لش (جي لورنس) Lush (Jay Lawrence-) - Lush (Jay Lawrence-)
لَشّ (جي لورنس ـ)
(1896ـ 1982)
وُلد جي لورنس لَشّْ Jay Lawrence Lush في مدينة شامبو Shambaugh بولاية آيوا Iowa الأمريكية، وانتقل مع عائلته إلى ولاية كَنساس، وعمره 11 عاماً. وكان يعتز بأن أسرته - على الرغم من قلّة مواردها - كانت تمتلك دوماً كتباً كثيرة للقراءة. ومن جامعة ولاية كَنساس Kansas State University حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في عامي 1916 و1918؛ على التوالي. وفي عام 1922 حصل على الدكتوراه في الوراثة من جامعة وِسكنسن Wisconsin، وتزوج عام 1923.
عُيِّن في عام 1921 عضواً في محطّة التجارب الزراعية في جامعة تكساس A&M، وظلّ فيها حتى عام 1930، وفي السنة ذاتها انتقل إلى عضوية الهيئة التدريسية في جامعة ولاية آيوا، وظل فيها حتى إحالته على التقاعد في عام 1966. استمع في شيكاغو في عام 1931 إلى مقرر «الوراثة الإحصائية» statistical genetics للعالم الكبير سيوال رايت [ر] Sewall Wright، وصرّح بأن الأسابيع العشرة التي قضاها فيها كانت من أفضل الفترات المثمرة في حياته. وفي تلك المدة استفاد لَشّ أيضاً من دراسات العالم ر. فيشر [ر] R.Fisher، وكان متميّزاً في دمج نتائج أعمال رايت وفيشر معاً في تحسين الحيوان.
سافر إلى عدد كبير من البلدان، وعقد حلقات تعليمية وبحثية في كثير منها، ومن ثم كان له دور مهم في التغييرات التي حدثت في بحوث تربية الحيوان animal breeding ونتائجها فيها في مناطق كثيرة من العالم.
حصل لَشّ في حياته على عدد كبير من الجوائز التقديرية لمساهماته المتميزة في علوم الحيوان، منها:
* زمالة المجلس الوطني للبحوث في الدنمارك عام 1934.
* جائزة موريسون Morrison Award من الجمعية الأمريكية لعلم الحيوانAmerican Society of Animal Science (ASAS) عام 1946.
* جائزة بوردن Borden Award عام 1958 لبحوثه الممتازة في إنتاج الألبان.
* «ميدالية» فون ناسوزيوس Von Nathusius Medal عام 1960 من الجمعية الألمانية لتربية الحيوان.
* جائزة تربية الحيوان والوراثة عام 1965 من الجمعية الأمريكية لعلم الحيوان.
* في عام 1967 أصبح عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Science.
* وحصل في العام ذاته على جائزة الخدمة المتميزة من الجمعية الأمريكية لعلوم الألبان American Dairy Science Association (ADSA).
* في عام 1969 قلّده رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الميدالية الوطنية للعلوم National Medal of Science.
ومن جهة أخرى، شغل لش مناصب سكرتير الجمعية الأمريكية لعلوم الحيوان ونائب رئيسها ورئيسها، وهي جمعية علمية ذات سمعة عالمية متميزة. كما حصل على عدد من الدرجات الفخرية كما يأتي:
* دكتوراه في الزراعة من الكلية الملكية السويدية للزراعة في أبسالا Upsala ودكتوراه في الزراعة من جامعة غيسن Giessen الألمانية في عام 1957.
* دكتوراه في الزراعة من الكلية الملكية الدنماركية للبيطرة والزراعة في عام 1958.
* دكتوراه في القانون من جامعة ولاية ميتشيغَن Michigan الأمريكية في عام 1964.
* دكتوراه في العلوم من جامعة إيلينوي Illinois الأمريكية في عام 1969.
* دكتوراه في العلوم من جامعة ولاية كَنساس Kansas الأمريكية في عام 1970.
* دكتوراه في العلوم من جامعة وسكنسن الأمريكية في العام ذاته.
* دكتوراه في العلوم التقنية من الكلية الاتحادية التقنية في زوريخ بسويسرا في عام 1971.
