اريحا (في فلسطين)
Jericho / Ariha - Jericho / Ariha
أريحا (في فلسطين)
اسم لمدينتين إِحداهما في فلسطين وهي موضوع هذا البحث والأخرى في سورية.
أريحا (فلسطين) جغرافياً
الموقع والظهير: تقع أريحا Jericho (Ariha) في الغور الفلسطيني غرب نهر الأردن قريباً من الحضيض الشرقي لجبال رام الله - القدس, شمال شرقي القدس مسافة 37كم, وعند تقاطع خط الطول 35 درجة و27 دقيقة شرقاً وخط العرض 31 درجة و50 دقيقة و10 ثوان شمالاً. ولقد أقيمت أريحا على جزء من غور أريحا المحصور بين وادي العوجة شمالاً ونهر الأردن شرقاً والبحر الميت جنوباً وجبال رام الله - القدس غرباً, وهو يتسع هنا ليبلغ عرضه 18كم. ويمتد ظهيرها على النصف الجنوبي من غور الأردن الواقع دون مستوى سطح البحر أكثر من 260م, حيث تقع أريحا نفسها على ارتفاع - 276م تحت سطح البحر. وأرضها غير مستقرة وعرضة للهزات الأرضية لوجودها في منطقة ذات صدوع. كما أن عيونها المائية ذات أصل صدعي. أما تربتها فتتكون من توضعات من الطمي والغرين الهابطين من المرتفعات الغربية, وتؤلف تربة خصبة وثروة طبيعية تدعم الزراعة, وهي الوظيفة الأساسية لظهير أريحا. وتغطي هذه التربة القاعدة الغضارية والمارنية العائدة لبحيرة اللسان[ر. البحر الميت]. ويسود أريحا وظهيرها مناخ مداري - صحراوي حتى شبه صحراوي, ويكون متوسط درجات الحرارة السنوية فيها 23.7 درجة مئوية ومتوسط الأمطار السنوية 152مم, والتبخر السنوي 2000مم, ولا ينخفض معدل حرارة كانون الثاني عن 9.3 درجة مئوية. فالمناخ غَوري دافئ شتاء وحار صيفاً مما يجعل من أريحا مشتىً نموذجياً ومنتجة للبواكير من الخضر والثمار. لكنها تعاني من عجز مائي سطحي دائم مما يضطر السكان إِلى الاعتماد على المياه الجوفية, إِذ لا تقوم في المنطقة زراعة من دون ري. وتتكوَّن مياهها السطحية من السيول الشتوية, ومياه ينابيع عين السلطان وعين النويعمة, وعين ديوك الذي يبعد نحو 3كم إِلى الشمال الغربي من المدينة.
السكان والتطور:
يقدر عدد سكان أريحا القديمة بنحو 2000 نسمة, لكنهم لم يتجاوزوا 250 نسمة عام 1878, ويذكر الرحالة الذين زاروها بأن سكانها كانوا خليطاً من سكان قدماء وأسر بدوية عرفت باسم «الغوارنة» نسبة إِلى الغوْر, بينهم أسر من صعيد مصر جاؤوها أيام الحكم المصري لبلاد الشام. وظلت أريحا قرية تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات على الرغم من وصول جماعة من سكان القدس إِليها, ولم يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة عام 1912. وارتفع عددهم إِلى 1693 نسمة سنة 1931 ثم إِلى 3010 نسمة عام 1945. ولقد تضاعف عدد السكان أكثر من مرتين عام 1961 (10,000 نسمة) نتيجة وصول اللاجئين الفلسطينيين إِليها. لكنه عاد وانخفض إِلى 6829 نسمة إِثر الاحتلال الإِسرائيلي للمدينة عام 1967. ثم عاد وتزايد ليصل إِلى أكثر من 17000 نسمة عام 1985. ولا يمكن عزو هذا التذبذب في أعداد السكان وتطورهم في أريحا إِلى تزايد أو تناقص الولادات والوفيات, أو الزيادة السنوية الطبيعية, بل إِنه يرتبط بالأحداث السياسية وبظروف الاحتلال العسكري الإِسرائيلي لفلسطين وانتقال السكان, علماً بأن الزيادة السنوية الطبيعية إِيجابية وتقدر بنحو 34 بالألف لأبناء الضفة الغربية عامة. وقد ارتفع عدد سكان أريحا بعد منحها هي وقطاع غزة الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية في غزة وفي الضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو في 20/8/1993 القاضية بانسحاب القوات الصهيونية منهما.
