#يوميات_مخرجة_مستجدة_6
تكتبها: بثينة الناصري
كان من شروط استئجار حافلة الاحلام تحديد الوقت من الساعة الثامنة صباحا الى الرابعة مساء يوم الأحد 2 نيسان/ابريل 2023 لأن التصوير سيجري في ضوء النهار. ولكن في انتظار وصول كل الممثلين ومنهم اثنان قادمان من محافظات بعيدة والآخران من أطراف القاهرة، لم نقتحم كراج الشركة قبل العاشرة صباحا.
وجدنا الحافلة في انتظارنا مع سائقها. لكن كانت هناك مشكلة.
كنا نريد ركابا يملأون مقاعدها الخمسين او على الأقل نصف العدد. وكنت قد دعوت قبل يوم اصدقائي في مصر للمشاركة في ركوب الأتوبيس ولكن اعتذر البعض بأنهم في رمضان لايستطيعون الاستيقاظ مبكرا، والبعض لم يرد عليّ اصلا. وهكذا اضطررنا الى الطلب من موظفي وعمال كراج الشركة ملء الأماكن كأنهم مسافرون. التزم بعضهم بالجلوس على مقاعد الحافلة، ولكن بين حين وآخر كان احدهم يتذكر شيئا عليه ان يفعله فيغادر مكانه ثم يعود.
استغرق تصوير المشاهد الأولى داخل الحافلة وخارجها اليوم كله وهي واقفة في الكراج. والسائق يجلس في مكانه ثم يقف، ثم يتثاءب. و كنت واقفة قربه حين أبدى لي رغبته في المشاركة في الفيلم قائلا "صوروني وانا اقول للركاب: اصعدوا حان وقت السفر". وعدته أن نضيف هذه اللقطة المقترحة للسيناريو، ولم اتعجب من رغبته ففي تجربتي القصيرة حتى الآن مع صناعة الأفلام، كل المصريين صغارا وكبارا يريدون ان يمثلوا في السينما. لكن راح من بالي تنفيذ رغبته، فقد كان التصوير واعادة اللقطات وتغيير العدسات للقطات المتوسطة والمقربة والبعيدة قد استنفد الوقت كله ولم يتبق من موعد تسليم الحافلة حسب الإتفاق سوى ساعة واحدة وهي لم تتحرك بعد.
وفي اللحظات الأخيرة طلبنا من السائق ان ينطلق بنا الى طريق سفر قريب. اقتربت من السائق وسألته ما هو الوقت المحدد له للعودة حسب تعليمات ادارته له؟ قال "الساعة الخامسة".
رائع ! هذا يعني ان إدارة الشركة سمحت لنا بساعة اضافية على الاتفاق. ربما بعد ان رأوا ان التصوير ليس نزهة.
كان هناك مشهد يكون فيه أحد الشخصيات نائما (لطول طريق السفر) ولكن ارتجاج السيارة وتوقفها يوقظه فجأة فيسأل (وصلنا؟).
وقد تم اعادة لقطة توقف السيارة الحاد والفجائي عدة مرات، على طريق سفر تهدر فيه سيارات ومركبات نقل حتى خشيت ان تصطدم واحدة بنا.
اقتربت من السائق وقلت له "لا توقف الاتوبيس بخشونة، وانما توقف بنعومة حتى لا نعمل حادثة الله يسترك".
وقرب الساعة الخامسة عاد بنا السائق الى الكراج.
اخذنا المعدات والفريق في سيارتي وسيارة (محمد) أحد أبطال الفيلم وتوجهنا الى لوكيشن آخر يمثل استراحة في طريق السفر وكنت اتفقت مع صاحبه ان يسمح لنا بتصوير مشهد فيه. ومن حسن الحظ ان المشهد كان قصيرا جدا ولا يتطلب الكثير من اعادة اللقطات. لكن كان المشهد يتطلب أن يشرب ابطال الفيلم القهوة التي يقدمها لهم الجرسون. صاحب الكافيه قال ان القهوة تستغرق وقتا لاعدادها، فقلت له "ضع ماء في الاقداح" وابعثها مع الجرسون.
وهكذا حين انتهى المشهد، صاحت احدى الممثلات "ضحكوا علينا" كانت تأمل ان تشرب قهوة حقيقية بعد يوم مجهد. ولكني على اية حال لم اخدع صاحب الكافيه فقد اعطيته ثمن اقداح قهوة اصلية.
وكنت عند وعدي للفريق ان ننتهي من التصوير قبل الخامسة ليتسنى للمثلة نادية القادمة من الاسكندرية العودة اليها، وللممثل أحمد ان يعود الى المنصورة، والممثل (محمد) يقيم في مدينة خارج حدود القاهرة ومساعدة المخرج (حسناء) كانت قادمة ايضا من ضواحي القاهرة البعيدة.
مازال لدينا مشاهد اولى في الفيلم لابد ان نصورها في الشوارع. ومشاهد فلاش باك لعشر سنوات مضت لإثنين من أبطال الفيلم.
لا تنسى يا أحمد في المرة القادمة تأتي بأدوات لحلاقة ذقنك لتعود في سن العشرينات.
يقول وهو يودعنا ضاحكا "سأعود صبيا لن تتعرفوا عليه"
++
مرفق فيديو كواليس التصوير داخل الأتوبيس. في الفيديو يظهر ابطال الفيلم (محمد غنيمي - بانة مشتاق- أحمد طلعت- نادية حماد) مع مدير التصوير أبالي سامي ومساعدة المخرج حسناء اسماعيل، والكاميرا مان ريمون ايوب.
