جيروم سافونارولا Gérôme Savonarola راهب وواعظ مسيحي ثوري إيطالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيروم سافونارولا Gérôme Savonarola راهب وواعظ مسيحي ثوري إيطالي

    سافونارولا (جيروم ـ)
    (1452 ـ 1498م)

    جيروم سافونارولا Gérôme Savonarolaراهب وواعظ مسيحي ثوري إيطالي، عاش في عصر النهضة الأوربية، وتصدى لظاهرة الانحلال الأخلاقي والديني لرجال عصره.
    ولد في مدينة فيرارا Ferrara الإيطالية، والتحق بتنظيم رهبان الدومينيكان في مدينة فلورنسا الإيطالية Florence، من أجل التفرغ للوعظ وتعليم الدين.
    قامت دعوة سافونارولا الدينية على ضرورة الرجوع إلى تعاليم الدين المسيحي الحقة، والعودة إلى التمسك بأهداب الفضيلة، لإنقاذ فلورنسا من الإنهيار الخلقي الذي كان يعاني منه المجتمع الإيطالي في عهد حاكم فلورنسا آنذاك لورنتزو الفاخر Lorenzo، الذي عمل على توفير أسباب اللهو للجماهير والذي نتج منه إفسادها وتبديد طاقاتها. وهذا ما أدى إلى أن يجعل من سافونارولا راهباً ثائراً يكره النهضة وعصرها، لأنها حسب اعتقاده كانت السبب في تدهور الأخلاق، ومن ثم انحلال المجتمع الإيطالي، وهذا ما حمله على شن حملات عنيفة تنتقد أخلاق معاصريه وانغماسهم في حياة الفسق والترف والمجون، ولاسيما حكام البلاد من أعلام النهضة أمثال البابا اسكندر السادس وحاكم فلورنسا لورنتزو الفاخر.
    سلك الراهب سافونارولا في البداية الطريق السلمي الذي اعتمد فيه الكتابة والانتقاد والوعظ للوصول إلى غاياته الأخلاقية معتمداً على براعته الخطابية. وحين أدرك بأن هذا الطريق السلمي لم يوصله إلى تحقيق غاياته، عمد إلى العنف بعد أن استقطب فريقاً من الشبان المتحمسين لأفكاره الأخلاقية والدينية، وقام بتدريبهم وتلقينهم العلوم التربوية والعسكرية والدينية ومن ثم ألّف منهم فرقاً كلفها بالرقابة على الآداب العامة والقضاء على أماكن الفساد. وبعد سيطرته هو وأنصاره على مدينة فلورنسا، بعد وفاة حاكمها لورنتزو الفاخر في عام 1492م، مضى في تطبيق خطته الثورية الدينية بالعنف، وقد تمثل ذلك خاصة بإحراق الكتب والمنشورات التي كان قد عارض مؤلفوها وناشروها أفكاره وخططه، والتي عدها هو وأنصاره بأنها مخالفة للمسيحية التي يؤمنون بها.
    أدت هذه الحملة العنيفة ضد كل ما جاءت به النهضة الإيطالية ببعض الباحثين إلى عد حرق الكتب المخالفة لآرائه الإصلاحية الدينية من أسوء أعمال حركة سافونارولا التي عُدَّت حركة رجعية بكل معنى الكلمة، وبأنها تمثل التيار المسيحي المتطرف والمضاد لتيار النهضة.
    ونتيجة لحملته «الأخلاقية» على الكنيسة والبابوية وعلى رأسها البابا اسكندر السادس Alexander VI، اتهم بالهرطقة والكفر.
    ومن أجل التخلص منه ومن حركته الدينية المتطرفة صدر عن البابا اسكندر السادس قرار الحرمان البابوي في شهر أيار من عام 1497م، وأُلقي القبض عليه ونُفذ حكم الإعدام به حرقاً في أحد ميادين مدينة فلورنسا.
    ومن أهم العوامل التي أدت إلى انهيار حركته: موقفه المؤيد للاحتلال الفرنسي لاعتقاده بأن فرنسا ستسعى لنشر العدل والحرية في المجتمع الإيطالي، إضافة إلى عداء سافونارولا للتجار والحكام الذين وقف في وجه مصالحهم وأطماعهم التجارية والسياسية، إضافة إلى ذلك فإن سافونارولا لكونه من رجال الدين المخلصين لم يلجأ إلى الأساليب الملتوية في مجال السياسة بعكس أعدائه وخصومه الذين استخدموا أساليب الغدر والخيانة والخداع للإيقاع به.
    ومن الممكن إضافة عامل أساسي أخير؛ وهو أن هدف مؤيديه لم يكن الإصلاح الديني بقدر ما كان محاولة الاستفادة من الإصلاح الديني من اجل رفع الظلم السياسي الذي كان مخيماً على مدينة فلورنسا.
    عبد الكافي الصطوف

يعمل...
X