أما عمران أريحا ومخططها فلقد مرا بمراحل من التطور, كان أولها تغير موقع المدينة في العصور التاريخية, فلقد تحولت البيوت المبنية من اللبن والطين والمسقوفة بالخشب أو القصب وفوقها التراب المرصوص إِلى مساكن حديثة يدخل الإِسمنت والحجر والحديد في بنائها, وتعددت طبقاتها, وأصبح الكثير من أزقتها وحاراتها الضيقة المتعرجة شوارع مفروشة بالإِسفلت تلتقي بالشارع الرئيس ذي المحور الشمالي الجنوبي أو بسوقها المركزية في وسط المدينة. وفيها بلدية تنظم عمرانها وتوسعه شمالاً وغرباً حيث التحمت المدينة بمخيم عين السلطان, وتوسعت باتجاه الجنوب على امتداد طريق القدس ومخيم عقبة جابر. ولقد تجاوزت المساكن كتلة المدينة المكتظة إِلى مزارعها وبساتينها حيث قامت فيها المساكن المتباعدة.
وظائف المدينة:
كانت أريحا وما زالت واحة زراعية وتبلغ مساحة أراضيها أكثر من 37 ألف دونم معظمها مستغل, وينتج الخضر والثمار والحبوب, ولقد توسعت وتطورت فيها زراعة البواكير والحمضيات والموز, التي يصدر فائضها إِلى الأردن وبلدان الخليج العربي. ولقد قام إِلى الشرق منها مشروع العَلَمي النموذجي للزراعة وتربية المواشي الذي أسسه الفلسطيني موسى العَلَمي في مواجهة المشروعات الاستيطانية الصهيونية زمن الانتداب البريطاني. ولأريحا وظيفة تجارية لكونها سوق الأغوار الجنوبية وعقدة مواصلاتها باتجاه القدس والأردن عن طريق جسر الملك حسين. أما صناعاتها فمحدودة بالصناعات التقليدية الغذائية الصغيرة, إِضافة إِلى مصنعين حديثين للنسيج في المخيمين, وإِلى صنع المياه الغازية وتحضير الثمار وصنع المفروشات. ولقد أصبح لأريحا وظيفة إِدارية منذ سميت ناحية عام 1908, ثم أصبحت مركز قضاء في عهد الانتداب, ألحقت بعدها بقضاء القدس, لتعود مركز قضاء ثانية بعد عام 1948 وهي اليوم واحدة من المدن العربية ذات الحكم الذاتي وتدار من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 1993 وتوقيع اتفاقية أوسلو وملاحقها. وتضم أريحا أكثر من 25 مدرسة رسمية وأهلية ومدارس لوكالة غوث اللاجئين بعد 1948. وهي غنية بالآثار والمعالم التاريخية تجلب السياح لزيارتها والاستمتاع بدفء شتاء الغور, أقيمت فيها الاستراحات والفنادق لاستقبالهم وكازينو, مما زاد في أهمية الوظيفة السياحية للمدينة.
أريحا (في فلسطين) أثرياً وتاريخياً
أريحا مدينة قديمة في فلسطين, تقع في سهل يبعد نحواً من 1.5 كم من الموقع الأثري القديم, تل السلطان, الذي يقع على مسافة 7كم إِلى الغرب من نهر الأردن و12 كم إِلى الشمال الغربي من البحر الميت. وقد احتفظت المدينة العربية باسمها الذي يعود إلى الأصل الكنعاني «يريحو» وهو اسم يدل على القمر «يَرَح» في الكنعانية والآرامية والعربية الجنوبية.
