ستال (مدام دي ـ)
(1766 ـ 1817)
كانت الأديبة والناقدة جيرمين نيكرGermaine Necker، التي عُرفت بمدام دي ستال Madame de Staël، ابنة مصرفي سويسري صار وزيراً للمالية في عهد لويس السادس عشر، وأكثر المقربين إليه. نشأت في باريس وتميزت بذكاء استقطب أنظار رواد المنتدى الأدبي الذي كانت تديره والدتها في العاصمة الفرنسية، وكانت بدورها مولعة بالأدب والفلسفة. كانت بروتستنتيية المذهب. اقترنت عام 1786 بالبارون السويدي إريك دي ستال ـ هولشتاين Baron Erik de Staël- Holstein الذي كان سفيراً للسويد في فرنسا آنذاك وأنجبت ثلاثة أطفال، وبعد وفاته تزوجت من ضابط سويسري شاب. كان هاجسها البحث عن سعادة مفقودة، صعبة المنال.
تُعد مدام دي ستال من أدباء ما سمي بحقبة ما قبل الرومنسية أو الإبداعية[ر]préromantisme. وظهرت ميولها الإبداعية في مقالة «حول تأثير الأهـواء في سـعادة الأفـراد والشعوب» (1796) De l’influence des passions sur le bonheur des individus et des nations، وأكد هذه الميول كتابها «حول علاقة الأدب بالمؤسسات الاجتماعية»(1800) De la littérature considérée dans ses rapports avec les institutions sociales . أما روايتها «دلفين» (1802) Delphine فكانت دفاعاً عن شريعة القلب في وجه المجتمع وأحكامه المسبقة.
أرادت مدام دي ستال، في عهد الثورة، أن تسهم بدور سياسي، وطمحت في أن تكون إلهاماً للسياسيين وعلى رأسهم نابليون بونابرت، الذي رأت فيه رجل الثورة، إلا أن هذا الأخير لم يتأثر بهذه الأديبة التي لم تكن على جانب من الجمال، كما لم تثر بلاغتها وحماسها السياسي اهتمامه، بل حقد عليها لتدخلها، وازداد حقده عندما ارتبطت عاطفياً بالكاتب الفرنسي بنجمان كونستان[ر]Benjamin Constant الذي كان يقف في صفوف المعارضة. وتلقت دي ستال عام 1803 أمراً بالابتعاد عن باريس ووضعت تحت المراقبة، الأمر الذي لم تصدقه، إذ اعتقدت أنه بإمكانها، وهي التي تنادي بالديمقراطية وتطوير الفكر وتآلف الأحزاب، أن تقنع الامبراطور بأفكارها، فجاءت حساباتها خاطئة، ونسيت أن إقامتها في باريس اقتضت تقديم تعهدات وتنازلات، وأصبحت في وضع بائس جداً شبيه، كما وصفته، بوضع من يستجدي الحياة في موطن ترعرع فيه وتألق. فاتجهت إلى الخارج، وسافرت إلى ألمانيا حيث التقت غوته[ر] وشيلر[ر] وأطلعها شليغل[ر] على الأدب الألماني. وبعد رحلة إلى إيطاليا عام 1804 كتبت روايتها الجديدة «كورين»(1807) Corinne وأرادت أن تكون بطلتها شبيهة بها.
عادت مدام دي ستال إلى ألمانيا وكتبت أشهر أعمالها «عن ألمانيا» De L’Allemagne. وكان الكتاب على وشك الصدور عام 1810 عندما أمر نابليون بإتلافه، ومع ذلك صدر في لندن عام 1813 وفي باريس عام 1814. وعند عودة الأسرة المالكة إلى العرش La Restauration سُمح لها بالعودة إلى باريس وبإقامة منتدى أدبي. أما كتابها «عشر سنوات في المنفى» (1818) Dix années d’exil الذي صدر بعد وفاتها، فتصف فيه ثورة إيطاليا في سبيل الاستقلال وصحوة ألمانيا ووقوف روسيا في وجه الغزاة.
أثرت دي ستال في الرأي العام وفي الأوساط الأدبية والسياسية وسعت إلى تطوير الأجناس الأدبية، إلا أنه يؤخذ عليها السطحية إذ كانت تلم بأشياء كثيرة دون التعمق فيها. توفيت نتيجة سكتة دماغية في باريس.
