عبيد (احمد)
’Ubayd (Ahmad-) - ’Ubayd (Ahmad-)
عبيد (أحمد ـ)
(1311ـ 1409هـ/1893ـ 1989م)
أحمد بن محمد حسن بن يوسف عبيد، باحث محقق عالم بالمخطوطات والكتب، له شعر. من أهالي دمشق، ولد بها، ونشأ يتيم الأب في كفالة أمه وأخيه الكبير، وتعلم في المدرسة السلطانية المعروفة بمكتب عنبر، وهي الثانوية الوحيدة ببلده آنذاك. شغف بالأدب، وأكب على قراءة كتبه، وشجعه على ذلك أستاذه محمد خير الطباع مؤسس الكلية العلمية الوطنية بدمشق، وشغف بالشعر منذ صغره، وأحب الكتب.
ولما نشأ أرادت له أسرته أن يكون طبيباً، واختار أن يكون ورّاقاً(ينشر الكتب ويطبعها) وكان له ما أراد، وأسس وشقيقيه حمدي ومحمد توفيق المكتبة العربية التي اشتهرت بدمشق وغيرها، وترجع نواتها إلى عام 1908، فجلب إليها مطبوعات مصر وتركيا، كما اهتم بالمخطوطات، وتعمقت تجربته فيها، فكان من أبرز الخبراء بالكتب والمراجع والمصادر والخطّيات في الوطن العربي.
نشر أحمد عبيد في المكتبة العربية نفائس كتب التراث العربي، وتميّز في منشوراته بالإشراف عليها إشراف العالم الغيور فيما يضعه بين أيدي الناس. فكانت كتبه التي يصدرها كأنها من تحقيقه، وكانت مكتبته من أوائل دور النشر الجادة التي خدمت الكتاب. كما كانت محفلاً لملتقى رجال العلم والفكر والأدب.
وشعر بحاجة دمشق للمجلات المفيدة، فأنشأ مجلة «أنفس النفائس» لكنها تعثرت، ولم تعمر طويلاً.
شارك أحمد عبيد في تأسيس المسرح السوري الحديث، فأنشأ عام 1907 أول فرقة مسرحية مع بعض أصدقائه، قدمت عروضاً في داره أولاً، ثم في مسرح القوتلي بالسنجقدار، ثم في مسرح قصر البللور في باب توما. وكتب مقالات في النقد المسرحي والأدبي في زمن كانت تفتقر فيه سورية لمثل هذه الكتابات.
ومن آثاره التي بقيت إلى اليوم التقويم العربي الذي بدأ إصداره عام 1919. شاركت فيه بعد ذلك المكتبة الهاشمية، فصار يسمى التقويم العربي الهاشمي. واعتمد هذا التقويم تدوين مواقيت العبادات منذ ذلك الحين. وقد جعل منه رسالة، إذ طبع خلف أوراقه فوائد أدبية وعلمية وأخلاقية، يطالعها الناس كل يوم، ولقيت رواجاً وانتشاراً.
اعتكف آخر عمره في بيته، لا يلقى الناس إلا قليلاً حتى وافاه الأجل.
بلغت أعماله أكثر من خمسة وثلاثين كتاباً، فمن مؤلفاته «مشاهير شعراء العصر في الأقطار العربية الثلاثة مصر وسورية والعراق»، و«شعراء مصر»، و«طرائف الحكمة» جزآن، و«الأمثال الدارجة»، و«ذكرى الشاعرين: شاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء أحمد شوقي»، و«دراسات ومراثٍ ومقارنات» جمعها ورتبها، و«في سبيل الأخلاق»، و«المسائل الشرعية في الأحكام الفقهية»، و«كلمات المنفلوطي» جمع وترتيب، وحقق «تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر» اختصار عبد القادر بدران، و«روضة المحبين ونزهة المشتاقين» لابن قيم الجوزية، و«طبقات الحنابلة» لأبي يعلى الفراء، و«الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب»، و«نزهة العمر في التفضيل بين البِيض والسُّمر»، و«الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا»، و«الأرج في تحقيق الفرج» وهذه الأربعة للسيوطي، و«سحر البلاغة وسر البراعة» للثعالبي، و«فتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري»، و«سيرة عمر بن عبد العزيز» رواية مالك بن أنس، لابن عبد الحكم، و«الحكم العطائية والمناجاة الإلهية»، و«المحاورات المدرسية» لمحمد أبي الخير الطباع، و«المراح في المزاح» لبدر الدين الغزي. وله ديوان «في سبيل الأخلاق» تناول فيه أغراض الحكمة وحب الوطن والدعوة للوحدة والتماسك وتأييد الحق ضد الباطل، ومنه قوله:
ألا إنَّ حقاً لم تؤيده قوة
فذلك في شرع السياسة باطلُ
فلا تنبسط كفاك للحق طالباً
إذا لم تُفجَّر من يديك القنابلُ
وقوله:
تخلّ عن الشر واعمل لما
يعود بخير إذا ما رحلتا
وَهَبْك بلغت السماء علاءً
وأدركت كل الذي قد أمِلتَا
أليس قصارى الحياة انقطاعاً
وأنك تجزى بما قد عملتا؟!
