ميراث الريح

الريح

كان من حسن حظي ان ارى هذا الفيلم الذي بثه تلفزيون العراق لمرتين خلال النصف الاول من السبعينات في مبادرة جريئة للتلفزيون لا اعرف دوافعها حينها !
ومن محاسن الصدف ايضا ان تكون مشاهدتي للفيلم عند المرة الاولى من خلال تلفزيون مقهى شعبي برفقة صديق اكبر مني سنا وكان طالب أدب إنكليزي من المولعين بالسينما فأعطاني مفاتيحا ً أعانتني على التمتع برؤيته للمرة الثانية ( اين انت الان يا صديقي رزاق ابراهيم الذي لم اره منذ اربعين عاما !)
اغلب احداث الفيلم تدور في قاعة محكمة (تذكر أجواءه بأجواء الفيلم العظيم الاخر اثنا عشر رجلا غاضبا ) وهي عن مدرس احياء يدرس نظرية التطور لداروين في ثانوية مدينة حاكمها من المتدينين المتشددين والمدعي العام فيها قس مبشر يسعى للترشح للانتخابات البلدية فيستخدم القضية لاستمالة الجماهير اليه كمدافع عن الفضيلة
ويحدث ان لهذا المدرس علاقة حب بابنة الحاكم الطالبة وفِي الفيلم ثمة صحفي وجودي يقف الى جانب المدرس ويوظف له محام متردد
كانت حوارات المدرس كما أتذكرها زاخرة بالسخرية من الإنجيل الذي يستخدمه المدعي العام كلائحة دفاع ضد داروين .
المحلفون الانتهازيون الخائفون من المبشر يقررون ادانة المدرس بالسجن لكن القاضي يرى ضرورة الحكم بالغرامة لأسباب عامة يذكرها
يرفض المدرس دفع الغرامة لعدم امتلاكه قيمتها
الفيلم الذي انتج عام ١٩٦٠ تحت عنوان (ميراث الريح ) كان عن قصة حقيقية جرت في احد الولايات الامريكية في العشرينات .
كنت ابحث عن مصير الممثل الساخر ديك يورك احد نجوم الفيلم لاكتشف رحيله بالانتفاخ الرئوي عام ١٩٩٠ وهو الامر الذي ذكرني بهذا الفيلم المهم في تاريخ السينما والذي كان من بطولة سبنسر تريسي وفريدريك مارش وجين كيلي

سينما العالم