التنقيبات الأثرية وأهم نتائجها
بدأت الاستطلاعات الأثرية للرحالة وعلماء الآثار الأوربين منذ القرن الماضي (1867) وتتابعت السبور الأولى والتنقيبات بعد ذلك في التل الأثري الذي تبلغ أبعاده 307×160م. وهو يقع على مستوى دون سطح البحر في وسط واحة من النخيل ترويها مياه العيون المجاورة. ويرتفع رُكام حُطام الآثار من العصور المتعاقبة على تاريخ التل إِلى عشرين متراً. وقد تسببت الهزات الأرضية المتكررة وما نجم عنها من دمار الينابيع وجفافها في خراب عمران الموقع وابتعاد السكان عنه. وتمثل تنقيبات غارستانغ (1930 -1936) إِبّان الانتداب البريطاني مرحلة مهمة في الكشف عن تاريخ المدينة وأدت إِلى الوصول إِلى طبقات العصر الحجري الحديث, ما قبل الفخار. واستؤنفت التنقيبات بإِدارة عالمة الآثار البريطانية كاثلين كنيون (1952-1958) في موقع تل السلطان وعثرت على آثار تعود إِلى الحضارة النطوفية, وتوصلت إِلى معرفة الكثير عن حياة الناس في العصور الباكرة. وقدّمت معلومات مفصّلة عن العصر الحجري الحديث (8000-4000ق.م), واستطاعت أن تميز فيه ما بين مرحلتين: مرحلة ما قبل الفخار ومرحلة الفخّار.أما في العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري, فقد اتسمت الحياة في أريحا بالزراعة البدائية إِلى جانب الاعتماد على الصيد وجمع الطعام لتوفير القوت. وبنيت البيوت على شكل دائري من الطوب الترابي. وعثرت الباحثة كنيون على مجموعتين من التماثيل الصغيرة التي كانت تتألف كل مجموعة منها من عائلة تضم رجلاً وامرأة وطفلاً؛ ويعتقد الأب رولان ديفو بأن لهذه العائلة صفة دينية تمثل ربّاً وربّة وطفلاً إِلهياً. وتعد هذه الآثار شواهد على تطور التفكير الديني ويقوم بعضها دليلاً على
Jericho / Ariha - Jericho / Ariha
أريحا (في فلسطين)
اسم لمدينتين إِحداهما في فلسطين وهي موضوع هذا البحث والأخرى في سورية.
أريحا (فلسطين) جغرافياً
السكان والتطور:
يقدر عدد سكان أريحا القديمة بنحو 2000 نسمة, لكنهم لم يتجاوزوا 250 نسمة عام 1878, ويذكر الرحالة الذين زاروها بأن سكانها كانوا خليطاً من سكان قدماء وأسر بدوية عرفت باسم «الغوارنة» نسبة إِلى الغوْر, بينهم أسر من صعيد مصر جاؤوها أيام الحكم المصري لبلاد الشام. وظلت أريحا قرية تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات على الرغم من وصول جماعة من سكان القدس إِليها, ولم يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة عام 1912. وارتفع عددهم إِلى 1693 نسمة سنة 1931 ثم إِلى 3010 نسمة عام 1945. ولقد تضاعف عدد السكان أكثر من مرتين عام 1961 (10,000 نسمة) نتيجة وصول اللاجئين الفلسطينيين إِليها. لكنه عاد وانخفض إِلى 6829 نسمة إِثر الاحتلال الإِسرائيلي للمدينة عام 1967. ثم عاد وتزايد ليصل إِلى أكثر من 17000 نسمة عام 1985. ولا يمكن عزو هذا التذبذب في أعداد السكان وتطورهم في أريحا إِلى تزايد أو تناقص الولادات والوفيات, أو الزيادة السنوية الطبيعية, بل إِنه يرتبط بالأحداث السياسية وبظروف الاحتلال العسكري الإِسرائيلي لفلسطين وانتقال السكان, علماً بأن الزيادة السنوية الطبيعية إِيجابية وتقدر بنحو 34 بالألف لأبناء الضفة الغربية عامة. وقد ارتفع عدد سكان أريحا بعد منحها هي وقطاع غزة الحكم الذاتي للسلطة الفلسطينية في غزة وفي الضفة الغربية بعد اتفاقية أوسلو في 20/8/1993 القاضية بانسحاب القوات الصهيونية منهما.
أما عمران أريحا ومخططها فلقد مرا بمراحل من التطور, كان أولها تغير موقع المدينة في العصور التاريخية, فلقد تحولت البيوت المبنية من اللبن والطين والمسقوفة بالخشب أو القصب وفوقها التراب المرصوص إِلى مساكن حديثة يدخل الإِسمنت والحجر والحديد في بنائها, وتعددت طبقاتها, وأصبح الكثير من أزقتها وحاراتها الضيقة المتعرجة شوارع مفروشة بالإِسفلت تلتقي بالشارع الرئيس ذي المحور الشمالي الجنوبي أو بسوقها المركزية في وسط المدينة. وفيها بلدية تنظم عمرانها وتوسعه شمالاً وغرباً حيث التحمت المدينة بمخيم عين السلطان, وتوسعت باتجاه الجنوب على امتداد طريق القدس ومخيم عقبة جابر. ولقد تجاوزت المساكن كتلة المدينة المكتظة إِلى مزارعها وبساتينها حيث قامت فيها المساكن المتباعدة.