وقد مُنح لَشّ الميدالية الوطنية للعلوم في عام 1969؛ لأنه «نقل علم الوراثة genetics بطريقة موضوعية ومنطقية وكمِّية إلى مجالات التطبيق في علم تربية الحيوان»، وقد كان هذا عملاً مهماً في أثناء حياته العلمية الطويلة. ومن جملة ما يُذكر عنه كانت نصيحته للباحث المهتم بالإجابة عن سؤال علمي معين، فيقول له: «ابحث بقدر الاستطاعة عن بيانات علمية غير منحازة data unbiased، وعن طريقة جيدة للإجابة عن السؤال؛ ومن ثم تَعرَّف على نقاط القوة والضعف في إجابتك، ومدى فائدتها في تربية الحيوان». ومن أجل القيمة العلمية الكبيرة لبحوثه، ونوعيتها المتميزة، وكفاءتها العالية، وقدراته التدريسية غير المحدودة، وفلسفته عالماً كبيراً؛ فقد نال التقدير الكبير من الهيئات العديدة التي كرّمته أفضل تكريم.
في العشرينيات من القرن العشرين، كان معظم بحوث لَشّ موجهاً نحو الصفات التي يتحكم بها شفع واحد من المورثات، وتَعَلُّم كيفية قياس الصفات الاقتصادية المهمة، والاهتمام بوراثة الصفات الوصفية qualitative genetics، وكذلك بتطبيق المقاييس الإحصائية المتوافرة في تجارب على تغذية الحيوان؛ ولوصف العلاقات بين الصفات، ومن ثم كان يضع النتائج في خدمة المربين.
كان لَشّ من أوائل العلماء الذين شرحوا آثار المورثات (الجينات) genes في مظاهر الصفات؛ مقترنة بآثار العوامل البيئية المختلفة، المؤقتة منها أو الدائمة، وحدَّد مفاهيم المكافئ التكراري repeatability للصفات. وقد نشر منفرداً؛ وبالتعاون مع آخرين 24 بحثاً علمياً بين عامي 1926 و1930. وعُدّ بعضها من أهم بحوث تربية الحيوان آنذاك، وكان بعنوان «العدد الضروري من البنات لتقييم ذكر التلقيح sire». وفي الثلاثينيات بدأ يشرف على عدد متزايد من طلاب الدراسات العليا في تربية الحيوان، وتزايد تأثير أبحاثه معهم بشكل مطرد وعلى نطاق واسع، واستمر ذلك حتى منتصف الستينيات المنصرمة. ولكنه استمر موجوداً ومؤثراً عبر الأعداد الكبيرة من الطلاب الذين أشرف على دراساتهم وعلمهم.
وجّه لَشّ كثيراً من بحوثه في الثلاثينيات نحو أمور تتعلق بالتربية الداخلية inbreeding والتربية الطرزية linebreeding [ر. القرابة الوراثية]، وبالاصطفاء selection [ر. الاصطفاء الحيواني]، وابتدأ في مطلع الثلاثينيات باستخدام تحليل التباين analysis of variance، إلى جانب الطرائق الإحصائية الأخرى المستخدمة في تحليل نتائج بحوثه وبحوث طلابه الذين نشروا عدداً كبيراً من الأوراق العلمية. وفي عام 1936 نشر كتابه الشهير «خطط تربية الحيوان» Animal Breeding Plans الذي تُرجم إلى لغات أخرى عدة، ومازال من المراجع العلمية القيّمة حتى هذا اليوم.
كانت الأربعينيات والخمسينيات الحقبة الذهبية في الحياة العلمية لِلََشّ، إذ اجتذب عدداً أكبر من الطلاب والباحثين، وانحصرت بحوثه في أثنائها في أبقار الحليب واللحم والخنازير والدواجن، وحتى في نحل العسل، ولكنه لم يستخدم الحيوانات المخبرية فيها. وكانت بحوثه كلها في مجالات تربية الحيوان ووراثة المجموعات (العشائر) population genetics. ومع أنه لا يُعرف بالضبط من وضع مصطلح المكافئ الوراثي heritability؛ إلا أنه يعود إليه الفضل في تعريف هذه القيمة المهمة تعريفاً إحصائياً عام 1940؛ مستخدماً بدقة بالغة تحليل التباين. وقد درس الاصطفاء والطرائق المستخدمة في تنفيذه خاصة بالتعاون مع العالم الشهير ل. ن. هازل L.N.Hazel. وقد أتيح له ولطلابه وزملائه في هذين العقدين تعرّف كثير من أسس تطبيق وراثة المجموعات في تحسين الحيوان. وتضمّن ذلك تحديد الصفات وتوصيفها وقياسها؛ إضافة إلى تقدير المعايير الوراثية الخاصة بها. إضافة إلى دراسات النظم التربوية والكسب الوراثي genetic gain المتوقع منها. ونشر في المدة بين 1940 و1955 بحوثاً بالتعاون مع نحو40 باحثاً مستخدمين ستة أنواع حيوانية.
