ماياكوڤسكي (ڤـلاديمير ـ)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماياكوڤسكي (ڤـلاديمير ـ)

    ماياكوفسكي (فلاديمير)

    Mayakovsky (Vladimir-) - Maïakovski (Vladimir-)

    ماياكوڤسكي (ڤـلاديمير ـ)
    (1893 ـ 1930)

    ڤـلاديمير ڤلاديميروڤيتش ماياكوڤسكي Vladimir Vladimirovich Maiakovski شاعر ومسرحي وناشر روسي سوڤييتي مهم. ولد في مدينة بغدادي Bagdadi في جورجيا، وتوفي في العاصمة موسكو. كان والده يشتغل في تشجير الغابات، وقد نشأ الشاعر في جو أسري برجوازي ديمقراطي. وعندما انتقلت عائلته إلى مدينة كوتايسي Kutaissi عام 1902 دخل إحدى مدارسها، وقرأ في وقت مبكر المؤلفات الثورية المتداولة حينذاك وشارك في مظاهرات ثورة 1905، ثم انتقل بعد وفاة والده إلى موسكو وانتسب إلى حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي، وعمل داعية له؛ فاعتقل وسجن ثلاث مرات، ونظم أولى قصائده في السجن. انقطع ماياكوڤسكي عن العمل الحزبي عام 1910 والتحق بمعهد موسكو للرسم والنحت والعمارة. ونشر في عام 1913 بعض قصائده في المجموعة الشعرية المستقبلية التي أسهم فيها عدة شعراء وصدرت بعنوان «صفعة على خد الذوق العام» Poshtshotshina obshtshes tvennomu vkusu، ولكن سرعان ما شعر ماياكوڤسكي بضرورة تجاوز الجماليات الشكلية البحتة في الحركة المستقبلية [ر] Futurism. وفي العام نفسه كتب الشاعر مأساة وضع لها اسمه عنواناً «ڤـلاديمير ماياكوڤسكي» وعرضت بعد بضعة شهور، وأصدر عام 1915 قصيدته المطولة الشهيرة «غيمة في سروال» Oblako v shtanach التي عدّها «عملاً برنامجياً»، وأتبعها في عام 1916 بقصيدة «الحرب والعالم» Voina i mir، فتبين من هذه الأعمال تبلور موقف فكري واضح عند الشاعر رفض به العلاقات السائدة وهاجم التناقض بين سلوك البشر وبين المفاهيم الأخلاقية في المجتمع الرأسمالي وأدان الحرب الامبريالية.
    شارك ماياكوڤسكي بفعالية لافتة في ثورة أكتوبر عام 1917، وألقى في إحدى لقاءات البحارة الحاشدة قصيدته الشهيرة «مسيرة اليسار» Levy marsh (1918). وبمناسبة العيد الأول للثورة أخرج مايرخولد [ر] أشهر مسرحيات ماياكوڤسكي «ميستيريا بوف» Misteria- buff في مسرح الدراما الموسيقية في مدينة بيتروغراد (بطرسبورغ) Petrograd. وفي عام 1921 عُرضت الصيغة الثانية المعدلة في موسكو، مع صدور قصيدته «150.000.000» k1500000000 التي عالج فيها الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية مقتبساً بعض عناصر الشعر الشعبي ولاسيما على صعيد التشبيهات وأساليب السخرية، والأوزان الإيقاعية.
    انهمك ماياكوڤسكي بين عامي 1919- 1922 في العمل الدعائي الثوري على صعيد الفنون، مستخدماً الملصقات posters، فيما سمي آنذاك بالنوافذ الإخبارية للتعليق شعراً على مجريات الأحداث الراهنة، فأنتج وحده نحو ثلاثة آلاف ملصق على كل منها بيتان شعريان تعليقاً. وعاد بعد هذا الانغماس إلى نظم القصائد المطولة، فنشر في عام 1922 قصيدة «أنا أحب» Liubliu، ثم «عن ذلك» Pro eto (1923) وكلتاهما تتسمان بطابع السيرة الذاتية، لكنهما تعالجان مسألة في غاية الحساسية في سياق الثورة: إلى أي مدى تتطابق السعادة الشخصية للفرد مع متطلبات الحاضر الراهن؟ في عصر عادت فيه البيروقراطية البغيضة إلى الواجهة متلازمة مع ضيق أفق مزعج، على الرغم من المنجزات التاريخية التي حققتها الثورة في سنوات قليلة. ورأى أن الحب الذي كان لابد أن يزدهر قد فقد بريقه ومعناه، لكن الشاعر لم ييأس، بل مازالت رؤى المستقبل المشرق عنده مفعمة بالأمل بانتعاش حب صافٍ يفيض على البشر سعادة وهناء.
    أسهم ماياكوڤسكي في عام 1923 مع مجموعة من الأدباء في تأسيس «جبهة الفن اليسارية» Lef، وشارك في تحرير المجلة التي حملت التسمية نفسها، ثم في مجلة «جبهة الفن اليسارية الجديدة» Novy lef، وألَّف مع زميله في الجبهة بريك O.Brik مسرحيتين دعائيتين كان لهما كبير الأثر في تلك المرحلة، وهما «راديو أكتوبر» Radio-Oktjabr (1926)، و«موسكو تلتهب» Moskwa gorit (1930). وعلى أثر وفاة لينين [ر] أنهى ماياكوڤسكي ملحمته التي كان قد بدأها قبل سنوات ومنحها عنواناً: «ڤـلاديمير إيليتش لينين» Waldimir Iljitsh Lenin (1924) التي تسرد وتعالج تاريخ الثورة وشخصية لينين القيادية على الصعيدين العملي والنظري. ويرى النقاد أنها أفضل ما كُتب حول لينين والثورة وأحلام المستقبل.
    قام ماياكوڤسكي برحلات عدة إلى الغرب زار فيها بعض الدول الأوربية ووصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأصدر في عام 1926 عمله النثري الوحيد حول تجاربه وانطباعاته في العالم الرأسمالي بعنوان «اكتشافي أمريكا» Mojo otkrytije Ameriki، استخدم فيه أسلوبه الساخر كما في مسرحياته. وأصدر في العام التالي مؤلفه النظري النقدي في الشعر بعنوان «كيف يُنظم الشعر؟» Kak delat stichi? (1926). وبمناسبة مرور عقد كامل على الثورة السوڤييتية صدر له عام 1927 حلقة أناشيد تغنى فيها بما حققه إنسان العهد الجديد بروح الثورة، وكان عنوانها «جيد وجميل!» Khorosho!. أما الظلال الرمادية الكئيبة للثورة، أي البيروقراطية والفساد والدُغمائية وضيق الأفق فقد تناولها ماياكوڤسكي في مجموعة من المسرحيات الساخرة واللاذعة في نقدها وتعريتها الواقع المشين، مثل «البقة» Klop (1928) و«البانيو» (حوض الاستحمام) Banja (1929)، وقد حملت هاتان المسرحيتان سمات معاناته شاعراً وثورياً في أثناء تلك السنوات، مما ينبئ أيضاً بالحصار البيروقراطي الذي ضُرب حوله وأدى إلى انتحاره قبل أن يكمل آخر قصائده التي نُشرت بعد وفاته بعنوان «بأعلى صوت» W wes golos (1930).
    نبيل الحفار ، رضوان قضماني
يعمل...
X