ليوبولد اول Leopold I - Léopold Ier
ليوبولد الأول
(1790ـ 1865)
ليوبولد الأول Leopold I، ملك بلجيكي من أصل ألماني، ولد في كوبورغ Coburg. وهو الابن الثالث للأمير فرانسوا François أمير ساكس كوبورغ Saxe-Coburg. التحق بالجيش الروسي عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، وشارك في الحرب ضد نابليون بونابرت [ر] سنة 1816. كان ذا ثقافة واسعة وذكاء نافذ مكناه من التغلب على جميع المشكلات التي واجهها. تزوج وريثة العرش الإنكليزي الأميرة شارلوت Charlotte سنة 1816 طمعاً بالتاج الإنكليزي، غير أنها توفيت في العام التالي، لكنه استمر مقيماً في إنكلترا لدن شقيقته والدة فيكتوريا Victoria التي أصبحت ملكة على بريطانيا فيما بعد، وفي عام 1830 عُرض عليه التاج اليوناني فلم يقبل به، لأن الشعب اليوناني رفضه ملكاً، بيد أن البلجيكيين اختاروه ملكاً على بلجيكا سنة 1831 بعد استقلال بلجيكا عن هولندا، وطرد الجنود الهولنديين منها في أعقاب مؤتمر لندن بمعاونة فرنسا وبريطانيا، واستمر في منصبه طوال حياته.
طبع ليوبولد سياسة بلجيكا بطابعه الخاص المتميز بنزعته المحافظة وميله الشديد نحو التفرد بالسلطة بعيداً عن سيطرة القوى الأخرى، ومع ذلك فقد جسّد الوحدة البلجيكية وأيقظ في وجدان رعاياه جذوة الحس الوطني ونظَّم العملية الانتخابية وفق قانون أصدره؛ سهَّل فيه حق التصويت ليشمل أعداداً كبيرة من رعاياه. ومن جهة أخرى، عمل على تأسيس البنك القومي كخطوة كان لها نتائج واضحة في النهوض باقتصاد البلاد. ومع أن سنوات حكمه تميزت بالصراع الدائم مع معارضيه من أتباع الحزبين الرئيسيين في بلجيكا (حزب الأحرار والحزب الكاثوليكي) بسبب تدخله المتكرر في الشؤون والقضايا ذات الطابع الإداري التي كان المعارضون يعتقدون أنها ليست من ضمن صلاحياته، غير أنه كان ناجحاً في استقطاب ألمع الوجوه من كلا الحزبين، ومكنَّه هؤلاء على الدوام من تشكيل حكومة ائتلاف وطني قادت البلاد بنجاح.
أما على الصعيد الخارجي فقد لاقت سياسته المتوازنة كثيراً من النجاح تجاه فرنسا وبريطانيا اللتين حظي بتأييدهما وأمنّتا له الحماية الكافية ضد الهولنديين عشية الاستقلال، وبالوقت ذاته ربطته علاقات حميدة مع روسيا والنمسا من خلال سياسته المهادنة ودبلوماسيته التي عُرف بها. وفي عام 1832 تزوج الملك ليوبولد من الأميرة لويز Louise ابنة الملك الفرنسي لويس فيليب L.Philippe. وحاول أن يجعل من أفراد أسرة ساكس - كوبورغ العريقة أمراء وملوك فوق العروش الأوربية بعمليات المصاهرة فيما بينها. وعلى العموم تمتعت بلجيكا في أيام حكمه بالاستقرار داخلياً وخارجياً على مختلف الصعد. فكان بحق ملكاً دستورياً نموذجياً سهر على مصالح مملكته وجنّبها كثيراً من المصاعب، ومكّنها من النهوض بالأعباء الاقتصادية بإبرام المعاهدات التجارية الناجحة. وكان الحزن والأسف عليه بادياً على الجميع حينما وافته المنية في ليكين Laeken في كانون الأول/ديسمبر.
