ابولونيوس رودسي Apollonius Rhodius /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابولونيوس رودسي Apollonius Rhodius /







    ابولونيوس رودسي

    Apollonius Rhodius / Apollonius of Rhodes - Apollonios de Rhodes

    أبولونيوس الرودسي(نحو 295ق.م- نحو230ق.م)

    أبولونيوس الرودسي Apollonius Rhodius شاعر وباحث اسكندري ولد في الاسكندرية ومات فيها. يعود لقبه الرودسي إلى تقاعده عن الحياة العامة ولجوئه إلى جزيرة رودس إثر خلاف حاد بينه وبين أستاذه كاليماخوس Callimachus- أبرز شعراء العصر الهليني وباحثيه-على طبيعة الملحمة التقليدية الطويلة، زاده سوءاً كون الأستاذ من مرتبة أدنى من مرتبة التلميذ في مكتبة الاسكندرية التي كان أبولونيوس مديراً لها. وعلى الرغم من انتصار كاليماخوس وانسحاب أبولونيوس إلى جزيرة رودس فإن الغلبة في نهاية المطاف كانت لشعراء الملحمة التقليدية الطويلة على خصومهم من أنصار القصيدة القصيرة. وهكذا عاد أبولونيوس إلى مصر ليغدو قيماً على مكتبة الاسكندرية بين عامي 260-247ق.م ولتصبح ملحمته «أرغونوتيكا» Argonautica (قصة بحارة السفينة أرغو) رائعة عصرها بعد أن قام بتنقيحها وتشذيبها في أثناء اغترابه في رودس.
    تتألف رائعة أبولونيوس من أربعة كتب يصف الأول والثاني منها رحلة جيسون (ياسون) Jason إلى البحر الأسود على متن السفينة أرغو Argo بصحبة خمسين من أشجع أبطال اليونان بغرض الحصول على الجزة الذهبية المعلقة على شجرة بلوط مقدسة في الأرض الهمجية لكولخيس Colchis. ويتناول الكتاب الثالث منها حصوله على هذه الجزة بمعونة ميديا ابنة ملك كولخيس التي فرت معه عائدة إلى بلاد اليونان في رحلة صعبة وشاقة وطويلة عن طريق نهر الدانوب وبحر الأدرياتيك والبحر المتوسط وصفها الكتاب الرابع والأخير بدقة وإسهاب.
    كان أبولونيوس أول شاعر ملحمي يقسم ملحمته إلى كتب؛ وملحمته هي الملحمة الوحيدة التي ترقى في مداها وموضوعها إلى المقارنة بملحمتي هوميروس [ر]، ولذا كانت بحق الملحمة العظيمة للحقبة الاسكندرية. تقع أبيات الملحمة التي نظمت على البحر السداسي التفعيلة في 5834 بيتاً، قدّم فيها أبولونيوس أسطورة آرغو المشهورة على نحو ممتع ومفيد، كفله تبحره في العبادات والعادات والآثار وشروحه الخبيرة للأسماء التي عاد فيها إلى أمهات كتب الثقات التي تشير إليها حواشيه. وربما كان من أبرز عوامل السحر الذي انطوت عليه أن عاطفة الحب قد تسنمت فيها مكانة بارزة، إذ ليس هناك من شاعر يوناني، خلا سافو Sappho، استطاع تصوير يقظة الحب في قلب امرأة شابة، ومتابعة تطوره النفسي عن كثب كما فعل أبولونيوس الذي اتسم تصويره بالحيوية والروعة والسحر والصدق في آن معاً.
    لقد كان أبولونيوس سيد من يصف الظلال، ويجدّد في التشبيهات، ويرسم المشاهد المتألقة، ويشير إلى المفارقات الدقيقة في نفوس شخصياته وحياتها. وعلى الرغم من ذلك فإن ملحمته لم تخل من بعض العيوب التي ربما كان من أبرزها افتقارها إلى الوحدة البنيوية والتشخيص المحكم: فكثيراً ما ينحدر السرد فيها إلى مقاطع مفككة لا روح فيها، وجيسون بطلها المركزي يبدو بطلاً غير ملهم، يفتقر إلى الحيوية، وتعوزه طاقة القائد البطولي الجدير بملحمة كهذه.
    ويبدو أن سر نجاح هذه الملحمة في عصرها، وما تلاه من عصور، يعود إلى قدرة أبولونيوس على التنقيح المصقول للغة هوميروس ليصف بها عالماً جديداً مفعماً بالعاطفة الرومنسية - الأمر الذي كفل له تقديراً واسعاً في الحقبة الإمبراطورية، وتأثيراً ملهماً في فيرجيل vergilius [ر] صاحب «الإنيادة».
    والحقيقة أن ثمة أصداء واضحة لملحمته في «الفردوس المفقود» Paradise Lost لميلتون [ر] وفي «حياة جيسون وموته» The Life and Death of Jason لويليام موريس William Morris ولكن هذه الأصداء غدت خافتة ومحدودة في الأدب الحديث، وهومصير لا تستحقه ولا يستحقه صاحبها الذي كتب قصائد كثيرة على طريقة عصره. وعدداً لا بأس به من المؤلفات تناول فيها أرخيلوخوس، وأنتيماخوس، وهِزيودوس [ر] وغيرهم.

    عبد النبي اصطيف



يعمل...
X