عبد الرحمن بن حبيب الفهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد الرحمن بن حبيب الفهري

    عبد الرحمن بن حبيب الفهري
    (…ـ 137هـ/… ـ 755م)

    عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري، عاش في عصر الدولة الأموية وبدايات الدولة العباسية، ونشأ وترعرع في ظل أسرة عريقة، وبيئة ذات سمت عسكري؛ فوالده حبيب كان من أهم العسكريين في المغرب، ومن أهم من برز فيها في ساحات القتال، وهو من أسرة تنتسب إلى القائد الفاتح عقبة بن نافع مُنشىء القيروان، وأمه بربرية من جبال أوراس، فورث عبد الرحمن من كل ذلك صفات البطولة والشجاعة والطموح والإقدام.
    كان عبد الرحمن مع أبيه بإفريقيا، فاعتنى به وأنشأهُ نشأةً حربية، ودرّبه على القتال، وجعله من أركان جيشه، وأسند إليه مهمات الفتوح الكبرى في غزواته، فأوكل إليه مثلاً مهمة غزو سرقوسة عاصمة صقلية، فغزاها وأخضعها وفرض عليها الجزية.
    شهد عبد الرحمن في عام 12هـ/739م مع أبيه حروبه في المغرب الأقصى، فلما قُتل أبوه هناك، وهزمت جيوشه، سار عبد الرحمن إلى الأندلس، وهناك بدأت تظهر عبقريته الحربية، وتطلع إلى الرئاسة، وما كان له ذلك لقوة والي الأندلس آنذاك أبي الخطار حسام بن ضرار الكلبي، الذي ضبط ولايته ووحّد كلمتها، فدانت له وخضعت، ولذلك ركب عبد الرحمن البحر سراً إلى تونس، فوصل إليها في عام 126هـ/743م، ودعا أهلها إلى بيعته فأجابوه وبايعوه بالإمارة، ثم تخلص من خصومه وسار إلى القيروان ودخلها في جمادى الآخرة عام 127هـ/744م، فسيطر على إفريقيا، وبعث إلى الخليفة مروان بن محمد الذي تولى الخلافة سنة 127هـ، بعد مقتل الوليد ابن يزيد بن عبد الملك، بالهدايا وتقرَّب إليه فأرسل إليه مروان بالولاية على إفريقيا والأندلس. وقد شهد عبد الرحمن بعد ذلك أحداثاً مهمة وتحولاّت تاريخية كبرى منها سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ/749م، وقيام الدولة العباسية، ودخول عبد الرحمن الداخل إلى المغرب ثم هربه إلى الأندلس، ومع أن عبد الرحمن كتب إلى الخليفة العباسي أبي العباس بطاعته، لم يلبث أن خلع الخليفة أبا جعفر المنصور واستقل بولايته.
    اتصف عبد الرحمن بالذكاء والدهاء والحيلة، فتجاوز كل الملمات التي واجهته، ومنها الثورات التي قامت ضده، كثورة طرابلس وإفريقيا واستطاع القضاء عليها، وانتصر في كل المعارك التي خاضها حتى دوَّخ المغرب، فغزا صقلية وأخضع أهلها وفرض عليهم الجزية، وأرسل جيشاً إلى سردينيا وفرض عليها الجزية أيضاً، وفي عام 135هـ/753م سمع بتجمع أهل تلمسان عليه ليهاجموه، فسار إليهم وهزمهم بعد معركة كبيرة.
    انتهت حياة عبد الرحمن على يد أخويه إلياس بن حبيب وعبد الوارث ابن حبيب، بعد أن عظم الحسد في قلب إلياس، وحرضته على ذلك زوجته ـ وكان عبد الرحمن قد قتل ابن أخيها ـ ووالاهم على ذلك جماعة من أهل القيروان والمشارقة وغيرهم، على أن تكون الولاية من بعده لإلياس والدعاء للخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، فقتلاه غيلةً في قصره بالقيروان عام 137هـ/755م، فكانت إمارته استقلالاً عشر سنين وسبعة أشهر.
    عمار النهار
يعمل...
X