استمر لَشّ يشرف على طلاب الدراسات العليا حتى عام 1966، واستمر نشاطه البحثي في مجالات عدة، ونشر مئات الأوراق العلمية في أثناء حياته. وقد بلغ عدد الطلاب الذين أشرف على دراساتهم 26 طالباً لنيل درجة الماجستير و124 طالباً لنيل درجة الدكتوراه. وكان يُحترم ويُقدر من قبل جميع طلابه، كما كان صديقاً حميماً لمن يتعرف عليه، ويحمل احتراماً وتقديراً وتفهماً لطلبته. وعلى الرغم من أنه درّس مقررات عدة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، فقد كانت مساهماته أستاذاً خاصة في الدراسات العليا، من أهم منجزاته العلمية، وأسهم - ومن بعده طلبته - في إعداد أجيال متتالية من كبار الباحثين والعلماء في تربية الحيوان ووراثة المجموعات.
قال عنه العالم الشهير R.W.Touchberry: «إن لَشّ حدّد مشكلات حيوانات المزرعة المتغيرة وراثيّاً بطريقة منطقية وبيولوجية وكميّة واقتصادية. وقد أوضح كيف يمكن للوراثة والرياضيات أن تسهما في حلّ مشكلات تربية الحيوان. وقد أفادت أعماله هذه حياة كثيرين. ومن ثم فإنه بدلاً من أن يتبع لَشّ مهنة؛ فإنه في الواقع قاد مهنة على مدى 40 سنة من عمره».
أسامة عارف العوا
لَشّ (جي لورنس ـ)
(1896ـ 1982)
وُلد جي لورنس لَشّْ Jay Lawrence Lush في مدينة شامبو Shambaugh بولاية آيوا Iowa الأمريكية، وانتقل مع عائلته إلى ولاية كَنساس، وعمره 11 عاماً. وكان يعتز بأن أسرته - على الرغم من قلّة مواردها - كانت تمتلك دوماً كتباً كثيرة للقراءة. ومن جامعة ولاية كَنساس Kansas State University حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في عامي 1916 و1918؛ على التوالي. وفي عام 1922 حصل على الدكتوراه في الوراثة من جامعة وِسكنسن Wisconsin، وتزوج عام 1923.
عُيِّن في عام 1921 عضواً في محطّة التجارب الزراعية في جامعة تكساس A&M، وظلّ فيها حتى عام 1930، وفي السنة ذاتها انتقل إلى عضوية الهيئة التدريسية في جامعة ولاية آيوا، وظل فيها حتى إحالته على التقاعد في عام 1966. استمع في شيكاغو في عام 1931 إلى مقرر «الوراثة الإحصائية» statistical genetics للعالم الكبير سيوال رايت [ر] Sewall Wright، وصرّح بأن الأسابيع العشرة التي قضاها فيها كانت من أفضل الفترات المثمرة في حياته. وفي تلك المدة استفاد لَشّ أيضاً من دراسات العالم ر. فيشر [ر] R.Fisher، وكان متميّزاً في دمج نتائج أعمال رايت وفيشر معاً في تحسين الحيوان.
سافر إلى عدد كبير من البلدان، وعقد حلقات تعليمية وبحثية في كثير منها، ومن ثم كان له دور مهم في التغييرات التي حدثت في بحوث تربية الحيوان animal breeding ونتائجها فيها في مناطق كثيرة من العالم.
حصل لَشّ في حياته على عدد كبير من الجوائز التقديرية لمساهماته المتميزة في علوم الحيوان، منها:
* زمالة المجلس الوطني للبحوث في الدنمارك عام 1934.