نزار أباظه
’Ubayd (Ahmad-) - ’Ubayd (Ahmad-)
عبيد (أحمد ـ)
(1311ـ 1409هـ/1893ـ 1989م)
أحمد بن محمد حسن بن يوسف عبيد، باحث محقق عالم بالمخطوطات والكتب، له شعر. من أهالي دمشق، ولد بها، ونشأ يتيم الأب في كفالة أمه وأخيه الكبير، وتعلم في المدرسة السلطانية المعروفة بمكتب عنبر، وهي الثانوية الوحيدة ببلده آنذاك. شغف بالأدب، وأكب على قراءة كتبه، وشجعه على ذلك أستاذه محمد خير الطباع مؤسس الكلية العلمية الوطنية بدمشق، وشغف بالشعر منذ صغره، وأحب الكتب.
ولما نشأ أرادت له أسرته أن يكون طبيباً، واختار أن يكون ورّاقاً(ينشر الكتب ويطبعها) وكان له ما أراد، وأسس وشقيقيه حمدي ومحمد توفيق المكتبة العربية التي اشتهرت بدمشق وغيرها، وترجع نواتها إلى عام 1908، فجلب إليها مطبوعات مصر وتركيا، كما اهتم بالمخطوطات، وتعمقت تجربته فيها، فكان من أبرز الخبراء بالكتب والمراجع والمصادر والخطّيات في الوطن العربي.
نشر أحمد عبيد في المكتبة العربية نفائس كتب التراث العربي، وتميّز في منشوراته بالإشراف عليها إشراف العالم الغيور فيما يضعه بين أيدي الناس. فكانت كتبه التي يصدرها كأنها من تحقيقه، وكانت مكتبته من أوائل دور النشر الجادة التي خدمت الكتاب. كما كانت محفلاً لملتقى رجال العلم والفكر والأدب.
وشعر بحاجة دمشق للمجلات المفيدة، فأنشأ مجلة «أنفس النفائس» لكنها تعثرت، ولم تعمر طويلاً.
شارك أحمد عبيد في تأسيس المسرح السوري الحديث، فأنشأ عام 1907 أول فرقة مسرحية مع بعض أصدقائه، قدمت عروضاً في داره أولاً، ثم في مسرح القوتلي بالسنجقدار، ثم في مسرح قصر البللور في باب توما. وكتب مقالات في النقد المسرحي والأدبي في زمن كانت تفتقر فيه سورية لمثل هذه الكتابات.
ومن آثاره التي بقيت إلى اليوم التقويم العربي الذي بدأ إصداره عام 1919. شاركت فيه بعد ذلك المكتبة الهاشمية، فصار يسمى التقويم العربي الهاشمي. واعتمد هذا التقويم تدوين مواقيت العبادات منذ ذلك الحين. وقد جعل منه رسالة، إذ طبع خلف أوراقه فوائد أدبية وعلمية وأخلاقية، يطالعها الناس كل يوم، ولقيت رواجاً وانتشاراً.
اعتكف آخر عمره في بيته، لا يلقى الناس إلا قليلاً حتى وافاه الأجل.
بلغت أعماله أكثر من خمسة وثلاثين كتاباً، فمن مؤلفاته «مشاهير شعراء العصر في الأقطار العربية الثلاثة مصر وسورية والعراق»، و«شعراء مصر»، و«طرائف الحكمة» جزآن، و«الأمثال الدارجة»، و«ذكرى الشاعرين: شاعر النيل حافظ إبراهيم وأمير الشعراء أحمد شوقي»، و«دراسات ومراثٍ ومقارنات» جمعها ورتبها، و«في سبيل الأخلاق»، و«المسائل الشرعية في الأحكام الفقهية»، و«كلمات المنفلوطي» جمع وترتيب، وحقق «تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر» اختصار عبد القادر بدران، و«روضة المحبين ونزهة المشتاقين» لابن قيم الجوزية، و«طبقات الحنابلة» لأبي يعلى الفراء، و«الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب»، و«نزهة العمر في التفضيل بين البِيض والسُّمر»، و«الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا»، و«الأرج في تحقيق الفرج» وهذه الأربعة للسيوطي، و«سحر البلاغة وسر البراعة» للثعالبي، و«فتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري»، و«سيرة عمر بن عبد العزيز» رواية مالك بن أنس، لابن عبد الحكم، و«الحكم العطائية والمناجاة الإلهية»، و«المحاورات المدرسية» لمحمد أبي الخير الطباع، و«المراح في المزاح» لبدر الدين الغزي. وله ديوان «في سبيل الأخلاق» تناول فيه أغراض الحكمة وحب الوطن والدعوة للوحدة والتماسك وتأييد الحق ضد الباطل، ومنه قوله:
ألا إنَّ حقاً لم تؤيده قوة
فذلك في شرع السياسة باطلُ
فلا تنبسط كفاك للحق طالباً
إذا لم تُفجَّر من يديك القنابلُ
وقوله:
تخلّ عن الشر واعمل لما
يعود بخير إذا ما رحلتا
وَهَبْك بلغت السماء علاءً
وأدركت كل الذي قد أمِلتَا
أليس قصارى الحياة انقطاعاً
وأنك تجزى بما قد عملتا؟!
نزار أباظه