وظائف المدينة:
كانت أريحا وما زالت واحة زراعية وتبلغ مساحة أراضيها أكثر من 37 ألف دونم معظمها مستغل, وينتج الخضر والثمار والحبوب, ولقد توسعت وتطورت فيها زراعة البواكير والحمضيات والموز, التي يصدر فائضها إِلى الأردن وبلدان الخليج العربي. ولقد قام إِلى الشرق منها مشروع العَلَمي النموذجي للزراعة وتربية المواشي الذي أسسه الفلسطيني موسى العَلَمي في مواجهة المشروعات الاستيطانية الصهيونية زمن الانتداب البريطاني. ولأريحا وظيفة تجارية لكونها سوق الأغوار الجنوبية وعقدة مواصلاتها باتجاه القدس والأردن عن طريق جسر الملك حسين. أما صناعاتها فمحدودة بالصناعات التقليدية الغذائية الصغيرة, إِضافة إِلى مصنعين حديثين للنسيج في المخيمين, وإِلى صنع المياه الغازية وتحضير الثمار وصنع المفروشات. ولقد أصبح لأريحا وظيفة إِدارية منذ سميت ناحية عام 1908, ثم أصبحت مركز قضاء في عهد الانتداب, ألحقت بعدها بقضاء القدس, لتعود مركز قضاء ثانية بعد عام 1948 وهي اليوم واحدة من المدن العربية ذات الحكم الذاتي وتدار من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 1993 وتوقيع اتفاقية أوسلو وملاحقها. وتضم أريحا أكثر من 25 مدرسة رسمية وأهلية ومدارس لوكالة غوث اللاجئين بعد 1948. وهي غنية بالآثار والمعالم التاريخية تجلب السياح لزيارتها والاستمتاع بدفء شتاء الغور, أقيمت فيها الاستراحات والفنادق لاستقبالهم وكازينو, مما زاد في أهمية الوظيفة السياحية للمدينة.
أريحا (في فلسطين) أثرياً وتاريخياً
أريحا مدينة قديمة في فلسطين, تقع في سهل يبعد نحواً من 1.5 كم من الموقع الأثري القديم, تل السلطان, الذي يقع على مسافة 7كم إِلى الغرب من نهر الأردن و12 كم إِلى الشمال الغربي من البحر الميت. وقد احتفظت المدينة العربية باسمها الذي يعود إلى الأصل الكنعاني «يريحو» وهو اسم يدل على القمر «يَرَح» في الكنعانية والآرامية والعربية الجنوبية.
التنقيبات الأثرية وأهم نتائجها
بدأت الاستطلاعات الأثرية للرحالة وعلماء الآثار الأوربين منذ القرن الماضي (1867) وتتابعت السبور الأولى والتنقيبات بعد ذلك في التل الأثري الذي تبلغ أبعاده 307×160م. وهو يقع على مستوى دون سطح البحر في وسط واحة من النخيل ترويها مياه العيون المجاورة. ويرتفع رُكام حُطام الآثار من العصور المتعاقبة على تاريخ التل إِلى عشرين متراً. وقد تسببت الهزات الأرضية المتكررة وما نجم عنها من دمار الينابيع وجفافها في خراب عمران الموقع وابتعاد السكان عنه. وتمثل تنقيبات غارستانغ (1930 -1936) إِبّان الانتداب البريطاني مرحلة مهمة في الكشف عن تاريخ المدينة وأدت إِلى الوصول إِلى طبقات العصر الحجري الحديث, ما قبل الفخار. واستؤنفت التنقيبات بإِدارة عالمة الآثار البريطانية كاثلين كنيون (1952-1958) في موقع تل السلطان وعثرت على آثار تعود إِلى الحضارة النطوفية, وتوصلت إِلى معرفة الكثير عن حياة الناس في العصور الباكرة. وقدّمت معلومات مفصّلة عن العصر الحجري الحديث (8000-4000ق.م), واستطاعت أن تميز فيه ما بين مرحلتين: مرحلة ما قبل الفخار ومرحلة الفخّار.أما في العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري, فقد اتسمت الحياة في أريحا بالزراعة البدائية إِلى جانب الاعتماد على الصيد وجمع الطعام لتوفير القوت. وبنيت البيوت على شكل دائري من الطوب الترابي. وعثرت الباحثة كنيون على مجموعتين من التماثيل الصغيرة التي كانت تتألف كل مجموعة منها من عائلة تضم رجلاً وامرأة وطفلاً؛ ويعتقد الأب رولان ديفو بأن لهذه العائلة صفة دينية تمثل ربّاً وربّة وطفلاً إِلهياً. وتعد هذه الآثار شواهد على تطور التفكير الديني ويقوم بعضها دليلاً على