* جائزة موريسون Morrison Award من الجمعية الأمريكية لعلم الحيوانAmerican Society of Animal Science (ASAS) عام 1946.
* جائزة بوردن Borden Award عام 1958 لبحوثه الممتازة في إنتاج الألبان.
* «ميدالية» فون ناسوزيوس Von Nathusius Medal عام 1960 من الجمعية الألمانية لتربية الحيوان.
* جائزة تربية الحيوان والوراثة عام 1965 من الجمعية الأمريكية لعلم الحيوان.
* في عام 1967 أصبح عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Science.
* وحصل في العام ذاته على جائزة الخدمة المتميزة من الجمعية الأمريكية لعلوم الألبان American Dairy Science Association (ADSA).
* في عام 1969 قلّده رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الميدالية الوطنية للعلوم National Medal of Science.
ومن جهة أخرى، شغل لش مناصب سكرتير الجمعية الأمريكية لعلوم الحيوان ونائب رئيسها ورئيسها، وهي جمعية علمية ذات سمعة عالمية متميزة. كما حصل على عدد من الدرجات الفخرية كما يأتي:
* دكتوراه في الزراعة من الكلية الملكية السويدية للزراعة في أبسالا Upsala ودكتوراه في الزراعة من جامعة غيسن Giessen الألمانية في عام 1957.
* دكتوراه في الزراعة من الكلية الملكية الدنماركية للبيطرة والزراعة في عام 1958.
* دكتوراه في القانون من جامعة ولاية ميتشيغَن Michigan الأمريكية في عام 1964.
* دكتوراه في العلوم من جامعة إيلينوي Illinois الأمريكية في عام 1969.
* دكتوراه في العلوم من جامعة ولاية كَنساس Kansas الأمريكية في عام 1970.
* دكتوراه في العلوم من جامعة وسكنسن الأمريكية في العام ذاته.
* دكتوراه في العلوم التقنية من الكلية الاتحادية التقنية في زوريخ بسويسرا في عام 1971.
وقد مُنح لَشّ الميدالية الوطنية للعلوم في عام 1969؛ لأنه «نقل علم الوراثة genetics بطريقة موضوعية ومنطقية وكمِّية إلى مجالات التطبيق في علم تربية الحيوان»، وقد كان هذا عملاً مهماً في أثناء حياته العلمية الطويلة. ومن جملة ما يُذكر عنه كانت نصيحته للباحث المهتم بالإجابة عن سؤال علمي معين، فيقول له: «ابحث بقدر الاستطاعة عن بيانات علمية غير منحازة data unbiased، وعن طريقة جيدة للإجابة عن السؤال؛ ومن ثم تَعرَّف على نقاط القوة والضعف في إجابتك، ومدى فائدتها في تربية الحيوان». ومن أجل القيمة العلمية الكبيرة لبحوثه، ونوعيتها المتميزة، وكفاءتها العالية، وقدراته التدريسية غير المحدودة، وفلسفته عالماً كبيراً؛ فقد نال التقدير الكبير من الهيئات العديدة التي كرّمته أفضل تكريم.
في العشرينيات من القرن العشرين، كان معظم بحوث لَشّ موجهاً نحو الصفات التي يتحكم بها شفع واحد من المورثات، وتَعَلُّم كيفية قياس الصفات الاقتصادية المهمة، والاهتمام بوراثة الصفات الوصفية qualitative genetics، وكذلك بتطبيق المقاييس الإحصائية المتوافرة في تجارب على تغذية الحيوان؛ ولوصف العلاقات بين الصفات، ومن ثم كان يضع النتائج في خدمة المربين.
كان لَشّ من أوائل العلماء الذين شرحوا آثار المورثات (الجينات) genes في مظاهر الصفات؛ مقترنة بآثار العوامل البيئية المختلفة، المؤقتة منها أو الدائمة، وحدَّد مفاهيم المكافئ التكراري repeatability للصفات. وقد نشر منفرداً؛ وبالتعاون مع آخرين 24 بحثاً علمياً بين عامي 1926 و1930. وعُدّ بعضها من أهم بحوث تربية الحيوان آنذاك، وكان بعنوان «العدد الضروري من البنات لتقييم ذكر التلقيح sire». وفي الثلاثينيات بدأ يشرف على عدد متزايد من طلاب الدراسات العليا في تربية الحيوان، وتزايد تأثير أبحاثه معهم بشكل مطرد وعلى نطاق واسع، واستمر ذلك حتى منتصف الستينيات المنصرمة. ولكنه استمر موجوداً ومؤثراً عبر الأعداد الكبيرة من الطلاب الذين أشرف على دراساتهم وعلمهم.