حنان المالكي
(1766 ـ 1817)
كانت الأديبة والناقدة جيرمين نيكرGermaine Necker، التي عُرفت بمدام دي ستال Madame de Staël، ابنة مصرفي سويسري صار وزيراً للمالية في عهد لويس السادس عشر، وأكثر المقربين إليه. نشأت في باريس وتميزت بذكاء استقطب أنظار رواد المنتدى الأدبي الذي كانت تديره والدتها في العاصمة الفرنسية، وكانت بدورها مولعة بالأدب والفلسفة. كانت بروتستنتيية المذهب. اقترنت عام 1786 بالبارون السويدي إريك دي ستال ـ هولشتاين Baron Erik de Staël- Holstein الذي كان سفيراً للسويد في فرنسا آنذاك وأنجبت ثلاثة أطفال، وبعد وفاته تزوجت من ضابط سويسري شاب. كان هاجسها البحث عن سعادة مفقودة، صعبة المنال.
تُعد مدام دي ستال من أدباء ما سمي بحقبة ما قبل الرومنسية أو الإبداعية[ر]préromantisme. وظهرت ميولها الإبداعية في مقالة «حول تأثير الأهـواء في سـعادة الأفـراد والشعوب» (1796) De l’influence des passions sur le bonheur des individus et des nations، وأكد هذه الميول كتابها «حول علاقة الأدب بالمؤسسات الاجتماعية»(1800) De la littérature considérée dans ses rapports avec les institutions sociales . أما روايتها «دلفين» (1802) Delphine فكانت دفاعاً عن شريعة القلب في وجه المجتمع وأحكامه المسبقة.
أرادت مدام دي ستال، في عهد الثورة، أن تسهم بدور سياسي، وطمحت في أن تكون إلهاماً للسياسيين وعلى رأسهم نابليون بونابرت، الذي رأت فيه رجل الثورة، إلا أن هذا الأخير لم يتأثر بهذه الأديبة التي لم تكن على جانب من الجمال، كما لم تثر بلاغتها وحماسها السياسي اهتمامه، بل حقد عليها لتدخلها، وازداد حقده عندما ارتبطت عاطفياً بالكاتب الفرنسي بنجمان كونستان[ر]Benjamin Constant الذي كان يقف في صفوف المعارضة. وتلقت دي ستال عام 1803 أمراً بالابتعاد عن باريس ووضعت تحت المراقبة، الأمر الذي لم تصدقه، إذ اعتقدت أنه بإمكانها، وهي التي تنادي بالديمقراطية وتطوير الفكر وتآلف الأحزاب، أن تقنع الامبراطور بأفكارها، فجاءت حساباتها خاطئة، ونسيت أن إقامتها في باريس اقتضت تقديم تعهدات وتنازلات، وأصبحت في وضع بائس جداً شبيه، كما وصفته، بوضع من يستجدي الحياة في موطن ترعرع فيه وتألق. فاتجهت إلى الخارج، وسافرت إلى ألمانيا حيث التقت غوته[ر] وشيلر[ر] وأطلعها شليغل[ر] على الأدب الألماني. وبعد رحلة إلى إيطاليا عام 1804 كتبت روايتها الجديدة «كورين»(1807) Corinne وأرادت أن تكون بطلتها شبيهة بها.
عادت مدام دي ستال إلى ألمانيا وكتبت أشهر أعمالها «عن ألمانيا» De L’Allemagne. وكان الكتاب على وشك الصدور عام 1810 عندما أمر نابليون بإتلافه، ومع ذلك صدر في لندن عام 1813 وفي باريس عام 1814. وعند عودة الأسرة المالكة إلى العرش La Restauration سُمح لها بالعودة إلى باريس وبإقامة منتدى أدبي. أما كتابها «عشر سنوات في المنفى» (1818) Dix années d’exil الذي صدر بعد وفاتها، فتصف فيه ثورة إيطاليا في سبيل الاستقلال وصحوة ألمانيا ووقوف روسيا في وجه الغزاة.
أثرت دي ستال في الرأي العام وفي الأوساط الأدبية والسياسية وسعت إلى تطوير الأجناس الأدبية، إلا أنه يؤخذ عليها السطحية إذ كانت تلم بأشياء كثيرة دون التعمق فيها. توفيت نتيجة سكتة دماغية في باريس.
حنان المالكي