ليدمن (ساره) Lidman (Sara-) - Lidman (Sara-)
ليدمَن (ساره ـ)
(1923 ـ 2004)
ساره آديلا ليدمَن Sara Adela Lidman إحدى أبرز كتَّاب اليسار المؤثرين في السياسة والمجتمع السويديين في العقدين السادس والسابع من القرن العشرين. وُلدت في قرية ميسْنترِسك Missenträsk في مقاطعة بوثنيا الغربية Västerbotten شمالي السويد، موطن الغابات الشاسعة ومسرح أحداث العديد من رواياتها. درست في جامعة أبسالا Uppsala حيث تخرجت عام 1949، وأيضاً في جامعة أوميو Umeå.
بعد أن أغرقت ليدمن في كتاباتها في المحلية، توجهت نحو العالم الواسع فزارت جنوب إفريقيا لتطّلع بأم عينها على ممارسات القمع في ظل نظام التمييز العنصري، وناصرت، كغيرها من كتَّاب اليسار، حركات التحرر في دول العالم الثالث. عاشت في العاصمة الڤييتنامية هانوي في عام 1965، وكان لها دور كبير في الشارع السويدي الرافض للحرب الأمريكية. وقفت إلى جانب عمال مناجم الفلز في السويد في إضرابهم عام 1969 من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، وصارت رمزاً لهم في نضالهم في وجه أرباب العمل (الرأسماليين) المتعاونين، بصورة أو بأخرى، مع الحكم (الاشتراكي الديمقراطي). وبعد إخفاق ثورة الطلاب والعمال في أوربا عام 1968، كانت هزيمة الولايات المتحدة في ڤييتنام النصر الوحيد لليسار الذي بدأ يتراجع أمام المدّ الرأسمالي القائم على الاستهلاكية وعلى تنمية شعور الأنانية الفردية محل التضامن مع الآخر، وعلى تقويض دعامات دولة الرفاهية welfare state ونسف مكاسب الطبقة العاملة التي كانت السويد رائدة لها، وكان هذا كله همّ ليدمَن الدائم حتى وفاتها في مدينة أوميو.
كانت أول روايتين كتبتهما ليدمن «مجمع القطران» Tjärdalen (1953) و«أرض التوت» Hjortronlandet (1955) حول طفولتها ويفاعتها في الريف السويدي وحول الصدام بين طريقين في الحياة: النفاق والمحبة، الظلمة والنور، الخير والشر. وظل ذلك الجزء من البلاد مسرح مؤلفاتها الأخرى مثل رواية «طائر المطر» Regnspiran (1958). وبعد زيارتها لإفريقيا كتبت روايات «أنا وابني» Jag och min son (1967) و«مع خمس ماسات» Med fem diamanter (1965). وكانت مجموعة التقارير «أحاديث في هانوي» Samtal i Hanoi (1966)، و«طيور نام دِنه» Fåglarna i Nam Dinh (1972)، التي كانت إدانة للحرب الامبريالية، نتيجة إقامتها في ڤييتنام.
عادت ليدمن إلى موطنها الأثير في الشمال Norrland، والتفتت إلى مشكلات مواطنيها فكتبت «المَنْجم» Gruvan (1968) الذي أخذ شكل مجموعة تقارير حول أوضاع عمال المناجم ومشكلاتهم ورؤيتهم لاتحادهم ولرب عملهم ولتضامنهم. ثم كتبت بين أعوام 1977 ـ 1985 سلسلة من خمس روايات بالعنوان الجامع «ملحمة خط الحديد» Jernbaneepos تدور أحداثها عند نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مع توسع الاستيطان الذي رافق توسيع شبكة الخطوط الحديدية لتشمل أقصى شمالي البلاد، والتدهور الذي رافق ذلك في أوضاع المنطقة وفي عاداتها وتقاليدها في سبيل التطور الصناعي عن طريق استثمار الثروات الطبيعية من خشب وفلز، والمساس بالانسجام والتوازن القائم بين الطبيعة والإنسان. وقد قدمت ليدمن هذه الملحمة كقصة رمزية مأخوذة عن الإنجيل [ر] حيث يصبح المخلِّص ديدريك Didrik، الذي كان مثلاً أعلى للناس من حوله، رأسمالياً خائناً يسهِّل للشركات الكبيرة امتصاص خيرات الناس والأرض. ومن مؤلفاتها الأخرى رواية «لحظة البراءة» Oskuldens minut (1999) و«جسد وروح (سبب)» Kropp och skäl (2003).
كتبت ليدمن نثراً غنياً معبّراً بلغة محلية أحياناً، وبلغة الإنجيل والساغا [ر] أحياناً أخرى. كانت مُحاورة ومحرِّضة سياسية فذة عبَّرت عن الوعي والالتزام الاجتماعي والسياسي وعن معارضتها لأشكال الاستغلال والاستبداد كافة، وفي الصف الأول من الرافضين للحروب من ڤييتنام وحتى العراق، وكُرِّمت بالعديد من الجوائز منها جائزة «مجلس الشمال» للأدب عام 1980.