تكتبها: بثينة الناصري
كان من شروط استئجار حافلة الاحلام تحديد الوقت من الساعة الثامنة صباحا الى الرابعة مساء يوم الأحد 2 نيسان/ابريل 2023 لأن التصوير سيجري في ضوء النهار. ولكن في انتظار وصول كل الممثلين ومنهم اثنان قادمان من محافظات بعيدة والآخران من أطراف القاهرة، لم نقتحم كراج الشركة قبل العاشرة صباحا.
وجدنا الحافلة في انتظارنا مع سائقها. لكن كانت هناك مشكلة.
كنا نريد ركابا يملأون مقاعدها الخمسين او على الأقل نصف العدد. وكنت قد دعوت قبل يوم اصدقائي في مصر للمشاركة في ركوب الأتوبيس ولكن اعتذر البعض بأنهم في رمضان لايستطيعون الاستيقاظ مبكرا، والبعض لم يرد عليّ اصلا. وهكذا اضطررنا الى الطلب من موظفي وعمال كراج الشركة ملء الأماكن كأنهم مسافرون. التزم بعضهم بالجلوس على مقاعد الحافلة، ولكن بين حين وآخر كان احدهم يتذكر شيئا عليه ان يفعله فيغادر مكانه ثم يعود.
استغرق تصوير المشاهد الأولى داخل الحافلة وخارجها اليوم كله وهي واقفة في الكراج. والسائق يجلس في مكانه ثم يقف، ثم يتثاءب. و كنت واقفة قربه حين أبدى لي رغبته في المشاركة في الفيلم قائلا "صوروني وانا اقول للركاب: اصعدوا حان وقت السفر". وعدته أن نضيف هذه اللقطة المقترحة للسيناريو، ولم اتعجب من رغبته ففي تجربتي القصيرة حتى الآن مع صناعة الأفلام، كل المصريين صغارا وكبارا يريدون ان يمثلوا في السينما. لكن راح من بالي تنفيذ رغبته، فقد كان التصوير واعادة اللقطات وتغيير العدسات للقطات المتوسطة والمقربة والبعيدة قد استنفد الوقت كله ولم يتبق من موعد تسليم الحافلة حسب الإتفاق سوى ساعة واحدة وهي لم تتحرك بعد.
وفي اللحظات الأخيرة طلبنا من السائق ان ينطلق بنا الى طريق سفر قريب. اقتربت من السائق وسألته ما هو الوقت المحدد له للعودة حسب تعليمات ادارته له؟ قال "الساعة الخامسة".
رائع ! هذا يعني ان إدارة الشركة سمحت لنا بساعة اضافية على الاتفاق. ربما بعد ان رأوا ان التصوير ليس نزهة.
كان هناك مشهد يكون فيه أحد الشخصيات نائما (لطول طريق السفر) ولكن ارتجاج السيارة وتوقفها يوقظه فجأة فيسأل (وصلنا؟).
وقد تم اعادة لقطة توقف السيارة الحاد والفجائي عدة مرات، على طريق سفر تهدر فيه سيارات ومركبات نقل حتى خشيت ان تصطدم واحدة بنا.
اقتربت من السائق وقلت له "لا توقف الاتوبيس بخشونة، وانما توقف بنعومة حتى لا نعمل حادثة الله يسترك".
وقرب الساعة الخامسة عاد بنا السائق الى الكراج.
اخذنا المعدات والفريق في سيارتي وسيارة (محمد) أحد أبطال الفيلم وتوجهنا الى لوكيشن آخر يمثل استراحة في طريق السفر وكنت اتفقت مع صاحبه ان يسمح لنا بتصوير مشهد فيه. ومن حسن الحظ ان المشهد كان قصيرا جدا ولا يتطلب الكثير من اعادة اللقطات. لكن كان المشهد يتطلب أن يشرب ابطال الفيلم القهوة التي يقدمها لهم الجرسون. صاحب الكافيه قال ان القهوة تستغرق وقتا لاعدادها، فقلت له "ضع ماء في الاقداح" وابعثها مع الجرسون.
وهكذا حين انتهى المشهد، صاحت احدى الممثلات "ضحكوا علينا" كانت تأمل ان تشرب قهوة حقيقية بعد يوم مجهد. ولكني على اية حال لم اخدع صاحب الكافيه فقد اعطيته ثمن اقداح قهوة اصلية.
وكنت عند وعدي للفريق ان ننتهي من التصوير قبل الخامسة ليتسنى للمثلة نادية القادمة من الاسكندرية العودة اليها، وللممثل أحمد ان يعود الى المنصورة، والممثل (محمد) يقيم في مدينة خارج حدود القاهرة ومساعدة المخرج (حسناء) كانت قادمة ايضا من ضواحي القاهرة البعيدة.
مازال لدينا مشاهد اولى في الفيلم لابد ان نصورها في الشوارع. ومشاهد فلاش باك لعشر سنوات مضت لإثنين من أبطال الفيلم.
لا تنسى يا أحمد في المرة القادمة تأتي بأدوات لحلاقة ذقنك لتعود في سن العشرينات.
يقول وهو يودعنا ضاحكا "سأعود صبيا لن تتعرفوا عليه"
++
مرفق فيديو كواليس التصوير داخل الأتوبيس. في الفيديو يظهر ابطال الفيلم (محمد غنيمي - بانة مشتاق- أحمد طلعت- نادية حماد) مع مدير التصوير أبالي سامي ومساعدة المخرج حسناء اسماعيل، والكاميرا مان ريمون ايوب.