وجّه لَشّ كثيراً من بحوثه في الثلاثينيات نحو أمور تتعلق بالتربية الداخلية inbreeding والتربية الطرزية linebreeding [ر. القرابة الوراثية]، وبالاصطفاء selection [ر. الاصطفاء الحيواني]، وابتدأ في مطلع الثلاثينيات باستخدام تحليل التباين analysis of variance، إلى جانب الطرائق الإحصائية الأخرى المستخدمة في تحليل نتائج بحوثه وبحوث طلابه الذين نشروا عدداً كبيراً من الأوراق العلمية. وفي عام 1936 نشر كتابه الشهير «خطط تربية الحيوان» Animal Breeding Plans الذي تُرجم إلى لغات أخرى عدة، ومازال من المراجع العلمية القيّمة حتى هذا اليوم.
كانت الأربعينيات والخمسينيات الحقبة الذهبية في الحياة العلمية لِلََشّ، إذ اجتذب عدداً أكبر من الطلاب والباحثين، وانحصرت بحوثه في أثنائها في أبقار الحليب واللحم والخنازير والدواجن، وحتى في نحل العسل، ولكنه لم يستخدم الحيوانات المخبرية فيها. وكانت بحوثه كلها في مجالات تربية الحيوان ووراثة المجموعات (العشائر) population genetics. ومع أنه لا يُعرف بالضبط من وضع مصطلح المكافئ الوراثي heritability؛ إلا أنه يعود إليه الفضل في تعريف هذه القيمة المهمة تعريفاً إحصائياً عام 1940؛ مستخدماً بدقة بالغة تحليل التباين. وقد درس الاصطفاء والطرائق المستخدمة في تنفيذه خاصة بالتعاون مع العالم الشهير ل. ن. هازل L.N.Hazel. وقد أتيح له ولطلابه وزملائه في هذين العقدين تعرّف كثير من أسس تطبيق وراثة المجموعات في تحسين الحيوان. وتضمّن ذلك تحديد الصفات وتوصيفها وقياسها؛ إضافة إلى تقدير المعايير الوراثية الخاصة بها. إضافة إلى دراسات النظم التربوية والكسب الوراثي genetic gain المتوقع منها. ونشر في المدة بين 1940 و1955 بحوثاً بالتعاون مع نحو40 باحثاً مستخدمين ستة أنواع حيوانية.
استمر لَشّ يشرف على طلاب الدراسات العليا حتى عام 1966، واستمر نشاطه البحثي في مجالات عدة، ونشر مئات الأوراق العلمية في أثناء حياته. وقد بلغ عدد الطلاب الذين أشرف على دراساتهم 26 طالباً لنيل درجة الماجستير و124 طالباً لنيل درجة الدكتوراه. وكان يُحترم ويُقدر من قبل جميع طلابه، كما كان صديقاً حميماً لمن يتعرف عليه، ويحمل احتراماً وتقديراً وتفهماً لطلبته. وعلى الرغم من أنه درّس مقررات عدة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، فقد كانت مساهماته أستاذاً خاصة في الدراسات العليا، من أهم منجزاته العلمية، وأسهم - ومن بعده طلبته - في إعداد أجيال متتالية من كبار الباحثين والعلماء في تربية الحيوان ووراثة المجموعات.
قال عنه العالم الشهير R.W.Touchberry: «إن لَشّ حدّد مشكلات حيوانات المزرعة المتغيرة وراثيّاً بطريقة منطقية وبيولوجية وكميّة واقتصادية. وقد أوضح كيف يمكن للوراثة والرياضيات أن تسهما في حلّ مشكلات تربية الحيوان. وقد أفادت أعماله هذه حياة كثيرين. ومن ثم فإنه بدلاً من أن يتبع لَشّ مهنة؛ فإنه في الواقع قاد مهنة على مدى 40 سنة من عمره».
أسامة عارف العوا