طارق علوش
ليدمَن (ساره ـ)
(1923 ـ 2004)
ساره آديلا ليدمَن Sara Adela Lidman إحدى أبرز كتَّاب اليسار المؤثرين في السياسة والمجتمع السويديين في العقدين السادس والسابع من القرن العشرين. وُلدت في قرية ميسْنترِسك Missenträsk في مقاطعة بوثنيا الغربية Västerbotten شمالي السويد، موطن الغابات الشاسعة ومسرح أحداث العديد من رواياتها. درست في جامعة أبسالا Uppsala حيث تخرجت عام 1949، وأيضاً في جامعة أوميو Umeå.
بعد أن أغرقت ليدمن في كتاباتها في المحلية، توجهت نحو العالم الواسع فزارت جنوب إفريقيا لتطّلع بأم عينها على ممارسات القمع في ظل نظام التمييز العنصري، وناصرت، كغيرها من كتَّاب اليسار، حركات التحرر في دول العالم الثالث. عاشت في العاصمة الڤييتنامية هانوي في عام 1965، وكان لها دور كبير في الشارع السويدي الرافض للحرب الأمريكية. وقفت إلى جانب عمال مناجم الفلز في السويد في إضرابهم عام 1969 من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، وصارت رمزاً لهم في نضالهم في وجه أرباب العمل (الرأسماليين) المتعاونين، بصورة أو بأخرى، مع الحكم (الاشتراكي الديمقراطي). وبعد إخفاق ثورة الطلاب والعمال في أوربا عام 1968، كانت هزيمة الولايات المتحدة في ڤييتنام النصر الوحيد لليسار الذي بدأ يتراجع أمام المدّ الرأسمالي القائم على الاستهلاكية وعلى تنمية شعور الأنانية الفردية محل التضامن مع الآخر، وعلى تقويض دعامات دولة الرفاهية welfare state ونسف مكاسب الطبقة العاملة التي كانت السويد رائدة لها، وكان هذا كله همّ ليدمَن الدائم حتى وفاتها في مدينة أوميو.
كانت أول روايتين كتبتهما ليدمن «مجمع القطران» Tjärdalen (1953) و«أرض التوت» Hjortronlandet (1955) حول طفولتها ويفاعتها في الريف السويدي وحول الصدام بين طريقين في الحياة: النفاق والمحبة، الظلمة والنور، الخير والشر. وظل ذلك الجزء من البلاد مسرح مؤلفاتها الأخرى مثل رواية «طائر المطر» Regnspiran (1958). وبعد زيارتها لإفريقيا كتبت روايات «أنا وابني» Jag och min son (1967) و«مع خمس ماسات» Med fem diamanter (1965). وكانت مجموعة التقارير «أحاديث في هانوي» Samtal i Hanoi (1966)، و«طيور نام دِنه» Fåglarna i Nam Dinh (1972)، التي كانت إدانة للحرب الامبريالية، نتيجة إقامتها في ڤييتنام.
عادت ليدمن إلى موطنها الأثير في الشمال Norrland، والتفتت إلى مشكلات مواطنيها فكتبت «المَنْجم» Gruvan (1968) الذي أخذ شكل مجموعة تقارير حول أوضاع عمال المناجم ومشكلاتهم ورؤيتهم لاتحادهم ولرب عملهم ولتضامنهم. ثم كتبت بين أعوام 1977 ـ 1985 سلسلة من خمس روايات بالعنوان الجامع «ملحمة خط الحديد» Jernbaneepos تدور أحداثها عند نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مع توسع الاستيطان الذي رافق توسيع شبكة الخطوط الحديدية لتشمل أقصى شمالي البلاد، والتدهور الذي رافق ذلك في أوضاع المنطقة وفي عاداتها وتقاليدها في سبيل التطور الصناعي عن طريق استثمار الثروات الطبيعية من خشب وفلز، والمساس بالانسجام والتوازن القائم بين الطبيعة والإنسان. وقد قدمت ليدمن هذه الملحمة كقصة رمزية مأخوذة عن الإنجيل [ر] حيث يصبح المخلِّص ديدريك Didrik، الذي كان مثلاً أعلى للناس من حوله، رأسمالياً خائناً يسهِّل للشركات الكبيرة امتصاص خيرات الناس والأرض. ومن مؤلفاتها الأخرى رواية «لحظة البراءة» Oskuldens minut (1999) و«جسد وروح (سبب)» Kropp och skäl (2003).
كتبت ليدمن نثراً غنياً معبّراً بلغة محلية أحياناً، وبلغة الإنجيل والساغا [ر] أحياناً أخرى. كانت مُحاورة ومحرِّضة سياسية فذة عبَّرت عن الوعي والالتزام الاجتماعي والسياسي وعن معارضتها لأشكال الاستغلال والاستبداد كافة، وفي الصف الأول من الرافضين للحروب من ڤييتنام وحتى العراق، وكُرِّمت بالعديد من الجوائز منها جائزة «مجلس الشمال» للأدب عام 1980.
طارق علوش