات خمس منها للبيانو من أشهرها الثانية، وثلاث للكمان من أشهرها الثالثة، واثنتين للتشيلو [ر. الكمان]، وبعض القطع للبيانو وللأرغن، ومتتالية Suiteجزائرية للأوركسترا، وقطع مختلفة من الموسيقى الدينية، إلا أنها بعيدة كل البعد عن روحانية العبادة.
وموسيقى سان ـ سانس، عامة، ذات نهج محسوب، وبنية في غاية الوضوح، وعقلانية مفرطة في تقدم اللحن وتطوره باعتماد الحد الأدنى من الإمكانات الأوركسترالية. ويبقى الإلهام، في بعض مؤلفاته، مفتقراً لملامح التعبير العاطفي. وقلما تنطلق قريحته بعفوية في أعماله الكبيرة، لكنها تنبثق بحيوية معبرة في قطعه الموسيقية الخفيفة والقصيرة مثل «رقصة الأموات»، و«كرنفال الحيوانات»، و«مقدمة، وروندو نَزَوي» Introduction et Rondo Capriccioso. وأدى افتقاره لحس النقد الذاتي إلى عدم شيوع بعض مؤلفاته.
كان سان ـ سانس يؤكد أن فن الموسيقى يكمن في الشكل. وأدت ردود فعله الرافضة للمبالغات الرومنسية إلى تشبثه القوي بالأشكال والمعايير الأكاديمية، وحثِّ معاصريه على استعادة مزايا وفضائل كلاسيكية أسلافه في الدقة والوضوح والاتزان والأناقة، فقام بجمع أعمال رامو[ر]Rameau وترتيبها وطباعتها لتبقى قدوة لأجيال موسيقيي المستقبل. وقد أدى ثراؤه وشهرته وغروره وسوء طباعه وقسوة نقده إلى تكاثر الأعداء من حوله، الأمر الذي زاد من قسوة الحكم على قيمة نتاجه، وأهمية موقعه في تاريخ الموسيقى الفرنسية.
واهي سفريان