غطاس نعمة
ليوبولد الأول
(1790ـ 1865)
ليوبولد الأول Leopold I، ملك بلجيكي من أصل ألماني، ولد في كوبورغ Coburg. وهو الابن الثالث للأمير فرانسوا François أمير ساكس كوبورغ Saxe-Coburg. التحق بالجيش الروسي عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، وشارك في الحرب ضد نابليون بونابرت [ر] سنة 1816. كان ذا ثقافة واسعة وذكاء نافذ مكناه من التغلب على جميع المشكلات التي واجهها. تزوج وريثة العرش الإنكليزي الأميرة شارلوت Charlotte سنة 1816 طمعاً بالتاج الإنكليزي، غير أنها توفيت في العام التالي، لكنه استمر مقيماً في إنكلترا لدن شقيقته والدة فيكتوريا Victoria التي أصبحت ملكة على بريطانيا فيما بعد، وفي عام 1830 عُرض عليه التاج اليوناني فلم يقبل به، لأن الشعب اليوناني رفضه ملكاً، بيد أن البلجيكيين اختاروه ملكاً على بلجيكا سنة 1831 بعد استقلال بلجيكا عن هولندا، وطرد الجنود الهولنديين منها في أعقاب مؤتمر لندن بمعاونة فرنسا وبريطانيا، واستمر في منصبه طوال حياته.
طبع ليوبولد سياسة بلجيكا بطابعه الخاص المتميز بنزعته المحافظة وميله الشديد نحو التفرد بالسلطة بعيداً عن سيطرة القوى الأخرى، ومع ذلك فقد جسّد الوحدة البلجيكية وأيقظ في وجدان رعاياه جذوة الحس الوطني ونظَّم العملية الانتخابية وفق قانون أصدره؛ سهَّل فيه حق التصويت ليشمل أعداداً كبيرة من رعاياه. ومن جهة أخرى، عمل على تأسيس البنك القومي كخطوة كان لها نتائج واضحة في النهوض باقتصاد البلاد. ومع أن سنوات حكمه تميزت بالصراع الدائم مع معارضيه من أتباع الحزبين الرئيسيين في بلجيكا (حزب الأحرار والحزب الكاثوليكي) بسبب تدخله المتكرر في الشؤون والقضايا ذات الطابع الإداري التي كان المعارضون يعتقدون أنها ليست من ضمن صلاحياته، غير أنه كان ناجحاً في استقطاب ألمع الوجوه من كلا الحزبين، ومكنَّه هؤلاء على الدوام من تشكيل حكومة ائتلاف وطني قادت البلاد بنجاح.
أما على الصعيد الخارجي فقد لاقت سياسته المتوازنة كثيراً من النجاح تجاه فرنسا وبريطانيا اللتين حظي بتأييدهما وأمنّتا له الحماية الكافية ضد الهولنديين عشية الاستقلال، وبالوقت ذاته ربطته علاقات حميدة مع روسيا والنمسا من خلال سياسته المهادنة ودبلوماسيته التي عُرف بها. وفي عام 1832 تزوج الملك ليوبولد من الأميرة لويز Louise ابنة الملك الفرنسي لويس فيليب L.Philippe. وحاول أن يجعل من أفراد أسرة ساكس - كوبورغ العريقة أمراء وملوك فوق العروش الأوربية بعمليات المصاهرة فيما بينها. وعلى العموم تمتعت بلجيكا في أيام حكمه بالاستقرار داخلياً وخارجياً على مختلف الصعد. فكان بحق ملكاً دستورياً نموذجياً سهر على مصالح مملكته وجنّبها كثيراً من المصاعب، ومكّنها من النهوض بالأعباء الاقتصادية بإبرام المعاهدات التجارية الناجحة. وكان الحزن والأسف عليه بادياً على الجميع حينما وافته المنية في ليكين Laeken في كانون الأول/ديسمبر.
غطاس نعمة